اليوم الذكرى (45) لجلاء القواعد الأمريكية عن ليبيا
4 مشترك
منتديات زنقتنا-منتديات شباب ليبيا الأحرار :: المنتديات العامة :: منتديات ليبيا التاريخ و الجغرافيا و التراث
صفحة 1 من اصل 1
اليوم الذكرى (45) لجلاء القواعد الأمريكية عن ليبيا
11\6\ 1970 تطل الذكرى االخامسة والاربعون لإجلاء القوات والقواعد الامريكية عن ارض ليبيا الحبيبة....
الثامن والعشرون من (مارس) الربيع للعام 1970 مسيحي ، هو يوم عظيم من الأيام التي تشهد على الإنجازات الجبارة للثورة ومشاريعها وعمق أهدافها ومبادئها . الثامن والعشرون من (مارس) لم يكن كغيره من الأيام ففيه احتفل الشعب العربي الليبي بحدث تاريخي لم تشهده باقي الشعوب في ذلك الوقت ، ففي هذا اليوم التاريخي وفي تلك السنة وبعد أشهر قليلة من تفجر ثورة الفاتح العظيم 1969 كان الإجلاء ، حيث أعلن الشعب الليبي في ذلك الوقت عن رفضه التام لوجود قواعد عسكرية أجنبية فوق أرضه الطاهرة
كلمة معمر القذافي خلال مفاوضات اجلاء القواعد الامريكية
الثامن والعشرون من (مارس) الربيع للعام 1970 مسيحي ، هو يوم عظيم من الأيام التي تشهد على الإنجازات الجبارة للثورة ومشاريعها وعمق أهدافها ومبادئها . الثامن والعشرون من (مارس) لم يكن كغيره من الأيام ففيه احتفل الشعب العربي الليبي بحدث تاريخي لم تشهده باقي الشعوب في ذلك الوقت ، ففي هذا اليوم التاريخي وفي تلك السنة وبعد أشهر قليلة من تفجر ثورة الفاتح العظيم 1969 كان الإجلاء ، حيث أعلن الشعب الليبي في ذلك الوقت عن رفضه التام لوجود قواعد عسكرية أجنبية فوق أرضه الطاهرة
حيث أخذ الأخ قائد الثورة مع رفاقه الضباط الوحدويين الأحرار في الإعداد لتطهير التراب الليبي من القواعد الاجنبية التي كانت في ليبيا ، وقد جاء قرار الإجلاء ليعطي أبعادا وأصداء واسعة النطاق للثورة الفتية في ارجاء العالم بأسره ، وخلال المفاوضات التي عقدتها قيادة الثورة التاريخية مع الحكومتين الأمريكية والبريطانية لم ترضخ الثورة لمطالب هذه الحكومات في تأجيل موعد الإجلاء إلى فترة زمنية أخرى ، ولكن تمسك قيادة الثورة بالأهداف والمبادئ والقيم النبيلة التي قامت من أجلها جعلها لاتتراجع أمام هذه المطالب وتلك الإغراءات التي قدمتها الحكومتان لليبيا مقابل الإبقاء على تواجدها العسكرى فوق التراب الليبي ، حيث أكد الأخ قائد الثورة في حديثه بالجلسة الأولى لمفاوضات جلاء القوات البريطانية عن الأراضي الليبية في شهر الكانون من العام 1969 حيث قال « جميع المعاهدات والصداقات والتعاون أمر لايمكن أن يبنى في ظل السيف وتحت أزيز الطائرات وهو أمر يقوله القانون الدولي قبل أن نقوله نحن وأن حرية ليبيا مازالت ناقصة مادام هناك جندى أجنبي فوق أرضها » فواصلت قيادة الثورة ضغطها على هذه الحكومات للرحيل عن الأرض الليبية ، فكان العام 1970مسيحي هو عام الاجلاء الكبير .
كلمة معمر القذافي خلال مفاوضات اجلاء القواعد الامريكية
ففي الثامن والعشرين من شهر الربيع - مارس - تم إجلاء القوات والقواعد البريطانية ، وفي الحادي عشر من شهر الصيف « يونيو» من نفس العام تم إجلاء القوات والقواعد الأمريكية ، وتم إجلاء القوات والجاليات الإيطالية من ليبيا في السابع من شهر التمور ( أكتوبر) وهو اليوم الذي أطلق عليه عيد الثأر - الثأر لكفاح الأجداد والآباء والشهداء الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل تراب ليبيا إبان حقبة الاستعمار الإيطالي ، وهكذا يتضح أن سياسة ثورة الفاتح العظيم مهدت لها مقومات تاريخية وعززتها وحققت بذلك خطوات عملية لتطهير البلاد من القواعد الاستعمارية وعلى رأسها إجلاء القوات والقواعد البريطانية والامريكية تأكدت من حقائق ثابتة لليبيا ، وهي أن قوة ليبيا الثورة تكمن في وحدتها السياسية واستقلالها من التبعية وأن عزة وكرامة المواطن الليبي فوق كل اعتبار وهذا ماجعل من رؤية الأخ قائد الثورة لوحدة المجتمع الليبي رؤية مستقبلية وفاعلة ، ما يدل على عظمة الدور الإنساني الريادي في شخص قائد الثورة معمر القذافي .
ورسمت آفاق وتطلعات استراتيجية ومستقبلية للشعب الليبي .
*************************************************ورسمت آفاق وتطلعات استراتيجية ومستقبلية للشعب الليبي .
نص كلمة قائد الثورة معمر القذافي خلال مفاوضات اجلاء القواعد الامريكية 11-6-1970 .
بسم الله الرحمن الرحيم
وباسم ارادة الشعب الليبي التي فجرت ثورة الفاتح من سبتمبر المجيدة تحقيقا لحريته الكاملة ، نفتتح الجلسة الاولى لمفاوضات اجلاء القوات الامريكية عن ارض الجهورية العربية الليبية .
أولا : اني احيي الشعب الامريكي ، صانع الحضارة الامريكية و غازي الفضاء و رائد عصر التكنولوجيا ، وانا اسمع ان امريكا تقول انها زعيمة العالم الحر ونحن نؤمن ان الحر هو من يقدس قضية الحرية في كل مكان .
ثانيا : على امريكا الان ان تبرهن الان على مدى ايمانها بحرية الشعوب عندما تسحب قواتاه فورا دون قيد او شرط .
ثانيا : اذا كان دخول القوات البريطانية الى ليبيا له ما يبرره ذلك الوطت فان اقامة القاعدة الامريكية فوق الارض الليبي لا مبرر له على الاطلاق سوءا بجهل حكام ليبيا السابقين او جهلهم المطبق من جهة اخرى و الشيئ الذي بني على باطل فهو باطل و المعطيات الخاطئة تؤدي الى نتائج اخطا .
و حيث ان القاعدة لا مبرر لها من البداية فكيف يكون لها مبرر البقاء في النهاية و شعب ليبيا رفض حكامه الخونة ليلة الفاتح من سبتمبر و يرفض القاعدة هذه الليبية ليلة الساع من شوّال .
رابعا : ان الجمهورية العربية الليبية اطلقت مبدا الحياد المطلق لعدم الانحياز و هذا يتعارض مع وجود قاعدة اجنبة متورطة في حرب دامية مع شعب كشعب فيتنام .
خامسا : نحن نؤمن بالسلام القائم على العدل و بذلك لا نرضى ان تكون بلادنا قاعدة انطلاق و عدوان لحلف شمال الاطلسي او غيره من الاحلاف .
سادسا : ان الشعب الليبي لا يذكر تاريخ القاعدة الامريكية باي خير وانما يذكر مأساة الفتاة البريئة معيتيقة و يتهم القاعدة مهما كان مدى صحة الاتهام او عدمه بتدريب الاسرائليين و بالهجوم الجوي على الدول العربية الشقيقة و بتعريض السلام للشعب الليبي بوجود القنابل الذرية في هذه القاعدة او عند مواجهة ساخنة بين اطلس و وارسو .
كما يتهمها حتى باعمال التخريب و التهريب وما تهريب اليهودي الليبي في صندوق بعد الثورة ببعيد وما اخراج بنادق القناصة و قضية الاخوان بلزوني بخافية .
سابعا : وعلى العموم نحن امة قد تغفر ولكنها لا تنسى .
ثامنا : رغبة منا في اقامة علاقات سليمة مع الشعب الامريكي العظيم و ايمانا منا ايضا ان كافة المعاهدات و الاتفاقات و المعاهدات التي اقيمت بين ليبيا و امريكا في ضل القاعدة العسكرية الامريكية تنقصها الشرعية من جهة و مرفوضة الان من جهة اخرى .
فاننا نرفض اخلاء القاعدة فورا دون اي قيد ليصفو بعد ذلك الجو بين البلدين لبناء علاقة نافعة على اساس من الصداقة و المساواة لا على اسس الاكراه و التهديد بالقوة .
تاسعا : ان الشعب الليبي الذي يطالب بالجلاء التام الناجز الان فهو يملك بكل تأكيد حق الدفاع عن نفسه و ارادة تحقيق حريته فوق ارضه لانه قادر ان يتحول الى جيش قوامه مليون و نصف مقاوم وان امريكا ادرى من غيرها بفاعلية المقاومة الشعبية و عجز الاساطيل و الجيوش النظامية مهما كانت قوتها .
عاشرا و اخيرا : انا على ثقة من ان روح التعاون و التفاهم الودي و الاحترام المتبادل متوافرة اليوم .. والسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
وباسم ارادة الشعب الليبي التي فجرت ثورة الفاتح من سبتمبر المجيدة تحقيقا لحريته الكاملة ، نفتتح الجلسة الاولى لمفاوضات اجلاء القوات الامريكية عن ارض الجهورية العربية الليبية .
أولا : اني احيي الشعب الامريكي ، صانع الحضارة الامريكية و غازي الفضاء و رائد عصر التكنولوجيا ، وانا اسمع ان امريكا تقول انها زعيمة العالم الحر ونحن نؤمن ان الحر هو من يقدس قضية الحرية في كل مكان .
ثانيا : على امريكا الان ان تبرهن الان على مدى ايمانها بحرية الشعوب عندما تسحب قواتاه فورا دون قيد او شرط .
ثانيا : اذا كان دخول القوات البريطانية الى ليبيا له ما يبرره ذلك الوطت فان اقامة القاعدة الامريكية فوق الارض الليبي لا مبرر له على الاطلاق سوءا بجهل حكام ليبيا السابقين او جهلهم المطبق من جهة اخرى و الشيئ الذي بني على باطل فهو باطل و المعطيات الخاطئة تؤدي الى نتائج اخطا .
و حيث ان القاعدة لا مبرر لها من البداية فكيف يكون لها مبرر البقاء في النهاية و شعب ليبيا رفض حكامه الخونة ليلة الفاتح من سبتمبر و يرفض القاعدة هذه الليبية ليلة الساع من شوّال .
رابعا : ان الجمهورية العربية الليبية اطلقت مبدا الحياد المطلق لعدم الانحياز و هذا يتعارض مع وجود قاعدة اجنبة متورطة في حرب دامية مع شعب كشعب فيتنام .
خامسا : نحن نؤمن بالسلام القائم على العدل و بذلك لا نرضى ان تكون بلادنا قاعدة انطلاق و عدوان لحلف شمال الاطلسي او غيره من الاحلاف .
سادسا : ان الشعب الليبي لا يذكر تاريخ القاعدة الامريكية باي خير وانما يذكر مأساة الفتاة البريئة معيتيقة و يتهم القاعدة مهما كان مدى صحة الاتهام او عدمه بتدريب الاسرائليين و بالهجوم الجوي على الدول العربية الشقيقة و بتعريض السلام للشعب الليبي بوجود القنابل الذرية في هذه القاعدة او عند مواجهة ساخنة بين اطلس و وارسو .
كما يتهمها حتى باعمال التخريب و التهريب وما تهريب اليهودي الليبي في صندوق بعد الثورة ببعيد وما اخراج بنادق القناصة و قضية الاخوان بلزوني بخافية .
سابعا : وعلى العموم نحن امة قد تغفر ولكنها لا تنسى .
ثامنا : رغبة منا في اقامة علاقات سليمة مع الشعب الامريكي العظيم و ايمانا منا ايضا ان كافة المعاهدات و الاتفاقات و المعاهدات التي اقيمت بين ليبيا و امريكا في ضل القاعدة العسكرية الامريكية تنقصها الشرعية من جهة و مرفوضة الان من جهة اخرى .
فاننا نرفض اخلاء القاعدة فورا دون اي قيد ليصفو بعد ذلك الجو بين البلدين لبناء علاقة نافعة على اساس من الصداقة و المساواة لا على اسس الاكراه و التهديد بالقوة .
تاسعا : ان الشعب الليبي الذي يطالب بالجلاء التام الناجز الان فهو يملك بكل تأكيد حق الدفاع عن نفسه و ارادة تحقيق حريته فوق ارضه لانه قادر ان يتحول الى جيش قوامه مليون و نصف مقاوم وان امريكا ادرى من غيرها بفاعلية المقاومة الشعبية و عجز الاساطيل و الجيوش النظامية مهما كانت قوتها .
عاشرا و اخيرا : انا على ثقة من ان روح التعاون و التفاهم الودي و الاحترام المتبادل متوافرة اليوم .. والسلام
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34773
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
رد: اليوم الذكرى (45) لجلاء القواعد الأمريكية عن ليبيا
نهني انفسنا وكل حر مازال علئ المبدا ... بمناسبة اجلاء القواعد الامريكية عن ارض وتراب الوطن الغالي .... هذا الوطن الذي عشقناه وارواحنا رخيصة في سبيل رجوعه .... فبعد ان كنا نتحدئ في القوئ العظمئ ونقود القارات اصبحت ليبيا اليوم وللاسف مرتعا لكل الخراف ... حتئ حكومات قطر والسودان تلك البقع التي كانت لاتساوي فلسا وليس لها اي موقع من الاعراب اصبحت اليوم وبمساعدة الخونة و العملاء تتحكم بمصير الشعب الليبي .... لكن نقول لهم ولكل من يعتقد بان ليبيا سهلة بانه واهم فالشعب الليبي وبقيادته ركع ايطاليا بجبروتها وتحدئ اقوئ الاساطيل وقاوم اعتئ الالات العسكرية المثمثلة في حلف الناتو ولقد صمد الشعب المسلح لاكثر من سبعة اشهر دون غطاء جوي واعطئ دروسا في الشجاعة والصمود .... وها نحن صامدون حتئ تحرير ترابك ياوطني الغالي .... فهنيئا لكل حر عاصر عهد معمر القذافي وهنيئا لنا بقائدنا ...
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسا إذا حكم القضــــــاء ******** ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقــــــاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا وشيمتك السماحة و الوفــاء **** و إن كثرت عيوبك في البرايا وسرك أن يكون له غطـــاء
تستر بالسخاء فكل عيــــــب يغطيه كما قيــل السخــــاء ******** ولا تر للأعادي قط ذلا فإن شماتـــة الأعداء بـــــــلاء
ولا ترج السماحة من بخيل فما في النار للظمآن مــاء ******** و رزقك ليس ينقصه التأني وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور ولا بؤس عليك ولا رخاء ******** إذا ما كنت ذا قلب قنوع فأنت ومالك الدنيا ســــواء
ومن نزلت بساحته المنايا فلا أرض تقيه ولا سماء ******** و أرض الله واسعة ولكن إذا نزل القضاء ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين فما يغني عن الموت الــدواء
وكن رجلا على الأهوال جلدا وشيمتك السماحة و الوفــاء **** و إن كثرت عيوبك في البرايا وسرك أن يكون له غطـــاء
تستر بالسخاء فكل عيــــــب يغطيه كما قيــل السخــــاء ******** ولا تر للأعادي قط ذلا فإن شماتـــة الأعداء بـــــــلاء
ولا ترج السماحة من بخيل فما في النار للظمآن مــاء ******** و رزقك ليس ينقصه التأني وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور ولا بؤس عليك ولا رخاء ******** إذا ما كنت ذا قلب قنوع فأنت ومالك الدنيا ســــواء
ومن نزلت بساحته المنايا فلا أرض تقيه ولا سماء ******** و أرض الله واسعة ولكن إذا نزل القضاء ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين فما يغني عن الموت الــدواء
صريح-
- الجنس :
عدد المساهمات : 5139
نقاط : 23701
تاريخ التسجيل : 17/04/2011
. :
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا: صريح
رد: اليوم الذكرى (45) لجلاء القواعد الأمريكية عن ليبيا
حمد أمبارك الشاطر
·
(( القواعد الامريكية في ليبيا .. كيف جاءت وكيف رحلت؟ ))
( منقول حرفيّا من منتديات ستار تايمز / أرشيف التاريخ العالمي والإسلامي / كتبه المستشار الليبي بتاريخ 2010/12/29م الساعة 17.02 )
استمرت ليبيا تحت الاحتلال الإيطالي حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية كانت خلالها إيطاليا في ما عرف بدول المحور مع (ألمانيا واليابان) عدوة للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا (الحلفاء), لذلك كانت الساحة الليبية مسرحاً في الكر والفر بين دول المحور والحلفاء،حيث دارت عليها آخر معارك الحرب العالمية الثانية على الساحة الإفريقية ، والملحقة بنتيجة معركة العلمين الشهيرة(الواقعة في جنوب غرب الإسكندرية وشرق ليبيا)التي انتصر فيها الحلفاء على المحور ،وكانت إيذاناً بانتهاء الاحتلال الإيطالي مطلع العام1943 ‘ وعليه قُسمت الساحة الليبية إلى قسمين باتخاذ دائرة العرض 28درجة كخطٍ فاصل بين الشمال الليبي البريطاني والجنوب الليبي الفرنسي.
بالاحتلال البريطاني للشمال الليبي عام 1943م حصلت الولايات المتحدة الأمريكية على ما تسعى إليه منذ العام1800أي بعد مائة وثلاثة وأربعين عاماً في عهد الرئيس الأمريكي فرانكلين ديلانو روزفلت(1945-1933 عن الحزب الديمقراطي)،إذ سمحت القوات البريطانية للقوات الجوية الأمريكية باحتلال مطار الملاحة المستخدم سابقاً من قبل الطليان واستخدامه كقاعدة عسكرية لقواتهم الجوية ،وقد عُرف المطار بقاعدة “هويلِس” الجوية الأمريكية الواقعة على بضعة أميال شرق طرابلس .
لقد سعت أمريكا منذ هذا الاحتلال للاحتفاظ بهذه القاعدة إدراكاً منها بأهميتها الإستراتيجية النفيسة ،وبترسيخ وجودها بالتفاهم مع الدولة التي تحكم طرابلس أو ستحكمها مستقبلاً ،وتظهر دلالة ذلك في أروقة منظمة الأمم المتحدة أثناء مناقشة القضية الليبية وكذلك في علاقات العضو الأمريكي مع العضوين الفرنسي والبريطاني في لجنة التحقيق الرباعية الدولية(المؤلفة من وزراء خارجية الدول الأربع :بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي) واستئثارهم بالقرار عن العضو السوفييتي فيما يخص القضية الليبية ، حيث مصالح الدول الأربع الكبرى على مباحثات هذه اللجنة ، وظهرت آراء عديدة إما أن توضع تحت الوصاية الدولية أو بعودتها كلها أو جزء منها لإيطاليا طوال الفترة ما بين 1948: 1945م، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تميل لمنح إيطاليا الوصاية على كل ليبيا أو جزء منها .
بإحالة القضية الليبية للجمعية العامة للأمم المتحدة، مصحوبة بتعالي الأصوات حول رجوع إيطاليا لحكم مدينة طرابلس كانت الدعاية الأمريكية على أشدها لظهور مشروع قرارٍ أعده وزيرا خارجية الدولتين وهما البريطاني (أرنست بيفن والإيطالي كارلو سيفورزا) للجمعية العامة وقد عُرف بمشروع بيفن سيفورزا لحل القضية الليبية على ما يلي :-
1ــــ أن ترضى إيطاليا بالوصاية على طرابلس.
2ــــ تستمر فرنسا في إدارة فزان .
3ــــ توضع برقة تحت الوصاية البريطانية .
4ــــ تعطى ليبيا الاستقلال بعد عشر سنوات .
إلا أن تكاتف الأسرة الآسيوية والعربية والإفريقية في الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أسقطت هذا المشروع الاستعماري الجديد في 18 الماء/ مايو 1949، برفض 37عضوا مقابل موافقة 14عضوا وامتناع 8 عن التصويت.
وبصدور قرار الاستقلال رقم 289 في 21 /الحرث / نوفمبر 1949م ، القاضي باستقلال ليبيا قبل أول /أي النار/ يناير 1952م، دخلت الحكومة الأمريكية في مباحثات حثيثة مع رموز المملكة الليبية وحكومتها المؤقتة لتنظيم وجود قواتها في البلاد بمقابل مالي والملفت ان التاريخ المحدد للإستقلال هو نفسه اليوم الذي وقعت فيه إتفاقية القواعد الامريكية وفيما يلي عرض لأهم ما تضمنته الاتفاقيات الأمريكية الليبية والآثار الناجمة عنها :-
أ:- الاتفاقية الأمريكية الليبية في 24الكانون/ ديسمبر1951م:-
أ سفرت مباحثات الولايات المتحدة الأمريكية من خلال القائم بأعمالها في طرابلس” اندروج لنش” مع نظام العهد المباد “الملك إدريس”لوضع نصوصٍ لاتفاقيةٍ شاملة ، أقرها الملك إدريس السنوسي ،ثم أصدر أوامره إلى رئيس وزرائه محمود المُنتصر بالتوقيع عليها ، فتم ذلك تحديداً يوم إعلان الاستقلال المزيف في الرابع والعشرين من / الكانون / ديسمبر 1951م، وهذه الاتفاقية مؤلفة من سبع وعشرين مادة وأربعة كتب متبادلة، مُنِحت أمريكا بموجبها مايلي:-
1- حق البقاء في قاعدة هويلس الجوية لمدة عشرين عاماً.
2 – حق السيطرة الكاملة على الأجواء والمياه الليبية وحرية الوصول والحركة للقوات الأمريكية في جميع أجزاء ليبيا.
3 – سمحت لأمريكا ودول أخر أو أشخاص آخرين باستعمال القواعد العسكرية الأمريكية.
4 – إعفاء القوات الأمريكية من جميع الرسوم والضرائب وعدم سريان القانون الليبي على أفراد هذه القوات “وما يجري في القاعدة”
لقد كانت كل تلك الحقوق المُعطاة لأمريكا مقابل مليون دولار تدفعها الحكومة الأمريكية كل سنة لليبيا ، تحت ستار”خير الشعب الليبي ومساعدة الحكومة الليبية في إدراك اقتصاد مُستقرٍ للمواطنين”
كان من المفترض أن تُعرض الاتفاقية على البرلمان الليبي(مجلسي النواب والشيوخ) بمجرد تكوينه لإبداء الرأي فيها ،لكن ذلك لم يحدث ،إلى أن أُثيرت من قبل أحد أعضاء مجلس النواب في الخامس من يوليو/ ناصر 1952م بالتساؤل عن الوضع بشأن مطار الملاحة وتوسع السلطات الأمريكية في الاستيلاء على بعض الأراضي الزراعية المجاورة لضمها للمطار، وما إذا كان هذا الإجراء يتم بموجب اتفاقية أُبرمت ،فإذا كان الأمر كذلك ، فهل تنوي الحكومة عرض هذه الاتفاقية على المجلس … لينظر فيها أم أنها وضعتها موضع التنفيذ بدون أن تلتفت إلى (الاعتبارات الدستورية)
يُذكر أن محمود المُنتصر أجاب على التساؤل في 21يوليو/ ناصر1952بالقول :”…استجابت الحكومة الليبية لهذا العرض( الأمريكي لإجراء مفاوضات لتنظيم الوضع القانوني لقواتهم في ليبيا) لإقرار وضع قائم في ظروفٍ يتطلبها الأمن العالمي،وهذا وضع يتفق مع مصلحة البلاد ولا يتنافى مع سيادتها واستقلالها ….وقد وقعه وزير الخارجية يوم إعلان الاستقلال، وذلك بالنيابة عن الحكومة الليبية، وسيعرض هذا الاتفاق على مجلسكم في أقرب فرصة…لمناقشته وإقراره”.
من هنا نرى أن الاتفاقية قد وقعت رسمياً وعَملت بموجبها أمريكا دون أن يُقرها المجلس الدستوري مجلس النواب، كما حملت بقية إجابات محمود المنتصر الموافقة الكاملة على الاحتلال العسكري الأمريكي لليبيا على أساس أنه أمرٌ واقع، بقوله:”إن وجود القوات العسكرية الأجنبية في ليبيا والأمريكية منها بوجه خاص هو وضعٌ قائمٌ ضمن السياسة الدولية الرامية إلى المحافظة على السلام في العالم ….وأن الحكومتين الليبية والأمريكية لا تبتعدان عن روحه في علاقات بعضها ببعض، وصحيح أن المطار يقع في ناحية زراعية مهمة كما أنه قريب من مدينة طرابلس الغرب …فقد اتسعت رقعته(المطار) بأن استأجرت قيادة المطار الأراضي التي كانت في حاجة إليها …فلا يبقى أمامنا إلا قبول الأمر الواقع فيما يخص المطار.
الحقيقة أنه كان بإمكان الحكومة الليبية في تلك الفترة أن تطالب بإنهاء الآثار الاستعمارية أو تلجأ للأمم المتحدة لطلب عونها لإخراج القوات الأجنبية من أراضيها لكنها لم تفعل ذلك، ورفضت مشاركة المنادين بتطهير أرض ليبيا من القوات الأجنبية، أثناء اجتماعات اللجنة السياسية لهيئة الأمم المتحدة في باريس يوم 22يناير/ أي النار 1952م، كما أن رد رئيس الوزراء الليبي السابق في البرلمان كان الدليل الحي على دخول الاتفاقية موضع التنفيذ عندما وسّعت القيادة الأمريكية مطار الملاحة في الأراضي الزراعية المجاورة، وفي الخامس من يناير/ أي النار 1953 تساءل أحد أعضاء مجلس النواب مجدداً عن الاتفاق المعقود مع أمريكا بشأن القواعد الأمريكية في ليبيا، ولماذا لم يُقدم هذا الاتفاق للمجلس حتى اليوم? ،حيث أجاب وزير الدفاع الليبي “علي الجربي” نيابة عن رئيس الوزراء ووزير الخارجية :” بأنه سبقت الإجابة على هذا السؤال سابقاً، وأن الاتفاقية ذات صبغة مؤقتة بموجب رسالتين تم تبادلهما بليبيا يوم الاستقلال ،وأن الاتصالات مازالت جارية بين الحكومتين “).
من خلال العرض السابق للاتفاقية وبنودها للطرفين والتوسعات التي جرت على القاعدة، نلاحظ أنها ليست عبارة عن رسالتين متبادلتين، فالأمر أكبر من ذلك فهي اتفاقية كاملة لها نصوصها وبنودها والتزاماتها وكانت المحادثات الثنائية حولها حثيثة قبل الاستقلال مثلما أوضحنا سابقاً. وأن الحكومة الليبية أخفت عن مجلس النواب حقيقة هذه المباحثات التي استمرت مجدداً في الفترة من أغسطس/ هانيبال 1953 حتى 28 فبراير/ النوار1954بعد مطالبات من الحكومة الليبية في شخص محمود المنتصر لزيادة أجور استخدام القاعدة التي اعتبرتها أمريكا نهائية بموجب الاتفاقية،ثم وافقت على ذلك بشرط بقاء جميع مواد الاتفاقية المبرمة في 24من ديسمبر/ الكانون1951 دون أي تعديل.
ب:- المعاهدة الأمريكية الليبية في التاسع من سبتمبر/ الفاتح 1954م:-
بزيارة مصطفى بن حليم للولايات المتحدة الأمريكية في شهر يونيو/ الصيف عام 1954م والتقائه بالرئيس الأمريكي دوايت دايفيد آيزنهاور(1961-1953 عن الحزب الديمقراطي)، انتهت المعاهدة الأمريكية الليبية بصورتها النهائية بثلاثين مادة وثلاثة ملاحق، وقد تم التوقيع عليها رسمياً في بنغازي في التاسع من سبتمبر عام 1954م من قبل” مصطفى بن حليم” ممثلا للحكومة الليبية و”م .سمرس ” ممثلا للحكومة الأمريكية، وأبرز ما تضمنته من جديد عما ورد في مواد الاتفاقية المبرمة بينهما في 24 من الكانون /ديسمبر1951 ما يلي:-
1- للحكومة الأمريكية الحق في استعمال المناطق التي تشغلها الآن للأغراض العسكرية أو أية أغراض أخر يتفق عليها بين الحكومتين .
2 – أن تراقب الحكومة الأمريكية السفن والطائرات والمراكب المائية التي تدخل للمناطق المتفق عليها ، وأن تنشئ في هذه المناطق أو خارجها وسائل المواصلات السلكية.
3 – أن تتفق الحكومتان على استعمال منطقة متفق عليها واشتراك طرف ثالث تكون بينه وبين الحكومتين معاهدة صداقة وتحالف(هي بريطانيا)أي الملكية المشتركة للأراضي التي تستأجرها الولايات المتحدة الأمريكية.
4 – الوصول الحر للطائرات والقوات والمركبات المائية الأمريكية ،ومنحها حق الحركة الحرة في القطر الليبي .
5 – إعفاء القوات الأمريكية من جميع أنواع الضرائب على المواد والمعدات والمؤن والبضائع وإعفائهم من كل الرسوم الجمركية لبضائعهم ولوازمهم الموردة.
6 – تحصلت أمريكا على حق إقامة مطارٍ في الوطية(التي تبعد 60كم جنوب زواره)،وسارية إذاعية في مصراتة،ورادارات في منطقة طرابلس ودرنه وطبرق بالإضافة لمحطة تلفزيون في قاعدة هويلس.
هكذا أُبرمت هذه المعاهدة لقاء مساعدة مالية أمريكية تقدر بنحو أربعين مليون دولار تقسم على عشرين سنة, ذلك بدفع أربعة ملايين دولار سنوياً لمدة ست سنوات من عام 1955 حتى 1960، ثم مليون دولار سنوي بدءاً من عام 1960إلى أن تنتهي سنوات المعاهدة ،ومساعدات إضافية وتقديم كمية من القمح مقدارها 24ألف طن خلال الفترة مابين 1955/1954م.
وعند طرح المعاهدة على البرلمان للتصديق عليها ، تمت إحالتها من مجلس النواب إلى لجنة الشؤون الخارجية يوم 25 التمور أكتوبر/ 1954م ، التي رفضتها بأغلبية أعضائها الخمسة من أصل سبعة أعضاء، كونها تتعارض مع الدستور وتجرح استقلال البلاد وسيادتها ،أما العضوان اللذان وافقا عليها تحت مبرر فائدتها بالحصول على المساعدة المالية وباستبعاد الفريق المعارض أجازها مجلس النواب بموافقة أغلبية 39 صوتا مقابل12صوتا.
وفي31 التمور / أكتوبر عام 1954 كانت الاتفاقية مجازة من قبل البرلمان بمجلسيه النواب والشيوخ.
في الخطاب الذي ألقاه إدريس في 9 نوفمبر 1954وصف الاتفاقية بـــ:”أنها انتصارٌ عظيمٌ لليبيين”( 31 )أما بن حليم فقد وصفها بالنجاح في قوله:”يسر حكومتي أن تنوه بالنجاح الذي تكللت به جهودنا بخصوص تعديل الاتفاقية… حتى أصبحت أكثر صلاحية لخدمة البلاد “(32 ،وفي الواقع هي انتصار عظيم للولايات المتحدة الأمريكية التي ظفرت بحق الاحتفاظ بأكبر قاعدة عسكرية أمريكية ذات الملاحة الجوية البحرية خارج الولايات المتحدة الأمريكية وهي مركز التدريب الرئيس لأسلحة الجو العسكرية لدول حلف الأطلنطي “الناتو”ومليئة بأسراب الطائرات التابعة لأعضاء ذلك الحلف ومنها مايلي:-
1- القاذفات المقاتلة مثل: الفانتوم والتندر شيف ف 105 الأمريكيتان، والهوكرهانتر الإنجليزية ،والفبات7ج 91 الإيطالية.
2-القاذفات الأرضية: السكاي هوك والكورسير الأمريكيتان.
3- المقاتلات الاعتراضية: الستار فيتر ف 104 الأمريكية ،واللايتنج الإنجليزية.
هذا بالإضافة إلى طائرات النقل والاستطلاع ،واحتمال وجود القاذفات الإستراتيجية الحاملة للقنابل الذرية من طراز ب 52 ستراتوفورتريس وب 58 هاستلر الأمريكيتان و ب2 فولكان الإنجليزية،كلها في قاعدة هويلس وقواعدها الثانوية في برقة 33))
جـ:- التحالف الليبي الأمريكي في حلف إيزنهاور مارس 1957م
نجحت أمريكا في جر ليبيا إلى جانبها فيما يُعرف بــ:”مبدأ إيزنهاور” وذلك في البيان المنشور أثناء زيارة المساعد الخاص للرئيس الأمريكي ومستشاره جيمس .ب.ريتشارد من 17 حتى 20 مارس/ الربيع1957، الذي عبر عن موافقة ليبيا للانضمام لهذا المبدأ بأنه:” دفاع ضد أي اعتداء مسلحٍ قد تواجهه قوى الشيوعية الدولية ضد أي بلد من بلدان الشرق الأوسط” 34 ) وهو في الحقيقة فصلٌ لليبيا عن مصر وسوريا في نضالهما الشرعي ضد الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين ،والتنافس مع الإنجليز على أكبر قدر ممكن من امتيازات الأراضي والسيادة الليبية وهذا العمل قد أثار بالفعل الأوساط الشعبية في ليبيا والبلاد العربية.
بعد مبدأ إيزنهاور قامت أمريكا مجدداً بتكبيل ليبيا باتفاقية عسكرية في الثلاثين من الصيف / يونيو عام 1957 وقعها “وهبي البوري” وزير الخارجية الليبية و”جون تاين”السفير الأمريكي في ليبيا وقد تضمنت ما يلي :-
1- تحديد نظام توريد الأسلحة والمعدات والذخائر الحربية بتنظيم بعثة عسكرية ملحقة بالسفارة الأمريكية.
2 – تحريم استعمال المعدات والذخائر الحربية الأمريكية في غير الأغراض التي أعدت الاتفاقية من أجلها ( وهذا معناه الحيلولة دون اشتراك الجيش الليبي مع جيوش الدول العربية الأخر في العمليات الحربية ضد إسرائيل ) .
3- اتخاذ التدابير المشتركة لمراقبة تجارة الدول التي تهدد حفظ السلام لمصلحة وأمن الولايات المتحدة الأمريكية وليبيا (فهذا دليل إضافي على أن الولايات المتحدة الأمريكية قد استأثرت بصلاحيات الأمم المتحدة في هذا الموضوع).
ناهيك عن المساعدات الاقتصادية التي قدرتها ليبيا بــــ “100مليون دولار” خلال الخمس سنوات من عام 1955حتى العام 1959لكنها كانت تصرف تحت الإشراف الأمريكي(لجنة الإنشاءات الليبية الأمريكية والمنظمات الخاضعة للإشراف الأمريكي ) لخدمة المصالح الأمريكية المتغلغلة في الاقتصاد الليبي بالدرجة الأولى، وتحصيل امتيازات التنقيب عن النفط بشروطٍ مجزية،وكان هذا التغلغل ببث الأخصائيين والمستشارين الأمريكان والمصالح الحكومية الأمريكية.
- قاعدة هويلس والظروف المحيطة بها والآثار المترتبة عنها 1969/1960م
خلال فترة الستينيات ونتيجة لقوة الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .لهذه القاعدة التي ابتدأت من خطاب الزعيم جمال عبد الناصر في 22النوار/ فبراير 1964 بمناسبة الاحتفال بعيد الوحدة ،دعا إلى تصفية القواعد البريطانية والأمريكية التي أبرز دورها في عدوان 1956 على مصر ،وقد كان لهذا الخطاب دورٌ فعال في المطالبة الشعبية بتصفية هذه القواعد ،وخصوصاً عندما قام لفيفٌ من أعضاء مجلس النواب يترأسهم علي مصطفى المصراتي بتقديم مشروعي قانونين إلى المجلس يوم 9الربيع/ مارس 1964بــــ”إلغاء المعاهدات الليبية الأجنبية وتصفية القواعد العسكرية ” ثم وافقت عليهما لجنتا الدفاع والخارجية اللتان أكدتا في مذكرتهما الخاصة بالمعاهدة الأمريكية الليبية بـــ”أن السبب الذي عقدت من أجله …هو العجز المالي في خزينة ليبيا إذ تدفع أمريكا مبلغ أربعة ملايين دولار سنوياً مع أن ليبيا أصبحت ذات إمكانات مالية تستطيع تغطية كل عجز،بل لديها من موارد البترول ما تستغني به عن الإعانات الضئيلة التي تنقص حرية الوطن وسيادته “37)) ، وقد كشفت تقديرات الميزانية الليبية نفسها من خلال عوائد النفط عليها ونسبة الداخل منه في الخزينة الليبية كما يلي:
السنوات العائد الكلي للنفط نسبة الداخل منه للخزينة الليبية
1954/1945 85 مليون جنيه إسترليني غير متوفر
1965/1956 100 مليون جنيه إسترليني غير متوفر
1968/1967 226 مليون جنيه إسترليني 75%
1969/1968 345 مليون جنيه إسترليني 80%
بدلاً من إصغاء الحكومة ورموز المملكة لهذه المطالبات، رأت الحكومة العكس وهو أن أجر استخدامها لا يتناسب مع أهمية ما تقدمه القاعدة للقوات والمصالح الأمريكية وخصوصاً في الحرب الباردة وبدلا من المطالبة بالجلاء هنا ارتفعت الأصوات منادية بزيادة أجر القاعدة بدءاً من عام 1960م من أربعة ملايين دولار في العام إلى أربعين مليونا، بالإضافة لمطالبتهم بتحويل الأموال المقدمة في إطار المعونة الاقتصادية مباشرة إلى الميزانية وبتصفية المؤسسات الاقتصادية الأمريكية القائمة في البلاد بهذا بالخصوص،وكانت النتيجة بأن تدفع أمريكا فقط مبلغ 10ملايين دولار سنوياً لمدة خمسة أعوام (من 1960 حتى 1965) يضاف للمبلغ المحدد سابقاً في الاتفاقية.
الضرر الليبي والعربي من القواعد:
وفيما يتعلق بالتضرر الليبي والعربي من هذه القاعدة تحديدا، ففي فترة الستينيات شهدت القاعدة الأمريكية نشاطاً مكثفاً تم فيه إعداد طواقم الطيران للقوات العسكرية الجوية لبعض دول حلف شمال الأطلسي فوق القاعدة التي غُيّر اسمها إلى ويلس- فيلدا منذ العام 1964م وعليه كانت على مدار السنة مليئة بأسراب الطائرات التابعة لدول الحلف الأمر الذي زاد من امتعاض السكان الرافضين لهذه القاعدة وغيرها والذين حُرِمت عليهم الاقتراب منها والحكومة ذاتها لا تعلم ماذا يحدث فيها وليس للقضاء ولا القانون الليبي سلطة عليها حتى بعد تضرر السكان منها نتيجة سقوط بعض الطائرات على المواطنين أثناء التدريبات ،ولعل الفتاة البريئة معيتيقة خير دليل على ما ذكر في عدم الاقتصاص من الجُناة ناهيك عن عدة حوادث اعتدائية وغير أخلاقية،حدثت في تلك الفترة.
أما التضرر العربي فتكمن فحواه فيما قدمته هذه القاعدة من تدريبٍ للضباط والجنود العسكريين، ومناورات عسكرية إسرائيلية، ودعم عسكري واضح في نقل السلاح من القاعدة لـ “إسرائيل” خلال حرب1967م ، فقد ندد الزعيم جمال عبد الناصر مجددا في أكثر من مجال في التنبيه لخطورة هذه القاعدة على الأمن العربي رغم المشاركة الليبية الهزيلة في مؤتمر القمة العربي في الخرطوم والذي عُرفت مقرراته بلاءات الخرطوم الثلاث لا صلح لا اعتراف لاتفاوض40))، ،كما أوردت صحيفة الأهرام في أعدادها المنشورة عام1967عن تدريب أعداد كبيرة من الإسرائيليين في قاعدة هويلس والتقائهم بقادة طائرات المخابرات الأمريكية السي أي إيCIA( 41).
وقد استمر الاحتلال الأمريكي غير المباشر لليبيا حتى قيام الثورة في الأول من الفاتح/ سبتمبر1969م والتي طالبتهم بالجلاء الكامل والفوري عن ليبيا تنفيذاً لأحد أهدافها الأساسية ألا وهو الحرية ،وقد تقرر الإجلاء في الحادي عشر من شهر الصيف/ يونيو 1970م، وبهذا تحقق الجلاء الأمريكي الكامل عن أرض ليبيا كما كان الإجلاء فاتحة لعلاقات ندية ليبية أمريكية جديدة ومختلفة عما سبق. /---------( إنتهى النص والنقل ) --------------
ملاحضة خاصة بي / لو أستشارني كاتب هذا النص التاريخي المُحكم لأشرت عليه بأن يضع كلمة الملكي بدل كلمة المُباد وكلمة المنقوص بدل كلمة المزيّف ، وقد نقلت لكم النص حرفيّا إيمانا منِّي بحقوق الكتابة والنشر والنقل والحفظ والأمانة قبل كل شيء ، ووددت من خلال إعادة نشر هذه الوقائع الهامة في التاريخ الليبي أن يطلّع عليها الناس والأجيال وأن يعرفوا حقائق الأحداث الهامة التي حصلت في بلادهم وأن يبتعدوا عن الشكليّات والعواطف وينكبّوا لدراسة التاريخ بعمق وفهم وإعطاء كل ذي حق حقه سواء أكانوا أفراد أو جماعات أو أنظمة حكم أو نقابات أو برلمانات وكائن من كان وسيتّضح بعد ذلك للباحثين بكل يسر وسهولة " العملاء والشرفاء وباعة الوطن والمدافعين عليه
·
(( القواعد الامريكية في ليبيا .. كيف جاءت وكيف رحلت؟ ))
( منقول حرفيّا من منتديات ستار تايمز / أرشيف التاريخ العالمي والإسلامي / كتبه المستشار الليبي بتاريخ 2010/12/29م الساعة 17.02 )
استمرت ليبيا تحت الاحتلال الإيطالي حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية كانت خلالها إيطاليا في ما عرف بدول المحور مع (ألمانيا واليابان) عدوة للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا (الحلفاء), لذلك كانت الساحة الليبية مسرحاً في الكر والفر بين دول المحور والحلفاء،حيث دارت عليها آخر معارك الحرب العالمية الثانية على الساحة الإفريقية ، والملحقة بنتيجة معركة العلمين الشهيرة(الواقعة في جنوب غرب الإسكندرية وشرق ليبيا)التي انتصر فيها الحلفاء على المحور ،وكانت إيذاناً بانتهاء الاحتلال الإيطالي مطلع العام1943 ‘ وعليه قُسمت الساحة الليبية إلى قسمين باتخاذ دائرة العرض 28درجة كخطٍ فاصل بين الشمال الليبي البريطاني والجنوب الليبي الفرنسي.
بالاحتلال البريطاني للشمال الليبي عام 1943م حصلت الولايات المتحدة الأمريكية على ما تسعى إليه منذ العام1800أي بعد مائة وثلاثة وأربعين عاماً في عهد الرئيس الأمريكي فرانكلين ديلانو روزفلت(1945-1933 عن الحزب الديمقراطي)،إذ سمحت القوات البريطانية للقوات الجوية الأمريكية باحتلال مطار الملاحة المستخدم سابقاً من قبل الطليان واستخدامه كقاعدة عسكرية لقواتهم الجوية ،وقد عُرف المطار بقاعدة “هويلِس” الجوية الأمريكية الواقعة على بضعة أميال شرق طرابلس .
لقد سعت أمريكا منذ هذا الاحتلال للاحتفاظ بهذه القاعدة إدراكاً منها بأهميتها الإستراتيجية النفيسة ،وبترسيخ وجودها بالتفاهم مع الدولة التي تحكم طرابلس أو ستحكمها مستقبلاً ،وتظهر دلالة ذلك في أروقة منظمة الأمم المتحدة أثناء مناقشة القضية الليبية وكذلك في علاقات العضو الأمريكي مع العضوين الفرنسي والبريطاني في لجنة التحقيق الرباعية الدولية(المؤلفة من وزراء خارجية الدول الأربع :بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي) واستئثارهم بالقرار عن العضو السوفييتي فيما يخص القضية الليبية ، حيث مصالح الدول الأربع الكبرى على مباحثات هذه اللجنة ، وظهرت آراء عديدة إما أن توضع تحت الوصاية الدولية أو بعودتها كلها أو جزء منها لإيطاليا طوال الفترة ما بين 1948: 1945م، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تميل لمنح إيطاليا الوصاية على كل ليبيا أو جزء منها .
بإحالة القضية الليبية للجمعية العامة للأمم المتحدة، مصحوبة بتعالي الأصوات حول رجوع إيطاليا لحكم مدينة طرابلس كانت الدعاية الأمريكية على أشدها لظهور مشروع قرارٍ أعده وزيرا خارجية الدولتين وهما البريطاني (أرنست بيفن والإيطالي كارلو سيفورزا) للجمعية العامة وقد عُرف بمشروع بيفن سيفورزا لحل القضية الليبية على ما يلي :-
1ــــ أن ترضى إيطاليا بالوصاية على طرابلس.
2ــــ تستمر فرنسا في إدارة فزان .
3ــــ توضع برقة تحت الوصاية البريطانية .
4ــــ تعطى ليبيا الاستقلال بعد عشر سنوات .
إلا أن تكاتف الأسرة الآسيوية والعربية والإفريقية في الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أسقطت هذا المشروع الاستعماري الجديد في 18 الماء/ مايو 1949، برفض 37عضوا مقابل موافقة 14عضوا وامتناع 8 عن التصويت.
وبصدور قرار الاستقلال رقم 289 في 21 /الحرث / نوفمبر 1949م ، القاضي باستقلال ليبيا قبل أول /أي النار/ يناير 1952م، دخلت الحكومة الأمريكية في مباحثات حثيثة مع رموز المملكة الليبية وحكومتها المؤقتة لتنظيم وجود قواتها في البلاد بمقابل مالي والملفت ان التاريخ المحدد للإستقلال هو نفسه اليوم الذي وقعت فيه إتفاقية القواعد الامريكية وفيما يلي عرض لأهم ما تضمنته الاتفاقيات الأمريكية الليبية والآثار الناجمة عنها :-
أ:- الاتفاقية الأمريكية الليبية في 24الكانون/ ديسمبر1951م:-
أ سفرت مباحثات الولايات المتحدة الأمريكية من خلال القائم بأعمالها في طرابلس” اندروج لنش” مع نظام العهد المباد “الملك إدريس”لوضع نصوصٍ لاتفاقيةٍ شاملة ، أقرها الملك إدريس السنوسي ،ثم أصدر أوامره إلى رئيس وزرائه محمود المُنتصر بالتوقيع عليها ، فتم ذلك تحديداً يوم إعلان الاستقلال المزيف في الرابع والعشرين من / الكانون / ديسمبر 1951م، وهذه الاتفاقية مؤلفة من سبع وعشرين مادة وأربعة كتب متبادلة، مُنِحت أمريكا بموجبها مايلي:-
1- حق البقاء في قاعدة هويلس الجوية لمدة عشرين عاماً.
2 – حق السيطرة الكاملة على الأجواء والمياه الليبية وحرية الوصول والحركة للقوات الأمريكية في جميع أجزاء ليبيا.
3 – سمحت لأمريكا ودول أخر أو أشخاص آخرين باستعمال القواعد العسكرية الأمريكية.
4 – إعفاء القوات الأمريكية من جميع الرسوم والضرائب وعدم سريان القانون الليبي على أفراد هذه القوات “وما يجري في القاعدة”
لقد كانت كل تلك الحقوق المُعطاة لأمريكا مقابل مليون دولار تدفعها الحكومة الأمريكية كل سنة لليبيا ، تحت ستار”خير الشعب الليبي ومساعدة الحكومة الليبية في إدراك اقتصاد مُستقرٍ للمواطنين”
كان من المفترض أن تُعرض الاتفاقية على البرلمان الليبي(مجلسي النواب والشيوخ) بمجرد تكوينه لإبداء الرأي فيها ،لكن ذلك لم يحدث ،إلى أن أُثيرت من قبل أحد أعضاء مجلس النواب في الخامس من يوليو/ ناصر 1952م بالتساؤل عن الوضع بشأن مطار الملاحة وتوسع السلطات الأمريكية في الاستيلاء على بعض الأراضي الزراعية المجاورة لضمها للمطار، وما إذا كان هذا الإجراء يتم بموجب اتفاقية أُبرمت ،فإذا كان الأمر كذلك ، فهل تنوي الحكومة عرض هذه الاتفاقية على المجلس … لينظر فيها أم أنها وضعتها موضع التنفيذ بدون أن تلتفت إلى (الاعتبارات الدستورية)
يُذكر أن محمود المُنتصر أجاب على التساؤل في 21يوليو/ ناصر1952بالقول :”…استجابت الحكومة الليبية لهذا العرض( الأمريكي لإجراء مفاوضات لتنظيم الوضع القانوني لقواتهم في ليبيا) لإقرار وضع قائم في ظروفٍ يتطلبها الأمن العالمي،وهذا وضع يتفق مع مصلحة البلاد ولا يتنافى مع سيادتها واستقلالها ….وقد وقعه وزير الخارجية يوم إعلان الاستقلال، وذلك بالنيابة عن الحكومة الليبية، وسيعرض هذا الاتفاق على مجلسكم في أقرب فرصة…لمناقشته وإقراره”.
من هنا نرى أن الاتفاقية قد وقعت رسمياً وعَملت بموجبها أمريكا دون أن يُقرها المجلس الدستوري مجلس النواب، كما حملت بقية إجابات محمود المنتصر الموافقة الكاملة على الاحتلال العسكري الأمريكي لليبيا على أساس أنه أمرٌ واقع، بقوله:”إن وجود القوات العسكرية الأجنبية في ليبيا والأمريكية منها بوجه خاص هو وضعٌ قائمٌ ضمن السياسة الدولية الرامية إلى المحافظة على السلام في العالم ….وأن الحكومتين الليبية والأمريكية لا تبتعدان عن روحه في علاقات بعضها ببعض، وصحيح أن المطار يقع في ناحية زراعية مهمة كما أنه قريب من مدينة طرابلس الغرب …فقد اتسعت رقعته(المطار) بأن استأجرت قيادة المطار الأراضي التي كانت في حاجة إليها …فلا يبقى أمامنا إلا قبول الأمر الواقع فيما يخص المطار.
الحقيقة أنه كان بإمكان الحكومة الليبية في تلك الفترة أن تطالب بإنهاء الآثار الاستعمارية أو تلجأ للأمم المتحدة لطلب عونها لإخراج القوات الأجنبية من أراضيها لكنها لم تفعل ذلك، ورفضت مشاركة المنادين بتطهير أرض ليبيا من القوات الأجنبية، أثناء اجتماعات اللجنة السياسية لهيئة الأمم المتحدة في باريس يوم 22يناير/ أي النار 1952م، كما أن رد رئيس الوزراء الليبي السابق في البرلمان كان الدليل الحي على دخول الاتفاقية موضع التنفيذ عندما وسّعت القيادة الأمريكية مطار الملاحة في الأراضي الزراعية المجاورة، وفي الخامس من يناير/ أي النار 1953 تساءل أحد أعضاء مجلس النواب مجدداً عن الاتفاق المعقود مع أمريكا بشأن القواعد الأمريكية في ليبيا، ولماذا لم يُقدم هذا الاتفاق للمجلس حتى اليوم? ،حيث أجاب وزير الدفاع الليبي “علي الجربي” نيابة عن رئيس الوزراء ووزير الخارجية :” بأنه سبقت الإجابة على هذا السؤال سابقاً، وأن الاتفاقية ذات صبغة مؤقتة بموجب رسالتين تم تبادلهما بليبيا يوم الاستقلال ،وأن الاتصالات مازالت جارية بين الحكومتين “).
من خلال العرض السابق للاتفاقية وبنودها للطرفين والتوسعات التي جرت على القاعدة، نلاحظ أنها ليست عبارة عن رسالتين متبادلتين، فالأمر أكبر من ذلك فهي اتفاقية كاملة لها نصوصها وبنودها والتزاماتها وكانت المحادثات الثنائية حولها حثيثة قبل الاستقلال مثلما أوضحنا سابقاً. وأن الحكومة الليبية أخفت عن مجلس النواب حقيقة هذه المباحثات التي استمرت مجدداً في الفترة من أغسطس/ هانيبال 1953 حتى 28 فبراير/ النوار1954بعد مطالبات من الحكومة الليبية في شخص محمود المنتصر لزيادة أجور استخدام القاعدة التي اعتبرتها أمريكا نهائية بموجب الاتفاقية،ثم وافقت على ذلك بشرط بقاء جميع مواد الاتفاقية المبرمة في 24من ديسمبر/ الكانون1951 دون أي تعديل.
ب:- المعاهدة الأمريكية الليبية في التاسع من سبتمبر/ الفاتح 1954م:-
بزيارة مصطفى بن حليم للولايات المتحدة الأمريكية في شهر يونيو/ الصيف عام 1954م والتقائه بالرئيس الأمريكي دوايت دايفيد آيزنهاور(1961-1953 عن الحزب الديمقراطي)، انتهت المعاهدة الأمريكية الليبية بصورتها النهائية بثلاثين مادة وثلاثة ملاحق، وقد تم التوقيع عليها رسمياً في بنغازي في التاسع من سبتمبر عام 1954م من قبل” مصطفى بن حليم” ممثلا للحكومة الليبية و”م .سمرس ” ممثلا للحكومة الأمريكية، وأبرز ما تضمنته من جديد عما ورد في مواد الاتفاقية المبرمة بينهما في 24 من الكانون /ديسمبر1951 ما يلي:-
1- للحكومة الأمريكية الحق في استعمال المناطق التي تشغلها الآن للأغراض العسكرية أو أية أغراض أخر يتفق عليها بين الحكومتين .
2 – أن تراقب الحكومة الأمريكية السفن والطائرات والمراكب المائية التي تدخل للمناطق المتفق عليها ، وأن تنشئ في هذه المناطق أو خارجها وسائل المواصلات السلكية.
3 – أن تتفق الحكومتان على استعمال منطقة متفق عليها واشتراك طرف ثالث تكون بينه وبين الحكومتين معاهدة صداقة وتحالف(هي بريطانيا)أي الملكية المشتركة للأراضي التي تستأجرها الولايات المتحدة الأمريكية.
4 – الوصول الحر للطائرات والقوات والمركبات المائية الأمريكية ،ومنحها حق الحركة الحرة في القطر الليبي .
5 – إعفاء القوات الأمريكية من جميع أنواع الضرائب على المواد والمعدات والمؤن والبضائع وإعفائهم من كل الرسوم الجمركية لبضائعهم ولوازمهم الموردة.
6 – تحصلت أمريكا على حق إقامة مطارٍ في الوطية(التي تبعد 60كم جنوب زواره)،وسارية إذاعية في مصراتة،ورادارات في منطقة طرابلس ودرنه وطبرق بالإضافة لمحطة تلفزيون في قاعدة هويلس.
هكذا أُبرمت هذه المعاهدة لقاء مساعدة مالية أمريكية تقدر بنحو أربعين مليون دولار تقسم على عشرين سنة, ذلك بدفع أربعة ملايين دولار سنوياً لمدة ست سنوات من عام 1955 حتى 1960، ثم مليون دولار سنوي بدءاً من عام 1960إلى أن تنتهي سنوات المعاهدة ،ومساعدات إضافية وتقديم كمية من القمح مقدارها 24ألف طن خلال الفترة مابين 1955/1954م.
وعند طرح المعاهدة على البرلمان للتصديق عليها ، تمت إحالتها من مجلس النواب إلى لجنة الشؤون الخارجية يوم 25 التمور أكتوبر/ 1954م ، التي رفضتها بأغلبية أعضائها الخمسة من أصل سبعة أعضاء، كونها تتعارض مع الدستور وتجرح استقلال البلاد وسيادتها ،أما العضوان اللذان وافقا عليها تحت مبرر فائدتها بالحصول على المساعدة المالية وباستبعاد الفريق المعارض أجازها مجلس النواب بموافقة أغلبية 39 صوتا مقابل12صوتا.
وفي31 التمور / أكتوبر عام 1954 كانت الاتفاقية مجازة من قبل البرلمان بمجلسيه النواب والشيوخ.
في الخطاب الذي ألقاه إدريس في 9 نوفمبر 1954وصف الاتفاقية بـــ:”أنها انتصارٌ عظيمٌ لليبيين”( 31 )أما بن حليم فقد وصفها بالنجاح في قوله:”يسر حكومتي أن تنوه بالنجاح الذي تكللت به جهودنا بخصوص تعديل الاتفاقية… حتى أصبحت أكثر صلاحية لخدمة البلاد “(32 ،وفي الواقع هي انتصار عظيم للولايات المتحدة الأمريكية التي ظفرت بحق الاحتفاظ بأكبر قاعدة عسكرية أمريكية ذات الملاحة الجوية البحرية خارج الولايات المتحدة الأمريكية وهي مركز التدريب الرئيس لأسلحة الجو العسكرية لدول حلف الأطلنطي “الناتو”ومليئة بأسراب الطائرات التابعة لأعضاء ذلك الحلف ومنها مايلي:-
1- القاذفات المقاتلة مثل: الفانتوم والتندر شيف ف 105 الأمريكيتان، والهوكرهانتر الإنجليزية ،والفبات7ج 91 الإيطالية.
2-القاذفات الأرضية: السكاي هوك والكورسير الأمريكيتان.
3- المقاتلات الاعتراضية: الستار فيتر ف 104 الأمريكية ،واللايتنج الإنجليزية.
هذا بالإضافة إلى طائرات النقل والاستطلاع ،واحتمال وجود القاذفات الإستراتيجية الحاملة للقنابل الذرية من طراز ب 52 ستراتوفورتريس وب 58 هاستلر الأمريكيتان و ب2 فولكان الإنجليزية،كلها في قاعدة هويلس وقواعدها الثانوية في برقة 33))
جـ:- التحالف الليبي الأمريكي في حلف إيزنهاور مارس 1957م
نجحت أمريكا في جر ليبيا إلى جانبها فيما يُعرف بــ:”مبدأ إيزنهاور” وذلك في البيان المنشور أثناء زيارة المساعد الخاص للرئيس الأمريكي ومستشاره جيمس .ب.ريتشارد من 17 حتى 20 مارس/ الربيع1957، الذي عبر عن موافقة ليبيا للانضمام لهذا المبدأ بأنه:” دفاع ضد أي اعتداء مسلحٍ قد تواجهه قوى الشيوعية الدولية ضد أي بلد من بلدان الشرق الأوسط” 34 ) وهو في الحقيقة فصلٌ لليبيا عن مصر وسوريا في نضالهما الشرعي ضد الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين ،والتنافس مع الإنجليز على أكبر قدر ممكن من امتيازات الأراضي والسيادة الليبية وهذا العمل قد أثار بالفعل الأوساط الشعبية في ليبيا والبلاد العربية.
بعد مبدأ إيزنهاور قامت أمريكا مجدداً بتكبيل ليبيا باتفاقية عسكرية في الثلاثين من الصيف / يونيو عام 1957 وقعها “وهبي البوري” وزير الخارجية الليبية و”جون تاين”السفير الأمريكي في ليبيا وقد تضمنت ما يلي :-
1- تحديد نظام توريد الأسلحة والمعدات والذخائر الحربية بتنظيم بعثة عسكرية ملحقة بالسفارة الأمريكية.
2 – تحريم استعمال المعدات والذخائر الحربية الأمريكية في غير الأغراض التي أعدت الاتفاقية من أجلها ( وهذا معناه الحيلولة دون اشتراك الجيش الليبي مع جيوش الدول العربية الأخر في العمليات الحربية ضد إسرائيل ) .
3- اتخاذ التدابير المشتركة لمراقبة تجارة الدول التي تهدد حفظ السلام لمصلحة وأمن الولايات المتحدة الأمريكية وليبيا (فهذا دليل إضافي على أن الولايات المتحدة الأمريكية قد استأثرت بصلاحيات الأمم المتحدة في هذا الموضوع).
ناهيك عن المساعدات الاقتصادية التي قدرتها ليبيا بــــ “100مليون دولار” خلال الخمس سنوات من عام 1955حتى العام 1959لكنها كانت تصرف تحت الإشراف الأمريكي(لجنة الإنشاءات الليبية الأمريكية والمنظمات الخاضعة للإشراف الأمريكي ) لخدمة المصالح الأمريكية المتغلغلة في الاقتصاد الليبي بالدرجة الأولى، وتحصيل امتيازات التنقيب عن النفط بشروطٍ مجزية،وكان هذا التغلغل ببث الأخصائيين والمستشارين الأمريكان والمصالح الحكومية الأمريكية.
- قاعدة هويلس والظروف المحيطة بها والآثار المترتبة عنها 1969/1960م
خلال فترة الستينيات ونتيجة لقوة الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .لهذه القاعدة التي ابتدأت من خطاب الزعيم جمال عبد الناصر في 22النوار/ فبراير 1964 بمناسبة الاحتفال بعيد الوحدة ،دعا إلى تصفية القواعد البريطانية والأمريكية التي أبرز دورها في عدوان 1956 على مصر ،وقد كان لهذا الخطاب دورٌ فعال في المطالبة الشعبية بتصفية هذه القواعد ،وخصوصاً عندما قام لفيفٌ من أعضاء مجلس النواب يترأسهم علي مصطفى المصراتي بتقديم مشروعي قانونين إلى المجلس يوم 9الربيع/ مارس 1964بــــ”إلغاء المعاهدات الليبية الأجنبية وتصفية القواعد العسكرية ” ثم وافقت عليهما لجنتا الدفاع والخارجية اللتان أكدتا في مذكرتهما الخاصة بالمعاهدة الأمريكية الليبية بـــ”أن السبب الذي عقدت من أجله …هو العجز المالي في خزينة ليبيا إذ تدفع أمريكا مبلغ أربعة ملايين دولار سنوياً مع أن ليبيا أصبحت ذات إمكانات مالية تستطيع تغطية كل عجز،بل لديها من موارد البترول ما تستغني به عن الإعانات الضئيلة التي تنقص حرية الوطن وسيادته “37)) ، وقد كشفت تقديرات الميزانية الليبية نفسها من خلال عوائد النفط عليها ونسبة الداخل منه في الخزينة الليبية كما يلي:
السنوات العائد الكلي للنفط نسبة الداخل منه للخزينة الليبية
1954/1945 85 مليون جنيه إسترليني غير متوفر
1965/1956 100 مليون جنيه إسترليني غير متوفر
1968/1967 226 مليون جنيه إسترليني 75%
1969/1968 345 مليون جنيه إسترليني 80%
بدلاً من إصغاء الحكومة ورموز المملكة لهذه المطالبات، رأت الحكومة العكس وهو أن أجر استخدامها لا يتناسب مع أهمية ما تقدمه القاعدة للقوات والمصالح الأمريكية وخصوصاً في الحرب الباردة وبدلا من المطالبة بالجلاء هنا ارتفعت الأصوات منادية بزيادة أجر القاعدة بدءاً من عام 1960م من أربعة ملايين دولار في العام إلى أربعين مليونا، بالإضافة لمطالبتهم بتحويل الأموال المقدمة في إطار المعونة الاقتصادية مباشرة إلى الميزانية وبتصفية المؤسسات الاقتصادية الأمريكية القائمة في البلاد بهذا بالخصوص،وكانت النتيجة بأن تدفع أمريكا فقط مبلغ 10ملايين دولار سنوياً لمدة خمسة أعوام (من 1960 حتى 1965) يضاف للمبلغ المحدد سابقاً في الاتفاقية.
الضرر الليبي والعربي من القواعد:
وفيما يتعلق بالتضرر الليبي والعربي من هذه القاعدة تحديدا، ففي فترة الستينيات شهدت القاعدة الأمريكية نشاطاً مكثفاً تم فيه إعداد طواقم الطيران للقوات العسكرية الجوية لبعض دول حلف شمال الأطلسي فوق القاعدة التي غُيّر اسمها إلى ويلس- فيلدا منذ العام 1964م وعليه كانت على مدار السنة مليئة بأسراب الطائرات التابعة لدول الحلف الأمر الذي زاد من امتعاض السكان الرافضين لهذه القاعدة وغيرها والذين حُرِمت عليهم الاقتراب منها والحكومة ذاتها لا تعلم ماذا يحدث فيها وليس للقضاء ولا القانون الليبي سلطة عليها حتى بعد تضرر السكان منها نتيجة سقوط بعض الطائرات على المواطنين أثناء التدريبات ،ولعل الفتاة البريئة معيتيقة خير دليل على ما ذكر في عدم الاقتصاص من الجُناة ناهيك عن عدة حوادث اعتدائية وغير أخلاقية،حدثت في تلك الفترة.
أما التضرر العربي فتكمن فحواه فيما قدمته هذه القاعدة من تدريبٍ للضباط والجنود العسكريين، ومناورات عسكرية إسرائيلية، ودعم عسكري واضح في نقل السلاح من القاعدة لـ “إسرائيل” خلال حرب1967م ، فقد ندد الزعيم جمال عبد الناصر مجددا في أكثر من مجال في التنبيه لخطورة هذه القاعدة على الأمن العربي رغم المشاركة الليبية الهزيلة في مؤتمر القمة العربي في الخرطوم والذي عُرفت مقرراته بلاءات الخرطوم الثلاث لا صلح لا اعتراف لاتفاوض40))، ،كما أوردت صحيفة الأهرام في أعدادها المنشورة عام1967عن تدريب أعداد كبيرة من الإسرائيليين في قاعدة هويلس والتقائهم بقادة طائرات المخابرات الأمريكية السي أي إيCIA( 41).
وقد استمر الاحتلال الأمريكي غير المباشر لليبيا حتى قيام الثورة في الأول من الفاتح/ سبتمبر1969م والتي طالبتهم بالجلاء الكامل والفوري عن ليبيا تنفيذاً لأحد أهدافها الأساسية ألا وهو الحرية ،وقد تقرر الإجلاء في الحادي عشر من شهر الصيف/ يونيو 1970م، وبهذا تحقق الجلاء الأمريكي الكامل عن أرض ليبيا كما كان الإجلاء فاتحة لعلاقات ندية ليبية أمريكية جديدة ومختلفة عما سبق. /---------( إنتهى النص والنقل ) --------------
ملاحضة خاصة بي / لو أستشارني كاتب هذا النص التاريخي المُحكم لأشرت عليه بأن يضع كلمة الملكي بدل كلمة المُباد وكلمة المنقوص بدل كلمة المزيّف ، وقد نقلت لكم النص حرفيّا إيمانا منِّي بحقوق الكتابة والنشر والنقل والحفظ والأمانة قبل كل شيء ، ووددت من خلال إعادة نشر هذه الوقائع الهامة في التاريخ الليبي أن يطلّع عليها الناس والأجيال وأن يعرفوا حقائق الأحداث الهامة التي حصلت في بلادهم وأن يبتعدوا عن الشكليّات والعواطف وينكبّوا لدراسة التاريخ بعمق وفهم وإعطاء كل ذي حق حقه سواء أكانوا أفراد أو جماعات أو أنظمة حكم أو نقابات أو برلمانات وكائن من كان وسيتّضح بعد ذلك للباحثين بكل يسر وسهولة " العملاء والشرفاء وباعة الوطن والمدافعين عليه
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
ابن زليتن السيل العرم-
- الجنس :
عدد المساهمات : 1237
نقاط : 11967
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
. :
. :
رد: اليوم الذكرى (45) لجلاء القواعد الأمريكية عن ليبيا
هءلاء الاجداد والابطال الذين نفتخر بهم ونحتفل كل عام وشرفاء بلادي الحبيب بخير وبأذن الله منتصرون
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا .
جراح وطنية-
- الجنس :
عدد المساهمات : 32311
نقاط : 51412
تاريخ التسجيل : 19/09/2011
. :
. :
. :
مواضيع مماثلة
» الذكري 47 لإجلاء القواعد والقوات الأمريكية والتي كانت جاثمة علي أرضنا
» ندوة قومية بمناسبة ذكرى إجلاء القواعد الأمريكية عن ليبيا 11/6/2014
» الزاوية محتفلة بأجلاء القواعد الأمريكية .
» القواعد و المنشأت العسكرية الأمريكية في الوطن العربي
» غداً ذكرى إجلاء القواعد الأمريكية عن الوطن
» ندوة قومية بمناسبة ذكرى إجلاء القواعد الأمريكية عن ليبيا 11/6/2014
» الزاوية محتفلة بأجلاء القواعد الأمريكية .
» القواعد و المنشأت العسكرية الأمريكية في الوطن العربي
» غداً ذكرى إجلاء القواعد الأمريكية عن الوطن
منتديات زنقتنا-منتديات شباب ليبيا الأحرار :: المنتديات العامة :: منتديات ليبيا التاريخ و الجغرافيا و التراث
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي