المشروع الوطني وحديث عن الرؤية والمشروع....بقلم : الدكتور محمد جِبْرِيل العرفي

من طرف gandopa الثلاثاء 8 سبتمبر - 19:32

المشروع الوطني

وحديث عن الرؤية والمشروع....بقلم : الدكتور محمد جِبْرِيل العرفي

ان المتغيرات الحاصلة على المستويين الدولي والإقليمي تحتم علينا النظر الى الوضع الداخلي على انه حالة تحتاج منا الى وقفة تأمل طويله ولحظة فكر عميقه نحدد فيها المصطلحات ونفهم فيها الوقائع ، وقائع تحمل معها فشلا ذريعا في بناء دوله وانسداد افق أمام النخب السياسية التي قادت المرحلة في الاتيان بحلول لمشاكل تتفاقم يوما بعد يوم

.ان حجم المخاطر المحيقة بنا اليوم هي اكبر مما يظن البعض وأعمق مما يتصور آخرين ، مخاطر تتعدى الهم اليومي للمواطن والمعاناة اليومية لذوى الحاجات ، وانما هي تمس كل شيء فوق هذه الارض من القوت الى الامن ومن التخطيط الى الرؤية ، مفقودات تؤثر على امن الوطن وسلامة المواطن.... وطن أصبحت سيادته منتهكه على كل الأصعدة وحدوده مستباحة من كل أحد...... ومواطن يعانى من الحصول على الامن قبل لقمة العيش في الوقت الذى تهدر فيه المليارات ، وتصرف فيه الميزانيات بلا حسيب ولا رقيب.

مشهد يتخلله مستقبل مخيف لواقع اقتصادي عالمي متردى يحتم علينا ان نحسم خياراتنا لان الزمن لا يسعفنا والاحداث لا تنتظر . خيارات ترجع الى قاعدتها الاجتماعية حتى تنطلق نحو مشروع يجمع ولا يفرق . يضمد جراحات الوطن ويفك رموز الاختلاف

اننا وفى هذه اللحظة التاريخية أمام مسؤوليات جسام ، وأعباء عظام ، يحتم فيها القدر علينا ان نكون في مستوى الحدث وان نحسم خياراتنا بمشروع نكون كلنا طرفا فيه نحدد من خلاله الاهداف والرؤى ، مدركين حجم المخاطر ومستوعبين تحديات المرحلة.

ان الناظر بعين العقل والمحلل للمشكلة الليبية يخلص الى ان الحل للمعضلة الليبية ليس حلا سياسيا فقط وانما هو حل ينطلق من بعد شمولي وغير اعتيادي ... شموليا فقط لان المأساة لامست السياسة والاقتصاد والسيادة والبنية الاجتماعية ومنظومة القيم وتعدت الى الاخلاق والانحراف في السلوك ..... واما الغير اعتيادي فهو تدويل المشكلة الليبية وتدخل اطراف خارجية عديده منذ اليوم الاول للصدام... وقادت هذه الاطراف الخارجية اطرافا داخلية من اجل احداث حالة الصراع وايغالا في الشرخ الاجتماعي مستغلة بذلك الاختلاف السياسي والنعرات القديمة وطموح السلطة الذى يوجد عند البعض . كل هذه المفردات تجعل من الخروج من المأساة الليبية يجب ان ينطلق من بعد تحليلى آخذا في اعتباره كل هذه المفردات وبدون الوقوف في زاوية الفعل وردة الفعل ولا الوقوف مع طرف ضد طرف آخر .... آخذين في الاعتبار بان الحلول تصمم ولا تنقل .... وتبنى على ثوابت المجتمع لا متغيرات السياسة ومدركين حجم الاطماع التي ظهرت وبقوة من الاطراف الخارجية في ظل غياب منظومة السيادة ومدى تأثيرها على مجريات الفعل السياسي ومن هنا يجب ان نحدد النقاط الرئيسة والتي يجب ان ننطلق منها لفهم مفردات الحل وتصميمه

لفهم الحلول للازمة الليبية لابد من فهم المشكلة اولا ثم طرح الحلول لهذه المشكلة ...... أي أن فهم المشكلة هو البداية لطرح الحلول .... اليوم اصبح لا يشك عاقل بان هناك مؤامرة تحاك ضد ليبيا ... وطبيعة المؤامرة غنائمية بامتياز .... وادواتها سياسيه واقتصادية وجيوسياسية ..... من هنا نفهم بان الحل لابد ان ينطلق من الاسس السياسية والاقتصادية والجيوسياسية وهى قضايا ليست متوفرة على ارض الواقع ونحن في حاجة الى انشاءها لا الى تفعيلها كما عند اخرين فقط لأنها غير موجوده لدينا ..... هي تعمل بفاعلية عند أطراف المؤامرة ...... العناصر الثلاث وهى السياسية والاقتصادية والجيوسياسية لا يمكن الا ان تصمم من خلال رؤية ومشروع .... الرؤية لا يمكن لها ان تعمل الا من خلال اطار زمنى يحدد الاهداف والغايات .... والمشروع يتحدث عن ادوات تنفيذيه تخترق الواقع وتنتج من خلاله الحلم الذى تم تصوره من خلال الرؤية .......... من يملك الرؤية ومن يملك المشروع؟ ...... انها البدايات السليمة للتفكير