الداهش عندما يكون صاحيا يبدع ، وان اختلفت معه في مواقفه السياسي

[rtl]لم تكن هناك أي مظاهر احتفاء بالمولد النبوي خلال الأربعة قرون الأولى من بداية الدعوة الإسلامية وربما أزيد، رغم أنه لا الله سبحانه قد حرم ذلك ولا نبيه عليه السلام قد نهى عنه. فالعرب الذين تأخروا في الولوج إلى عصر التدوين ظلوا ولزمن طويلة محكومين بمنظومة قيم البداوة التي تعتبر العربي الشجاع هو من يسترخص الحياة بل يزدريها.[/rtl]

[rtl]زد على ذلك ما تعرض له آل البيت من تضييق خانق من قبل سلطة بني أمية في صراع ناسوتي لا علاقة له بالدين، تم خلاله استدعاء النزاع (الهاشمي ـ الأموي) والذي كان محتدما قبل الإسلام، ليعود بعد أقل من عشرة أعوام عن واقعة "سقيفة بني ساعدة"، ويتطور الخلاف إلى اشتباك (سني ـ شيعي) مازال مستمرا حتى كتابة هذه السطور، وهو لا يختلف كثيرا عن الصدام الكاثوليكي البروتستنتي إبان عصور الظلام المسيحي، والحقيقة أن كلا النزاعين لا علاقة له بالسماء.[/rtl]

[rtl]لقد كان بني أمية وفق لهاجس أمني يخشون من مظاهر تبجيل الرسول (ص) لأن ذلك سيؤدي على الأرجح إلى تبجيل أهل البيت وتمييزهم وهذا ما قد يعطيهم أحقية الولاية، وفي المقابل يبالغ قطاع واسع من الشيعة في الاحتفاء بنسب النبي وللسبب نفسه وقد اقتبسوا من سفر حزقيال الذي يقول بعودة المسيح خلال معركة هيرمجدون ليضيفوا إلى الموسوعة الإسلامية الإمام المغيب أو المهدي المنتظر كما اقتبسوا من العهد القديم أيضا الأسباط الاثنى عشر ليضيفوا الإثناعشرية.[/rtl]

[rtl]لقد حاول الفريق الأول شرعنة وتكريس سلطته عبر تجيير الدين معتمدا على النقل وقمع العقل.. وعلى سلطة تأويل النص لا مقاصد النصوص. في الوقت الذي حاول قيه الثاني تغافل حقيقة مهمة وهي أن النبوءة لا تورث.[/rtl]

[rtl]والسؤال اليوم: هل نستطيع أن نقرأ الابتهاج بعيد المولد النبوي ليس كتكريم وتعظيم لأخر الأنبياء والذي يتعرض لحملة إساءة وتشويه واسعة في العالم الغربي؟[/rtl]

[rtl]صحيح أن المولد تحول إلى ظاهرة استهلاكية وصرنا ندفع فاتورة عالية مقابل الألعاب النارية، ولكن كل مناسباتنا تحولت إلى مظاهر استهلاكية ليس بداية بعيد الفطر المبارك وفاتورة الملابس وليس نهاية بعيد الأضحى الذي غابت فيه قيم التضحية.[/rtl]

[rtl]المهم هناك قصد حسن ولو كانت الطريقة سيئة.. وهي عادة وليست عبادة حتى وان كان بعض المؤيدين لها يدفعون بحجة "من سن سنة حسنة في الإسلام".[/rtl]

[rtl](طبع) الفريق المناهض لهذا الاحتفال يتمترس خلف الحديث "كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" دون محاولة فهم أن بعض النصوص يتعين التعامل معها بعموم اللفظ وخصوص المعنى وهناك نصوص تقتضي العكس. فلا أتصور أن الإسلام يرفض الإبداع ويقاطع العصر وإلا فإن مكبرات الصوت والمكيفات وحتى المصابيح الكهربائية في الجوامع بدعة غير جائزة طالما انه لا يوجد ما يفرق بين ما هو حميد وما هو سيء.[/rtl]

[rtl]عبد الررزاق الداهش[/rtl]