ماكس هاستنجز : آن الأوان لإعادة التفكير في أمر ليبيا
صفحة 1 من اصل 1
ماكس هاستنجز : آن الأوان لإعادة التفكير في أمر ليبيا
ماكس هاستنجز : آن الأوان لإعادة التفكير في أمر ليبيا
يعيش الحلفاء الغربيون ورطة في ليبيا.
المهمة الفعلية لـ''المستشارين'' العسكريين البريطانيين والفرنسيين الذين يتم إرسالهم إلى معسكر (الثوار) هي استكشاف ما الذي يمكن أن يفعله الغرب للخروج من هذه الورطة.
الأهداف المعلنة (للقيادات الوطنية) أكبر بكثير من الوسائل المتاحة لتحقيقها. ولأن القادة العسكريين على جانبي الأطلسي كانوا يتوقعون ذلك ترددوا في التدخل في المقام الأول.
ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، تأثر كثيرا في قراره بقيادة حملة ضد معمر القذافي بذكريات اتهامات بجبن غربي مزعوم في البوسنة خلال التسعينيات........ لقد دعم كاميرون والرئيسان الفرنسي ساركوزي والأمريكي أوباما، الجانب الأضعف في حرب أهلية دون معرفة طبيعة الثوار، أو ما إذا كانت قضيتهم جديرة بالمساندة.
وتشير المخابرات الآن إلى أن (الثوار) يمثلون قبائل تعيش على الساحل، بينما تظل القبائل الداخلية بصورة أو بأخرى مؤيدة للعقيد القذافي. والثوار مجموعة مختلطة تواجه قوات أكثر تسليحاً وتنظيماً تابعة للنظام. ويعمل قصف التحالف على تأخير هزيمة الثوار وربما تأخير حدوث مجزرة كذلك.
غير أن حلف الناتو لا يستطيع تقديم دعم جوي قوي، ولا سيما في مناطق المدن، دون عناصر ضبط متقدمة على الأرض. ويمثل نشر مثل هؤلاء- مع توفير حماية ملائمة لهم - تصعيداً كبيراً.
وهذا الخيار قيد الدراسة، شأنه في ذلك شأن تخصيص قوة ''إنسانية'' على الأرض لتوفير ''ملاذ آمن'' في مدينة مصراتة الساحلية المحاصرة.
لكن ما إن يتم إنزال قوات أرضية ـــ وسيكون من الصعب على حلف الناتو العثور على الرجال اللازمين لذلك حتى مع توافر الإرادة السياسية ـــ سيكون من الصعب سحبهم.
وفي جانب المكاسب نجد أن العقيد القذافي يخضع لحصار اقتصادي وأن من النادر، إن لم يكن حتى من غير الممكن، أن تتمكن قواته من ضرب الثوار بطائرات سلاح الجو الليبي مثلما كانت تفعل في السابق. لكن تقديرات حلف الناتو تفيد بأن التخلص من نظام حكمه يمكن أن يتطلب عدة أشهر من القصف الجوي، ما لم يتم انهياره من الداخل.
موقف الاتحاد الإفريقي...... ملتبس. ويقول دبلوماسي بريطاني بمرارة: ''الوفد الذي جاء إلى طرابلس بقيادة جاكوب زوما بدا وكأنه شركة طغاة في زيارة دولة''. ونجد من بين البلدان العربية أن قطر تقدم دعماً حماسياً لعمليات التحالف ضد العقيد القذافي، بينما يشعر آخرون بعدم راحة عميق تجاهها، ومن غير المتوقع أن يرسلوا قوات أرضية لمساعدة (الثوار).
ويشعر كبار الضباط العسكريين الأمريكيين والأوروبيين بالحيرة في تفسير سبب تأكيد الحكومات الغربية الثلاث على التزامها بتغيير نظام الحكم الليبي في الأسبوع الماضي، بينما كانت المشاكل تبدو بالفعل في غاية الوضوح. ويبدو أن الإصرار على التخلص من القذافي يستبعد تسوية متفاوضاً عليها، أو تقسيماً للبلاد بحكم الأمر الواقع.
من الصعب تصور كيفية تغيير هذا النظام أو كيفية إدارة نتائج التغيير دون إنزال قوات برية ذات دور محقق للاستقرار على الأقل. وستكون تلك خطوة كبرى، لأنها تهدد بتورط مفتوح، على الرغم من أن عدد سكان ليبيا لا يزيد عن كونه جزءا من عدد سكان العراق أو أفغانستان. ويمكن للأمر أن يشق صفوف حلف الناتو الذي لا يرغب عدد كبير من أعضائه حتى في المشاركة في حملة القصف الجوي. وربما يُدخل ذلك بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة في عملية نشر للقوات لتقرير مصير ليبيا، بينما لا تزال المهام في العراق وأفغانستان غير منجزة. وحتى كاميرون الذي وضع نفسه في مقدمة التدخل الغربي، يبدو دون رغبة في إرسال قوات أرضية.
النتيجة هي أن الحلفاء ما زالوا يقدمون دعماً عسكرياً كافياً للحيلولة دون هزيمة (الثوار)، لكنه غير كاف لإنهاء سفك الدم، أو تحقيق الأهداف المعلنة. قال لي ضابط كبير في حلف الناتو هذا الأسبوع ''إنني في وضع يائس''. وتنجم خيبة أمله عن اعتقاده بأن من المفروض البحث عن صفقة سياسية، لأن تحقيق نصر عسكري واضح من دون قوات أرضية يبدو بعيدا عن التحقق.
إن أول مبدأ لاستخدام القوة والذي يتمثل في ضمان فعالية الاستخدام قد سخرت منه الحكومات البريطانية، والفرنسية، والأمريكية. ويندر أن يكون سلاح الجو أداة ملائمة. وتصر إحدى الأساطير على أن القصف الجوي أرغم الصرب على الانسحاب من كوسوفو، لكن الضغط الروسي على بلغراد كان أهم.
كان الغرب فاشلاً في عملية بناء الأمة في العراق وفي أفغانستان. ويبدو من سوء الحظ الدخول في اللعبة ذاتها في ليبيا.
إن أقل الخيارات سوءاً بالنسبة إلى الغرب هو فيما يبدو انتهاج سياسة بمسارين: استمرار القصف من جانب حلف الناتو لمنع النظام الليبي من ذبح (الثوار)، مع عرض لطرابلس بالمفاوضات مقابل وقف لإطلاق النار.
ومن المتوقع فعلاً أن تكون ليبيا مكاناً أفضل بدون العقيد القذافي. لكن يجب أن تكون هناك حدود حكيمة للمدى الذي يمكن أن يمضي إليه الغرب من أجل ذلك.
المهمة الفعلية لـ''المستشارين'' العسكريين البريطانيين والفرنسيين الذين يتم إرسالهم إلى معسكر (الثوار) هي استكشاف ما الذي يمكن أن يفعله الغرب للخروج من هذه الورطة.
الأهداف المعلنة (للقيادات الوطنية) أكبر بكثير من الوسائل المتاحة لتحقيقها. ولأن القادة العسكريين على جانبي الأطلسي كانوا يتوقعون ذلك ترددوا في التدخل في المقام الأول.
ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، تأثر كثيرا في قراره بقيادة حملة ضد معمر القذافي بذكريات اتهامات بجبن غربي مزعوم في البوسنة خلال التسعينيات........ لقد دعم كاميرون والرئيسان الفرنسي ساركوزي والأمريكي أوباما، الجانب الأضعف في حرب أهلية دون معرفة طبيعة الثوار، أو ما إذا كانت قضيتهم جديرة بالمساندة.
وتشير المخابرات الآن إلى أن (الثوار) يمثلون قبائل تعيش على الساحل، بينما تظل القبائل الداخلية بصورة أو بأخرى مؤيدة للعقيد القذافي. والثوار مجموعة مختلطة تواجه قوات أكثر تسليحاً وتنظيماً تابعة للنظام. ويعمل قصف التحالف على تأخير هزيمة الثوار وربما تأخير حدوث مجزرة كذلك.
غير أن حلف الناتو لا يستطيع تقديم دعم جوي قوي، ولا سيما في مناطق المدن، دون عناصر ضبط متقدمة على الأرض. ويمثل نشر مثل هؤلاء- مع توفير حماية ملائمة لهم - تصعيداً كبيراً.
وهذا الخيار قيد الدراسة، شأنه في ذلك شأن تخصيص قوة ''إنسانية'' على الأرض لتوفير ''ملاذ آمن'' في مدينة مصراتة الساحلية المحاصرة.
لكن ما إن يتم إنزال قوات أرضية ـــ وسيكون من الصعب على حلف الناتو العثور على الرجال اللازمين لذلك حتى مع توافر الإرادة السياسية ـــ سيكون من الصعب سحبهم.
وفي جانب المكاسب نجد أن العقيد القذافي يخضع لحصار اقتصادي وأن من النادر، إن لم يكن حتى من غير الممكن، أن تتمكن قواته من ضرب الثوار بطائرات سلاح الجو الليبي مثلما كانت تفعل في السابق. لكن تقديرات حلف الناتو تفيد بأن التخلص من نظام حكمه يمكن أن يتطلب عدة أشهر من القصف الجوي، ما لم يتم انهياره من الداخل.
موقف الاتحاد الإفريقي...... ملتبس. ويقول دبلوماسي بريطاني بمرارة: ''الوفد الذي جاء إلى طرابلس بقيادة جاكوب زوما بدا وكأنه شركة طغاة في زيارة دولة''. ونجد من بين البلدان العربية أن قطر تقدم دعماً حماسياً لعمليات التحالف ضد العقيد القذافي، بينما يشعر آخرون بعدم راحة عميق تجاهها، ومن غير المتوقع أن يرسلوا قوات أرضية لمساعدة (الثوار).
ويشعر كبار الضباط العسكريين الأمريكيين والأوروبيين بالحيرة في تفسير سبب تأكيد الحكومات الغربية الثلاث على التزامها بتغيير نظام الحكم الليبي في الأسبوع الماضي، بينما كانت المشاكل تبدو بالفعل في غاية الوضوح. ويبدو أن الإصرار على التخلص من القذافي يستبعد تسوية متفاوضاً عليها، أو تقسيماً للبلاد بحكم الأمر الواقع.
من الصعب تصور كيفية تغيير هذا النظام أو كيفية إدارة نتائج التغيير دون إنزال قوات برية ذات دور محقق للاستقرار على الأقل. وستكون تلك خطوة كبرى، لأنها تهدد بتورط مفتوح، على الرغم من أن عدد سكان ليبيا لا يزيد عن كونه جزءا من عدد سكان العراق أو أفغانستان. ويمكن للأمر أن يشق صفوف حلف الناتو الذي لا يرغب عدد كبير من أعضائه حتى في المشاركة في حملة القصف الجوي. وربما يُدخل ذلك بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة في عملية نشر للقوات لتقرير مصير ليبيا، بينما لا تزال المهام في العراق وأفغانستان غير منجزة. وحتى كاميرون الذي وضع نفسه في مقدمة التدخل الغربي، يبدو دون رغبة في إرسال قوات أرضية.
النتيجة هي أن الحلفاء ما زالوا يقدمون دعماً عسكرياً كافياً للحيلولة دون هزيمة (الثوار)، لكنه غير كاف لإنهاء سفك الدم، أو تحقيق الأهداف المعلنة. قال لي ضابط كبير في حلف الناتو هذا الأسبوع ''إنني في وضع يائس''. وتنجم خيبة أمله عن اعتقاده بأن من المفروض البحث عن صفقة سياسية، لأن تحقيق نصر عسكري واضح من دون قوات أرضية يبدو بعيدا عن التحقق.
إن أول مبدأ لاستخدام القوة والذي يتمثل في ضمان فعالية الاستخدام قد سخرت منه الحكومات البريطانية، والفرنسية، والأمريكية. ويندر أن يكون سلاح الجو أداة ملائمة. وتصر إحدى الأساطير على أن القصف الجوي أرغم الصرب على الانسحاب من كوسوفو، لكن الضغط الروسي على بلغراد كان أهم.
كان الغرب فاشلاً في عملية بناء الأمة في العراق وفي أفغانستان. ويبدو من سوء الحظ الدخول في اللعبة ذاتها في ليبيا.
إن أقل الخيارات سوءاً بالنسبة إلى الغرب هو فيما يبدو انتهاج سياسة بمسارين: استمرار القصف من جانب حلف الناتو لمنع النظام الليبي من ذبح (الثوار)، مع عرض لطرابلس بالمفاوضات مقابل وقف لإطلاق النار.
ومن المتوقع فعلاً أن تكون ليبيا مكاناً أفضل بدون العقيد القذافي. لكن يجب أن تكون هناك حدود حكيمة للمدى الذي يمكن أن يمضي إليه الغرب من أجل ذلك.
صحيفة الفايننشال تايمز
30/4/2011
????- زائر
رد: ماكس هاستنجز : آن الأوان لإعادة التفكير في أمر ليبيا
يسلمو على الموضوع الرائع .....هما يسحابو ليبيا وشعبها راح يستسلم بس شافو غير هدا كله وهما ورطو انفسهم بانهم زادو الشعب الليبى تمسك بمعمر والثار لشهدانا .... راح تكون قبورهم فى ليبيا بادن الله
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
نحن كتله من المشاعر باحذر
القمودي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 502
نقاط : 10592
تاريخ التسجيل : 06/04/2011
مواضيع مماثلة
» كل ما تريد ان تعرفه عن ليبيا ماكس - واي ماكس 2012
» التفكير مجدداً بشأن ليبيا
» هل آن الأوان لتستورد الجيوش العربية أسلحتها من ليبيا...؟
» فضيحه من العيار الثقيل لـ وزارة الآتصالات و وزيـــر الآتصالات ، حيث يشهد السوق الليبي بيع أجهزة آنترنت نوع "راين ماكس" من خارج ليبيا مُفعلة بـ أرقام عقود و أرقام سرية من شركة ليبيا لـ الآتـصـالات و التقنية
» اسمع يا خوارج و جرذان ليبيا هل لكم عقول لي التفكير و التمحص في الاشئ ام ان الحقد اعم قلوبكم
» التفكير مجدداً بشأن ليبيا
» هل آن الأوان لتستورد الجيوش العربية أسلحتها من ليبيا...؟
» فضيحه من العيار الثقيل لـ وزارة الآتصالات و وزيـــر الآتصالات ، حيث يشهد السوق الليبي بيع أجهزة آنترنت نوع "راين ماكس" من خارج ليبيا مُفعلة بـ أرقام عقود و أرقام سرية من شركة ليبيا لـ الآتـصـالات و التقنية
» اسمع يا خوارج و جرذان ليبيا هل لكم عقول لي التفكير و التمحص في الاشئ ام ان الحقد اعم قلوبكم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 24 نوفمبر - 16:39 من طرف علي عبد الله البسامي
» نكبة بلد المشاعر
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى فرسان اليمن
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي