إنه جيل كامل يضيع فلى ليبيا

و الأن فى خضم هذه الحرب التى لا تتوقف على ليبيا : أي مصير ينتظر أطفال توارغاء و سرت و بنى وليد و طرابلس و ورشفانة و ترهونة و سبها و بنغازى و حتى مصراتة ..؟
و ما مصير أطفال اللاجئيين فى داخل ليبيا و فى خارجها ..؟
بعد عشرة سنوات أو عشرين سنة سيصبح هذا الجيل من الأطفال فى سن المراهقة أو فى سن الشباب ، هذا الجيل الذى شاهد طائرات النيتو و هي تقصف و تدمر و تقتل حاملا معه كل أمراضه النفسية كيف سيكون مصيره بعد مرور كل هذه السنون ..؟
الأرقام المهولة التى تقدمها المنظمات الدولية تباعا بخصوص الوضع الإجتماعى و النفسي و الإقتصادى و الإنسانى للطفل الليبى أرقام كارثية و يجب أن تؤخد بعين الإعتبار من قبل كل الليبيين خاصة الشرفاء منهم ، إذ أنه ليس من المعقول و لا من المقبول أن نفكر بمنطق الكبار دون إدراكنا الواعى لتدعيات الحرب المدمرة على الإنسان الليبى خصوصا الأطفال.
يا جماعة .. اليوم هناك جيل كامل يضيع فى ليبيا ، جيل مدمرا نفسانيا و سسيولوجيا و إجتماعيا ، و هو يعانى فى صمت بعيدا عنا نحن الكبار الذين نرفض النزول إلى مستوى إدراك الصغار و نعتقد أنهم يفكرون مثلنا و يتعاملون مثلنا .
هذا الجيل هو يعيش اليوم مثل ذاك المفقود فى الداخل و المولود إذا ما خرج سالما معافى ، و علينا الإنتباه و الإستعداد لتأثيرات و مخرجات الحرب العدوانية على ليبيا و التى لم تستثنى أحدا و التى تلتها فى ما بعد هذه الفوضى الخلاقة بين أطراف الصراع على السلطة .
هذا الجيل الذى نام و إستيقظ على وقع دوي الإنفجارات و مشاهد الأشلاء و الدماء وإنتشار السلاح و الدمار عوض أن يكون فى المدرسة أو أن فى مراكز التكوين المهنى ، هذا حتما سيفاجأنا ذات يوم عاثر بسلوك غريب و نتائج كارثية وخيمة على المجتمع الليبى ، قد يتحول إلى ممارسة العنف الجسدى و الإجتماعى أو تعاطى المخدرات و المسكرات أو الدخول فى حالة نفسية متأزمة ناجمة عن واقع الحرب المفروض على ليبيا مند سنوات أو أمور أخرى نجهلها .
يجب أن تكون هنالك دراسات علمية حول هذا الموضوع ، كما يجب أن يدرك الأحرار داخل وخارج الجماهيرية أهمية هذا الموضوع كي لا نستيقظ فى ليبيا غدا على حقيقة تصدمنا ، ضيعناهم صغارا و سنضيعهم كبارا لأن طفل اليوم سيصبح رجل الغد و فاقد الشيء لا يعطيه و بالتالى ستورث كل الأمراض النفسية للجيل الذى بعده  و ندور فى حلقة مفرغة لا نهاية لها من جيل إلىأخر .
مخطط تدمير ليبيا مخطط جهنمى و أخطر تهديم ذاك الذى يطال الإنسان الليبى و خاصة الطفل الليبى إنتقاما من الشعب الليبى الحر الذى تحداهم على مدى سنين طويلة ، هم يريدون تكسير المبادئ و القيم و معانى الرجولة و الكرامة و الشرف التى هي من أهم خصال و صفات الشعب الليبى ، و عليه يجب أن ننتبه للمخطط و لابد علينا من التصرف اليوم قبل غد .