ليبيا على منبر الأمم المتحدة

كان الوضع في ليبيا وحالة الحرب والانقسام السياسي التي تعيش على وقعها البلاد ،أحد أهم النقاط التي تطرّق لها زعماء العالم في كلماتهم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الاثنين الماضي. وتعيش ليبيا حالة من الفوضى بعد أربع سنوات من سقوط نظام العقيد الليبي معمّر القذّافي ،حيث تتنازع على السلطة حكومتان ،الأولى في الشرق معترف بها دوليا والثانية في الغرب تسيطر على العاصمة طرابلس ولا تحظى بأي اعتراف أممي ،كما تعيش عديد المدن في البلاد على وقع المعارك بين الجيش الليبي والميليشيات المسلّحة وسط تمدّد كبير وواسع لتنظيم داعش الذي استغل حالة الانقسام لتوسيع نفوذه في البلاد.

** أوباما يقر بوقوع أخطاء في ليبيا

فالرئيس الأمريكي أوباما قال في كلمته بإنه كان على المجتمع الدولي فعل المزيد لتجنب حدوث فراغ في القيادة بليبيا التي تعيش حالة من الفوضى منذ سقوط معمر القذافي قبل أربع سنوات.مضيفا بالقول "حتى ونحن نساعد الشعب الليبي على إنهاء حكم طاغية كان بوسع تحالفنا، وكان لزاما علينا، فعل المزيد لملء الفراغ الذي تركه" وفق تعبيره.وأكّد الرئيس الأمريكي في كلمته بأنّ بلاده "ستساعد أي حكومة ليبية شرعية تعمل للم شمل الشعب، ولكن علينا أيضا كمجتمع دولي أن ندرك أننا مطالبون بفعل المزيد وبشكل فعال في المستقبل لبناء قدرات الدول التي تعاني من الضغط قبل انهيارها."

** بوتين يلوم واشنطن

في المقابل، ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باللوم في الفوضى في بعض دول المنطقة من بينها ليبيا على الاستبعاد المفاجئ لزعماء قدامى (في اشارة للعقيد الليبي معمر القذافي) ،قائلا إن هذا يوجد الكثير من المجندين لتنظيم داعش المتطرف. وقال بوتين في كلمته بالجمعية العامة "من الواضح الآن أن الفراغ في السلطة الذي نشأ في بعض دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أدى إلى بروز مناطق للفوضى. تلك المناطق بدأت تمتلئ على الفور بمتطرفين وإرهابيين."وأضاف الرئيس الروسي قائلاً "عشرات الآلاف من المتطرفين يقاتلون تحت رايات ما يطلق عليه داعش، مضيفاً أن تصرفات الولايات المتحدة مسؤولة عن فشل الكثير من الدول بما في ذلك ليبيا والعراق. وقال بوتين إن مجندين كثيرين جاءوا من ليبيا وهي "بلد دمرت فيه مؤسسات الدولة نتيجة انتهاك صارخ" لقرار لمجلس الأمن الدولي بمقتضاه تم تنفيذ العمل الذي قام به حلف شمال الأطلسي."

** السيسي: ليبيا تنزلق الى وضع خطير

ومن جهة أخرى قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن ليبيا انزلقت إلى منحدر خطير بعدما سيطرت الجماعات المتطرفة عليها. وأضاف خلال كلمته التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك بأنّه لم يكن ذبح المصريين فى ليبيا على شواطئها أمرًا هينا. وأكد الرئيس السيسي على أن مصر حريصة على وحدة الصف الليبى ودعم كافة المؤسسات الشرعية بمساعدة الأمم المتحدة.

** الحبيب الصيد: الحوار في ليبيا هو الحل

وفي ذات السياق قال رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد في كلمته من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة وحول بان "الشعب الليبي الشقيق يعيش ويلات أزمة عصفت بأمنه واستقراره وتجاوزت تداعياتها حدود الدّولة الليبيّة لتُهدّد استقرار سائر أرجاء المنطقة ولا سيما تونس، مؤكّدا أن "الحوار يبقى الحل الوحيد لتجاوز الخلافات الدّاخلية في ليبيا الشقيقة وتحقيق المصالحة الوطنيّة واحترام إرادة الشعب الليبي بدعم الحل السياسى ونبذ العنف".و أكّد الصيد "على دعم تونس الدائم للشقيقة ليبيا وعلى تأييدها لجهود التسوية السياسية المبذولة برعاية أممية من أجل إقرار الاتفاق السياسي وتشكيل حكومة وفاق وطني تحظى بدعم المجتمع الدولي".كما أكّد رئيس الحكومة التونسية على : "المخاطر والتهديدات المحدقة بدولنا المجاورة جراء تزايد تمدّد نفوذ ما يسمّى بتنظيم "داعش" الإرهابي بليبيا، يستدعي أكثر من أي وقت مضى مزيد التنسيق والتشاور بين دول الجوار المعنيّة ومساندة دوليّة لهذه المجهودات، حفاظا على وحدة وأمن واستقرار هذا البلد الشقيق من جهة، ودرءا لكل ما قد يترتب عن تفاقم هذا الخطر من تهديدات على دول المنطقة، من جهة أخرى".

مرصد بوابة افريقيا الإخبارية