و من أين للضحية أن يشترى أضحية العيد ..!؟

الليبيون داخل ليبيا لا يجدون السيولة و المرتبات لشراء أضحية العيد و الليبيون خارج الجماهيرية لا يجدون ما يسد رمقهم فكيف بهم يفكرون فى العيد ..؟
الشعب الليبى كان ضحية مؤامرة دنيئة ، فكيف للضحية أن يشترى أضحية العيد ..؟
أموال و ذهب الشعب الليبى تقدر بالملايير فى الخارج و النفط الليبى لم يتوقف عن الإنتاج و التصدير فكيف لشعب غني يتحول فى غضون أربعة سنوات لشعب على باب الشحادة ..؟
كيف لشعب كان خيره واصل لكل الشعوب أن يتحول إلى شعب يستعطف الأخرين من أجل أن يمنوا عليه بأضحية العيد ..؟
حكام العراق الجدد الذين جاؤا على ظهر الطائرات الأمريكية تحولوا إلى سماسرة و تجار و مرتشين و فاسدين أخلاقيا و سياسيا و ماليا و بعد عشر سنوات من حكمهم خرج الشعب العراقى يتظاهر من أجل تحقيق بعض المطالب الخدماتية و التى كانت موفرة له و بثمن زهيد فى زمن النظام السابق ٢٤ | ٢٤ ساعة و أصبح كل همه و مناه عودة الأمن و الكهرباء للبلاد ، و ليكتشف فى النهاية أن كل أمواله و نفطه ذهبت مع الريح .
و الشعب الليبى لم ينتظر سوى أربعة سنوات ليكتشف أن أنذل و أسوأ خلق الله الذين أنجبتهم ليبيا فى تاريخها الحديث و الذين جاؤا على ظهر طائرات النيتو تمكنوا من خداعه و حكمه بقوة السلاح و المسلحين .
اليوم السؤال الذى يطرح نفسه هو : كيف يسمح أسياد ثوار النيتو بهذا التدهور الإقتصادى و الإجتماعى ..؟
ألا يخشون على أتباعهم من ثورة الجياع ..؟
نحن اليوم على مشارف الإنهيار التام بعد إنهيار الدولة الليبية و حينها ستدخل ليبيا عالم " الصوملة " و بعدها لا أحد سيحاسب و يطالب دول عصابة حلف النيتو برد أموال الشعب الليبى و لا أحد سيحاسب عن عدّاد النفط الليبى الذى مازال يُصدر من دون حسيب أو رقيب .
و لكنهم لا يدركون أن كل مخططاتهم ستتحطم على صخرة صمود الشعب الليبى كما وعد بذلك القائد الشهيد معمر القدافى ، فإذا أثبث الواقع مقدمة صحة تكهناته فإن هذا الواقع سيُثبِث لنا صحة إستنتاجاته .