طرابلس .. الهدوء الذى يسبق العاصفة
صفحة 1 من اصل 1
طرابلس .. الهدوء الذى يسبق العاصفة
ها قد رجعنا إلى نقطة ما قبل سقوط طرابلس على يد أسياد ثوار النيتو .. النقطة المحورية التى أدت إلى حصار مدينة سرت و بنى وليد و من بعدها السقوط الحر لباقى المناطق الليبية .
طرابلس المدينة الساقطة سياسيا اليوم ينتظرها فقط سقوط عسكرى مدوى ، و من يتذكر تلكم الأيام البائسة حتما سيتذكر هذه الأيام الحاضرة لأن التاريخ لا يكرر نفسه إلا للأغبياء الذين لا يقرؤونه ، و نحن اليوم أمام كم هائل من غباء و عمالة جردان النيتو .
كان يمكنهم إستغلال وصولهم إلى السلطة على ظهر طائرات حلف عصابة النيتو أين سُلم لهم الحكم على طبق من ذهب و بناء ما سمي " ليبيا الجديدة " و محو أثار و تاريخ البناء الجماهيرى المجيد زمن الشهيد معمر القدافى ، و لأنهم أسوأ ما أنجبت ليبيا فى تاريخها الحديث فبمجرد وصولهم إلى الحكم راحوا ينتقمون و يرتكبون أفضع الجرائم و المجازر ثم راحوا يتصارعون على نهب و سرقة المال العام و الفساد و الإفساد فى الأرض ، و هاهم اليوم يفقدون كل القاعدة التى كانت تؤيد عدوان حلف عصابة النيتو على ليبيا بدعوى مطلب التغيير و لم يبقى معهم إلا قادة وأفراد الميليشيات المسلحة و الدعم الخارجى المحدود .
طرابلس اليوم تختلف عن طرابلس البارحة أين شاهدنا ذلك الحشد الغفير الذى كان يرفع الراية المزركشة بعد سقوط النظام الشرعى حبا أو نفاقا أو خوفا ، لن يتكرر هذا المشهد مستقبلا و لن يعقبه إلا مشهد الجماهير و هي ترفع الراية الخضراء فى الساحة الخضراء .
الميليشيات الحاكمة فى طرابلس و المتصارعة فى ما بينها على تقاسم غنائم السلطة و الثروة لن يتوقف خلافها فى ما بينها أمام غياب الجبهة المضادة لهم التى توحدهم ، سيحدث لهم ما حدث بالأمس عندما إختلف الإخوة الأعداء الذين تحالفوا للقتال تحت راية النيتو عندما تم إخراج و دحر جماعة الزنتان من طرابلس و ملاحقتهم إلى ثخوم الجنوب من قبل جماعة فجر ليبيا ، و اليوم هذه الجماعة فى إقتتال داخلى و لن ينتهى الأمر بينهما إلا بطرد إحدى الجماعات و تحديدا جماعة مصراتة إلى معسكرها الأخير بمدينة مصراتة ، حتى و إن حدثت مصالحة مؤقتة بينهما فإن بوادر الخلاف ماتزال قائمة لأنهم يختلفون حول الغنائم و المكاسب و ليس حول المبادئ التى تحكم خلافات الكبار .
نحن اليوم أمام مشهد تحديد المناطق الجغرافية ، كل يمسك بحدود منطقته و يحكم الإغلاق عليها ريتما يكون هنالك ترتيب دولى ما على تقسيم السلطة و المال و النفود.
طرابلس أيضا لا تختلف كثيرا عن هذه الحدود و اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما إما الفناء أو الثورة ، و الوضع الدولى تغير جدريا عما كان عليه سابقا ، تركيا و قطر و دول الخليج الداعمين للإرهاب هم اليوم فى موقف لا يحسدون عليه خاصة تركيا التى إستفادت من تحويل الملايير من أموال الشعب الليبى إليها هي اليوم فى موقف حساس بخصوص دعمها لجماعة الإخوان فى ليبيا فى زمن صار فيه كل مسلم مُدان فمابالك بأفراد التنظيمات الإسلامية بمختلف توجهاتها السياسية ، تركيا المنكفئة على ذاتها هي اليوم لا تريد فتح مغامرة جديدة فى ليبيا يكفيها هَم الجوار الإقليمى المضطرب حولها و فشلها فى التمدد العثمانى على حساب العرب ، كما أنها إكتفت من عملية السرقة و النهب للمال الليبى و تحتاج إلى عودة الأمن و الإستقرار بقصد إعادة تدوير إستثماراتها الخارجية فى ليبيا ، أما قطر فلم يعد لذيها دور محورى فى ليبيا بعدما لعبت دورها القدر فى تدمير البلد ، بقي الدور الإماراتى محل تجادب بين دول الجوار " مصر و الجزائر " و سيتم تحييده قريبا .
لنأت إلى الدور المحورى الأخر و نعنى به الدور الفرنسى القدر فى ليبيا و الذى عرف اليوم الفرنسيون سلطتا و شعبا معنى الإرهاب الحقيقى بعد هجمات باريس ، و ما قبل الهجوم ليس كما بعده ، لأن الأمر اليوم سوف يختلف كليتا عن تلكم الرؤية الفرنسية السابقة المحدودة بخصوص إمكانية التوافق مع التيارات الإسلامية و توظيفها لخدمة المشروع الفرنسى و الغربى فى المنطقة العربية فكلها اليوم صارت مدانة و كلها اليوم هي موضوعة فى سلة الواحدة للإرهاب ، و كعادة الدول الغربية يتم حرق و التخلص من كل ورقة قدرة يستخدمونها لخدمة مصالحهم و ورقة التيار الإسلامى لم تعد ذات فائدة بعد إنكشاف حقيقة عمالة و تبعية هذا التيار بفرعيه الإخوانى و السلفى عند عامة الناس ، هذا الأمر سيضطر الحكومة الفرنسية إلى البحث عن تسوية ما خارج هذه الرؤية و لن يكون أمامهم سوى ورقة " أزلام النظام " و ورقة " خليفة حفتر " و كلاهما يمران عبر طريق واحد يعبده المهندس " سيف الإسلام القدافى ".
طرابلس العاصمة لم تعد مركز يجمع الليبيين بقدر ما أصبحت مدينة تحكمها الميليشيات الإرهابية ذات " التوجه الإسلامى " و هذا الوضع لن يستمر طويلا بعد هجمات باريس لأن الأسياد المحركين لهذه الميليشيات يعيدون اليوم فى عملية ترتيب أوراقهم لما بعد حكم الإخوان ، و ما على الميليشيات المسلحة التابعة للجماعة المقاتلة و جماعة مصراتة إلا الإنصياع للقرار الدولى لأنهم بلا عمق شعبى و فى غياب الدعم الدولى يفقدون كل شيء.
طرابلس هي من ستحارب داعش و القاعدة فى ليبيا فى القريب العاجل و عليه لابد من إحداث تغيير حقيقى داخل هذه المدينة يشمل الرؤوس و الفروع و لن يطول الوقت لنشهد هذا التغيير واقع مفروضا على الأرض .
طرابلس اليوم ليست بطرابلس البارحة و لم يتبقى من المذة إلا قليلا و سنشهد عاصفة لا تدر و لا تبقى أحد من الجردان و الأيام بيننا .
طرابلس المدينة الساقطة سياسيا اليوم ينتظرها فقط سقوط عسكرى مدوى ، و من يتذكر تلكم الأيام البائسة حتما سيتذكر هذه الأيام الحاضرة لأن التاريخ لا يكرر نفسه إلا للأغبياء الذين لا يقرؤونه ، و نحن اليوم أمام كم هائل من غباء و عمالة جردان النيتو .
كان يمكنهم إستغلال وصولهم إلى السلطة على ظهر طائرات حلف عصابة النيتو أين سُلم لهم الحكم على طبق من ذهب و بناء ما سمي " ليبيا الجديدة " و محو أثار و تاريخ البناء الجماهيرى المجيد زمن الشهيد معمر القدافى ، و لأنهم أسوأ ما أنجبت ليبيا فى تاريخها الحديث فبمجرد وصولهم إلى الحكم راحوا ينتقمون و يرتكبون أفضع الجرائم و المجازر ثم راحوا يتصارعون على نهب و سرقة المال العام و الفساد و الإفساد فى الأرض ، و هاهم اليوم يفقدون كل القاعدة التى كانت تؤيد عدوان حلف عصابة النيتو على ليبيا بدعوى مطلب التغيير و لم يبقى معهم إلا قادة وأفراد الميليشيات المسلحة و الدعم الخارجى المحدود .
طرابلس اليوم تختلف عن طرابلس البارحة أين شاهدنا ذلك الحشد الغفير الذى كان يرفع الراية المزركشة بعد سقوط النظام الشرعى حبا أو نفاقا أو خوفا ، لن يتكرر هذا المشهد مستقبلا و لن يعقبه إلا مشهد الجماهير و هي ترفع الراية الخضراء فى الساحة الخضراء .
الميليشيات الحاكمة فى طرابلس و المتصارعة فى ما بينها على تقاسم غنائم السلطة و الثروة لن يتوقف خلافها فى ما بينها أمام غياب الجبهة المضادة لهم التى توحدهم ، سيحدث لهم ما حدث بالأمس عندما إختلف الإخوة الأعداء الذين تحالفوا للقتال تحت راية النيتو عندما تم إخراج و دحر جماعة الزنتان من طرابلس و ملاحقتهم إلى ثخوم الجنوب من قبل جماعة فجر ليبيا ، و اليوم هذه الجماعة فى إقتتال داخلى و لن ينتهى الأمر بينهما إلا بطرد إحدى الجماعات و تحديدا جماعة مصراتة إلى معسكرها الأخير بمدينة مصراتة ، حتى و إن حدثت مصالحة مؤقتة بينهما فإن بوادر الخلاف ماتزال قائمة لأنهم يختلفون حول الغنائم و المكاسب و ليس حول المبادئ التى تحكم خلافات الكبار .
نحن اليوم أمام مشهد تحديد المناطق الجغرافية ، كل يمسك بحدود منطقته و يحكم الإغلاق عليها ريتما يكون هنالك ترتيب دولى ما على تقسيم السلطة و المال و النفود.
طرابلس أيضا لا تختلف كثيرا عن هذه الحدود و اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما إما الفناء أو الثورة ، و الوضع الدولى تغير جدريا عما كان عليه سابقا ، تركيا و قطر و دول الخليج الداعمين للإرهاب هم اليوم فى موقف لا يحسدون عليه خاصة تركيا التى إستفادت من تحويل الملايير من أموال الشعب الليبى إليها هي اليوم فى موقف حساس بخصوص دعمها لجماعة الإخوان فى ليبيا فى زمن صار فيه كل مسلم مُدان فمابالك بأفراد التنظيمات الإسلامية بمختلف توجهاتها السياسية ، تركيا المنكفئة على ذاتها هي اليوم لا تريد فتح مغامرة جديدة فى ليبيا يكفيها هَم الجوار الإقليمى المضطرب حولها و فشلها فى التمدد العثمانى على حساب العرب ، كما أنها إكتفت من عملية السرقة و النهب للمال الليبى و تحتاج إلى عودة الأمن و الإستقرار بقصد إعادة تدوير إستثماراتها الخارجية فى ليبيا ، أما قطر فلم يعد لذيها دور محورى فى ليبيا بعدما لعبت دورها القدر فى تدمير البلد ، بقي الدور الإماراتى محل تجادب بين دول الجوار " مصر و الجزائر " و سيتم تحييده قريبا .
لنأت إلى الدور المحورى الأخر و نعنى به الدور الفرنسى القدر فى ليبيا و الذى عرف اليوم الفرنسيون سلطتا و شعبا معنى الإرهاب الحقيقى بعد هجمات باريس ، و ما قبل الهجوم ليس كما بعده ، لأن الأمر اليوم سوف يختلف كليتا عن تلكم الرؤية الفرنسية السابقة المحدودة بخصوص إمكانية التوافق مع التيارات الإسلامية و توظيفها لخدمة المشروع الفرنسى و الغربى فى المنطقة العربية فكلها اليوم صارت مدانة و كلها اليوم هي موضوعة فى سلة الواحدة للإرهاب ، و كعادة الدول الغربية يتم حرق و التخلص من كل ورقة قدرة يستخدمونها لخدمة مصالحهم و ورقة التيار الإسلامى لم تعد ذات فائدة بعد إنكشاف حقيقة عمالة و تبعية هذا التيار بفرعيه الإخوانى و السلفى عند عامة الناس ، هذا الأمر سيضطر الحكومة الفرنسية إلى البحث عن تسوية ما خارج هذه الرؤية و لن يكون أمامهم سوى ورقة " أزلام النظام " و ورقة " خليفة حفتر " و كلاهما يمران عبر طريق واحد يعبده المهندس " سيف الإسلام القدافى ".
طرابلس العاصمة لم تعد مركز يجمع الليبيين بقدر ما أصبحت مدينة تحكمها الميليشيات الإرهابية ذات " التوجه الإسلامى " و هذا الوضع لن يستمر طويلا بعد هجمات باريس لأن الأسياد المحركين لهذه الميليشيات يعيدون اليوم فى عملية ترتيب أوراقهم لما بعد حكم الإخوان ، و ما على الميليشيات المسلحة التابعة للجماعة المقاتلة و جماعة مصراتة إلا الإنصياع للقرار الدولى لأنهم بلا عمق شعبى و فى غياب الدعم الدولى يفقدون كل شيء.
طرابلس هي من ستحارب داعش و القاعدة فى ليبيا فى القريب العاجل و عليه لابد من إحداث تغيير حقيقى داخل هذه المدينة يشمل الرؤوس و الفروع و لن يطول الوقت لنشهد هذا التغيير واقع مفروضا على الأرض .
طرابلس اليوم ليست بطرابلس البارحة و لم يتبقى من المذة إلا قليلا و سنشهد عاصفة لا تدر و لا تبقى أحد من الجردان و الأيام بيننا .
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
قال الله تعالي : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون )
صدق الله العظيم
بنت الدزاير-
- الجنس :
عدد المساهمات : 630
نقاط : 10825
تاريخ التسجيل : 19/01/2012
. :
. :
بطاقة الشخصية
زنقتنا: 69
مواضيع مماثلة
» عودة الهدوء الى معظم احياء طرابلس الصامدة
» اصابة جرذ من جرذان الناتو الذى صور امام الجثمان الذى قيل بانه للقائد معمر القذافى
» علقت السفارة البريطانية فى طرابلس، نشاطها اليوم، على خلفية الاعتداء الذى تعرضت له السفارة الفرنسية
» المقاومة العراقية ترفع حالات الانتحار في صفوف الجيش الامريكي بصورة لم يسبق لها مثيل
» طرابلس زين علي زين .....طرابلس ورد وياسمين .... طرابلس حلوة مجملها.... طرابلس واتعيش بهلها... للجرذان طرابلس
» اصابة جرذ من جرذان الناتو الذى صور امام الجثمان الذى قيل بانه للقائد معمر القذافى
» علقت السفارة البريطانية فى طرابلس، نشاطها اليوم، على خلفية الاعتداء الذى تعرضت له السفارة الفرنسية
» المقاومة العراقية ترفع حالات الانتحار في صفوف الجيش الامريكي بصورة لم يسبق لها مثيل
» طرابلس زين علي زين .....طرابلس ورد وياسمين .... طرابلس حلوة مجملها.... طرابلس واتعيش بهلها... للجرذان طرابلس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي