بثينة الناصري لـ'العرب': داعش مقدمة لتقسيم جديد للمنطقة
صفحة 1 من اصل 1
بثينة الناصري لـ'العرب': داعش مقدمة لتقسيم جديد للمنطقة
الكاتبة العراقية تعتبر أن الحروب الجديدة تهدف إلى تدمير الدولة الحديثة والعودة إلى تشرذم الشعوب وهو ما يحدث في بعض دول المنطقة.
العرب محمد أبوالفضل وعماد أنور [نُشر في 15/03/2015، العدد: 9857، ص(4)]
الاحتلال بواسطة القوة الناعمة (الإعلام) أصعب ويأخذ وقتا أطول لكن التأثير يمتد إلى عقود كثيرة قادمة
يتجاوز الإعلام دوره الترفيهي، ليصبح وفق الباحثة العراقية بثينة الناصري، أداة سياسة وسلاحا رئيسا في غزو الدول وفي لعبة الحرب والنفوذ على مصادر الطاقة. وأكدت بثينة الناصري، لـ”العرب”، ومن أجل تحقيق الهدف المطلوب من الخطاب الإعلامي لا بد من الإبهار، واستخدام أشكال مختلفة من الخداع تقوم بفعل السحر في المتلقين.
قالت بثينة الناصري الكاتبة والإعلامية العراقية، في حوار أجرته معها “العرب” في القاهرة، إن الهيمنة الأميركية الحالية لا علاقة لها بتوجهات الحزب الحاكم، سواء أكان ديمقراطيا أو جمهوريا، لأنه ليس هو الذي يحكم حقا، وإنما الحاكم الفعلي دائما هي شركات السلاح والطاقة (ما يسمى المجمع العسكري الصناعي) وجماعات الضغط الصهيونية، وهؤلاء أنفسهم يديرون القوة الخشنة والقوة الناعمة.
وضربت القاصة والباحثة والمترجمة بثينة الناصري مثلا بهوليوود (مركز صناعة السينما في أميركا) والإعلام، مؤكدة أن هؤلاء جميعا هم من يقررون الحرب والسلام، وهم الذين يحددون من العدو ومن الصديق.
وعن وسائل الإبهار المتعددة التي يتم استخدامها لجذب المشاهدين، قالت الإعلامية العراقية: لو نظرت إلى الإعلانات التجارية، ستجد أن أكثرها إبهارا الأفضل في جذب الجمهور إلى السلعة المعروضة، وهكذا تتنافس شركات الإعلان في تقديم أكثر الخيالات سحرا للترويج لبضاعة ما، ونفس الشيء في الإعلام، فلم يعد “حق المواطن في أن يعرف” بل صار “واجب المواطن في أن يصدق ما يقال له”.
وأكدت الناصري، في حوارها مع “العرب”، طالما أن الإعلام وسيلة للهيمنة، فمن الطبيعي أن يمتد إلى الخارج ويجد من يتلقفه ويروّج له، مشددة على أنها ممن يؤمنون بمقولة “احتلال الأرض يبدأ من احتلال العقل واحتلال العقل يبدأ من احتلال اللغة”.
وأضافت “الملاحظ أن أميركا حين غزت العراق ذهبت بتحالف من دول عربية إلى جانب الدول الغربية الحليفة، وهكذا كان الخطاب الإعلامي واحدا، والمبررات واحدة، وكانت شيطنة القيادة العراقية تسير على وتيرة واحدة، وفي وقتها لو نتذكر كانت وجوه من يسمون ‘الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .العراقية في الخارج’ تملأ الشاشات العربية لتهيل الأكاذيب والشائعات وتتشدق بالديمقراطية الأميركية والحرية الموعودة”.
المجمع العسكري الصناعي وجماعات الضغط يديرون القوة الخشنة والقوة الناعمة في أميركا ويقررون الحرب والسلام
المقاومة والإرهاب
أشارت الكاتبة العراقية إلى أنه أثناء الاحتلال وبعد قيام المقاومة العراقية التي قيل إنها أسرع مقاومة حدثت بعد غزو أجنبي لبلد ما، ظلّ الإعلام العربي أسير الخطاب الأميركي باعتبار المقاومة “إرهابا” والمقاومين “قاعدة”. ثم اختلط الحابل بالنابل، بعد افتعال حرب أهلية بين السنة والشيعة، بواسطة عمليات بيارق مزيفة يقوم بها مرتزقة أجانب، وكل ذلك كان من وسائل تفتيت المجتمع العراقي (لئلا يتحد ضد الاحتلال) ولتنفير الشعب من المقاومين، ودفعه إلى اللجوء والاحتماء بالاحتلال والحكومة المنصّبة من قبله.
وتابعت “بعد مسرحية الانسحاب الأميركي من العراق في أواخر 2010، فقد الإعلام العربي الاهتمام بالعراق فترة طويلة، حتى خلقت داعش لأغراض تقسيم العراق والمنطقة”.
عن الأدوات والمداخل الرئيسية التي تكتشف بها الكاتبة العراقية نوع الخداع الإعلامي وحجمه، قالت هناك عدد من الوسائل من الضروري معرفتها والإجابة عنها: من وراء الخبر؟ أين ظهر لأول مرة؟ هل المصدر مجهول؟ هل يستند الخبر الى مصادر حقيقية بأسمائها ووظائفها أم إلى “مصادر مطلعة -مصادر مقربة- مصادر موثوق بها؟” في هذه الحالة الخبر على الأكثر مفبرك.
ماذا يريد الخبر أن يقول؟ ما هي الرسالة من وراء الخبر وموجهة لمن؟ وتخدم أيّ جهة؟ وهل الخبر معقول ومنطقي؟
لنأخذ مثلا الوثائق التي تظهر على الإنترنت بين حين وآخر بتوقيع هذا الحاكم أو ذاك، والتي يعترف بها على نفسه أنه ارتكب هذه الجريمة أو تلك، أو ترى وثيقة رسمية يوجه فيها رئيس ما مرؤوسا لقتل خصمه.. وأشياء من هذا القبيل.
وترى على الوثيقة أختاما وتواريخ وتوقيعات، بالضبط مثل أيّ مستند رسمي، طبعا ليس هناك أيّ حاكم أو أيّ متنفذ يأمر بالقتل كتابة، أو حتى بالتليفون، لكن الخصوم لعجزهم عن إثبات تهمة يلجأون إلى فبركة هذه الوثائق، أما الصور في الإعلام، فقد أصبح إثبات زيفها سهلا بمجرد النظر أو بالرجوع إلى البحث عنها في الإنترنت.
وبشأن تغير مسميات الفاعلين في المجال الأمني في العراق، مثل بلاك ووتر والميلشيات الشيعية والصحوات وداعش وجبهة النصرة وأنصار بيت المقدس وأجناد مصر، قالت الناصري لـ “العرب” إن “بلاك ووتر لم تكن وحدها في العراق، فقد جاءت مئات الشركات الأمنية المرتزقة من الخارج، وتأسست عشرات الشركات المماثلة في الداخل العراقي، أما الصحوات (السنية) فقد أنشأها الاحتلال ليضرب الشعب العراقي بعضه ببعض، والميليشيات الشيعية تشرف عليها إيران”.
وأضاف الناصري أن البقية، ابتداء بداعش فهي اختراع “أميركي موسادي تركي عربي”، وهكذا نرى أنه ليس هناك جهة واحدة تقوم بتحريك هؤلاء. وفي الواقع هم جبهتان بشكل أساسي: جبهة إيران/الصين/ روسيا، وجبهة أميركا/الصهاينة/ تركيا/ وبعض العرب، وكل هؤلاء ينفذون حربا بالوكالة، بين جبهة إيران وجبهة أميركا على النفط والنفوذ في المنطقة الممتدة من العراق وسوريا ولبنان ومصر وليبيا وحتى اليمن.
عن مدى التلازم بين القوة الخشنة والقوة الناعمة، أوضحت الكاتبة العراقية، أنه على مرّ التاريخ كان الاثنان يسيران جنبا إلى جنب، ربما الذي حدث في العصور الأخيرة أن القوة الناعمة تطورت تكنولوجيا وتعددت وسائلها، ولهذا صارت أسرع وأقدر على التغلغل.
وأردفت “طوال عمر البشرية، كان الصراع على الهيمنة والموارد يجري بواسطة الحروب والجيوش وهذه هي القوة الخشنة وأيضا بواسطة التأثير الثقافي (الحضاري) والفرق بين الاثنين أن متلقي القوة الخشنة يستعد للدفاع ضدها، باعتبارها خطرا داهما يهدده، في حين أن متلقي القوة الناعمة يستسلم لها بسرور ويسلمها عقله وهو سعيد”.
وأضافت “لهذا فالاحتلال بواسطة القوة الناعمة أصعب ويأخذ وقتا أطول، لكن التأثير يمتد إلى عقود كثيرة قادمة، وهو عادة يمهد الأرض للاحتلال، ويرافق الاحتلال لتحسين صورته، مثلا في العراق كان الجنود الأميركان يقصفون ويقتلون العراقيين، ثم يأتي جزء منهم إلى المدارس الابتدائية لتوزيع الهدايا والحقائب على الطلاب، أو ينشرون صور جنود يلعبون الكرة مع الأطفال في الشوارع″.
وحول ما يتردد بشأن تأكيد استعمار العالم تلقائيا بثقافة هوليوود، قالت الأديبة والمترجمة العراقية “هوليوود كتبت لنا التاريخ، وقدمت أحلاما كاذبة صدقناها، ورسمت لنا طريقة للحياة سرنا على نهجها في كثير من الأحيان. مثلا حين دخل الجنود الأميركان العراق انبهر بمنظرهم (الزي والمعدات) الكثير من المواطنين مستحضرين في أذهانهم صورة الجندي الذي لا يقهر في السينما الأميركية، كأنهم يشاهدون فيلما ساحرا”.
وبخصوص المسافات المتباعدة بين الدول العربية، ومدى قدرة الثقافة والإعلام على المساهمة في إيجاد عالم عربي متماسك، شددت على ضرورة التفرقة بين الشعوب العربية وسياسات أنظمتها، وقالت “نحن كأفراد حين نجتمع في مؤتمر أو تجمع ما، تجدنا متآلفين ومتماسكين ومتحابين، والشيء الوحيد الذي سوف يظل يجمعنا على الأقل هو اللغة العربية، لكن أخشى أن نفقدها لصالح اللغات الأجنبية”.
عصابات متقاتلة
عن حجم الدور الخطير الذي تلعبه الحروب الجديدة من الجيل الرابع والخامس، أكدت بثينة الناصري أنها تهدف إلى تدمير الدولة الحديثة والعودة إلى تشرذم الشعوب إلى عصابات متقاتلة، وهذا ما يحدث الآن فعلا في كل ليبيا وبعض مناطق العراق واليمن وسوريا
وتقول “هذه هي حالة الغاب أو ما قبل الدولة الحديثة، حيث تتوزع ولاءات السكان بين القبائل والعائلات، والكلّ يحمل السلاح ويقاتل جاره من أجل البقاء، والقوى الكبرى المهيمنة الآن تستخدم أدوات التكنولوجيا وأهمها الإعلام الخبري (بكل وسائله: الإنترنت والفضائيات والصحف) والإعلام الترفيهي مثل السينما والموسيقى وألعاب الفيديو الخ)، ونحن نستقبل كل هذا الكم من الغزو الثقافي دون أيّ ممانعة أو مقاومة".
***************************************************************
بثينة الناصري
◄ أديبة عراقية تكتب القصة منذ منتصف الستينيات.
◄مترجمة وباحثة وإعلامية ومقيمة في مصر منذ 1979.
◄لها عدة مجموعات قصصية وترجم العديد من قصصها إلى لغات مختلفة: الإنكليزية-الإيطالية-السويدية –النرويجية-الفرنسية-الأسبانية وغيرها.
◄أقامت بجهود ذاتية دار نشر خاصة للأدباء العراقيين في القاهرة أثناء الحصار (في التسعينات).
◄تعمل في الصحافة التحقيقية على الإنترنت منذ 2008.
◄ تعمل حاليا لتحويل قصصها القصيرة إلى أفلام قصيرة.
**************************************************************************************
وعن مدى الارتباط بين الترويج إعلاميا لبعض القضايا مثل تمكين المرأة لإحداث خلخلة في المجتمعات العربية المحافظة، أشارت المترجمة والكاتبة العراقية إلى أن هذا منطق خطأ، فلا يمكن الدفاع عن المجتمع من الغزو باضطهاد نصفه، وبالعكس المجتمعات العربية المحافظة هي التي تقع في مدار السيطرة الغربية، لأن تحرير نصف المجتمع (المرأة) ليس في صالح الهيمنة الاستعمارية.
بدليل أن الولايات المتحدة الأميركية حين غزت العراق، كانت المرأة العراقية نالت حقوقها كاملة تقريبا، وكانت نسبة محو الأمية في الشعب العراقي عموما وبضمنه النساء بلغت ما يقارب 90 بالمئة، حتى أن العراق نال جائزة عن ذلك من اليونسكو، ولننظر ماذا فعلت أميركا عند احتلالها العراق؟
جاءت بأحزاب دينية متشددة لتحكم العراق (كانت الأحزاب الدينية محظورة في العهد الوطني قبل الاحتلال) فكان أول ما فعلته تلك الأحزاب حرمان المرأة من كل ما تحقق لها من حريات وحقوق عبر نضال طويل دام عصورا، وسربلتها بالعباءة السوداء، وألزمتها بمصاحبة محرم، إذا انتخبت عضوة في البرلمان أو في مجالس محلية، وبلغ التسرب من التعليم بعد الاحتلال أوجه وعاد العراقيون الى أميّة تعليمية وثقافية.
وأوضحت أن غالبية منظمات المجتمع المدني ممولة من وزارة الخارجية الأميركية، وأذرعها من المؤسسات التي تبدو وكأنها بعيدة عن السياسة، لكنها في الواقع تقوم بعمل كان من مهام وكالة المخابرات المركزية ويهدف إلى أمرين: الأول خلق طبقة منتفعة (رؤساء منظمات المجتمع المدني) موالية للممول الغربي، وهي أهم أدوات الاحتلال الناعمة، والثاني اختراق المجتمع من خلال المرأة ودراسته لتحديد نقاط الضعف فيه لتيسير تفتيته فيما بعد.
وعن إخفاق الولايات المتحدة في تحسين صورتها أمام العالم، برغم امتلاكها قوة إعلامية هائلة، قالت الناصري إن هذه الدولة لم تكتف بالقوة الناعمة (الثقافة الأميركية متجلية في الميديا وسبل الحياة) ولم تكتف أن نلبس أزياءها ونستمتع بموسيقاها ونصدق أفلامها ونأكل وجباتها السريعة، ونتكلم لغتها ونبني بيوتنا على طراز بيوتها، ونبجل كل من يحمل جنسيتها ونتوق إلى الهجرة إليها. لكنها استخدمت في نفس الوقت جيوشها في أفغانستان والعراق، ثم الفظائع التي ارتكبتها في البلدين وفي غوانتنامو، ثم في استخدام الطائرات المسيرة دون طيار لقتل البشر العرب والمسلمين في بلدان كثيرة، تمتد من أفغانستان إلى اليمن، كل هذا أفسد وسائل التجميل التي استخدمتها لإخفاء الوجه القبيح.
خريطة النفط وخريطة النزاعات
حول دور الإعلام في تكريس الترويج للصراعات الراهنة في المنطقة العربية على أساس أنها حروب مذهبية وطائفية فقط، قالت بثينة الناصري: بعد الحرب العالمية الأولى، شجعت الدول الغربية المنتصرة فكرة “القومية العربية” من أجل ضرب الامبراطورية العثمانية (الإسلامية)، ومن هنا لبس لورنس البريطاني العقال العربي وجاء إلى منطقتنا وعمل على ما سمي “الثورة العربية الكبرى”.
هل هي صدفة أن تقوم داعش بتحطيم الحدود المصنوعة في معاهدة سايكس بيكو وتخترقها ثم تحتل آبار النفط الجديدة
كانت فكرة البريطانيين وضع العروبة مقابل الإسلام، وبعدها جرى تقسيم الولايات العثمانية إلى دول بحدود تقوم على آبار النفط، والآن النفط الذي استخرج من حينه إلى يومنا هذا، وهو نوع النفط سهل التنقيب ورخيص الإنتاج، على وشك النضوب، وما بقي في الأرض هو النفط من النوع صعب التنقيب عالي الكلفة، كما أن هناك نفطا اكتشف حديثا في مناطق لم تكن تخطر على البال، وتستطيع أن تعرفها من تتبع خارطة النزاعات وما يسمى الإرهاب، إضافة إلى اكتشاف الغاز الطبيعي، ما يستلزم من القوى الكبرى إعادة تقسيم دولنا، حسب حدود النفط والغاز الجديدة.
وتابعت: لكن تفتيت الدول وتقسيمها يتم عادة بعد حرب كبرى، مثل الحرب العالمية الأولى التي جرى بعدها تقسيم دول كثيرة، والثانية التي كان من نتائجها تقسيم ألمانيا، أو الحرب الباردة التي جرى بعدها تفكيك الاتحاد السوفييتي ويوغسلافيا إلى دول صغيرة.
إذن نحتاج إلى حرب كبرى على “الإرهاب” بشكل القاعدة ثم داعش، ثم إذا لزم الأمر هناك من هو أشد قسوة من داعش في الطريق إلينا، ربما أسميه تنظيم “خراسان” الذي بدأوا التبشير به من الآن، فداعش تحطم الحدود المصنوعة في معاهدة سايكس بيكو وتخترقها، ثم تحتل آبار النفط الجديدة المطلوب السيطرة عليها، وهي في نفس الوقت مأوى أقليات (مسيحيون – إيزيديون إلخ)، هل يتم ذلك كله صدفة أم عبر مخطط استراتيجي؟
وأضافت: يقوم هؤلاء بتشكيل جيوش خاصة بهم، ويطالبون بإقليم خاص (فيما بعد دولة)، والأكراد الذين يطالبون بكركوك النفطية ويحلمون بدولة يتصدون لداعش ويطالبون المجتمع الدولي بمزيد من التسليح فينهال عليهم السلاح والدعم، يستولون على كركوك ويعلنون البقاء فيها إلى أبد الآبدين، أعتقد أن الصورة أصبحت واضحة الآن.
عن حال إيران المتصارعة على الهيمنة وعلى موارد المنطقة أيضا، كشفت الكاتبة العراقية أن الصراع في حرب التقسيم لن يكون بين عرب وعثمانيين أو عرب ومجوس، لأن النفط متواجد في أغلب الدول العربية في مناطق الشيعة التي تمد إيران نفوذها الثقافي إليها (وأحيانا العسكري)، إذن لا بد أن تكون حرب التقسيم هذه بين سنة وشيعة، وهذا ما يكرسه الإعلام الغربي ويتبعه العربي بقصد أو دون قصد.
العرب محمد أبوالفضل وعماد أنور [نُشر في 15/03/2015، العدد: 9857، ص(4)]
الاحتلال بواسطة القوة الناعمة (الإعلام) أصعب ويأخذ وقتا أطول لكن التأثير يمتد إلى عقود كثيرة قادمة
يتجاوز الإعلام دوره الترفيهي، ليصبح وفق الباحثة العراقية بثينة الناصري، أداة سياسة وسلاحا رئيسا في غزو الدول وفي لعبة الحرب والنفوذ على مصادر الطاقة. وأكدت بثينة الناصري، لـ”العرب”، ومن أجل تحقيق الهدف المطلوب من الخطاب الإعلامي لا بد من الإبهار، واستخدام أشكال مختلفة من الخداع تقوم بفعل السحر في المتلقين.
قالت بثينة الناصري الكاتبة والإعلامية العراقية، في حوار أجرته معها “العرب” في القاهرة، إن الهيمنة الأميركية الحالية لا علاقة لها بتوجهات الحزب الحاكم، سواء أكان ديمقراطيا أو جمهوريا، لأنه ليس هو الذي يحكم حقا، وإنما الحاكم الفعلي دائما هي شركات السلاح والطاقة (ما يسمى المجمع العسكري الصناعي) وجماعات الضغط الصهيونية، وهؤلاء أنفسهم يديرون القوة الخشنة والقوة الناعمة.
وضربت القاصة والباحثة والمترجمة بثينة الناصري مثلا بهوليوود (مركز صناعة السينما في أميركا) والإعلام، مؤكدة أن هؤلاء جميعا هم من يقررون الحرب والسلام، وهم الذين يحددون من العدو ومن الصديق.
وعن وسائل الإبهار المتعددة التي يتم استخدامها لجذب المشاهدين، قالت الإعلامية العراقية: لو نظرت إلى الإعلانات التجارية، ستجد أن أكثرها إبهارا الأفضل في جذب الجمهور إلى السلعة المعروضة، وهكذا تتنافس شركات الإعلان في تقديم أكثر الخيالات سحرا للترويج لبضاعة ما، ونفس الشيء في الإعلام، فلم يعد “حق المواطن في أن يعرف” بل صار “واجب المواطن في أن يصدق ما يقال له”.
وأكدت الناصري، في حوارها مع “العرب”، طالما أن الإعلام وسيلة للهيمنة، فمن الطبيعي أن يمتد إلى الخارج ويجد من يتلقفه ويروّج له، مشددة على أنها ممن يؤمنون بمقولة “احتلال الأرض يبدأ من احتلال العقل واحتلال العقل يبدأ من احتلال اللغة”.
وأضافت “الملاحظ أن أميركا حين غزت العراق ذهبت بتحالف من دول عربية إلى جانب الدول الغربية الحليفة، وهكذا كان الخطاب الإعلامي واحدا، والمبررات واحدة، وكانت شيطنة القيادة العراقية تسير على وتيرة واحدة، وفي وقتها لو نتذكر كانت وجوه من يسمون ‘الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .العراقية في الخارج’ تملأ الشاشات العربية لتهيل الأكاذيب والشائعات وتتشدق بالديمقراطية الأميركية والحرية الموعودة”.
المجمع العسكري الصناعي وجماعات الضغط يديرون القوة الخشنة والقوة الناعمة في أميركا ويقررون الحرب والسلام
المقاومة والإرهاب
أشارت الكاتبة العراقية إلى أنه أثناء الاحتلال وبعد قيام المقاومة العراقية التي قيل إنها أسرع مقاومة حدثت بعد غزو أجنبي لبلد ما، ظلّ الإعلام العربي أسير الخطاب الأميركي باعتبار المقاومة “إرهابا” والمقاومين “قاعدة”. ثم اختلط الحابل بالنابل، بعد افتعال حرب أهلية بين السنة والشيعة، بواسطة عمليات بيارق مزيفة يقوم بها مرتزقة أجانب، وكل ذلك كان من وسائل تفتيت المجتمع العراقي (لئلا يتحد ضد الاحتلال) ولتنفير الشعب من المقاومين، ودفعه إلى اللجوء والاحتماء بالاحتلال والحكومة المنصّبة من قبله.
وتابعت “بعد مسرحية الانسحاب الأميركي من العراق في أواخر 2010، فقد الإعلام العربي الاهتمام بالعراق فترة طويلة، حتى خلقت داعش لأغراض تقسيم العراق والمنطقة”.
عن الأدوات والمداخل الرئيسية التي تكتشف بها الكاتبة العراقية نوع الخداع الإعلامي وحجمه، قالت هناك عدد من الوسائل من الضروري معرفتها والإجابة عنها: من وراء الخبر؟ أين ظهر لأول مرة؟ هل المصدر مجهول؟ هل يستند الخبر الى مصادر حقيقية بأسمائها ووظائفها أم إلى “مصادر مطلعة -مصادر مقربة- مصادر موثوق بها؟” في هذه الحالة الخبر على الأكثر مفبرك.
ماذا يريد الخبر أن يقول؟ ما هي الرسالة من وراء الخبر وموجهة لمن؟ وتخدم أيّ جهة؟ وهل الخبر معقول ومنطقي؟
لنأخذ مثلا الوثائق التي تظهر على الإنترنت بين حين وآخر بتوقيع هذا الحاكم أو ذاك، والتي يعترف بها على نفسه أنه ارتكب هذه الجريمة أو تلك، أو ترى وثيقة رسمية يوجه فيها رئيس ما مرؤوسا لقتل خصمه.. وأشياء من هذا القبيل.
وترى على الوثيقة أختاما وتواريخ وتوقيعات، بالضبط مثل أيّ مستند رسمي، طبعا ليس هناك أيّ حاكم أو أيّ متنفذ يأمر بالقتل كتابة، أو حتى بالتليفون، لكن الخصوم لعجزهم عن إثبات تهمة يلجأون إلى فبركة هذه الوثائق، أما الصور في الإعلام، فقد أصبح إثبات زيفها سهلا بمجرد النظر أو بالرجوع إلى البحث عنها في الإنترنت.
وبشأن تغير مسميات الفاعلين في المجال الأمني في العراق، مثل بلاك ووتر والميلشيات الشيعية والصحوات وداعش وجبهة النصرة وأنصار بيت المقدس وأجناد مصر، قالت الناصري لـ “العرب” إن “بلاك ووتر لم تكن وحدها في العراق، فقد جاءت مئات الشركات الأمنية المرتزقة من الخارج، وتأسست عشرات الشركات المماثلة في الداخل العراقي، أما الصحوات (السنية) فقد أنشأها الاحتلال ليضرب الشعب العراقي بعضه ببعض، والميليشيات الشيعية تشرف عليها إيران”.
وأضاف الناصري أن البقية، ابتداء بداعش فهي اختراع “أميركي موسادي تركي عربي”، وهكذا نرى أنه ليس هناك جهة واحدة تقوم بتحريك هؤلاء. وفي الواقع هم جبهتان بشكل أساسي: جبهة إيران/الصين/ روسيا، وجبهة أميركا/الصهاينة/ تركيا/ وبعض العرب، وكل هؤلاء ينفذون حربا بالوكالة، بين جبهة إيران وجبهة أميركا على النفط والنفوذ في المنطقة الممتدة من العراق وسوريا ولبنان ومصر وليبيا وحتى اليمن.
عن مدى التلازم بين القوة الخشنة والقوة الناعمة، أوضحت الكاتبة العراقية، أنه على مرّ التاريخ كان الاثنان يسيران جنبا إلى جنب، ربما الذي حدث في العصور الأخيرة أن القوة الناعمة تطورت تكنولوجيا وتعددت وسائلها، ولهذا صارت أسرع وأقدر على التغلغل.
وأردفت “طوال عمر البشرية، كان الصراع على الهيمنة والموارد يجري بواسطة الحروب والجيوش وهذه هي القوة الخشنة وأيضا بواسطة التأثير الثقافي (الحضاري) والفرق بين الاثنين أن متلقي القوة الخشنة يستعد للدفاع ضدها، باعتبارها خطرا داهما يهدده، في حين أن متلقي القوة الناعمة يستسلم لها بسرور ويسلمها عقله وهو سعيد”.
وأضافت “لهذا فالاحتلال بواسطة القوة الناعمة أصعب ويأخذ وقتا أطول، لكن التأثير يمتد إلى عقود كثيرة قادمة، وهو عادة يمهد الأرض للاحتلال، ويرافق الاحتلال لتحسين صورته، مثلا في العراق كان الجنود الأميركان يقصفون ويقتلون العراقيين، ثم يأتي جزء منهم إلى المدارس الابتدائية لتوزيع الهدايا والحقائب على الطلاب، أو ينشرون صور جنود يلعبون الكرة مع الأطفال في الشوارع″.
وحول ما يتردد بشأن تأكيد استعمار العالم تلقائيا بثقافة هوليوود، قالت الأديبة والمترجمة العراقية “هوليوود كتبت لنا التاريخ، وقدمت أحلاما كاذبة صدقناها، ورسمت لنا طريقة للحياة سرنا على نهجها في كثير من الأحيان. مثلا حين دخل الجنود الأميركان العراق انبهر بمنظرهم (الزي والمعدات) الكثير من المواطنين مستحضرين في أذهانهم صورة الجندي الذي لا يقهر في السينما الأميركية، كأنهم يشاهدون فيلما ساحرا”.
وبخصوص المسافات المتباعدة بين الدول العربية، ومدى قدرة الثقافة والإعلام على المساهمة في إيجاد عالم عربي متماسك، شددت على ضرورة التفرقة بين الشعوب العربية وسياسات أنظمتها، وقالت “نحن كأفراد حين نجتمع في مؤتمر أو تجمع ما، تجدنا متآلفين ومتماسكين ومتحابين، والشيء الوحيد الذي سوف يظل يجمعنا على الأقل هو اللغة العربية، لكن أخشى أن نفقدها لصالح اللغات الأجنبية”.
عصابات متقاتلة
عن حجم الدور الخطير الذي تلعبه الحروب الجديدة من الجيل الرابع والخامس، أكدت بثينة الناصري أنها تهدف إلى تدمير الدولة الحديثة والعودة إلى تشرذم الشعوب إلى عصابات متقاتلة، وهذا ما يحدث الآن فعلا في كل ليبيا وبعض مناطق العراق واليمن وسوريا
وتقول “هذه هي حالة الغاب أو ما قبل الدولة الحديثة، حيث تتوزع ولاءات السكان بين القبائل والعائلات، والكلّ يحمل السلاح ويقاتل جاره من أجل البقاء، والقوى الكبرى المهيمنة الآن تستخدم أدوات التكنولوجيا وأهمها الإعلام الخبري (بكل وسائله: الإنترنت والفضائيات والصحف) والإعلام الترفيهي مثل السينما والموسيقى وألعاب الفيديو الخ)، ونحن نستقبل كل هذا الكم من الغزو الثقافي دون أيّ ممانعة أو مقاومة".
***************************************************************
بثينة الناصري
◄ أديبة عراقية تكتب القصة منذ منتصف الستينيات.
◄مترجمة وباحثة وإعلامية ومقيمة في مصر منذ 1979.
◄لها عدة مجموعات قصصية وترجم العديد من قصصها إلى لغات مختلفة: الإنكليزية-الإيطالية-السويدية –النرويجية-الفرنسية-الأسبانية وغيرها.
◄أقامت بجهود ذاتية دار نشر خاصة للأدباء العراقيين في القاهرة أثناء الحصار (في التسعينات).
◄تعمل في الصحافة التحقيقية على الإنترنت منذ 2008.
◄ تعمل حاليا لتحويل قصصها القصيرة إلى أفلام قصيرة.
**************************************************************************************
وعن مدى الارتباط بين الترويج إعلاميا لبعض القضايا مثل تمكين المرأة لإحداث خلخلة في المجتمعات العربية المحافظة، أشارت المترجمة والكاتبة العراقية إلى أن هذا منطق خطأ، فلا يمكن الدفاع عن المجتمع من الغزو باضطهاد نصفه، وبالعكس المجتمعات العربية المحافظة هي التي تقع في مدار السيطرة الغربية، لأن تحرير نصف المجتمع (المرأة) ليس في صالح الهيمنة الاستعمارية.
بدليل أن الولايات المتحدة الأميركية حين غزت العراق، كانت المرأة العراقية نالت حقوقها كاملة تقريبا، وكانت نسبة محو الأمية في الشعب العراقي عموما وبضمنه النساء بلغت ما يقارب 90 بالمئة، حتى أن العراق نال جائزة عن ذلك من اليونسكو، ولننظر ماذا فعلت أميركا عند احتلالها العراق؟
جاءت بأحزاب دينية متشددة لتحكم العراق (كانت الأحزاب الدينية محظورة في العهد الوطني قبل الاحتلال) فكان أول ما فعلته تلك الأحزاب حرمان المرأة من كل ما تحقق لها من حريات وحقوق عبر نضال طويل دام عصورا، وسربلتها بالعباءة السوداء، وألزمتها بمصاحبة محرم، إذا انتخبت عضوة في البرلمان أو في مجالس محلية، وبلغ التسرب من التعليم بعد الاحتلال أوجه وعاد العراقيون الى أميّة تعليمية وثقافية.
وأوضحت أن غالبية منظمات المجتمع المدني ممولة من وزارة الخارجية الأميركية، وأذرعها من المؤسسات التي تبدو وكأنها بعيدة عن السياسة، لكنها في الواقع تقوم بعمل كان من مهام وكالة المخابرات المركزية ويهدف إلى أمرين: الأول خلق طبقة منتفعة (رؤساء منظمات المجتمع المدني) موالية للممول الغربي، وهي أهم أدوات الاحتلال الناعمة، والثاني اختراق المجتمع من خلال المرأة ودراسته لتحديد نقاط الضعف فيه لتيسير تفتيته فيما بعد.
وعن إخفاق الولايات المتحدة في تحسين صورتها أمام العالم، برغم امتلاكها قوة إعلامية هائلة، قالت الناصري إن هذه الدولة لم تكتف بالقوة الناعمة (الثقافة الأميركية متجلية في الميديا وسبل الحياة) ولم تكتف أن نلبس أزياءها ونستمتع بموسيقاها ونصدق أفلامها ونأكل وجباتها السريعة، ونتكلم لغتها ونبني بيوتنا على طراز بيوتها، ونبجل كل من يحمل جنسيتها ونتوق إلى الهجرة إليها. لكنها استخدمت في نفس الوقت جيوشها في أفغانستان والعراق، ثم الفظائع التي ارتكبتها في البلدين وفي غوانتنامو، ثم في استخدام الطائرات المسيرة دون طيار لقتل البشر العرب والمسلمين في بلدان كثيرة، تمتد من أفغانستان إلى اليمن، كل هذا أفسد وسائل التجميل التي استخدمتها لإخفاء الوجه القبيح.
خريطة النفط وخريطة النزاعات
حول دور الإعلام في تكريس الترويج للصراعات الراهنة في المنطقة العربية على أساس أنها حروب مذهبية وطائفية فقط، قالت بثينة الناصري: بعد الحرب العالمية الأولى، شجعت الدول الغربية المنتصرة فكرة “القومية العربية” من أجل ضرب الامبراطورية العثمانية (الإسلامية)، ومن هنا لبس لورنس البريطاني العقال العربي وجاء إلى منطقتنا وعمل على ما سمي “الثورة العربية الكبرى”.
هل هي صدفة أن تقوم داعش بتحطيم الحدود المصنوعة في معاهدة سايكس بيكو وتخترقها ثم تحتل آبار النفط الجديدة
كانت فكرة البريطانيين وضع العروبة مقابل الإسلام، وبعدها جرى تقسيم الولايات العثمانية إلى دول بحدود تقوم على آبار النفط، والآن النفط الذي استخرج من حينه إلى يومنا هذا، وهو نوع النفط سهل التنقيب ورخيص الإنتاج، على وشك النضوب، وما بقي في الأرض هو النفط من النوع صعب التنقيب عالي الكلفة، كما أن هناك نفطا اكتشف حديثا في مناطق لم تكن تخطر على البال، وتستطيع أن تعرفها من تتبع خارطة النزاعات وما يسمى الإرهاب، إضافة إلى اكتشاف الغاز الطبيعي، ما يستلزم من القوى الكبرى إعادة تقسيم دولنا، حسب حدود النفط والغاز الجديدة.
وتابعت: لكن تفتيت الدول وتقسيمها يتم عادة بعد حرب كبرى، مثل الحرب العالمية الأولى التي جرى بعدها تقسيم دول كثيرة، والثانية التي كان من نتائجها تقسيم ألمانيا، أو الحرب الباردة التي جرى بعدها تفكيك الاتحاد السوفييتي ويوغسلافيا إلى دول صغيرة.
إذن نحتاج إلى حرب كبرى على “الإرهاب” بشكل القاعدة ثم داعش، ثم إذا لزم الأمر هناك من هو أشد قسوة من داعش في الطريق إلينا، ربما أسميه تنظيم “خراسان” الذي بدأوا التبشير به من الآن، فداعش تحطم الحدود المصنوعة في معاهدة سايكس بيكو وتخترقها، ثم تحتل آبار النفط الجديدة المطلوب السيطرة عليها، وهي في نفس الوقت مأوى أقليات (مسيحيون – إيزيديون إلخ)، هل يتم ذلك كله صدفة أم عبر مخطط استراتيجي؟
وأضافت: يقوم هؤلاء بتشكيل جيوش خاصة بهم، ويطالبون بإقليم خاص (فيما بعد دولة)، والأكراد الذين يطالبون بكركوك النفطية ويحلمون بدولة يتصدون لداعش ويطالبون المجتمع الدولي بمزيد من التسليح فينهال عليهم السلاح والدعم، يستولون على كركوك ويعلنون البقاء فيها إلى أبد الآبدين، أعتقد أن الصورة أصبحت واضحة الآن.
عن حال إيران المتصارعة على الهيمنة وعلى موارد المنطقة أيضا، كشفت الكاتبة العراقية أن الصراع في حرب التقسيم لن يكون بين عرب وعثمانيين أو عرب ومجوس، لأن النفط متواجد في أغلب الدول العربية في مناطق الشيعة التي تمد إيران نفوذها الثقافي إليها (وأحيانا العسكري)، إذن لا بد أن تكون حرب التقسيم هذه بين سنة وشيعة، وهذا ما يكرسه الإعلام الغربي ويتبعه العربي بقصد أو دون قصد.
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34815
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
مواضيع مماثلة
» ما يحدث الآن ليس"ربيعاً" وإنما "سايكس بيكو"جديد لتقسيم العرب
» محمد حسنين هيكل: ما يحدث الآن ليس « ربيعاً » وإنما « سايكس بيكو » جديد لتقسيم العرب
» محمد حسنين هيكل: ما يحدث الان ليس ربيعا عربيا وانما سايكس بيكو جديد لتقسيم العرب
» هيكل في حوار مع الاهرام : هذا ليس ربيعا ... هذا سايكس بيكو جديد لتقسيم العرب والاخوان يلعبون دورا فيه وليبيا تعرضت لغزو خارجي
» أمير داعش ليبيا المزعوم يطل من جديد
» محمد حسنين هيكل: ما يحدث الآن ليس « ربيعاً » وإنما « سايكس بيكو » جديد لتقسيم العرب
» محمد حسنين هيكل: ما يحدث الان ليس ربيعا عربيا وانما سايكس بيكو جديد لتقسيم العرب
» هيكل في حوار مع الاهرام : هذا ليس ربيعا ... هذا سايكس بيكو جديد لتقسيم العرب والاخوان يلعبون دورا فيه وليبيا تعرضت لغزو خارجي
» أمير داعش ليبيا المزعوم يطل من جديد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 30 نوفمبر - 23:39 من طرف علي عبد الله البسامي
» تناقضات في أمّتنا
السبت 30 نوفمبر - 23:39 من طرف علي عبد الله البسامي
» درب الكرامة والعز
الجمعة 29 نوفمبر - 21:34 من طرف علي عبد الله البسامي
» عودة بعد غياب
الخميس 28 نوفمبر - 19:20 من طرف viva libya
» عصبة العز وثلة الهوان
الأحد 24 نوفمبر - 16:39 من طرف علي عبد الله البسامي
» نكبة بلد المشاعر
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى فرسان اليمن
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي