بين " المنحل " و " المنتهية الصلاحية " يسكن " ليون "

قرر الوسيط الدولى " ليون " فرض حكومة الأمر الواقع التى سماها حكومة الوفاق الوطنى على جميع الأطراف و بحضور من حضر ليبقى إسم رئيس الحكومة محل خلاف سينتهى بالإتفاق ، لأن ليون على عجالة من أمره . و سواء رفض ممثلى أعضاء برلمان طبرق " المنحل " - بحسب توصيف جماعة مصراتة - التعديلات على المسودة المقدمة و سواء عاد ممثلى برلمان طرابلس " المنتهية صلاحيته " - بحسب توصيف جماهة حفتر - فإن النتيجة واحدة. جميعهم يختلفون حول عملية توزيع المكاسب و المناصب و لا تهمهم مصلحة البلاد و العباد ، خليفة حفتر يريد الإستفراد بالحكم مقصيا رفاقه من جماعة مصراتة الذين قاتلوا معه تحت راية حلف النيتو، و مصراتة لا تريد خليفة حفتر على رأس الجيش و لا رئيس حكومته و الصراع القائم اليوم يقوم على أساس البند الأمنى فكلاهما يعلمان أن الضعيف عسكريا هو الضعيف سياسيا ، بلا سلاح سينتهون لأنهم لا يستندون إلى سلطة الشعب. نحن اليوم أمام حكومة الأمر الواقع و ستتحول هذه الأخيرة إلى حكومة تصريف الأعمال إلى أن يتفقوا على تفصيل دستور على المقاس و مع هذا هاهم يختلفون فى الصخيرات و يجتمعون فى غدامس. أمام كاميرات الإعلام تجدهم يتخاصمون و من خلفها يتقابلون و يسلمون فارحين بما أعطاهم " ليون " و مع هذا هم يدركون أنهم لا يمثلون حتى عائلاتهم المقربة فكيف بهم يمثلون الشعب الليبى . كل عضو سيملء جيبه و سيستغل منصبه لخدمة مصالحه الشخصية ثم يرحل كما رحل من قبله أما الباقون فهم الليبيون الذين سيجدون بلد بلا سيادة و لا حرية و لا عدالة و لا هم يحزنون بعد رحيل حكومة تصريف الأعمال. يا جماعة .. الحكومة القادمة سيترأسها الإخوان بمعنى جماعة طرابلس هي التى ستكون مسيطرة لأنهم أثبثوا ولائهم للغرب أكثر من جماعة حفتر ، و الذين سيّروا مرحلة الأربعة سنوات الماضية بكثير من الذكاء على عكس رفقائهم من طبرق الذين إكتفوا بخدمة مصالحهم الخاصة ، و الغرب يعلم أن الخائن الخبيث هو أفضل بالنسبة لهم من الخائن العميل و جماعة طرابلس فتحوا الكثير من المشاريع الإستثمارية التى تُسعد الشركات الغربية و تجعلها تضغط على حكوماتهم لأجل إتمام الصفقة مع إخوان جماعة مصراتة فهؤلاء تحولوا إلى تجّار و سماسرة سياسيين . الأمر لم يعد سرى فلقد قرّر " ليون تنصيب وزراء حكومته قريبا و بقي إسم رئيس الحكومة معلقا سيربطه بعضوين متنافسين الأول عضو قوي يتبع طرابلس و الثانى ضعيف يتبع طبرق ، لكن القرار النهائى سيتم إتخاده بتوافق بين حكومات دول عصابة حلف النيتو قبل بداية فصل الخريف و النتيجة سنجد أنفسنا أمام حكومة تشبه إلى حد كبير حكومة لبنان حيث كل وزير يتبع حزب معين و كل حزب يتبع دولة إقليمية معينة و كل دولة تتبع محور معين . لتصبح ليبيا بلد مقسم فى الواقع الجغرافى منتظرا فقط تقسيمه سياسيا .