عاجل ردود افعال الشارع بخصوص قرار المحكمة اليوم

(د. موسى إبراهيم)

هذا وقت العمل وتوحيد الجهود. لا تسمحوا لمشاعر اليأس والإحباط أن تصيبكم يا أحرار. أي قراءة سياسية واقعية لما حدث اليوم تؤكد أن جرذان فجر ليبيا قد أفلسوا تماما ولم يعد لهم أي قدرة على التفكير أو الحكمة السياسية أو الذكاء الاستراتيجي. الشعب (الجزء الصامت أو الغاضب) يعمل ضدهم ويكرههم، والمدن والقرى تتحين الفرصة للانقضاض عليهم، ونصف فبراير الآخر (في شرق ليبيا والجبل الغربي) يرفضونهم، والمجتمع الدولي يتبرأ منهم رويداً رويداً.

ماعلينا القيام به هو تحميل قياداتنا القبلية والسياسية مسؤولية تكوين "جبهة وطنية موحدة" أو "اتحاد وطني" تجتمع فيه كل مكونات المقاومة الخضراء، بدون تذويب، من مؤتمر قبائل، وحركة شعبية، وضباط وجنود، واعلاميين، وقانونيين، تحت قيادة جماعية واحدة، وميثاق وطني واحد، وامكانيات واحدة، لتقديم قضيتنا لشعبنا وللعالم أجمع.

علينا أن ننفض عنا الخلاف والمعارك الجانبية الصغيرة وأن نبدأ في مرحلة جديدة من الكفاح الوطني.

يجب أن نبدأ في هذا المجهود الآن، وبمناسبة صدور الأحكام الظالمة ضد رجالنا الأبطال.

هذا هو رد الفعل العقلاني الوحيد.

والنصر لنا، وسترجع ليبيا خضراء منتصرة رغم قسوة المرحلة، وضراوة الرحلة، وآلام الطريق.

مرثية الوصايا الخمس


السادة الكرام، عبد الله السنونسي، أبو زيد دوردة، منصور ضو وسيف الإسلام القذافي.

خمس وصايا وأنتم مجلّلون بالمجد والكبرياء تسيرون إلى ساحة الرصاص والخلاص:

1 . سيّدي الشيخ البغدادي المحمودي إذا سرت نحو ساحة الرصاص والخلاص، تَذَكّر أنّه بعد العقيد المرحوم معمّر بومنيار القذافي وبعد اللواءين مصطفى الخروبي والخويلدي الحميدي رحمهم الله جميعا، صار لا كبير للشعب الليبي غيرك، تذكّر وأنت تهمّ باللحاق بصحبك هناك بعيد وراء الغيم في جنان الخلد، واحرص جيّدا أن تكابر على مرضك وشيبة شيخوختك وانتصب في موتك وتدا يشدّ ما تبقّى من خيمة الجماهيريّة ويحفظ للقبائل نخوتها ولنجوع الليبيين كرامتهم، بعد أن سقط الشراعين والڤرطاس بذهاب الثالوث المذكور أنفا.

2 . وأنت تسير إلى ساحة الرصاص والخلاص فاحرصّ كلّ الحرص إنّ مكّنك سجّانوك الجبناء من أمنية أخيرة، احرص أن ترتدي الحولي والكبّوس الأشخم على منهاج أسلافك "في يوم البلاء وين يسرّجوا مطرّقات النعال"، وتبختر في ساحاتهم مرفوع الرأس ديدنك في ذلك ديدن الشهيدين صدّام حسين وعمر المختار من قبله رحمهما الله جميعا.

3 .وأنت تخطو نحو ساحة الرصاص والخلاص، وبعد أن تصلّي ركعتين فلا تجزع يا شيخ وإن جزعت فتوكّل على الله ربّك واستقبله راضيا فهو حسبك فإليه المنتهى وإليه المصير، وإن جزعت فلا تخجل فهذا حجر بن عديّ الكندي دافن أبي ذر الغفاريّ في الربذة وخليل الإمام عليّ وقائده على "مذحج" و"الأشعريين" يوم "الجمل" وقائده على "كندة" و"قضاعة" و"حضرموت" و"مهرة" يوم "صفين" وقائده على ميمنة الجيش يوم "النهروان"، كان قد جزع حين مشى إليه هدبة الأعور بالسيف في "مرج عذراء" لينفّذ فيه حكم معاوية مع أصحابه سنة 51 للهجرة، وكان هدبة قد قال لحجر: ألم تقل أنك لا تجزع من الموت؟ فقال: أرى كفنا منشورا وقبرا محفورا، وسيفا مشهورا، فمالي لا أجزع؟ أمـا واللّه لـئن جزعت لا أقول مايسخط الرب، فقال له: فأبرا من عليّ، وقد أعد لك معاوية جميع ما تريد إن فعلت، فقال: ألم أقل لك: إني لا أقول ما يسخط الرب، ثم قال: إن كُنْتَ أمرت بقتل ولدي فقدمه، فقدمه فضُربت عنقه، فقيل له: تعجلت الثكل، فقال: خفت أن يرى ولدي هول السيف على عنقي فيرجع عن ولاية أمير المؤمنين علي كرّم الله وجهه.

فلا تقلْ ما يجزعُ الربّ ولا تبرأ من بيعة أميرك المرحوم معمّر بومنيار القذافي وقدّمْ قبلك سيف الإسلام لعل هول السيف يقع منه موقع جزع، وهو الطريّ لم يشهد العزيزيّة الأولى، ونوصيك برفاقك خيرا فأنت أكبرهم وأجلّهم قدرا.

4. وأنت تخطو نحو ساحة الرصاص والخلاص، تذكّر وصايا جدّك غومة المحمودي زعيم ثورة (1835-1858) ضد الأتراك العصملّيين وها أنت اليوم سجين أذناب الأتراك العصملّيين الجدد في طرابلس. تذكّر أن جدّك دوّخ الأتراك 23 سنة حتى استشهد في وادي "آوال" (بين درج وغدامس) وهو يخطّ ملاحم النخوة والشرف والجهاد في وجه العسف، جدّك غومة كان قائدا على قبائل الجبل الغربي من "نالوت" حتى "مسلاّتة" و"الخمس"، ولم يركع للاتراك، جدّك غومة جرّب السجن والمنافي ولكنه اختار الشهادة وهو شيخ نيّف على الستين، فصبرا ولا تجزع.

5 . وأنت تخطو نحو ساحة الرصاص والخلاص، تذكّر جيّدا أؤلائك الذين سلّموك لأعدائك وأنت أتيتهم مستجيرا، أؤلائك الذين ألقوا قيم العروبة والإسلام خلفهم ظهريّا، ترويكا تونس التي أتيتها مستجيرا فأهدرت دمك، ولم ترقب فيك (إلاّ ولا ذمّة) (التوبة 10)، ترويكا تونس التي لم ترقب فيك حتى قول الله (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ (التوبة 6)، هذا قول الله في المشركين فما بالهم بك وأنت الموحّد منذ نعومة أضافرك. ترويكا تونس المتاجرة بالإسلام والتي كان السموءل بن عادياء اليهودي في الجاهليّة أوفى منها حين خيّر ذبح ابنه على تسليم أدرع كان إمرئ القيس بن حجر قد استأمنه عليها.

سيدي الشيخ وأنت تخطو نحو ساحة الرصاص والخلاص، تذكّر من قتل أسلافك جميعا تجد القاتل واحد

غومة قتله الأتراك وعمر المختار قتله الطليان وصدام قتله الأمريكان والعقيد الصائم قتله الفرنسيون...

تذكّر جيدا..

"قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" (51)



يوسف بن موسى باحث من تونس.

أوضح  العقيد ميلاد الفقهي في تصريح لموقع "البوابة نيو" المصري أمس الأربعاء، أن قضاة المحكمة لا يستطيعون إصدار أحكام موضوعية لأن حياتهم رهن الميليشيات الإرهابية الموالية لجماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة إحدى أذرع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، مضيفا أن الأحكام سياسية وليست قانونية وجاءت تلبية لرغبة الجماعات المتطرفة التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس.
واعتبر الفقهي أن جميع عناصر النظام الجماهيري المعتقلين في سجون سرية تابعة للميليشيات الإرهابية ولا تخضع لرقابة الدولة في حكم الأحرار، وطالب المجتمع الدولي بالضغط على هذه الميليشيات لإطلاق سراح السجناء الليبيين، لا سيما بعد قانون العفو العام عن كل الليبيين والصادر عن البرلمان الشرعي أمس الأربعاء.