ذئب الكنانه

عندما دخلت الى صحراء الجزائر لاجئا في اواخر عام 2011.. قطع الطريق امامي ليلا ذئب اعجف اغبر ...فكتبت اليه قصيدة .. وعدته فيها بانني سالاقيه في سهل الجفارة بليبيا .. ووعدته بان اكرمه ومن معه من الذئاب .. وشعرت انه مثلي طريدا لاجئا....
وفي صحراء مصر صادفني ذئب ظننته صاحبي ذئب الجزائر .. فكان بيننا هذا الحوار ......
-----------------------------
ياذيب تذكرش يوم التقينا ..........خمسين قمره مضت عل لقانا
افصحرات ( ليزي ) والدهر فينا .... دار دورته ياذيب بعَد حمانا
خرجنا من الوطن بعد ان غلينا ....وكنَا ملوك وطن خيرة اوطانا
من البحر مرمور بيه ابتلينا......ترك وطننا سفو تحت المهانا
وهانا كما اتشوف ياذيب جينا......بلاجاه لامال كلَه خطانا
والوطن ياذيب معاد لينا .... ولعًاد من فيه قلبه امعانا
واليوم طوَحت غربة الوطن بينا ....وغَلبت اللي قالٍين الدِيانا
وياسر من الكدر بعدك القينا......اللي يترك الوطن يلقى المهانا
وياذيب بعد افترقنا انبينا ......على كل ماصار غادي وهانا
وعدتك افسهل الجفارة اتجينا ......نهار نصر في وطننا وفي ادمانا
انت وفرعتك فيه واتغين غينا....على خير نلقوك هاكه امنانا
************
تلفَت وهو قال ياشيخ وينا.....ذيبك اللي اتقول مبعد زمانا
هاذاك مابين ليزي وعينا ..... في فج ترعب قبالي اضحانا
وانا النيل ما انفوت ياشيخ طينا.....وفي وسط ها الفلح نلقوا هنانا
وانتم هجيج شر جيتوا علينا......هتايا وينذل تارك اوطانا
نعوي ومن كل شيرة اتجينا ... حو غبر واظهورها في الدكانا
ونختار في وين بطَه سمينا.... وياشيخ كل يوم نلقوا عشانا
احنا افوطن منعوم غالي ربينا.... ولا حد بالشر منهم نوانا
لا اسلاح لافخ منهم ايجينا.... الذيب عيشته محترم لاخيانا
بين الفدادين حينا وحينا ... في اهرام خوفو شتاوي دفانا
وانتم ويا امضيعين الدرينا ....شتايت شتايت وجيتوا قدانا
وعيشه بلا وطن ياشيخ شينا....عجب وطن هنتوه غالي اثمانه
احنا الذيب ما ايفوت قطرة ضنينا....وانتم تركتوا الوطى والحنانا
والوطن ياشيخ للحر دينا ... عيب كيف للحر يترك اديانا
وخلُوا اخشوش البساطات لينا....وريح الخماسين ترقى عثانا
وموتوا على وطنكم فاكِينا.....ولا تقعدوا كيف طير الحضانه
وكم قبلكم من هتايا اتجينا.....غزي وطنهم غزو عاقد اجفانا
عودوا قدا وطنكم تاركينا .... بالخير مبجول واسع اركانه
*************
عوا الذيب له جاوباته افحينا .......اذياب كيف تغريد حزن الحزانى
ورقَب على علو عالي علينا,.......وقاد سرب يتفاهموا بالرَطانه
وانا السًرب من بعد غرق السَفينه....اشَتَت من (القاهره )اليا (اريانه)
بقيت كيف هاكي الخلوج الحزينه .... اندلَل تمنِيت روحي مكانه
------------------------------------------------

د.امحمد سعيد القشاط