سلطة الشعب وان طال السفر / اعاده لنشر مقال تم نشره بالزحف الاخضر عام 2004
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سلطة الشعب وان طال السفر / اعاده لنشر مقال تم نشره بالزحف الاخضر عام 2004
الثلاثاء تتزامن الاحتفالات
بسلطة الشعب في ليبيا وشبيهتها في أمريكا
سلطة الشعب ليست اختراعاً ليبياًً، بل إن القائد باعتباره ضمير العالم ، قام بصياغة طموحات الجماهير ونضالاتها وعذاباتها عبر التاريخ ،في نظرية تشكل طريقاً ثالثاً، بعد الزقاقين اللذين وصلت إليهما الجماهير، فــالزقاق الأول في محاولة اثينا ،التي اجهضت باعتماد النيابة عن المباشرة .
وجاء الزقاق الثاني كثورة ضمير على ممارسة العسف والاستغلال التي مارستها النظرية الرأسمالية ،وكيفما تم إجهاض المحاولة لممارسة السلطة الحقيقية المباشرة، قامت رأسمالية الحكومة لتفريغ نظرية العدل من محتوياتها ، فقضت عليها قبل أن تكمل قرناً من محاولة بنائها.
والآن يحاول الليبيون ترسيخ سلطة الشعب، بعد أن أسست بقرار ثوري ، لأنه يوجد فرق بين تأسيس البنيان وترسيخه ،فنحن تسلمنا هدية هي سلطة الشعب، تعمل وفق آليات بديعة ،تعود في أساسها ومعطياتها إلى القواعد الطبيعية الجماهيرية ،البعيدة عن العسف أو الفوقية أو الهرمية أو الاســـتغلال .
ويوم الثلاثاء يحتفل الليبيون بمرور قرابة جيل على إعلانها ،وفي اليوم نفسه يحتفل الأمريكيون بمرور ثلاثة قرون على تأسيس سلطتهم الشعبية، وكانت المحاولة الأمريكية لإقامة سلطة الشعب برهاناً على أن سلطة الشعب هي الحل التلقائي والشعبي والجماهيري، الذي يلجأ إليه البشر ،عندما يجدون أنفسهم في أرض دون حاكم ،ودون محتـــكر ،ودون كربـــاج ،ودون قـــانون ،ودون كاهن . فعندما وجد المهاجرون الأمريكيون في الشمال الشرقي للولايات المتحدة أنفسهم في هذا الوضع ،أهدتهم فطرتهم إلى تأسيس سلطة الشعب، فشكلوا مؤتمراً شعبياً واختاروا له أمانة ولجنة شعبية بالاختيار الشعبي المباشر .
وأصدر المؤتمر القرارات المتعلقة بحياة الناس، وصاغتها الأمانة ،وسلمتها للجنة الشعبية لتنفيذها ،ثم عقد المؤتمر مرة أخرى لمحاسبة الأمانة واللجنة الشعبية عن مدى تنفيذ القرارات التي صاغها المؤتمر في جلساته السابقة .
واستمر الحال هكذا إلى أن تدخلت أدوات العسف والاستغلال ،فتم التخلي عن ممارسة سلطة الشعب ،واقتصرت على مظاهر بسيطة ، حيث يتم عقد المؤتمر والاحتفال به في أول يوم ثلاثاء من شهر الربيع من كل عام، إلى يومنا هذا .
وقبل تجميد العلاقات اطلع بعض طلابنا بأمريكا على هذه التجربة ،فعاشوا ممارسة حقيقية لسلطة الشعب في تسمية أخرى، حيث تسمى هناك " ملتقيات المدن"، وأمام هذه الحقيقة نحن نفتخر أننا سبقنا كل شعوب الأرض، وأقمنا دولة تدار بوساطة الشعب ،وهي حل جذري وحتمي لمشكلات الإنسان، مهما كثر المشككون في نجاح التجربة ،ومهما اغتر المرجفون ببريق الإعلام المحكوم باحتكارات الأفراد والرشوقراطية .
إن العالم مازال يتقلب ولم يتغير ،وهو الآن وإن انقلب على الوجه الرأسـمالي ، فحتماً سينقلب على وجه آخر ،أو يتغير جذرياً ،فمؤسسات المجتمع المدني، وحركات البديل ،والخضر ،والاحتجاجات ،و الاعــتصامات ،و الإضرابات و الاضطرابات ،و الصراعات، ما هي إلا إرهاصات للتغيير ، وعدم قبول الحل العسفي والاستغلالي .
وحيث إن إبطال التاريخ هم الذين يضحون من أجل قضايا مجتمعهم ،فإن المهمة تقع على عــاتق المؤمنين بســــــلطة الشعب ، الذين انضموا للــــحركة ،واعتنقوا أفكارها برؤوسهم ،وليس الذين انضموا إليها ببطونهم .
الذي نعنيه أن مهمة خلق الوعي والتحريض على قيادة التغيير موكولة إلى الذين تشربوا الفكر الجماهيري ،ومارسوه سلوكاً يومياً، واعتنقوه منهجاً للقضاء على العسف والاستغلال ،وبناء التنمية وتحسين الخدمة ،والعيش في تآلف ومحبة ،على كوكب آمن اقتصادياً وسياسياً وبيئياً .
فسلطة الشعب هي الحل لاحترام الأفكار والعقائد والآراء والأجناس والألوان والأعراق والثقافات .
أما الببغاويون والسطحيون والمصلحون والخائفون والمنافقون والمترددون وأصحاب الأفكار الخشبية فلا يستطيعون التضحية من أجل الآخرين .
ولايتمتعون بالمصداقية، التي تستطيع كل الجماهير سبرها ،والتحقق منها، بفعل عولمة المعلومات.
العالم الآن تحكمه مؤسسات إعلامية ،تروج لأدوات عسف واستغلال ضد مصلحة كل شعوب الأرض دون استثناء ،بممارسة التغييب والتجهيل والإسفاف والابتزاز والاحتكار والاستهلاك . وقبل ثلاث سنوات، وفي هذه الصحيفة، شبهنا ما يجري في ليبيا اليوم بمن يتسلق جبلاً يطل على مرج أخضر وصل القائد إلى قمة الجبل ،وأطل من خلف القمة على ذلك المرج الأخضر، بما فيه من نعيم أرضي ،وحرضنا على الوصول إليه، ولكن مواقفنا تتباين، فمنا من صدق النبوءة ،وحاول الوصول إلى القمة، وبعدها المرج الأخضر ،وبعضنا يشكك في وجود مرج أخضر بعد تلك القمة المرتفعة، أما المنافقون فيمارسون شد أرجل المتسلقين وسرقة قوتهم ومياه شربهم ، وهؤلاء هم الأغلبية في هذا العقد .وتوجد فئة أخرى في القاع، أصحابها يصفقون ويطبلون للمتسلقين، ولسان حالهم، دعهم يعملون، لنتمكن من انتقـــادهم ،وهم في أنفسهم مرتعدون يحكمهم الخوف .
والسؤال الكبير :هل مازلنا في حاجة لتدريس ودراسة خطاب العيد السادس
بما يحويه من الانتقال من الثورة إلى الدولـة ؟
أي هل نقود التغيير ؟ أم نتبعه تتبعــــاً ؟
وهل جميعنا مستوعب ومتذكر للتعميم رقم 1 ؟
ومهما كانت الإجابات ،فنحن نمثل ضمير الشعوب، والوعي ألقى علينا مسؤولية يجب علينا الاضطلاع بها .وهي رسم الطريق ، وتقديم القدوة لشعوب الأرض في الممارسة السليمة لسلطة الشعب ،وفضح أساليب التغرير العالمي ،والتحريض على تحرر الشعوب ،وخلق فضاءات متعاونة لا متنافسة ، وعقائد متفاهمة لامتقاتلة ، وثقافات متعايشة لا متنافرة..
وخلاصة الاستقراء والاستنتاج ،أن سلطة الشعب مطلب جماهيري يفرض نفسه،إن تحررت إرادة الناس من أدوات العسف والاستغلال ،وكل المحاولات التي تعوق قيام سلطة الشعب ستبوء بالفشل ،لأن سلطة الشعب رؤية حتمية ستتحقق ولو بعد قرون ،وسيستمر الصراع والتضحيات إلى أن تتحقق . ونحن بعد أن وصلنا إلى شاطئ الأمان ،بينما غيرنا مازالت تتقاذفه أمواج أدوات العسف والاستغلال ،الأجدى بنا ألا تهن عزائمنا ،أو تضعف إرادتنا ،أو يغرر بنا ، أو نتجرجر إلى أمواج الصراعات ،أو نسمح بانتكاس المحاولة التاريخية لإقامة سلطة الشعب
وهذه مسؤولية الحوارين، الذين أنفق القائد عظيم جهده لبنائهم فكرياً، أما الذين التحموا بالقافلة بدافع بطونهم ،فيجب تجاوزهم،وعدم التعويل عليهم،لأن مصيرهم مزبلة التاريخ الذي يكتبه فقط أبطال التاريخ .
وحتماً ستنتصر سلطة الشعب ،وستــحتفل شـــعوب الأرض قاطــبة بإقامتهــا، وبالانعتاق النهائي من أدوات العسف والاستغلال .
وإن غدًا لناظره قريب .
وإلى الأمام
صحيفة الزحف الأخضر عام 2004م
-----------------------------------------------------
ملاحظه : تم تجميعه في كتاب بعنوان (ولي دين ) قام بنشره مجلس الثقافة العام سنة 2008
د.محمد جبريل-
- الجنس :
عدد المساهمات : 872
نقاط : 8987
تاريخ التسجيل : 25/12/2014
. :
. :
رد: سلطة الشعب وان طال السفر / اعاده لنشر مقال تم نشره بالزحف الاخضر عام 2004
ربنا ينصر الحق و يظهره واضحا جليا تبصره العقول قبل العيون ..
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
** لن ننسى أسرانا **
طبيبة القلوب الخضراء-
- الجنس :
عدد المساهمات : 7073
نقاط : 18555
تاريخ التسجيل : 09/05/2012
بطاقة الشخصية
زنقتنا: 69
مواضيع مماثلة
» النفط و الاستسلام هما المسؤولان عن التفجيرات / مقال تم نشره بالزحف الاخضر عام 2004
» ارجوا إفادتي .
» لا سلطة في ليبيا الا سلطة الشعب
» مقال نشره موقع "مدونة اليسار العمالي" الألماني حول مسرحية الانتخابات في ليبيا
» في مقال نشره في صحيفة "لبوينه" الفرنسية.. برنار ليفي يهدد الجرذ بوشنه
» ارجوا إفادتي .
» لا سلطة في ليبيا الا سلطة الشعب
» مقال نشره موقع "مدونة اليسار العمالي" الألماني حول مسرحية الانتخابات في ليبيا
» في مقال نشره في صحيفة "لبوينه" الفرنسية.. برنار ليفي يهدد الجرذ بوشنه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي