حقيقة موقف النظام الجزائرى من الملف الليبى
صفحة 1 من اصل 1
حقيقة موقف النظام الجزائرى من الملف الليبى
قد يبدوا للبعض موقف النظام الجزائرى ضبابى يكتنفه بعض الغموض بخصوص الملف الليبى ، لكنه هو فى الواقع موقف واضح و صريح بالنسبة للذين تابعوا و يتابعون مواقف السلطات الجزائرية بخصوص سياساتها الخارجية . و الجزائريون عموما برغم إختلافاتهم السياسية و توجهاتهم الفكرية يتفقون دائما مع مواقف وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية المعلن عنه بخصوص مختلف القضايا الدولية و أبرزها القضية الفلسطينية . موقف الجزائر كان و لايزال يرتكز على مبدأ سياسة عدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول و الدعوة إلى الحوار و الحلول السلمية لحل المشاكل الداخلية أو المشاكل الخارجية بين الدول ، لأجل ذلك رأينا الجزائر ترفض تقديم أي مساهمة مباشرة أو غير مباشرة لصالح عدوان النيتو على ليبيا من باب الحياد المطلق و تقبل إستقبال عائلة آل القدافى من باب الإنسانية . اليوم الجزائر متضررة من الفوضى الخلاقة التى تعم ليبيا و يهمها جدا وقف هذا الإنحدار نحو مزيدا من فوضى إنتشار السلاح و المسلحين الذين تسربوا إلى داخل حدودها مهددين أمنها القومى و لعل حادثة الهجوم على مصنع " تقنتورين " النفطى الذى أدى بمقتل العشرات من العمال الأجانب يبرز الخطر المحدق بأمن و إقتصاد البلد . ما الذى تقوله الجزائر للإخوة الفرقاء فى ليبيا ..؟ هي تقول لهم : تعالوا إلى الجزائر من أجل الإتفاق و لوضع حل نهائى للفوضى و للإقتتال الحاصل فى ليبيا . من هي الأطراف المدعوة للحوار ..؟ هي جميع القوى الموجودة فى ليبيا بإستثناء الإرهابيين المنضوين تحت تنظيم القاعدة بمختلف تسمياتهم . هل أنصار القائد الشهيد معمر القدافى مدعويين للمشاركة ..؟ بكل تأكيد .. لأن عبارة " الحوار من دون إستثناء أو إقصاء " تعنى به الجزائر تحديدا أنصار الشرعية الخضر. من يمثل هؤلاء الأنصار ..؟ فى البداية إحتارت السلطات حول ماهية هؤلاء الأنصار ، و إنتهت إلى توجيه الدعوة إلى من هم محسوبين على آل القدافى و لكن من دون أن تستفز طرفي الصراع " جماعة طبرق و جماعة طرابلس " ألا يحضروا ، كما فتحت قنوات إتصال أخرى مع ممثلى القبائل الشريفة لأجل نفس الغرض ، و كانت لها إتصالات متقدمة مع قبيلة الزنتان و لكن عندما تم رفض تمثيل " احمد قدام الدم " و غيره لآل القدافى و لأنصار القدافى توقفت المحاولات و عُلقت المفاهمات . لذلك من المهم بالنسبة للجزائر أن يكون هنالك جسم أخضر يمثل الغالبية الصامتة و هي الحاضرة الغائبة فى كل الجلسات و التفاهمات القادمة ، لأن الواقع المفروض على الأرض بقوة السلاح لا يمثل الشعب الليبى و لا يملك الشرعية الحقيقية التى يُعتمد عليها فى بناء الدولة . هل كان الحوار مثمرا ..؟ كادت الأمور لتنجح خلال و بعد شهر رمضان بقليل عندما إستطاعت السلطات الجزائرية إقناع جماعة طرابلس بالتنازل لصالح الوطن حيث تمكنت السلطات من الضغط على جماعة الإخوان الحاكمة فى ليبيا عن طريق كل من تركيا و قطر فإتجهت الأنظار نحو طبرق و كادت الأمور تنجح كذلك بحكم العلاقة المتينة التى كانت تربط الرئيس بوتفليقة بآل نهيان للضغط على برلمان طبرق من خلال دولة الإمارات العربية المتحدة .. لكن دخول السعودية على الخط أفسد كل شيء حيث بادرت بضخ الملايين من الأموال لشراء ذمة هذا و ذاك على حساب مصلحة الوطن فأفسدت على الجزائر نجاحا كان قاب قوسين أو أدنى من التحقق . ماهي أسس هذا الحوار و ماهي ألياته ..؟ بالنسبة للجزائر الحوار ينتهى بالإتفاق على تأسيس دولة المؤسسات و القانون ، و هي ستعرض مساعداتها و مساهماتها فى تدريب الجيش و الأمن الليبى عندما تتأسس هذه الدولة على أساس خيارات الشعب الليبى و كون غالبية الشعب الليبى ماتزال مع الفاتح فإن ممثلى هذا التيار سوف يفوزون فى أي إنتخابات برلمانية أو رئاسية قادمة و سيفرضون أنفسهم من حيث فشل الفبراريون و هذا ما يقلقهم و يقلق أسيادهم . لماذا دخل المغرب على خط الحوار الليبى من خلال إتفاق الصخيرات..؟ لأنه ببساطة يريد إستفزاز الجزائر التى طردته من مفاوضات الساحل الإفريقى عندما حاول أن يحشر أنفه فى مفاوضات دولة مالى بدعوى عدم وجود حدود جغرافية تربطه بدول الساحل الإفريقى فوجد فى ليبيا بدعم خليجى الفرصة السانحة للإنتقام لكنه لن يستطيع القفز على الدور الجزائرى و المصرى فى حل المشكل الليبى مهما حاول ذلك . ماهي مشكلة خليفة حفتر مع الجزائر ..؟ خليفة حفتر يريد الجمل بما حمل ، لا يريد تقاسم السلطة مع جماعة طرابلس و تدعمه فى ذلك كل من مصر و الإمارات البلدان المعاديان لتنظيم الإخوان المسلمين ، هو يريد تكرار السيناريو المصرى لكنه لا يملك كاريزما " السيى " و شعبيته فى أوساط الشارع المصرى لذلك يريد مساعدة عسكرية خارجية مباشرة ليصل هو إلى السلطة بعدما فشل فى الإستفراد بالحكم على ظهر طائذرات النيتو ، لكن الجزائر تقف حجرة عثرة فى وجهه عندما ترفض التدخل العسكرى ثانيتا فى ليبيا و هي تضغط بما لذيها من أوراق من أجل تجنيب ليبيا تدخل عسكرى أخر و هي أصلا رفضت فكرة القوة العربية المشتركة لأنها تعتقد أن هذه القوة ستوجه ضد دول عربية كما يحصل اليوم فى اليمن . ماهو الحل الأفضل و الأنسب للجزائر و لدول الجوار ..؟ حدوث معجزة بإجتماع القبائل الليبية حول طاولة واحدة داخل ليبيا و إتفاقها حول ألية للخروج من الأزمة . عموما .. موقف الجزائر سواء بخصوص الموضوع الليبى أو السورى أو العراقى أو اليمنى ... هو نفسه لا يتغير و هو ينسجم مع مواقف الشعب الجزائرى الرافض لسفك الدماء و دمار البلدان بإسم التغيير بعدما داق الأمرين فى العشرية الدموية الحمراء ، يُضاف إليه أن طبيعة الشعب الجزائرى حكومتا و شعبا تأب القبول بأي تدخل عسكرى أجنبى فمابالك إذا كان هذا التدخل تقوده دول عدوة مثل فرنسا و بريطانيا و أمريكا و اسرائيل .
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
قال الله تعالي : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون )
صدق الله العظيم
بنت الدزاير-
- الجنس :
عدد المساهمات : 630
نقاط : 10839
تاريخ التسجيل : 19/01/2012
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا: 69
مواضيع مماثلة
» مدفيديف يوضح موقف روسيا حول الملف السوري لحكام السعودية والعراق وإيران
» حقيقة موقف الحكومة التونسية
» النظام الليبى يطالب بتنحي كاميرون على خلفية أعمال شغب بريطانيا
» في تصريحات تحريضية ضد النظام ومستفزة للجزائريين عبد الجليل ينتقد موقف الشعب الجزائري من الانتقالي الليبي
» امريكا تسعى فى زرع حفتر فى هرم الجيش الليبى ومصراته تساعده فى القضاء على الزنتان من اجل كسب حليف عسكرى له وتصبح تملك الاقتصاد الليبى والسلاح الليبى وتسيطر على ليبيا كله
» حقيقة موقف الحكومة التونسية
» النظام الليبى يطالب بتنحي كاميرون على خلفية أعمال شغب بريطانيا
» في تصريحات تحريضية ضد النظام ومستفزة للجزائريين عبد الجليل ينتقد موقف الشعب الجزائري من الانتقالي الليبي
» امريكا تسعى فى زرع حفتر فى هرم الجيش الليبى ومصراته تساعده فى القضاء على الزنتان من اجل كسب حليف عسكرى له وتصبح تملك الاقتصاد الليبى والسلاح الليبى وتسيطر على ليبيا كله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 14:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى فرسان اليمن
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي