د. صالح إبراهيم المبروك: ليبيا وأثر الموقفين الأميركي والجزائري
صفحة 1 من اصل 1
د. صالح إبراهيم المبروك: ليبيا وأثر الموقفين الأميركي والجزائري
التحول الخطير هو الموقف الجزائري والأميركي من الأزمة الليبية، حيث أن الجزائر أصبحت تتعامل مع ما يجري في ليبيا كقضية أمنية داخلية.
العرب د. صالح إبراهيم [نُشر في 23/04/2015، العدد: 9896، ص(9)]
الأزمة الليبية تزداد تفاقما يوما بعد يوم رغم أن تركيبة المجتمع الليبي ﻻ تحمل تناقضات معقدة مثل المجتمع العراقي أو السوري أو اليمني. لماذا هذا الاقتتال الذي تتصاعد وتيرته؟ ولماذا فشلت النخب السياسية في التوصل إلى وفاق وطني ولماذا تخلى العالم عن ليبيا وانتهت تلك الاجتماعات التي كانت تعقد شهريا، تحت مسمى أصدقاء الشعب الليبي؟
السبب المباشر وراء هذا التفاقم هو التدخل الخارجي الذي أسقط النظام السابق بالقوة العسكرية، ثم أفسح المجال للاعبين الصغار بالتدخل في الشأن الليبي بطريقة سافرة، وكان التدخل القطري التركي السوداني بداية تفاقم الأزمة، حين اعتقدت تلك الدول أنه بإمكانها فرض أجنداتها وحلفائها الليبيين بقوة السلاح وبالمال، ومنذ عام 2011 بدأ تدفق المرتزقة والإرهابيين من هذه الدول، وتكونت ميليشيات مسلحة تنفذ أجندات أجنبية، وأُطلق العنان لتلك المجموعات لتعبث بأمن ليبيا حتى وصل عدد اللاجئين الليبيين أكثر من مليون ونصف المليون في الخارج، وقرابة نصف المليون في الداخل، أي أن ثلث الشعب الليبي مهجر.
هذا إضافة إلى إفساد الحياة السياسية لتصبح الكلمة العليا للسلاح. في بداية 2012 انشق قادة فبراير واندلع صراع على السلطة بين حلفاء الأمس، وتحولت ليبيا إلى دولة فاشلة تحكمها حكومتان وجهازان تشريعيان وكيانان مسلحان، وحيث أن حكومة طرابلس تمثل التطرف الإسلامي فقد انحازت دول أخرى لبرلمان طبرق مثل مصر التي تعتبر ليبيا مصدرا للإرهاب ودول أخرى مثل الإمارات والسعودية والأردن التي تعتبر التطرف في ليبيا تهديدا للمنطقة كلها.
التحول الخطير هو الموقف الجزائري والأميركي من الأزمة الليبية، حيث أن الجزائر أصبحت تتعامل مع ما يجري في ليبيا كقضية أمنية داخلية، لذلك انطلقت في مغازلة المتطرفين في ليبيا من أجل تحييد الإسلاميين في الجزائر وحرمانهم من التواصل مع إسلاميي ليبيا، بعد أن تحولت الحدود الليبية إلى غابة من معسكرات التدريب للإرهابيين.
الموقف الآخر المريب هو الموقف الأميركي الذي أطلق عنان تركيا والسودان وقطر، وعندما تدخلت الإمارات والسعودية وقف أوباما وطالب دول الخليج بعدم التدخل في الشأن الليبي، ولهذا فكل ما يجري في ليبيا، تتحمل مسؤوليته الولايات المتحدة والجزائر.
العرب د. صالح إبراهيم [نُشر في 23/04/2015، العدد: 9896، ص(9)]
الأزمة الليبية تزداد تفاقما يوما بعد يوم رغم أن تركيبة المجتمع الليبي ﻻ تحمل تناقضات معقدة مثل المجتمع العراقي أو السوري أو اليمني. لماذا هذا الاقتتال الذي تتصاعد وتيرته؟ ولماذا فشلت النخب السياسية في التوصل إلى وفاق وطني ولماذا تخلى العالم عن ليبيا وانتهت تلك الاجتماعات التي كانت تعقد شهريا، تحت مسمى أصدقاء الشعب الليبي؟
السبب المباشر وراء هذا التفاقم هو التدخل الخارجي الذي أسقط النظام السابق بالقوة العسكرية، ثم أفسح المجال للاعبين الصغار بالتدخل في الشأن الليبي بطريقة سافرة، وكان التدخل القطري التركي السوداني بداية تفاقم الأزمة، حين اعتقدت تلك الدول أنه بإمكانها فرض أجنداتها وحلفائها الليبيين بقوة السلاح وبالمال، ومنذ عام 2011 بدأ تدفق المرتزقة والإرهابيين من هذه الدول، وتكونت ميليشيات مسلحة تنفذ أجندات أجنبية، وأُطلق العنان لتلك المجموعات لتعبث بأمن ليبيا حتى وصل عدد اللاجئين الليبيين أكثر من مليون ونصف المليون في الخارج، وقرابة نصف المليون في الداخل، أي أن ثلث الشعب الليبي مهجر.
هذا إضافة إلى إفساد الحياة السياسية لتصبح الكلمة العليا للسلاح. في بداية 2012 انشق قادة فبراير واندلع صراع على السلطة بين حلفاء الأمس، وتحولت ليبيا إلى دولة فاشلة تحكمها حكومتان وجهازان تشريعيان وكيانان مسلحان، وحيث أن حكومة طرابلس تمثل التطرف الإسلامي فقد انحازت دول أخرى لبرلمان طبرق مثل مصر التي تعتبر ليبيا مصدرا للإرهاب ودول أخرى مثل الإمارات والسعودية والأردن التي تعتبر التطرف في ليبيا تهديدا للمنطقة كلها.
التحول الخطير هو الموقف الجزائري والأميركي من الأزمة الليبية، حيث أن الجزائر أصبحت تتعامل مع ما يجري في ليبيا كقضية أمنية داخلية، لذلك انطلقت في مغازلة المتطرفين في ليبيا من أجل تحييد الإسلاميين في الجزائر وحرمانهم من التواصل مع إسلاميي ليبيا، بعد أن تحولت الحدود الليبية إلى غابة من معسكرات التدريب للإرهابيين.
الموقف الآخر المريب هو الموقف الأميركي الذي أطلق عنان تركيا والسودان وقطر، وعندما تدخلت الإمارات والسعودية وقف أوباما وطالب دول الخليج بعدم التدخل في الشأن الليبي، ولهذا فكل ما يجري في ليبيا، تتحمل مسؤوليته الولايات المتحدة والجزائر.
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34669
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
مواضيع مماثلة
» د . صالح إبراهيم المبروك :الطائرات الحربية التركية تتولى نقل المسلحين من سوريا إلى ليبيا
» د . صالح إبراهيم المبروك:رسالة الى كل الليبيين
» صالح إبراهيم المبروك على قناة الغد العربي 5-3-2015
» د . صالح إبراهيم المبروك على قناة الغد العربي:23-2-2015
» د . صالح إبراهيم المبروك حتى لأيخدع الشعب الليبى مرة اخرى
» د . صالح إبراهيم المبروك:رسالة الى كل الليبيين
» صالح إبراهيم المبروك على قناة الغد العربي 5-3-2015
» د . صالح إبراهيم المبروك على قناة الغد العربي:23-2-2015
» د . صالح إبراهيم المبروك حتى لأيخدع الشعب الليبى مرة اخرى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي
» رسائل إيمانية
الثلاثاء 16 يوليو - 1:03 من طرف علي عبد الله البسامي
» بروفيسور الكبت
الجمعة 12 يوليو - 20:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» مشاعر الفراق
الأربعاء 10 يوليو - 6:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» الزيف المؤله
الأحد 30 يونيو - 16:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى السِّنوار
الأربعاء 19 يونيو - 10:48 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى السِّنوار
الأربعاء 19 يونيو - 10:48 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء رئيس ايران
الأربعاء 5 يونيو - 19:11 من طرف علي عبد الله البسامي
» جزائرنا
الأربعاء 5 يونيو - 18:51 من طرف علي عبد الله البسامي
» الحق منتصرلا محالة
السبت 25 مايو - 14:37 من طرف Zico
» قمم أم قمامة ؟
الأحد 19 مايو - 0:48 من طرف علي عبد الله البسامي
» غائط القرن
السبت 4 مايو - 0:33 من طرف علي عبد الله البسامي