العرب اللندنية: أحداث الطوز وسنجار مقدمة لحروب أهلية قادمة في العراق
صفحة 1 من اصل 1
العرب اللندنية: أحداث الطوز وسنجار مقدمة لحروب أهلية قادمة في العراق
| ||||||||||
العرب [نُشر في 16/11/2015، العدد: 10099، ص(3)] | ||||||||||
واعترفت مصادر سياسية عراقية بهشاشة الاتفاق كونه مجرّد حلّ ظرفي لمشكلة أعمق تتعلّق بالصراع العرقي والمذهبي المتفاقم في العراق، والمرشّح للتحوّل إلى نزاع مسلّح بهدف الاستيلاء على المناطق والسيطرة عليها بقوة السلاح الذي بلغ انتشاره درجة غير مسبوقة من الفوضى وصلت حدّ ظهور جيوش موازية يخشى أن تكون وقود حرب أهلية ضارية تنتظر البلد في مرحلة ما بعد تنظيم داعش. وكما يطمح أكراد العراق الذين يستندون إلى قوة جيدة التنظيم والتسليح تتوزع بين شرطة تطلق عليها تسمية الأسايش، وجيش يعرف بالبيشمركة، إلى توسيع حدود إقليمهم الذي لم تتوان قياداتهم في التعبير عن سعيها لفصله بشكل كامل عن العراق، فإنه سيكون من الصعب انتزاع أراض من أيدي ميليشيات شيعية مسلّحة سيطرت عليها بعد استعادتها من داعش وشرعت في العمل على تغيير تركيبتها السكانية بتقليل أعداد أبناء الطائفة السنية عبر التضييق على من بقي منهم في تلك المناطق، ومنع عودة من نزح فرارا من الحرب. وتعتبر محافظة ديالى نموذجا عن الدور السلبي للميليشيات الشيعية في تغذية الصراعات ببعض مناطق العراق، حيث بادرت مليشيا بدر بعد انتزاع المحافظة من يد تنظيم داعش لتعيين أحد عناصرها محافظا عليها، وحرصت على تولي الدور الرئيسي في مسك الأرض بمساعدة ميليشيات أخرى. ومنذ ذلك الحين والسكان السنة يتعرضون لمضايقات وجرائم خطرة من خطف وقتل واستيلاء على الممتلكات ما جعلهم يتحدّثون عن مخطط ممنهج لطردهم من المحافظة تمهيدا لجعلها محافظة شيعية بالكامل حتى تكون بمثابة حزام أمني لإيران التي تقع المحافظة على الحدود معها. ويحذّر مراقبون من أن يكون وقود الحرب الأهلية القادمة في العراق السلاح الكثير والمتنوع الذي أصبح بين أيدي الميليشيات الشيعية، من جهة، وتزايد قوّة البيشمركة الكردية قياسا بالجيش العراقي الذي واجه مع هجوم داعش على المناطق العراقية صيف العام الماضي حالة أشبه بالانهيار.
وفي مظهر عن اشتداد التوتر بين مكونات المجتمع العراقي، أفاد أمس شهود عيان أن عددا من مسلحي الأقلية الإيزيدية، أقدموا على حرق ونهب منازل العرب في بلدة سنجار التي حررتها قوات البيشمركة حديثا. ونقلت وكالة فرانس برس عن أحد الشهود قوله إن “منازل مسلمين تسرق وتحرق من قبل رجال إيزيديين، وبالخصوص المنازل التي كان عناصر تنظيم داعش قد كتبوا عليها أثناء سيطرتهم على البلدة عبارة سني”. ويستبعد أن تنسحب القوات الكردية طوعا من المناطق التي تستعيدها من تنظيم داعش، وآخرها قضاء سنجار بمحافظة نينوى، حيث سارعت تلك القوات إلى رفع علم الإقليم على مركز القضاء، في خطوة أثارت امتعاض العديد من الساسة العراقيين المحسوبين على حكومة بغداد. واعتبر ائتلاف دولة القانون الذي يضم قوى شيعية بقيادة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي استعادة البيشمركة الكردية لقضاء سنجار مؤامرة من رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني لاحتلال القضاء المذكور. كما اتهمت عواطف نعمة النائب عن الائتلاف البارزاني بالسعي إلى احتلال قضاء طوزخرماتو لغرض ضمه إلى إقليم كردستان “بعد إجراء تغيير ديموغرافي وعمليات تطهير عرقي وقومي فيه”. وأضافت نعمة أن “شراكة الأقوياء التي يتحدث عنها البعض جعلتنا في نظر البارزاني ضعفاء وجعلته يشعر بأنه هو القوي القادر على استغلال تداعيات الظرف الراهن والحرب على داعش لينفذ مخططاته”. وكانت المواجهات بين ميليشيات الحشد الشعبي وقوات البيشمركة الكردية، قد خلفت إلى حدود الأمس حين أعلن عن اتفاق أمني لوقف إطلاق النار، نحو 17 قتيلا والعشرات من الجرحى. وفي مظهر لتصعيد الأحداث في طوزخرماتو أعلن القيادي في منظمة بدر، وزير حقوق الإنسان السابق محمد مهدي البياتي أمس عن تعرضه لمحاولة اغتيال بتعرض موكبه أمس لإطلاق نار أثناء تفقده مركز القضاء. وفيما لو نجحت المحاولة، فقد كانت ستزيد من التوتر وتدخل ميليشيا بدر القوية في مواجهة أوسع مع العناصر الكردية المسلّحة. وكان جواد الطليباوي المتحدث العسكري باسم ميليشيا عصائب أهل الحق التي يقودها قيس الخزعلي قد أعلن عن إرسال لواء خاص مدرب على حرب المدن إلى قضاء طوزخورماتو لـ”ردع المعتدين” في إشارة إلى قوات البيشمركة الكردية. وجاء اتفاق الأمس لوقف إطلاق النار محاولة لتطويق “الحريق”، ومنع امتداده إلى مناطق أخرى مثل منطقتي جلولاء والسعدية بمحافظة ديالا واللتين تشهدان بدورهما صراعا بين عدة أطراف مذهبية وعرقية. وأعلن محمد البياتي عضو الجبهة التركمانية أمس الاتفاق على ورقة أمنية لاحتواء الأزمة في قضاء طوزخورماتو، موضحا أن “وفودا من محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق وصلت إلى القضاء حيث تم عقد اجتماعات مطولة والتوصل إلى ورقة تفاهمات شاملة خاصة بالوضع الأمني”، مضيفا “تم الاتفاق على تشكيل قوة أمنية مشتركة من البيشمركة، والحشد الشعبي، والقوات الأمنية الأخرى”. لكن ذات المسؤول لفت إلى أنّ “الاتفاق لم يطبق حتى الآن بشكل عملي على أرض الواقع بسبب الصعوبات الميدانية، ولا نستطيع القول إن الاشتباكات والمناوشات توقفت تماما، فهي تتوقف لساعات ثم تستأنف لساعات. والمشكلة ليست في القيادات، بل في القاعدة الشعبية، حيث هناك فقدان للثقة بين الأطراف”. |
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34777
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي