"شبه مقاطعةٍ" ليبية في تونس
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
"شبه مقاطعةٍ" ليبية في تونس
وأنت تتجوّل في الشارع الرئيس بحي النصر، يخيّلُ إليك للحظات انك في شارع عمر المختار أو حي الأندلس بليبيا. فجأة أصبح حي النصر شبه مقاطعة ليبية حيث السيارات البيضاء ذات اللوحات المنجمية الليبية والتي تفوق عدديا السيارات التونسية حتى انه من مجموع 10 سيارات ليبية قد تعترضك واحدة تونسية.
هنا بالقرب من جامع السلام ومن مطاعم "دار الخال" و"الشامي" ومقهى "كوين" و"الأوبرا" والمقهى الأبيض وفي أغلب الإقامات كـ"إقامة السلطان" و"البرتقال" و"ريما"، نادرا ما تجد عائلة تونسية لأن أغلب السكان هجروها طوعا لفائدة الليبيين.
لقد دفعت الأزمة السياسية الليبيين إلى الإقامة بصفة مؤقتة أو دائمة في العديد من الأحياء التونسية على غرار حي النصر بحثا عن المرافق الحياتية الضرورية، وعن الأمن والأمان. وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن أعداد الليبيين في هذا الحيّ الكبير فاق في بعض الاحيان أعداد التونسيين موزعين على النصر1 والنصر 2.
يقول محمد الشرشاري ليبي مقيم بتونس " أغلب المهجّرين هربوا إلى تونس بحثا عن الأمن والأمان، بعضهم اختار إقامة مشاريع تجارية في أحياء راقية مثل "ضفاف البحيرة" و"سُكّرة" و"حي النصر" فيما اختار آخر ترتيب أوضاع عائلته والبحث عن عمل وترسيم أبنائه في مدارس تونسية الى حين انتهاء الأزمة."
"حي النصر" معروف بكثرة بناياته العمودية الراقية، وهي تلائم العائلات الليبية التي لا تحبّذ الإقامة في الفنادق، إما بسبب قرب المنطقة من مصحات العلاج، أو كثرة أفراد العائلة الواحدة وطول مدة الإقامة. لذلك فالليبيون يعرفون جيدا منطقة حي النصر ويحفظون أنهجها وشوارعها ومطاعمها ومقاهيها.هذه الحركة غير المسبوقة أدت إلى ظهور عشرات المطاعم الفاخرة والمحلات التجارية والمصحات الخاصة، لتصبح الخدمات على مقاس المهاجرين الجدد.
لقد أصبح حي النصر مجتمعا ليبيا مصغّرا بامتياز في تناغم كامل مع الجيران التونسيين القاطنين في الحي نفسه. وأصبحت الحركة المرورية في الحيّ كثيفة مزدحمة وخاصة الشارع السياحي بالمنطقة. أما المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم والتي كانت في السابق تغلق أبوابها في ساعات مبكرة من الليل فقد تحوّل نهار بعضها إلى ليل وليلها إلى نهار. الحرفاء الليبيون بدورهم تأقلموا مع بيئتهم الجديدة فصاروا يحبّذون الأكلات الشعبية التونسية ويأكلون "الكفتاجي" و"اللبلابي" كما أنهم أدمجوا أبناءهم في المدارس التونسية.
يقول ناصرأحد اللبيين المهجرين(رفض الكشف عن لقبه لدواعي أمنية ) " أعيش منذ سنة في هذا الحي، ولم أشعر يوما إني غريب، نحن وطنٌ واحد ولم أتعرض إلى أية مشاكل أو عراقيل الى درجة أن بعضهم يعتبروني تونسيا ".
رغم أنّ ظاهر هذا الحيّ يشي بحياة راقية، فإنّ باطنه مليء بالصعوبات العديدة التي تواجه بعض الوافدين.هؤلاء، يضطرون إلى الكراء بأسعار سياحية والعمل الموسمي أو الوقتي لسد حاجياتهم، مع أنّ بعضهم كان في السابق يعمل في مراكز مرموقة. كما اضطرتّ بعض النساء إلى العمل في مجال رعاية الأطفال مما اضطر الحكومة المؤقتة، حسب سفارة ليبيا بتونس، بصرف منحة قدرها 400 دولار لكل عائلة.
يقول ناصر " هناك العديد من العائلات الليبية المهجرة التي لا تستطيع توفير حاجياتها.... أسعار الإيجار مرتفعة جدا وتواصل الأزمة يزيد من تعقيد أوضاعهم، اضطررت إلى استئجار بيت بأسعار سياحية حوالي 1350 دولارا في الشهر ."
لكن تبقي علاقة التونسيين بالليبيين وطيدة إذ ينادونهم بالأشقاء نظرا إلى عامل القرب الجغرافي والاشتراك في الكثير من العادات كما أن العديد من العائلات التونسية الليبية وبحكم الجيرة والصداقة و"العشرة " الطيبة تصاهرت فصار الدم واحدا.
هنا بالقرب من جامع السلام ومن مطاعم "دار الخال" و"الشامي" ومقهى "كوين" و"الأوبرا" والمقهى الأبيض وفي أغلب الإقامات كـ"إقامة السلطان" و"البرتقال" و"ريما"، نادرا ما تجد عائلة تونسية لأن أغلب السكان هجروها طوعا لفائدة الليبيين.
لقد دفعت الأزمة السياسية الليبيين إلى الإقامة بصفة مؤقتة أو دائمة في العديد من الأحياء التونسية على غرار حي النصر بحثا عن المرافق الحياتية الضرورية، وعن الأمن والأمان. وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن أعداد الليبيين في هذا الحيّ الكبير فاق في بعض الاحيان أعداد التونسيين موزعين على النصر1 والنصر 2.
يقول محمد الشرشاري ليبي مقيم بتونس " أغلب المهجّرين هربوا إلى تونس بحثا عن الأمن والأمان، بعضهم اختار إقامة مشاريع تجارية في أحياء راقية مثل "ضفاف البحيرة" و"سُكّرة" و"حي النصر" فيما اختار آخر ترتيب أوضاع عائلته والبحث عن عمل وترسيم أبنائه في مدارس تونسية الى حين انتهاء الأزمة."
"حي النصر" معروف بكثرة بناياته العمودية الراقية، وهي تلائم العائلات الليبية التي لا تحبّذ الإقامة في الفنادق، إما بسبب قرب المنطقة من مصحات العلاج، أو كثرة أفراد العائلة الواحدة وطول مدة الإقامة. لذلك فالليبيون يعرفون جيدا منطقة حي النصر ويحفظون أنهجها وشوارعها ومطاعمها ومقاهيها.هذه الحركة غير المسبوقة أدت إلى ظهور عشرات المطاعم الفاخرة والمحلات التجارية والمصحات الخاصة، لتصبح الخدمات على مقاس المهاجرين الجدد.
لقد أصبح حي النصر مجتمعا ليبيا مصغّرا بامتياز في تناغم كامل مع الجيران التونسيين القاطنين في الحي نفسه. وأصبحت الحركة المرورية في الحيّ كثيفة مزدحمة وخاصة الشارع السياحي بالمنطقة. أما المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم والتي كانت في السابق تغلق أبوابها في ساعات مبكرة من الليل فقد تحوّل نهار بعضها إلى ليل وليلها إلى نهار. الحرفاء الليبيون بدورهم تأقلموا مع بيئتهم الجديدة فصاروا يحبّذون الأكلات الشعبية التونسية ويأكلون "الكفتاجي" و"اللبلابي" كما أنهم أدمجوا أبناءهم في المدارس التونسية.
يقول ناصرأحد اللبيين المهجرين(رفض الكشف عن لقبه لدواعي أمنية ) " أعيش منذ سنة في هذا الحي، ولم أشعر يوما إني غريب، نحن وطنٌ واحد ولم أتعرض إلى أية مشاكل أو عراقيل الى درجة أن بعضهم يعتبروني تونسيا ".
رغم أنّ ظاهر هذا الحيّ يشي بحياة راقية، فإنّ باطنه مليء بالصعوبات العديدة التي تواجه بعض الوافدين.هؤلاء، يضطرون إلى الكراء بأسعار سياحية والعمل الموسمي أو الوقتي لسد حاجياتهم، مع أنّ بعضهم كان في السابق يعمل في مراكز مرموقة. كما اضطرتّ بعض النساء إلى العمل في مجال رعاية الأطفال مما اضطر الحكومة المؤقتة، حسب سفارة ليبيا بتونس، بصرف منحة قدرها 400 دولار لكل عائلة.
يقول ناصر " هناك العديد من العائلات الليبية المهجرة التي لا تستطيع توفير حاجياتها.... أسعار الإيجار مرتفعة جدا وتواصل الأزمة يزيد من تعقيد أوضاعهم، اضطررت إلى استئجار بيت بأسعار سياحية حوالي 1350 دولارا في الشهر ."
لكن تبقي علاقة التونسيين بالليبيين وطيدة إذ ينادونهم بالأشقاء نظرا إلى عامل القرب الجغرافي والاشتراك في الكثير من العادات كما أن العديد من العائلات التونسية الليبية وبحكم الجيرة والصداقة و"العشرة " الطيبة تصاهرت فصار الدم واحدا.
ذا
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34777
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
رد: "شبه مقاطعةٍ" ليبية في تونس
الشعب الليبي والتونسي شعب واحد فرقت بينهم حدود أستعمارية فقط ... أغلب القبائل التونسية والقبائل الليبية تجمعهم صلة الدم ... امر قد يجهله الكثيرين لاكنه موجود بقوة ... القبائل العربة من فاتحين ومن الهجرة الهلالية ومن اخوتنا البربر كلهم تربطهم ببعضهم صلة الدم .. وموضوع التواصل والترحم ليس من فراغ .. ولا يعني ان حفنة من الخونة رسمو سياسة أو بالأحرى رسمت لهم ونفدوها تكون تعبير عن رغبة الشعب التونسي فطعاً ... التوانسة أخوتنا ولهم ولنا مواقف تاريخية بقت محفورة في ذاكرة التاريخ وهي مشرفة ولن يأتر أي عامل عابر بين أخوة الشعبين ... تونس وليبيا واحد
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
صامد ياباتي معمر-
- الجنس :
عدد المساهمات : 318
نقاط : 6972
تاريخ التسجيل : 06/12/2015
. :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي