شبح الصراعات
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
شبح الصراعات
في كتابه شبح الصراعات كتب فيرجال هاوكينز 2008 حول بؤر التوتر في العالم, يتسائل هاوكينز لماذا لا تظهر على الرادارات الاعلامية على حد وصفه اكبر الحروب الدموية في العالم و لماذا تركز وسائل الاعلام العالمية على الابراز غير العدل لبعض بؤر التوتر في العالم على حساب اخرى. ففي العامين الاوليين لاندلاع الحرب في كونغو قتل ما يقارب 1,8 مليون انسان مباشرة بعد اكتشاف مناطق غنية بالنفط و خامات الكوبلت و النحاس فيها. في نفس الفترة كان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي قد ادى الى مقتل الفي شخص فقط. برغم ذلك فان الاعلام العالمي كان منشغلا بهذا الصراع و لم تبدي اي اهتمام بمجازر الكونغو, صحيفة النيويوك تايمز كانت خلال تلك الفترة قد كتبت 11 مرة اكثر عن المشكلة الفلسطينية الاسرائيلية مقارنة بكونغو. و السي ان ان 53 مرة اكثر.
و يتحدث الكاتب الصحفي السويدي "هوكان لينغرين" عن كيفية تركيز وسائل الاعلام على الصراعات في العالم بطريقة تحول اهتمام اغلبية الناس بالاتجاه الذي تريده. ويقول: اذا سالت اي شخص في العالم اليوم عن اكبر بؤر التوتر و الصراع في العالم التي تحصد حياة اكبر عدد من الناس فان الجواب سيكون الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بالتاكيد. و لكن دعوني اقول لكم ان الصراع في جمهورية كونغو الديموقراطية تدور رحاها بين 11 دولة منذ خمسين سنة على مساحة من الارض تتجاوز مساحة اوروبا الغربية و قد قتل فيها 5 ملايين انسان و هذه المعارك مازالت مستمرة و برغم ذلك لا نسمع عنها اي شئ.
اليكم بعض الحقائق السريعة التي حصلت عليها عن كونغو من جوجل من خلال بحث سريع
تعد جمهورية الكونغو الديمقراطية أغنى بلد في العالم فيما يتعلق بالموارد الطبيعية، قيمتها تصل إلى ما يزيد على 24 تريليون دولارا. و لكنها ثاني افقر دولة في العالم من حيث دخل الفرد فيها ويعيش ثلثي سكانها في فاقة. الكونغو هي أكبر منتج في العالم لخام الكوبالت، ومنتج رئيسي من النحاس والماس الصناعي، شركة كاتانغا للتعدين المحدودة وهي شركة سويسرية تنتج 175 الف طن من النحاس و 8،000 طن من الكوبالت سنويا تتمركز هناك و تمتلك أكبر مصفاة الكوبالت في العالم. وجمهورية الكونغو الديمقراطية تمتلك أيضا 50 في المئة من الغابات في أفريقيا والانهار التي تجري على اراضيها يمكن أن توفر طاقة كهربائية لكامل القارة الافريقية وفقا لتقرير للأمم المتحدة عن الأهمية الاستراتيجية للبلاد ودورها المحتمل كقوة اقتصادية في وسط أفريقيا. و برغم كل هذه الثروات فان البلاد تغرق في الحرب منذ 50 سنة حتى الان و هي حرب حصدت حياة ما لا يقل عن خمسة ملايين شخص. دون ان يلفت انتباه العالم؟ و في حين تتزايد الطاقات الانتاجية للشركات بشكل مستمر يتزايد فقر السكان و تشتد الصراعات السياسية و القبلية بينهم, هل يحدث هذا بمحض الصدفة؟
للاجابة على هذا السؤال حاولت متابعة اكبر الشركات التي تستثمر في الكونغو و اذا بها هذه الشركة السويسرية التي يملكها شخصية يهودية امريكية معروفة و هو Marc Rich و بغض النظر عن كونه احد اكبر الاثرياء في العالم فانه اشتهر من خلال ضلوعه في فضيحة ايران كونترا و العقود السرية مع صدام حسين و المتعلقة بالنفط مقابل الغذاء. و هو يرتبط بشبكة علاقات دولية و يحمل اربعة جوازات بينها جواز اسرائيلي. حسنا اذن لسنا بحاجة الى معرفة المزيد لعمل استنتاجات منطقية.
ثاني اكبر بؤر التوتر من حيث حجم الضحايا استنادا الى فيرجال هاوكينز هي السودان بعدها تاتي انغولا ثم راواندا, افغانستان فالصومال ثم العراق و لم تكن سوريا عام 2008 في وقت صدور الكتاب قد دخلت دائرة التوتر. و تاتي بؤر اخرى للتوتر في القائمة مثل كشمير, كولومبيا, سريلانكا, الفلبين, طاجكستان, بيرو, بورما, نيبال, و من ثم اخيرا الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. و برغم ذلك فانه يبدو من خلال وسائل الاعلام و التغطية التي تحظى بها بان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي مقدمة الصراعات في العالم.
السؤال هنا, هل تستخدم المشكلة الفلسطينية لالهاء العالم عن المشاكل الاخرى؟ هل يسفك دماء الابرياء في فلسطين بين الحين و الاخر لابعاد الانتباه عن دواليب الدماء التي تقيمها عصابات الدولار في كل مكان؟ لا نعرف ذلك؟ و لكن هنالك غرابة في الامر خصوصا ان جميع وسائل الاعلام الكبرى في العالم تقريبا يمتلكها بضعة اشخاص و شركات مرتبطة بنخبة الدولار.
منقول
و يتحدث الكاتب الصحفي السويدي "هوكان لينغرين" عن كيفية تركيز وسائل الاعلام على الصراعات في العالم بطريقة تحول اهتمام اغلبية الناس بالاتجاه الذي تريده. ويقول: اذا سالت اي شخص في العالم اليوم عن اكبر بؤر التوتر و الصراع في العالم التي تحصد حياة اكبر عدد من الناس فان الجواب سيكون الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بالتاكيد. و لكن دعوني اقول لكم ان الصراع في جمهورية كونغو الديموقراطية تدور رحاها بين 11 دولة منذ خمسين سنة على مساحة من الارض تتجاوز مساحة اوروبا الغربية و قد قتل فيها 5 ملايين انسان و هذه المعارك مازالت مستمرة و برغم ذلك لا نسمع عنها اي شئ.
اليكم بعض الحقائق السريعة التي حصلت عليها عن كونغو من جوجل من خلال بحث سريع
تعد جمهورية الكونغو الديمقراطية أغنى بلد في العالم فيما يتعلق بالموارد الطبيعية، قيمتها تصل إلى ما يزيد على 24 تريليون دولارا. و لكنها ثاني افقر دولة في العالم من حيث دخل الفرد فيها ويعيش ثلثي سكانها في فاقة. الكونغو هي أكبر منتج في العالم لخام الكوبالت، ومنتج رئيسي من النحاس والماس الصناعي، شركة كاتانغا للتعدين المحدودة وهي شركة سويسرية تنتج 175 الف طن من النحاس و 8،000 طن من الكوبالت سنويا تتمركز هناك و تمتلك أكبر مصفاة الكوبالت في العالم. وجمهورية الكونغو الديمقراطية تمتلك أيضا 50 في المئة من الغابات في أفريقيا والانهار التي تجري على اراضيها يمكن أن توفر طاقة كهربائية لكامل القارة الافريقية وفقا لتقرير للأمم المتحدة عن الأهمية الاستراتيجية للبلاد ودورها المحتمل كقوة اقتصادية في وسط أفريقيا. و برغم كل هذه الثروات فان البلاد تغرق في الحرب منذ 50 سنة حتى الان و هي حرب حصدت حياة ما لا يقل عن خمسة ملايين شخص. دون ان يلفت انتباه العالم؟ و في حين تتزايد الطاقات الانتاجية للشركات بشكل مستمر يتزايد فقر السكان و تشتد الصراعات السياسية و القبلية بينهم, هل يحدث هذا بمحض الصدفة؟
للاجابة على هذا السؤال حاولت متابعة اكبر الشركات التي تستثمر في الكونغو و اذا بها هذه الشركة السويسرية التي يملكها شخصية يهودية امريكية معروفة و هو Marc Rich و بغض النظر عن كونه احد اكبر الاثرياء في العالم فانه اشتهر من خلال ضلوعه في فضيحة ايران كونترا و العقود السرية مع صدام حسين و المتعلقة بالنفط مقابل الغذاء. و هو يرتبط بشبكة علاقات دولية و يحمل اربعة جوازات بينها جواز اسرائيلي. حسنا اذن لسنا بحاجة الى معرفة المزيد لعمل استنتاجات منطقية.
ثاني اكبر بؤر التوتر من حيث حجم الضحايا استنادا الى فيرجال هاوكينز هي السودان بعدها تاتي انغولا ثم راواندا, افغانستان فالصومال ثم العراق و لم تكن سوريا عام 2008 في وقت صدور الكتاب قد دخلت دائرة التوتر. و تاتي بؤر اخرى للتوتر في القائمة مثل كشمير, كولومبيا, سريلانكا, الفلبين, طاجكستان, بيرو, بورما, نيبال, و من ثم اخيرا الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. و برغم ذلك فانه يبدو من خلال وسائل الاعلام و التغطية التي تحظى بها بان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي مقدمة الصراعات في العالم.
السؤال هنا, هل تستخدم المشكلة الفلسطينية لالهاء العالم عن المشاكل الاخرى؟ هل يسفك دماء الابرياء في فلسطين بين الحين و الاخر لابعاد الانتباه عن دواليب الدماء التي تقيمها عصابات الدولار في كل مكان؟ لا نعرف ذلك؟ و لكن هنالك غرابة في الامر خصوصا ان جميع وسائل الاعلام الكبرى في العالم تقريبا يمتلكها بضعة اشخاص و شركات مرتبطة بنخبة الدولار.
منقول
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا .
جراح وطنية-
- الجنس :
عدد المساهمات : 32311
نقاط : 51436
تاريخ التسجيل : 19/09/2011
. :
. :
. :
رد: شبح الصراعات
مقال سياسي رصين ورائغ
للاسف ليبيانا اليوم تحتل المركز رقم واحد في الحروب في العالم وخطط لنا مثل ما خطط للكونغو الديمقراطية.
شكرا اخت جراح
للاسف ليبيانا اليوم تحتل المركز رقم واحد في الحروب في العالم وخطط لنا مثل ما خطط للكونغو الديمقراطية.
شكرا اخت جراح
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
فإذا ما اللحن غنى ذات يوم بمصائر
فتذكر يا صديقي
أن ذاك الوقع رقصي
بين كثبان المجازر
بلد الطيوب-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10027
نقاط : 19828
تاريخ التسجيل : 22/12/2011
. :
. :
مواضيع مماثلة
» مافيا السلاح تستنزف أموال العالم وتؤجج الصراعات
» الفاتيكان يدعو لإنهاء الصراعات في شمال إفريقيا والشرق الأوسط
» الزنديق سالم دربي وارهاصات الصراعات بين الجرذان /ملخص للقائه على قناة ليبيا تفووووووووو الدبيبية
» الفاتيكان يدعو لإنهاء الصراعات في شمال إفريقيا والشرق الأوسط
» الزنديق سالم دربي وارهاصات الصراعات بين الجرذان /ملخص للقائه على قناة ليبيا تفووووووووو الدبيبية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 24 نوفمبر - 16:39 من طرف علي عبد الله البسامي
» نكبة بلد المشاعر
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى فرسان اليمن
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي