قصّة اللاجئ المغدور. العار الذي لن يمحوه الزمن . بقلم: عـــادل البريــني
صفحة 1 من اصل 1
قصّة اللاجئ المغدور. العار الذي لن يمحوه الزمن . بقلم: عـــادل البريــني
لم يكن أبدا سبب الحزن العارم الذي طفح به الشارع في تونس اثر قرار اعدام البغدادي المحمودي وزير الخارجية الأسبق في نظام القذافي مرده أن الرجل كان مناضلا رمزا في عهد الزعيم الراحل فهو لم يعرف من الشهرة في مواقف قومية وانسانيةما عرفته شخصيات أخرى في جبهة الممانعة والرفض التي كان يقودها القذافي على طرائقه الخاصة ضد قوى الاستعمار والهيمنة ؛لكن الذي جعل قضيته منذ حلوله لاجئا الى تونس بعد سقوط نظامه؛ قضية وطنية عادلة هو أنه سياسي لم يبع بلده للسماسرة واللصوص الذين تحلبوا حول البلد أنذاك مشرقا ومغربا ولم يغدر برفاق دربه و يقبل المساومات المغرية التي قدمت له .
قد حفظ له التونسيون موقفا شهما لم يجتهدوا كثيرا في تفسيره بقدر ما صافحوا فيه نماذج افتقدوها بعد صالح بن يوسف وفرحات حشاد وغيرهم من رموز النضال الوطني المشرف وأحالهم على صورة شخصية وطنية فذة كان بامكانها ان تتاجر بذمتها مثلما فعل آخرون ممن كان القذافي يتوهم أن سريرتهم الثورية نقية خالصة..عندما دخل الرجل تونس سنة 2011كان في طريقه الى الجزائر ؛التي فتحت له ذراعيها ولما يصل إليها بعد؛ لكنه أوقف على الحدود تواطؤا ولم يكن بعد قد صدر في شأنه أي حكم ..وفي سنة 2012.وبعد أن لبث في السجن ما لبث طلب اللجوء السياسي مستجيرا بنظام كان ربما قد صدق هو الآخر أنه باكورة ثورة أبية تأبى الغدر والخيانة وتحترم الحقوق و والعهود والأمانة فتم تسليمه في “حنح الظلام “الى قاتله ولاذ الجميع بالصمت المخجل الا من رحم ربي..واليوم بعد أن أصدرت محكمة صورية في حكومة افتراضية أحكاما بالإعدام غيرقانونية .. هاهم هم أنفسهم يتصايحون عجبا ويتنافخون شرفاويتنادون رفضا وإنكارا.. إن الذين يتباكون اليوم زورا وبهتانا على قرار اعدام البغدادي المحمودي هما طائفتان اختلفتا فاتفقتا..الطائفة الاولى ترويكا حاكمة سلمته مع سبق الاعداد والتخطيط طمعا فيا وعود كاذبة بمساعدة بلد واقعة تحت وطأة أزمات خانقة أنذاك فجاءت المساعدات لكنها عوض ان تذهب لخزينة الدولة ذهبت لخزينة الأحزاب . وخسرت ثورة فتية شرفها ولم تغنم البلد شيئا.
والطائفة الثانية معارضة أنذاك كاذبة ناكرة واهية تستعدي القذافي حيا وميتا اعتبرت ان في وزير خارجيته بعضا من روحه المتمردةوعدت كل من تكلم في المسألة أنذاك “شوفينيا قومجيا أرعن” وصمتوا حين يجب الكلام وذاب سياسيون وتقدميون وسط النفاق السياسي المفضوح انذاك ولم نسمع اصواتهم لا في مجلسهم ولا في منابرهم وهاهم اليوم ينعون اعدامه ويتبرأون من لعنة دمه في بكائيات لاروح فيها ليس القصد منها محاسبة من تسببوا في هدر دم لاجئ سياسي في حماية بلدهم بقدر ما يريدون مرة أخرى توظيفا رخيصا لمأساة حقوقية في معارك حزبية..بين يمين متواطئ متستر بالدين واخر متخف وراء لبرالية خائنة ويسارغبي يعيد اخطاءه يتوزع دم عزيز قوم استجار بجار له غدر به.تلك هي الرجعيةالوصولية واحدة لكنها تتلون لا يتغير بينهاسوى الأغلفة.
ستظل هذه القصة التي تدمي القلوب وتخدش الحياء والشرف صفحة قاتمة السواد في سجل الذين سلموا لاجئا ضعيفا استجار بهم من عدوه ؛والذين تواطأوا معهم سرا ومن خلف الستائر تحت عناوين كاذبة ..” احترام القانون”و مراعاة ” المصلحة الوطنية “..تقابلها صفحات أخرى ناصعة البياض حتى في زمن الجاهلية الغبراء كان فيها العرب قوما يحفظون العهود ولا يخونون الأمانات يرضون بالظمأ على العكر الكدر.. ولا يشربون الا صفوا نقـــــــيا.
قد حفظ له التونسيون موقفا شهما لم يجتهدوا كثيرا في تفسيره بقدر ما صافحوا فيه نماذج افتقدوها بعد صالح بن يوسف وفرحات حشاد وغيرهم من رموز النضال الوطني المشرف وأحالهم على صورة شخصية وطنية فذة كان بامكانها ان تتاجر بذمتها مثلما فعل آخرون ممن كان القذافي يتوهم أن سريرتهم الثورية نقية خالصة..عندما دخل الرجل تونس سنة 2011كان في طريقه الى الجزائر ؛التي فتحت له ذراعيها ولما يصل إليها بعد؛ لكنه أوقف على الحدود تواطؤا ولم يكن بعد قد صدر في شأنه أي حكم ..وفي سنة 2012.وبعد أن لبث في السجن ما لبث طلب اللجوء السياسي مستجيرا بنظام كان ربما قد صدق هو الآخر أنه باكورة ثورة أبية تأبى الغدر والخيانة وتحترم الحقوق و والعهود والأمانة فتم تسليمه في “حنح الظلام “الى قاتله ولاذ الجميع بالصمت المخجل الا من رحم ربي..واليوم بعد أن أصدرت محكمة صورية في حكومة افتراضية أحكاما بالإعدام غيرقانونية .. هاهم هم أنفسهم يتصايحون عجبا ويتنافخون شرفاويتنادون رفضا وإنكارا.. إن الذين يتباكون اليوم زورا وبهتانا على قرار اعدام البغدادي المحمودي هما طائفتان اختلفتا فاتفقتا..الطائفة الاولى ترويكا حاكمة سلمته مع سبق الاعداد والتخطيط طمعا فيا وعود كاذبة بمساعدة بلد واقعة تحت وطأة أزمات خانقة أنذاك فجاءت المساعدات لكنها عوض ان تذهب لخزينة الدولة ذهبت لخزينة الأحزاب . وخسرت ثورة فتية شرفها ولم تغنم البلد شيئا.
والطائفة الثانية معارضة أنذاك كاذبة ناكرة واهية تستعدي القذافي حيا وميتا اعتبرت ان في وزير خارجيته بعضا من روحه المتمردةوعدت كل من تكلم في المسألة أنذاك “شوفينيا قومجيا أرعن” وصمتوا حين يجب الكلام وذاب سياسيون وتقدميون وسط النفاق السياسي المفضوح انذاك ولم نسمع اصواتهم لا في مجلسهم ولا في منابرهم وهاهم اليوم ينعون اعدامه ويتبرأون من لعنة دمه في بكائيات لاروح فيها ليس القصد منها محاسبة من تسببوا في هدر دم لاجئ سياسي في حماية بلدهم بقدر ما يريدون مرة أخرى توظيفا رخيصا لمأساة حقوقية في معارك حزبية..بين يمين متواطئ متستر بالدين واخر متخف وراء لبرالية خائنة ويسارغبي يعيد اخطاءه يتوزع دم عزيز قوم استجار بجار له غدر به.تلك هي الرجعيةالوصولية واحدة لكنها تتلون لا يتغير بينهاسوى الأغلفة.
ستظل هذه القصة التي تدمي القلوب وتخدش الحياء والشرف صفحة قاتمة السواد في سجل الذين سلموا لاجئا ضعيفا استجار بهم من عدوه ؛والذين تواطأوا معهم سرا ومن خلف الستائر تحت عناوين كاذبة ..” احترام القانون”و مراعاة ” المصلحة الوطنية “..تقابلها صفحات أخرى ناصعة البياض حتى في زمن الجاهلية الغبراء كان فيها العرب قوما يحفظون العهود ولا يخونون الأمانات يرضون بالظمأ على العكر الكدر.. ولا يشربون الا صفوا نقـــــــيا.
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34773
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي