ياسمين الشيباني:ماذا أخبره في عيد ميلاده !!!؟

عن ماذا سوف أخبره في عيد ميلاده ... عن ليبيا الوطن التي ضاعت في غوط الباطل. وأنا التي لا تملك الا حروفا عاجزة مبعثرة كوطني الذي صار اشلاء .ابكي كرامة ضاعت تارة بدموع وعبرة... ومدن هجر أهلها تارة أخري بصراخ وعويل فالبكاء في وطن صار فريضة ... وابكي طفولة بائسه وأبكي رجال منكسرة . ماذا أقول له أخبروني ماذا أقول لأبي الذي رحل غير أسف علي البقاء في وطن صارت فيه الخيانة شعار و النفاق شطارة .. ماذا سوف أخبروه في يوم ميلاده هل أخبره عن آلاف الليبين في السجون يعذبون حتي تزهق أرواحهم وما جريمتهم الا أنهم اختاروا الوقوف معه ومع الوطن وحتي لا يصل الوطن الي ما وصل اليه من حال مبكي اليم محزن وصاروا يحملون هذا وكأنه جرم لا يغتفر .. .. ؟ وهل أخبره عن دموع أمهات يبكن بعبرة عن زوج شهيد وابن مهجر وآخر أسير وبيت مدمر وقلب كسير ؟؟؟ أو عن شوارعنا التي صارت تقذف فيها الرمانه وكأنها كرة وتطلق الرصاصة وكأنها حجر ... و القذيفة وكأنها رزق من السماء او عن سيف الإسلام الذي لازال أسير بجريمة حب ليبيا ... وتهمته انه صدق هؤلاء الخونة الأوباش أو عن عائشة الصامدة الصابرة ترنو الي السماء صباح مساء واثقة من نصر الله وقلبها مثقل بفقد الأحباء ..أو عن المعتصم بالله عريس ليببا وأمير شهداء الوطن فلن تكفيه كل الجمل والعبارات وقصائد الشعراء رثاء فقد سطر أخي مجدا لا يصل اليه الا العظماء .
بالله عليكم في عيد ميلاده أيها الليبين ماذا سوف أخبره ... عن مساجد دمرت ومنابر اعتلاها الروبيضة وصاروا باسم الدين زورا وبهتان ادعياء ... عن ليبيا وبنغازي أهل فبراير الفيدرالية التي وكأنها شي من الكرامة لهم وفي تقسيم الوطن عزه يرددها الأغبياء ... أو أخبره عن أهالي تاورغاء الذين يعيشون مخيمات التشرد والتيه يمنعهم التشفي والانتقام من العودة لمدينتهم مدينة الديس والسواقي عن ماذا أخبره عن صحراء صارت مرتع لكل من هب ودب .تنهب فيها غزلانا وضباء .. او عن آثار هربت في وطن بيع في المزاد وتاجر به بائعي الضمير العملاء وصار اشباه الرجال فيه سادة وصار خنازير الخليج فيه قادة ونحن مجرد حفنة من الأغبياء ... وصار الليبي شريد في أصقاع الأرض حائر لا يدري كيف يأخذ في اهله العزاء ... عن ماذا أخبره في عيد ميلاده ... هذا العام وبعد كل ماحدث من عبث ... نقول له ايها الرمز القائد الشهيد الصائم انت تزداد فينا يقينا انت الذي كنت مصدر النور للوطن ولكرامتنا التي صارت هباء في هذا العام وفي ذكري ميلادك اجمع كلماتي لأصنع بها حروف وطني المبعثرة لتبقي حروفي هي ذاتي الخجولة في إعطائك حقك ولكنها تأبى الا ان تخرج
ليصبح صمتنا عويل .وأن يسجي جسدك على تراب وطني ليصبح جسدك هو الوطن وبحروف اسمك العظيم ستكون نهاية إغترابي وأنسى أن لي أبجديات ومقاييس المفروض لا أفرًط لاجدك رمزا يتجسد بمعاني الاباء في تقاسيمي ...
بقلم / ياسمين الشيباني