التدخل الروسي في ليبيا.. بين الإمكانية و التشكيك
صفحة 1 من اصل 1
التدخل الروسي في ليبيا.. بين الإمكانية و التشكيك
عقب اندلاع العمليات العسكرية الروسية ضد معاقل تنظيم "داعش" وعدة فصائل مسلحة في الأراضي السورية منذ نهاية الشهر الماضي، اختلفت آراء المحللين والخبراء بشأن ما إذا كانت العمليات الروسية في سورية هي محطة ضمن محطات متعددة لدور عسكري روسي جديد في الشرق الأوسط، واتسعت دائرة التحليلات لتطرح سيناريوهات محتملة لتدخل عسكري روسي في ليبيا، خاصة مع سيطرة "داعش" على مدينة سرت بشكل كامل، لكن يبدو أن هذا السيناريو محفوف بالكثير من المصاعب.
في 30 سبتمبر الماضي وافق مجلس الاتحاد الروسي (المجلس الأعلى للبرلمان) بالإجماع على طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام المقاتلات الروسية خارج الحدود، بما فيها سورية، وهو القرار الذي يخوّل بوتين باستخدام قواته الجوية خارج حدود روسيا بشكل عام، أي أن هذا الأمر قد يمتدّ إلى دول أخرى قد تطلب المساعدة، ومن بينها ليبيا.
المشاركة في التحالف
في فبراير الماضي توقعت مصادر صحافية قريبة من القرار في الكرملين أن تشارك روسيا بجهود التهدئة في ليبيا، مؤكدة قدرتها على تشكيل "تحالف دولي" لمكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أن المصالح الأمنية والاستراتيجية لروسيا مرتبطة بشكل كبير بتطور الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.ورجّحت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) الروسية مشاركة روسيا في الحرب ضد الإرهاب في ليبيا كجزء من التحالف الدولي ضد متشددي تنظيم "داعش" الموجود على الأراضي الليبية.وكان ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، أكد إمكانية مشاركة روسيا في تحالف دولي للحرب في ليبيا، قائلاً:" من وجهة نظر سياسية، أنا لا أستبعد، ولكن هذا ليس قراري، فروسيا شاركت في العمليات قبالة سواحل الصومال، لماذا لا يمكنها أن تشارك في البحر الأبيض المتوسط".
امكانية التدخل
امكانية التدخل التدخل العسكري الروسي في ليبيا ليست مستبعدة حسب رأي العديد من المراقبين وفي هذا الاطار يرى الدكتور محمد عزالعرب الباحث السياسي والخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن التدخل الروسي في ليبيا ممكن في حالة تسوية الأزمة السورية خاصة أن الدور الأمريكي في ليبيا محدود و غير ناجح وهو ما يسهل المهمة الروسية في ليبيا.
من جهتها نقلت صحيفة “هآرتس” الإسرائلية عبر المحلل العسكري الإسرائيلي " عاموس هارئيل "، أن التدخل العسكري الروسي في سوريا ليس إلا بداية لبسط سيطرة موسكو على عدة مناطق في الشرق الأوسط، والتي سوف تمتد إلى ليبيا واليمن بعد سوريا.
تشكيك
علي صعيد آخر يرى بعض الخبراء والمراقبين أنه من الصعب أن يحدث تدخل روسى في ليبيا واليمن ولكن الاقرب هو دخولها العراق بعد موافقة السلطات العراقية ومساندتهم ضد داعش.ويرى البعض أن التدخل الروسى إذا عرفنا بدايته فلا يمكن توقع نهايته، فنهاية التدخل الروسى صعب جدا توقعها، لكنها تسعى للتدخل في العراق، وان العالم العربى اصبح ساحة مفتوحة يلعب فيها الكبار ولا يوجد ارادة ولا وحدة في الدول العربية والشرق الأوسط يدعو القوى الاخرى في التدخل، وأنه من المستحيل التدخل في ليبيا واليمن لكن من الممكن التدخل في العراق بموافقة السلطة العراقية.
ويشكك أستاذ الاقتصاد السياسي المقيم في روسيا الدكتور هاني شادي في أي فرص محتملة لتدخل روسي في ليبيا لدحر الجماعات المسلحة مشددًا على أن "روسيا لا تتحمل هذا الكم من التوسع العسكري، فالوضع الاقتصادي ليس على ما يرام أبدًا".
فتحي الشاذلي: ليبيا دول فاشلة منذ إسقاط القذافي
صعوبات
وسط هذه الصعوبات على الجانب الروسي، لا يستبعد الدكتور خطار أبودياب الأكاديمي والباحث في شؤون الشرق الأوسط، وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس حدوث تفاهمات فرنسية ـ إيطالية ـ مصرية لضرب داعش في ليبيا، ويرصد أبودياب صعوبات تدخل روسيا في ليبيا على عكس الحالة السورية، قائلًا إن "النفوذ السوفييتي القديم في سورية، والعلاقة التاريخية بين النظام السوري وموسكو التي استعادت بريقها في عصر بوتين تجعل المقاربة مختلفة"، منوهًا إلى "الوجود القديم للقاعدة البحرية الروسية في طرطوس شرق البحر المتوسط"،ويرى إن "روسيا أخذت الغرب وحلف شمال الأطلسي "ناتو" على حين غرة في سورية، خوفًا من الاتفاق النووي الإيراني".
ويبدي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس اندهاشه من موقف "ناتو" الذي تدخل في ليبيا لإسقاط القذافي، ولا يحرك ساكنًا اليوم، فالولايات المتحدة الأميركية أكبر شريك في ناتو تراقب تنظيم داعش وامتداداته في سرت ودرنة وتركز على أنصار الشريعة، لافتًا إلى أن "الولايات المتحدة تفضل الضربات الانتقائية بدون قرار دولي.
أما على الصعيد العسكري، فيبدو الأمر أكثر تعقيدًا، ويشير الخبير الاستراتيجي اللواء أركان حرب طلعت مسلم إلى أن أي تدخل عسكري روسي في ليبيا يبدو "سيناريو صعبًا"على المدى القريب، مشيرًا إلى "ضرورة توفر قوة عسكرية موحدة في ليبيا لمساعدة أية هجمات روسية محتملة على مواقع داعش".ولفت إلى أن"المقاتلات الروسية تعتمد على وجود قوات الجيش السوري وعناصر حزب الله على الأرض، وتقدم لها الإسناد الجوي"، وقال:"إن ذلك الوجود العسكري الموحد على الأرض غير متوفر في ليبيا"، لكنه يلفت إلى أن "هذا السيناريو غير مستبعد على المدى البعيد، إذا ما توحدت القوة العسكرية الليبية تحت إمرة الجيش".
عبدالباسط غبارة- بوابة افريقيا الاخبارية
وسط هذه الصعوبات على الجانب الروسي، لا يستبعد الدكتور خطار أبودياب الأكاديمي والباحث في شؤون الشرق الأوسط، وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس حدوث تفاهمات فرنسية ـ إيطالية ـ مصرية لضرب داعش في ليبيا، ويرصد أبودياب صعوبات تدخل روسيا في ليبيا على عكس الحالة السورية، قائلًا إن "النفوذ السوفييتي القديم في سورية، والعلاقة التاريخية بين النظام السوري وموسكو التي استعادت بريقها في عصر بوتين تجعل المقاربة مختلفة"، منوهًا إلى "الوجود القديم للقاعدة البحرية الروسية في طرطوس شرق البحر المتوسط"،ويرى إن "روسيا أخذت الغرب وحلف شمال الأطلسي "ناتو" على حين غرة في سورية، خوفًا من الاتفاق النووي الإيراني".
ويبدي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس اندهاشه من موقف "ناتو" الذي تدخل في ليبيا لإسقاط القذافي، ولا يحرك ساكنًا اليوم، فالولايات المتحدة الأميركية أكبر شريك في ناتو تراقب تنظيم داعش وامتداداته في سرت ودرنة وتركز على أنصار الشريعة، لافتًا إلى أن "الولايات المتحدة تفضل الضربات الانتقائية بدون قرار دولي.
أما على الصعيد العسكري، فيبدو الأمر أكثر تعقيدًا، ويشير الخبير الاستراتيجي اللواء أركان حرب طلعت مسلم إلى أن أي تدخل عسكري روسي في ليبيا يبدو "سيناريو صعبًا"على المدى القريب، مشيرًا إلى "ضرورة توفر قوة عسكرية موحدة في ليبيا لمساعدة أية هجمات روسية محتملة على مواقع داعش".ولفت إلى أن"المقاتلات الروسية تعتمد على وجود قوات الجيش السوري وعناصر حزب الله على الأرض، وتقدم لها الإسناد الجوي"، وقال:"إن ذلك الوجود العسكري الموحد على الأرض غير متوفر في ليبيا"، لكنه يلفت إلى أن "هذا السيناريو غير مستبعد على المدى البعيد، إذا ما توحدت القوة العسكرية الليبية تحت إمرة الجيش".
عبدالباسط غبارة- بوابة افريقيا الاخبارية
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34763
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي