حقيقة الواقع الليبي وفصول المؤامرة على شعبه وقيادته
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حقيقة الواقع الليبي وفصول المؤامرة على شعبه وقيادته
محمد القاضي : حقيقة الواقع الليبي وفصول المؤامرة على شعبه وقيادته
محمد القاضي / المغرب
عضو اللجنة المدنية الدولية لتقصي الحقائق في ليبيا.
حقيقة الواقع الليبي وفصول المؤامرة على شعبه وقيادته
إن أي زائر يتجه إلى دولة ليبيا في الوقت الراهن سيصاب بدهشة جنونية وبحيرة هستيرية وبصدمة رهيبة عند وصوله إلى ليبيا، بل ربما قد لا يصدق نفسه بأنه موجود داخل ليبيا، إذ أنه سيعاين واقعا مناقضا تماما لما تنقله لنا بعض وسائل الإعلام الدولية والعربية، ولما تدعيه بعض المنظمات الدولية.
أي عار وأي نفاق وأي خداع هذا الذي تمارسه هذه الوسائل الإعلامية، وأي افتراء هذا الذي تمارسه هذه الآلات الإعلامية على شعب آمن وتفتري عليه.
وبصفتي واحد من الذين زاروا دولة ليبيا بتاريخ 26 مارس 2011 في إطار لجنة دولية مدنية لتقصي الحقائق، فإنني عاهدت نفسي أن أنقل للعالم حقيقة الواقع الليبي كما هو لا كما يريد البعض أن يصورونه لنا، وذلك من خلال معاينتنا الميدانية لأرض ليبيا وشعبها وبالاستناد إلى وقائع مادية ملموسة ثابتة.
لقد قمنا بزيارات تفقدية وعملية في إطار تقصي الحقائق ومعاينتها بشكل مباشر، إلى عدة مدن وقرى ليبية أذكر منها: زاويرة، الزاوية، طرابلس، بني وليد، مصراتة، سرت، ترهونة، راس لانوف، البريقة، اجدابيا وغيرها من المدن الأخرى.
أثناء تواجدي داخل ليبيا، وعلى مستوى كل المناطق التي قمنا بزيارتها، عرفت عدة حقائق والتي لا يتطرق إليها الإعلام العربي والدولي، بل يمارس عليها تعتيما خطيرا وتضليلا حقيرا لا يغتفر.
ومن ضمن الحقائق التي عاهدت نفسي أن أبلغها للعالم هي كالتالي:
على مستوى تلاحم الشعب الليبي وصموده :
للتاريخ وحده، أقول بأنه في إطار جولتنا داخل تراب ليبيا انطلاقا من راس اجدير إلى مدينة اجدابيا مرورا بعدة قرى وعدة مدن ليبية، أؤكد للتاريخ و ل لحقيقة بأن المواطنين الليبيين يمارسون حياتهم اليومية بشكل طبيعي جدا في جو من التضامن الوطني والتآزر والتعاون فيما بينهم، ولا يبالون بما تروجه وسائل الإعلام من أخبار، وأن الحياة العامة مستقرة وآمنة، لا وجود لأي مناوشات أو تظاهرات، الشيء الوحيد الذي وجدناه في كل المدن التي كانت موضوع زيارتنا هي الراية الخضراء والحماس الشعبي القوي والذي يتمثل في استعداد كل أطياف وشرائح المجتمع الليبي للتصدي لحجم المؤامرة التي فرضت عليهم، وفي نفس الوقت أن كل المواطنين يؤكدون أن العقيد معمر القدافي هو أوكسجين حياتهم وأن أي مساس بشخصه أو بثورة الفاتح سيحول ليبيا إلى مقبرة لكل الغزاة ولكل المتآمرين على ليبيا. كما أننا لامسنا الروح المعنوية القوية التي يتمتع بها المواطنين، ويعتبرون أن تآمر الجامعة العربية والمجتمع الدولي عليهم وعلى قيادتهم هو الدليل الساطع على قوتهم ونجاعة ثورة الفاتح التي تحمل فكرا معاديا للفكر الاستعماري الصليبي، وبالتالي فإنهم يدركون مرامي المؤامرة التي تحاك ضدهم، والتي يسعى المستعمرون من خلالها إلى القضاء على الفكر التحرري والوحدوي .
ويؤكد الليبيون أن وسائل الإعلام العربية والدولية سممت عقول الشعوب عبر قيامها بترويج صورة سيئة عن النظام الليبي وتلفيقه مجموعة من التهم التي لا أساس لها من الصحة إلإ في مخيلة من يروجونها.
إن الشعب الليبي يناشد جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني الدولي والعربي وأحرار العالم إلى القيام بزيارات إلى أرض ليبيا لمعاينة الواقع الليبي كما هو، وبعدها يمكن لهم أن يصدروا أحكامهم ومواقفهم.
إن كل الليبيين الذين التقينا بهم يؤكدون ويجمعون على أن بلادهم تتعرض لمؤامرة استعمارية صليبية برعاية الجامعة العربية، بهدف نشر مشروع الفوضى الخلاقة داخل ليبيا وتقسيم جغرافيتها إلى ثلاث دويلات ونهب ثرواتهم النفطية، كما يؤكدون أن استهداف ليبيا هو مقدمة لمؤامرة كبيرة تسعى إلى إعادة تقسيم شمال إفريقيا على مقاس أطماع الامبريالية العالمية وجعلها مختبرا لتجريب الأسلحة الفتاحة في شعوبها وترويعها.
كما أؤكد للتاريخ وللعالم أجمع بأن الشعب الليبي يحب قيادته ويحب شخص معمر القدافي.
فيما يخص بنية تنظيم "الثوار " : من خلال الأشرطة الوثائقية التي وضعها المجتمع المدني الليبي تحت تصرفنا، ومن خلال استطلاعنا لآراء شرائح مختلفة من المجتمع الليبي على مستوى كل المدن التي قمنا بزيارتها، ومن خلال الأحداث التي شاهدناها بعيوننا المجردة، نؤكد للتاريخ وللعالم الحقائق التالية:
إن بنية تنظيم ما يسمى ب: "الثوار "، يتكون من ثلاث فصائل متناقضة في منطلقاتها وفي إيديولوجياتها وفي أهدافها وغاياتها، ويتصدرها فصيل تنظيم القاعدة الذي يتحكم على مستوى الميدان في المناطق التي يسيطر عليها ( درنة، البيضاء، طبرق، مصراتة قبل تحريرها، الزاوية قبل تحريرها،) كما أن أعضاء هذا التنظيم مدسوسين بكثافة في مختلف الجبهات الأخرى ( بنغازي ومحيطها).
ونؤكد أنه من خلال معاينتنا بالصورة والصوت لعدد من الأشرطة التي توثق أحداث ليبيا ما بعد 17 فبراير 2011، نؤكد أن العديد من الصور التي نقلتها وسائل الإعلام العربية والدولية والتي حملت فيها مسؤولية اقترافها إلى نظام العقيد معمر القدافي، هي ليست كذلك، لأن مقترفي هذه الجرائم والأحداث المأساوية هم أعضاء القاعدة وليس الجيش الليبي، إذ أن أفراد القاعدة قاموا بالاستيلاء على ذخائر وأسلحة وقاموا بمهاجمة الثكنات الأمنية والعسكرية، وأعدموا الكثير من أفرادها بطرق وحشية وبربرية جدا جدا، وقاموا بتصوير جثثها وسلموها لوسائل الإعلام التي نسبتها للأسف الشديد إلى النظام الليبي.
كما أؤكد للعالم أن معظم أفراد الثوار ليسوا ليبيون، خصوصا المحسوبين على فصيل تنظيم القاعدة، إذ أن معظمهم مصريون ولبنانيون وجنسيات أخرى، والدليل على ذلك هو أننا مساء يوم 27 مارس 2011 ، كنا متجهين إلى مدينة بنغازي في إطار مسيرة "لم الشمل" بين شرق وغرب ليبيا، وكانت قافلتنا تتكون من ممثلي جمعيات فرنسية وإيطالية وألمانية وبريطانية وجزائرية وتونسية ومغربية وأكثر من 20 صحافي بالإضافة إلى شخصيات مدنية ليبية وفعاليات المجتمع المدني الليبي، بينما نحن في طريقنا في اتجاه مدينة بنغازي، اعترضت عصابة إجرامية، تتكون من 11 فردا ومدججة بالسلاح وتحمل راية الثوار، سبيلنا، حيث قاموا بإنزالنا من الحافلات والسيارات وأضرموا النار في إحدى الحافلات التي كانت تقلنا وهددونا بالموت إذا لم نعد من حيث أتينا، وفي نفس الوقت قاموا بمحاولة اختطاف الفتيات اللواتي كن برفقتنا، إحداهن حاولت الاحتجاج فأطلقوا عليها الرصاص وقتلوها فورا. في هذه اللحظة تحديدا قام أحد الليبيين الذي كان برفقتنا بالاتصال خلسة بأفراد الجيش الليبي، حيث حضروا إلى مكان الحادث بعد 20 دقيقة من اعتراض سبيلنا، فقاموا بمهاجمة مجموعة الثوار، فتمكنوا من أسر أربعة أفراد منهم، بينما فر السبعة الآخرين نحو مدينة بنغازي.
إن الأفراد الذين تم القبض عليهم ليسوا ليبيون، بل واحد مصري وثلاثة لبنانيون، وهذه حقيقة ينبغي على العالم أن يعرفها.
ويشكل فصيل تنظيم القاعدة نسبة 80 في المائة من مجموع الثوار.
مسألة المرتزقة :
للتاريخ أقول الحقيقة التالية، أثناء تواجدنا بمدينة مصراتة اجدابيا وراس لانوف وحتى في الزاوية، التقينا بشباب مصريين وجزائريين ومغاربة وتونسيين ولبنانيين وسودانيين، أكدوا لنا حقيقة واحدة وهي أن أي فرد من أفراد الجالية العربية أو الإفريقية يتم ضبطه من قبل "الثوار" يتم تخييره بين خيارين وهما: إما الانخراط في صفهم لمحاربة النظام الليبي، وإما إعدامه تحت تهمة "مرتزقة القدافي "، إذ أنه في حالة الرفض يلبسونه كسوة الجيش الليبي ويصورونه مع أوراق ثبوت هويته ، وبعدها يسلمون هذه الصور إلى قناة الجزيرة والقنوات الأخرى، التي تبثها وتذيعها بشكل مضلل ومسفه للحقيقة والواقع، وهذه حقيقة أتحمل مسؤوليتها.
وهذا يعني أن قصة المرتزقة لا وجود لها على أرض الواقع، ولكنها قصة مختلقة ومفتعلة. وهناك العديد من الشباب العرب والأفارقة يحاربون بشكل قسري وإجباري إلى جانب "الثوار "، خاصة على جبهات القتال والمعارك.
مسألة التضليل الإعلامي :
من خلال الأشرطة التي قدمها لنا المجتمع المدني الليبي، تبين لنا وبما لا يدع مجالا للريبة والشك، بأن بعض القنوات الفضائية متورطة بشكل فظيع في التآمر على الشعب الليبي من خلال تضخيمها للأحداث ومن خلال نقلها لصور ولمشاهد جرت على أرض العراق وفي سجن أبو غريب، ونسبتها للنظام الليبي، كما أنها نقلت مشاهد من تظاهرات سلمية لأحداث تونس ونسبتها ل: "ثوار " 17 فبراير، كما أنها تتعمد تشويه الحقيقة وتسفيهها من خلال تعتيمها المتعمد على الانتفاضات الشعبية الليبية التي تساند الحكومة الليبية وانحيازها السافر والمفضوح لجهة واحدة، كما أن هناك عدة مجازر تم تنفيذها واقترافها من طرف الثوار، وهذه المجازر تم نسبها للنظام الليبي ( ولدينا أدلة دامغة تثبت هذه الحقائق)، وقناة الجزيرة متورطة بشكل فظيع جدا في تشويه الحقيقة وتزويرها. وفي هذا الإطار، وتنويرا للحقيقة سأكتفي بتبيان بعض الحقائق التي تؤكد تورط هذه القنوات الفضائية في التآمر على شعب ليبيا:
مساء يوم 27 مارس 2011 كنت متواجدا بمدينة سرت رفقة وفد يتكون من جمعيات ومنظمات دولية ( فرنسية، إيطالية، ألمانية، انجليزية، تونسية، جزائرية ولبنانية )، وقنوات إعلامية غربية (أندنوسية وألمانية وأمريكية)، بينما نحن مقيمون في فندق هناك، فإذا بقنوات الجزيرة والعربية والحرة و bbc تبث خبرا عاجلا مفاده أن "الثوار" تمكنوا من السيطرة على مدينة سرت، وأن أهل هذه المدينة استقبلوا "الثوار" بالذبائح والزغاريد حسب ما ادعته هذه القنوات. وبمجرد سماعنا لهذه القصاصات الإخبارية سارعنا إلى القيام بجولات في شوارع المدينة وفي جميع أحيائها، فلم نعثر على أي شيء مما ادعته هذه القنوات. الشيء الوحيد الذي وجدناه هو صراخ المواطنين الذين كانوا يستنكرون وينددون بهذه القنوات التي تجيد فن الترهيب وفن الكذب، كما وجدنا أفواجا من المواطنين تمرح وتغني وتردد : -الله، معمر وليبيا أوبس-.
وبعد تلك القصاصات الإخبارية بثلاث ساعات تقريبا بدأت طيران التحالف الغربي تدك مدينة سرت بالصواريخ، تقريبا 12 صاروخا.
وفي صباح يوم 28 مارس 2011 قمنا بزيارة ميدانية لمختلف المواقع التي استهدفها هذا القصف، فلم نجد هناك لا مواقع عسكرية ولا منشآت عسكرية أو أمنية، كل ما في الأمر، أن هذا القصف استهدف أحياء سكنية وإعدادية خاصة بالإناث ومستشفى خاص بالنساء. لكن للأسف الشديد أن هذه القنوات الإعلامية لم تتجرأ على نقل المواقع التي استهدفها الطيران الاستعماري، بل تجاهلتها بشكل متعمد، الشيء الذي يؤكد تورطها الخبيث في التآمر على شعب ليبيا.
دسائس مخيم اللاجئين الكائن براس اجدير التونسي
( الحدود الليبية التونسية) :
للتاريخ أقول أن هذا المخيم أصبح عبارة عن سوق مربح لبيع الكلمات والمواقف، بحيث أنه إذا كنت مستعدا لتقول ما يطلب منك، فلك أن تطلب مقابل ذلك المبلغ الذي تريده، وإذا كانت لديك رغبة في نقل الحقيقة كما هي على الواقع الليبي، فإنه يتم التعتيم عليك ويتم تجاهلك، بل ويجب عليك أن تخشى على حياتك.
إن التونسيين الذين التقيناهم هنا في راس اجدير أكدوا لنا أن هذا المخيم مليء برجال المخابرات الأمريكية والفرنسية والإنجليزية وحتى مخابرات بعض الدول العربية، والذين كلهم يتنكرون في لباس المنظمات الإنسانية وغوت اللاجئين.
وهناك حقائق أخرى أترك الأشرطة الوثائقية تتحدث عنها بالصورة والصوت.
مسألة تجنيد الأطفال
للتاريخ أقول بأن المؤسسات التعليمية بالمناطق التي تخضع لسيطرة ما يسمى ب: "الثوار " أصبحت عبارة عن معسكرات لتجنيد الأطفال بشكل قسري وترهيبي، وبالتالي فإن المنظمات الدولية التي تدعي حماية حقوق الطفولة، مطالبة بالتدخل الفوري والعاجل لحماية أطفال ليبيا وإنقاذهم من هذه الوحوش التي تسمي نفسها ب: الثوار.
خلاصة
إن المؤامرة التي تنفذ فصولها على دولة ليبيا وشعبها، هي مؤامرة كبيرة وخبيثة جدا تسعى القوى الامبريالية من خلالها إلى زعزعة استقرار شمال إفريقيا في إطار مشروع الفوضى الخلاقة وإشاعة الفتن بمختلف ألوانها وأشكالها والقضاء على مقومات الحياة بها والرجوع بشعوبها إلى العصور الحجرية، وبالتالي التحكم في مقدراتها الاقتصادية وثرواتها الطبيعية وتقسيم جغرافيتها إلى دويلات وإمارات ومحميات و .
إن ما يحز في نفوسنا ليس هو التآمر الغربي على شعوبنا، ولكن ما يؤلمنا هو انخراط بعض الدول العربية والإسلامية في تنفيذ فصول هذه المؤامرة ومباركتها.
إن دول إفريقيا كافة بشعوبها وبأنظمتها مدعوة إلى الوقوف إلى جانب ليبيا ومساعدتها في تسوية أزمتها بشكل سلمي وحضاري، وألا يسمحوا للدول غير الإفريقية بالتدخل في شؤون ليبيا.
لأن إفريقيا للإفريقيين، ومن يتجرأ على التدخل في شؤون ليبيا، سيتجرأ على التدخل في شؤون باقي الدول الإفريقية.
ويجب على الشعوب العربية والإسلامية والإفريقية أن تعي وتدرك بأن ما يسمى ب: قناة الجزيرة، هي بمثابة الجمرة الخبيثة وهي الناطق الرسمي لتنظيم القاعدة والبوق الأساسي للقوى الاستعمارية، ووجودها يشكل خطرا حقيقيا على وحدة الأمة العربية ومصالحها القومية والإستراتيجية. لذا ينبغي مقاطعة مشاهدتها بشكل جدري.
ويجب على دول المغرب العربي أن تتحرك بسرعة في اتجاه تهدئة الوضع في ليبيا وأن يعارضوا بقوة التدخل السافر لمجلس الاستعمار الأوربي "الناتو" في الشؤون الداخلية لليبيا.
إن ليبيا قطعة من جسد المغرب العربي، وبالتالي ينبغي على المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس أن يستعملوا كل أوراق الضغط لوقف فصول المؤامرة التي تتعرض لها ليبيا الشقيقة. وإنها لفرصة ذهبية بالنسبة لهذه الدول لتذويب الخلافات القائمة بين بعض أطرافها، ولتعزيز موقع الوطن المغاربي في العالم الإفريقي والعربي والدولي.
لأن تنظيم القاعدة في ليبيا حصل على أسلحة ثقيلة وكثيرة،وإذا تمكن، لقدر الله، من ليبيا، فإننا نحن شعوب باقي دول المغرب العربي لن ولن ننعم بالأمن والاستقرار. كما أن مشكلة البطالة ستتفاقم بشكل خطير جدا خصوصا وأن الجالية المغربية والجزائرية والتونسية والموريتانية التي تعمل بليبيا مرتفعة جدا، وعودتها إلى بلدانها سيساهم في تعميق المشكلة.
أدعو مرة أخرى حكومة المغرب وحكومة الجزائر وتونس وموريتانيا أن تقف إلى جانبا ليبيا قبل فوات الآن، لأن حماية أمن واستقرار ليبيا هو أمانة على عاتق هذه الدول .
كما أدعو شعوب دول المغرب العربي والشعوب العربية وشعوب العالم إلى التنديد بالعدوان الاستعماري والصليبي الغاشم الذي تشنه القوى المارقة والاستعمارية على شعب ليبيا تحت ذريعة حماية المدنيين، وضرورة القيام بوقفات احتجاجية واستنكارية أمام سفارات الدول المشاركة في هذا الإجرام الدولي على شعب ليبيا ؟ حماية المدنيين من من ؟ هل ترويع الأطفال وقصف مستشفيات خاصة بتوليد النساء يسمى بحماية المدنيين؟ هل قصف المدارس والمؤسسات التعليمية يسمى حماية للمدنيين؟ هل ترويع الأطفال في منتصف الليل بضجيج الطائرات يسمى حماية للمدنيين؟ هل قصف أحياء سكنية يسمى حماية للمدنيتين ؟
المطلوب من الشعب المغاربي ضرورة تشكيل هيئة مغاربية تكون مهمتها هي مناهضة العدوان الاستعماري على ليبيا ومناصرة ليبيا الشقيقة؟ والنزول إلى الشوارع للتظاهر والاحتجاج والاستنكار.
إن قناة الجزيرة التي كنت أحترمها ومدمنا على مشاهدتها، أؤكد لكم بأنها هي أخطر عدو لوحدة الأمة العربية والإسلامية، وهي أكبر مهدد للأمن القومي. وأن ما تنقله عن ليبيا لا علاقة له بالواقع لا من قريب ولا من بعيد – وأنا أتحمل مسؤولية كلامي هذا- لأنه لدي ما يكفي من الأدلة الدامغة والثبوتية التي تؤكد تورطها في ترويع وترهيب شعب ليبيا، وتزييف الحقائق وتزويرها، وهي آيلة للسقوط لا محالة وفي القريب العاجل سيكتشف المشاهد العربي كم أنه كان غبيا ومخدوعا من طرف هذه القناة؟
محمد القاضي / المغرب
عضو اللجنة المدنية الدولية لتقصي الحقائق في ليبيا.
حقيقة الواقع الليبي وفصول المؤامرة على شعبه وقيادته
إن أي زائر يتجه إلى دولة ليبيا في الوقت الراهن سيصاب بدهشة جنونية وبحيرة هستيرية وبصدمة رهيبة عند وصوله إلى ليبيا، بل ربما قد لا يصدق نفسه بأنه موجود داخل ليبيا، إذ أنه سيعاين واقعا مناقضا تماما لما تنقله لنا بعض وسائل الإعلام الدولية والعربية، ولما تدعيه بعض المنظمات الدولية.
أي عار وأي نفاق وأي خداع هذا الذي تمارسه هذه الوسائل الإعلامية، وأي افتراء هذا الذي تمارسه هذه الآلات الإعلامية على شعب آمن وتفتري عليه.
وبصفتي واحد من الذين زاروا دولة ليبيا بتاريخ 26 مارس 2011 في إطار لجنة دولية مدنية لتقصي الحقائق، فإنني عاهدت نفسي أن أنقل للعالم حقيقة الواقع الليبي كما هو لا كما يريد البعض أن يصورونه لنا، وذلك من خلال معاينتنا الميدانية لأرض ليبيا وشعبها وبالاستناد إلى وقائع مادية ملموسة ثابتة.
لقد قمنا بزيارات تفقدية وعملية في إطار تقصي الحقائق ومعاينتها بشكل مباشر، إلى عدة مدن وقرى ليبية أذكر منها: زاويرة، الزاوية، طرابلس، بني وليد، مصراتة، سرت، ترهونة، راس لانوف، البريقة، اجدابيا وغيرها من المدن الأخرى.
أثناء تواجدي داخل ليبيا، وعلى مستوى كل المناطق التي قمنا بزيارتها، عرفت عدة حقائق والتي لا يتطرق إليها الإعلام العربي والدولي، بل يمارس عليها تعتيما خطيرا وتضليلا حقيرا لا يغتفر.
ومن ضمن الحقائق التي عاهدت نفسي أن أبلغها للعالم هي كالتالي:
على مستوى تلاحم الشعب الليبي وصموده :
للتاريخ وحده، أقول بأنه في إطار جولتنا داخل تراب ليبيا انطلاقا من راس اجدير إلى مدينة اجدابيا مرورا بعدة قرى وعدة مدن ليبية، أؤكد للتاريخ و ل لحقيقة بأن المواطنين الليبيين يمارسون حياتهم اليومية بشكل طبيعي جدا في جو من التضامن الوطني والتآزر والتعاون فيما بينهم، ولا يبالون بما تروجه وسائل الإعلام من أخبار، وأن الحياة العامة مستقرة وآمنة، لا وجود لأي مناوشات أو تظاهرات، الشيء الوحيد الذي وجدناه في كل المدن التي كانت موضوع زيارتنا هي الراية الخضراء والحماس الشعبي القوي والذي يتمثل في استعداد كل أطياف وشرائح المجتمع الليبي للتصدي لحجم المؤامرة التي فرضت عليهم، وفي نفس الوقت أن كل المواطنين يؤكدون أن العقيد معمر القدافي هو أوكسجين حياتهم وأن أي مساس بشخصه أو بثورة الفاتح سيحول ليبيا إلى مقبرة لكل الغزاة ولكل المتآمرين على ليبيا. كما أننا لامسنا الروح المعنوية القوية التي يتمتع بها المواطنين، ويعتبرون أن تآمر الجامعة العربية والمجتمع الدولي عليهم وعلى قيادتهم هو الدليل الساطع على قوتهم ونجاعة ثورة الفاتح التي تحمل فكرا معاديا للفكر الاستعماري الصليبي، وبالتالي فإنهم يدركون مرامي المؤامرة التي تحاك ضدهم، والتي يسعى المستعمرون من خلالها إلى القضاء على الفكر التحرري والوحدوي .
ويؤكد الليبيون أن وسائل الإعلام العربية والدولية سممت عقول الشعوب عبر قيامها بترويج صورة سيئة عن النظام الليبي وتلفيقه مجموعة من التهم التي لا أساس لها من الصحة إلإ في مخيلة من يروجونها.
إن الشعب الليبي يناشد جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني الدولي والعربي وأحرار العالم إلى القيام بزيارات إلى أرض ليبيا لمعاينة الواقع الليبي كما هو، وبعدها يمكن لهم أن يصدروا أحكامهم ومواقفهم.
إن كل الليبيين الذين التقينا بهم يؤكدون ويجمعون على أن بلادهم تتعرض لمؤامرة استعمارية صليبية برعاية الجامعة العربية، بهدف نشر مشروع الفوضى الخلاقة داخل ليبيا وتقسيم جغرافيتها إلى ثلاث دويلات ونهب ثرواتهم النفطية، كما يؤكدون أن استهداف ليبيا هو مقدمة لمؤامرة كبيرة تسعى إلى إعادة تقسيم شمال إفريقيا على مقاس أطماع الامبريالية العالمية وجعلها مختبرا لتجريب الأسلحة الفتاحة في شعوبها وترويعها.
كما أؤكد للتاريخ وللعالم أجمع بأن الشعب الليبي يحب قيادته ويحب شخص معمر القدافي.
فيما يخص بنية تنظيم "الثوار " : من خلال الأشرطة الوثائقية التي وضعها المجتمع المدني الليبي تحت تصرفنا، ومن خلال استطلاعنا لآراء شرائح مختلفة من المجتمع الليبي على مستوى كل المدن التي قمنا بزيارتها، ومن خلال الأحداث التي شاهدناها بعيوننا المجردة، نؤكد للتاريخ وللعالم الحقائق التالية:
إن بنية تنظيم ما يسمى ب: "الثوار "، يتكون من ثلاث فصائل متناقضة في منطلقاتها وفي إيديولوجياتها وفي أهدافها وغاياتها، ويتصدرها فصيل تنظيم القاعدة الذي يتحكم على مستوى الميدان في المناطق التي يسيطر عليها ( درنة، البيضاء، طبرق، مصراتة قبل تحريرها، الزاوية قبل تحريرها،) كما أن أعضاء هذا التنظيم مدسوسين بكثافة في مختلف الجبهات الأخرى ( بنغازي ومحيطها).
ونؤكد أنه من خلال معاينتنا بالصورة والصوت لعدد من الأشرطة التي توثق أحداث ليبيا ما بعد 17 فبراير 2011، نؤكد أن العديد من الصور التي نقلتها وسائل الإعلام العربية والدولية والتي حملت فيها مسؤولية اقترافها إلى نظام العقيد معمر القدافي، هي ليست كذلك، لأن مقترفي هذه الجرائم والأحداث المأساوية هم أعضاء القاعدة وليس الجيش الليبي، إذ أن أفراد القاعدة قاموا بالاستيلاء على ذخائر وأسلحة وقاموا بمهاجمة الثكنات الأمنية والعسكرية، وأعدموا الكثير من أفرادها بطرق وحشية وبربرية جدا جدا، وقاموا بتصوير جثثها وسلموها لوسائل الإعلام التي نسبتها للأسف الشديد إلى النظام الليبي.
كما أؤكد للعالم أن معظم أفراد الثوار ليسوا ليبيون، خصوصا المحسوبين على فصيل تنظيم القاعدة، إذ أن معظمهم مصريون ولبنانيون وجنسيات أخرى، والدليل على ذلك هو أننا مساء يوم 27 مارس 2011 ، كنا متجهين إلى مدينة بنغازي في إطار مسيرة "لم الشمل" بين شرق وغرب ليبيا، وكانت قافلتنا تتكون من ممثلي جمعيات فرنسية وإيطالية وألمانية وبريطانية وجزائرية وتونسية ومغربية وأكثر من 20 صحافي بالإضافة إلى شخصيات مدنية ليبية وفعاليات المجتمع المدني الليبي، بينما نحن في طريقنا في اتجاه مدينة بنغازي، اعترضت عصابة إجرامية، تتكون من 11 فردا ومدججة بالسلاح وتحمل راية الثوار، سبيلنا، حيث قاموا بإنزالنا من الحافلات والسيارات وأضرموا النار في إحدى الحافلات التي كانت تقلنا وهددونا بالموت إذا لم نعد من حيث أتينا، وفي نفس الوقت قاموا بمحاولة اختطاف الفتيات اللواتي كن برفقتنا، إحداهن حاولت الاحتجاج فأطلقوا عليها الرصاص وقتلوها فورا. في هذه اللحظة تحديدا قام أحد الليبيين الذي كان برفقتنا بالاتصال خلسة بأفراد الجيش الليبي، حيث حضروا إلى مكان الحادث بعد 20 دقيقة من اعتراض سبيلنا، فقاموا بمهاجمة مجموعة الثوار، فتمكنوا من أسر أربعة أفراد منهم، بينما فر السبعة الآخرين نحو مدينة بنغازي.
إن الأفراد الذين تم القبض عليهم ليسوا ليبيون، بل واحد مصري وثلاثة لبنانيون، وهذه حقيقة ينبغي على العالم أن يعرفها.
ويشكل فصيل تنظيم القاعدة نسبة 80 في المائة من مجموع الثوار.
مسألة المرتزقة :
للتاريخ أقول الحقيقة التالية، أثناء تواجدنا بمدينة مصراتة اجدابيا وراس لانوف وحتى في الزاوية، التقينا بشباب مصريين وجزائريين ومغاربة وتونسيين ولبنانيين وسودانيين، أكدوا لنا حقيقة واحدة وهي أن أي فرد من أفراد الجالية العربية أو الإفريقية يتم ضبطه من قبل "الثوار" يتم تخييره بين خيارين وهما: إما الانخراط في صفهم لمحاربة النظام الليبي، وإما إعدامه تحت تهمة "مرتزقة القدافي "، إذ أنه في حالة الرفض يلبسونه كسوة الجيش الليبي ويصورونه مع أوراق ثبوت هويته ، وبعدها يسلمون هذه الصور إلى قناة الجزيرة والقنوات الأخرى، التي تبثها وتذيعها بشكل مضلل ومسفه للحقيقة والواقع، وهذه حقيقة أتحمل مسؤوليتها.
وهذا يعني أن قصة المرتزقة لا وجود لها على أرض الواقع، ولكنها قصة مختلقة ومفتعلة. وهناك العديد من الشباب العرب والأفارقة يحاربون بشكل قسري وإجباري إلى جانب "الثوار "، خاصة على جبهات القتال والمعارك.
مسألة التضليل الإعلامي :
من خلال الأشرطة التي قدمها لنا المجتمع المدني الليبي، تبين لنا وبما لا يدع مجالا للريبة والشك، بأن بعض القنوات الفضائية متورطة بشكل فظيع في التآمر على الشعب الليبي من خلال تضخيمها للأحداث ومن خلال نقلها لصور ولمشاهد جرت على أرض العراق وفي سجن أبو غريب، ونسبتها للنظام الليبي، كما أنها نقلت مشاهد من تظاهرات سلمية لأحداث تونس ونسبتها ل: "ثوار " 17 فبراير، كما أنها تتعمد تشويه الحقيقة وتسفيهها من خلال تعتيمها المتعمد على الانتفاضات الشعبية الليبية التي تساند الحكومة الليبية وانحيازها السافر والمفضوح لجهة واحدة، كما أن هناك عدة مجازر تم تنفيذها واقترافها من طرف الثوار، وهذه المجازر تم نسبها للنظام الليبي ( ولدينا أدلة دامغة تثبت هذه الحقائق)، وقناة الجزيرة متورطة بشكل فظيع جدا في تشويه الحقيقة وتزويرها. وفي هذا الإطار، وتنويرا للحقيقة سأكتفي بتبيان بعض الحقائق التي تؤكد تورط هذه القنوات الفضائية في التآمر على شعب ليبيا:
مساء يوم 27 مارس 2011 كنت متواجدا بمدينة سرت رفقة وفد يتكون من جمعيات ومنظمات دولية ( فرنسية، إيطالية، ألمانية، انجليزية، تونسية، جزائرية ولبنانية )، وقنوات إعلامية غربية (أندنوسية وألمانية وأمريكية)، بينما نحن مقيمون في فندق هناك، فإذا بقنوات الجزيرة والعربية والحرة و bbc تبث خبرا عاجلا مفاده أن "الثوار" تمكنوا من السيطرة على مدينة سرت، وأن أهل هذه المدينة استقبلوا "الثوار" بالذبائح والزغاريد حسب ما ادعته هذه القنوات. وبمجرد سماعنا لهذه القصاصات الإخبارية سارعنا إلى القيام بجولات في شوارع المدينة وفي جميع أحيائها، فلم نعثر على أي شيء مما ادعته هذه القنوات. الشيء الوحيد الذي وجدناه هو صراخ المواطنين الذين كانوا يستنكرون وينددون بهذه القنوات التي تجيد فن الترهيب وفن الكذب، كما وجدنا أفواجا من المواطنين تمرح وتغني وتردد : -الله، معمر وليبيا أوبس-.
وبعد تلك القصاصات الإخبارية بثلاث ساعات تقريبا بدأت طيران التحالف الغربي تدك مدينة سرت بالصواريخ، تقريبا 12 صاروخا.
وفي صباح يوم 28 مارس 2011 قمنا بزيارة ميدانية لمختلف المواقع التي استهدفها هذا القصف، فلم نجد هناك لا مواقع عسكرية ولا منشآت عسكرية أو أمنية، كل ما في الأمر، أن هذا القصف استهدف أحياء سكنية وإعدادية خاصة بالإناث ومستشفى خاص بالنساء. لكن للأسف الشديد أن هذه القنوات الإعلامية لم تتجرأ على نقل المواقع التي استهدفها الطيران الاستعماري، بل تجاهلتها بشكل متعمد، الشيء الذي يؤكد تورطها الخبيث في التآمر على شعب ليبيا.
دسائس مخيم اللاجئين الكائن براس اجدير التونسي
( الحدود الليبية التونسية) :
للتاريخ أقول أن هذا المخيم أصبح عبارة عن سوق مربح لبيع الكلمات والمواقف، بحيث أنه إذا كنت مستعدا لتقول ما يطلب منك، فلك أن تطلب مقابل ذلك المبلغ الذي تريده، وإذا كانت لديك رغبة في نقل الحقيقة كما هي على الواقع الليبي، فإنه يتم التعتيم عليك ويتم تجاهلك، بل ويجب عليك أن تخشى على حياتك.
إن التونسيين الذين التقيناهم هنا في راس اجدير أكدوا لنا أن هذا المخيم مليء برجال المخابرات الأمريكية والفرنسية والإنجليزية وحتى مخابرات بعض الدول العربية، والذين كلهم يتنكرون في لباس المنظمات الإنسانية وغوت اللاجئين.
وهناك حقائق أخرى أترك الأشرطة الوثائقية تتحدث عنها بالصورة والصوت.
مسألة تجنيد الأطفال
للتاريخ أقول بأن المؤسسات التعليمية بالمناطق التي تخضع لسيطرة ما يسمى ب: "الثوار " أصبحت عبارة عن معسكرات لتجنيد الأطفال بشكل قسري وترهيبي، وبالتالي فإن المنظمات الدولية التي تدعي حماية حقوق الطفولة، مطالبة بالتدخل الفوري والعاجل لحماية أطفال ليبيا وإنقاذهم من هذه الوحوش التي تسمي نفسها ب: الثوار.
خلاصة
إن المؤامرة التي تنفذ فصولها على دولة ليبيا وشعبها، هي مؤامرة كبيرة وخبيثة جدا تسعى القوى الامبريالية من خلالها إلى زعزعة استقرار شمال إفريقيا في إطار مشروع الفوضى الخلاقة وإشاعة الفتن بمختلف ألوانها وأشكالها والقضاء على مقومات الحياة بها والرجوع بشعوبها إلى العصور الحجرية، وبالتالي التحكم في مقدراتها الاقتصادية وثرواتها الطبيعية وتقسيم جغرافيتها إلى دويلات وإمارات ومحميات و .
إن ما يحز في نفوسنا ليس هو التآمر الغربي على شعوبنا، ولكن ما يؤلمنا هو انخراط بعض الدول العربية والإسلامية في تنفيذ فصول هذه المؤامرة ومباركتها.
إن دول إفريقيا كافة بشعوبها وبأنظمتها مدعوة إلى الوقوف إلى جانب ليبيا ومساعدتها في تسوية أزمتها بشكل سلمي وحضاري، وألا يسمحوا للدول غير الإفريقية بالتدخل في شؤون ليبيا.
لأن إفريقيا للإفريقيين، ومن يتجرأ على التدخل في شؤون ليبيا، سيتجرأ على التدخل في شؤون باقي الدول الإفريقية.
ويجب على الشعوب العربية والإسلامية والإفريقية أن تعي وتدرك بأن ما يسمى ب: قناة الجزيرة، هي بمثابة الجمرة الخبيثة وهي الناطق الرسمي لتنظيم القاعدة والبوق الأساسي للقوى الاستعمارية، ووجودها يشكل خطرا حقيقيا على وحدة الأمة العربية ومصالحها القومية والإستراتيجية. لذا ينبغي مقاطعة مشاهدتها بشكل جدري.
ويجب على دول المغرب العربي أن تتحرك بسرعة في اتجاه تهدئة الوضع في ليبيا وأن يعارضوا بقوة التدخل السافر لمجلس الاستعمار الأوربي "الناتو" في الشؤون الداخلية لليبيا.
إن ليبيا قطعة من جسد المغرب العربي، وبالتالي ينبغي على المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس أن يستعملوا كل أوراق الضغط لوقف فصول المؤامرة التي تتعرض لها ليبيا الشقيقة. وإنها لفرصة ذهبية بالنسبة لهذه الدول لتذويب الخلافات القائمة بين بعض أطرافها، ولتعزيز موقع الوطن المغاربي في العالم الإفريقي والعربي والدولي.
لأن تنظيم القاعدة في ليبيا حصل على أسلحة ثقيلة وكثيرة،وإذا تمكن، لقدر الله، من ليبيا، فإننا نحن شعوب باقي دول المغرب العربي لن ولن ننعم بالأمن والاستقرار. كما أن مشكلة البطالة ستتفاقم بشكل خطير جدا خصوصا وأن الجالية المغربية والجزائرية والتونسية والموريتانية التي تعمل بليبيا مرتفعة جدا، وعودتها إلى بلدانها سيساهم في تعميق المشكلة.
أدعو مرة أخرى حكومة المغرب وحكومة الجزائر وتونس وموريتانيا أن تقف إلى جانبا ليبيا قبل فوات الآن، لأن حماية أمن واستقرار ليبيا هو أمانة على عاتق هذه الدول .
كما أدعو شعوب دول المغرب العربي والشعوب العربية وشعوب العالم إلى التنديد بالعدوان الاستعماري والصليبي الغاشم الذي تشنه القوى المارقة والاستعمارية على شعب ليبيا تحت ذريعة حماية المدنيين، وضرورة القيام بوقفات احتجاجية واستنكارية أمام سفارات الدول المشاركة في هذا الإجرام الدولي على شعب ليبيا ؟ حماية المدنيين من من ؟ هل ترويع الأطفال وقصف مستشفيات خاصة بتوليد النساء يسمى بحماية المدنيين؟ هل قصف المدارس والمؤسسات التعليمية يسمى حماية للمدنيين؟ هل ترويع الأطفال في منتصف الليل بضجيج الطائرات يسمى حماية للمدنيين؟ هل قصف أحياء سكنية يسمى حماية للمدنيتين ؟
المطلوب من الشعب المغاربي ضرورة تشكيل هيئة مغاربية تكون مهمتها هي مناهضة العدوان الاستعماري على ليبيا ومناصرة ليبيا الشقيقة؟ والنزول إلى الشوارع للتظاهر والاحتجاج والاستنكار.
إن قناة الجزيرة التي كنت أحترمها ومدمنا على مشاهدتها، أؤكد لكم بأنها هي أخطر عدو لوحدة الأمة العربية والإسلامية، وهي أكبر مهدد للأمن القومي. وأن ما تنقله عن ليبيا لا علاقة له بالواقع لا من قريب ولا من بعيد – وأنا أتحمل مسؤولية كلامي هذا- لأنه لدي ما يكفي من الأدلة الدامغة والثبوتية التي تؤكد تورطها في ترويع وترهيب شعب ليبيا، وتزييف الحقائق وتزويرها، وهي آيلة للسقوط لا محالة وفي القريب العاجل سيكتشف المشاهد العربي كم أنه كان غبيا ومخدوعا من طرف هذه القناة؟
libyanguy-
- عدد المساهمات : 9
نقاط : 9962
تاريخ التسجيل : 10/04/2011
رد: حقيقة الواقع الليبي وفصول المؤامرة على شعبه وقيادته
مقالة رائعة بوركت اخي العزيز
ليبيا1969-
- الجنس :
عدد المساهمات : 156
نقاط : 10364
تاريخ التسجيل : 26/02/2011
مواضيع مماثلة
» محمد القاضي : حقيقة الواقع الليبي وفصول المؤامرة على شعبه وقيادته
» حقيقة المؤامرة على ليبيا...المؤامرة خطيرة جــــدا...
» حقيقة المؤامرة
» حقيقة المؤامرة
» هل تاكد الليبيون من حقيقة المؤامرة
» حقيقة المؤامرة على ليبيا...المؤامرة خطيرة جــــدا...
» حقيقة المؤامرة
» حقيقة المؤامرة
» هل تاكد الليبيون من حقيقة المؤامرة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 15:09 من طرف علي عبد الله البسامي
» تخاذل أمّة
أمس في 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي