من يشتري الوهم؟

من طرف LIBYA NO1 السبت 30 أبريل - 12:51

راعية سلام أم داعية استسلام؟ تاجرة حروب أم بائعة أحلام ؟ ماحقيقة الولايات المتحدة الأميركية ؟وما خفايا شعاراتها السحرية عن العدالة والإنسانية ؟

ولماذا تتحول هذه الاطروحات إلى شعارات خلبية بمجرد ملامستها للمشهد الفلسطيني.‏

إن الولايات المتحدة الاميركية تأبى إلا أن تنصب نفسها قرصاناً عالمياً بل قاطع طرق حيث أن هيمنتها تحولت الى سلاح مسلط على رقاب المقاومين لتقويض منطق الحق والشرعية وإحلال منطق الباطل والظلامية.. بل إنها باتت أداة ابتزاز تستهدف القوى الحرة المناضلة واحدة تلو الاخرى.‏

تفتيت المفتت وتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ سياسة أميركية بامتياز لطالما برعت بها واشنطن لإحكام قبضتها على المنطقة وتحويل الشعوب إلى عبيد لها ولربيبتها إسرائيل هذا ما كشفته التهديدات التي أطلقها الكونغرس الاميركي مؤخرا التي أكد فيها عزمه على قطع المساعدات الاميركية عن السلطة الفلسطينية في حال تم تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح الذي تم توقيعه في القاهرة معتبرا «أي الكونغرس» أن هذا الاتفاق يشكل تهديداً على السلام وأمن الولايات المتحدة ومصالحها ومصالح حليفتها إسرائيل.‏

الموقف الاميركي المنحاز لإسرائيل لم يعد مستهجناً من أحد .. إنه الوجه القذر الملطخ بدماء ملايين الأبرياء .. أوليست الولايات المتحدة من يقدم 10 مليارات دولار سنوياً مساعدات اقتصادية وعسكرية لإسرائيل ؟ أو ليست من يمنح 80 مليون دولار سنوياً لتوطين المهاجرين اليهود؟ أوليست من استخدم حق النقض 42 مرة في مجلس الأمن لإجهاض قرارات أممية تدين اسرائيل ؟أوليست من أعاق الجهود العربية لوضع ترسانة اسرائيل النووية على اجندة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ؟ أوليست من زود إسرائيل باليورانيوم المنضب لقصف المدنيين والحصار؟ ألم يكن الأمن العالمي في الحسبان عندما ارتكبت السلطات الاسرائيلية اكثر من 350 مجزرة ضد الفلسطينيين العزل منذ عام 1948 وحتى الآن؟‏

إن المعايير الاميركية في تحديد المجرم والبريء ومن يستحق العقاب ومن يستحق العطاء .. وتخيير الفلسطينيين بين الموت على يد الاجرام الاسرائيلي والتشرذم وبين المصالحة والهلاك جوعاً .. تؤكد من جديد ان الشعارات الاميركية باتت مجرد مزاعم لا أساس لها.‏