الأطلسي بطة عرجاء
صفحة 1 من اصل 1
الأطلسي بطة عرجاء
بقلم قاسم عزالدين
أكاديمي وباحث، حائز على دبلوم في الدراسات الأنتروبولوجية المعمّقة من جامعة السوربون في باريس، وشهادة من معهد الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية في باريس. يكتب في العديد من الصحف والدوريات في الشؤون الدولية واستراتيجيات البدائل.
**********************************************************أكاديمي وباحث، حائز على دبلوم في الدراسات الأنتروبولوجية المعمّقة من جامعة السوربون في باريس، وشهادة من معهد الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية في باريس. يكتب في العديد من الصحف والدوريات في الشؤون الدولية واستراتيجيات البدائل.
يتخذ الأطلسي من الإرهاب أساساً مؤسساً في استراتيجية واشنطن نحو تفتيت النسيج الاجتماعي واهتراء العمران. وفي هذا السياق تضعه واشنطن موضع ردّ الفعل الطبيعي على اضطهاد في صراع الطوائف والأعراق الداخلية.
المتغيّر الذي أشار إليه كلّ من جون كيري ولوران فابيوس بشأن مشاركة الجماعات "المعتدلة" مع الجيش السوري في مواجهة "داعش"، يتضمّن ترحيل عقدة الأطلسي في مصير الرئيس السوري إلى أبعد الأجلين. لكن هذا المتغيّر سببه قلّة القدرات وليس خياراً في رسم السياسات، فهو متحرّك باتجاه أو آخر بحسب نجاح أو فشل محاولات إنشاء قوات برّية حليفة من "الخونه والعملاء من اسمو نفسهم بالمعارضين .المعتدلة". فواشنطن تثير عقدة الرئاسة في معرض الإشارة إلى معضلة فشل الاعتماد على قوات برّية حليفة.
الثابت في استراتيجية واشنطن ــ الأطلسي يتمحور حول مسعى إلغاء دور الدولة في كل مكان، لمصلحة منظومة الغابة الكونية في حرية السوق والفوضى السياسية والاجتماعية. المدخل لهذا الأمر في المنطقة العربية ولاسيما سوريا، يفتح أبواب حروب بالوكالة في الصراع على السلطة بين ما تسميه الإيديولوجية النيوليبرالية "مكوّنات" طائفية ــ اثنية ــ عرقية. هو صراع لا قعر له ولا قرار حتى تدمير الحضارة والعمران الذي يتيح النهب بذريعة "إعادة العمران"، كما يتيح ازدهار وضع اليد على الثروات العامة ومصير البلدان. في هذا السبيل يتخذ الأطلسي من الإرهاب أساساً مؤسساً في استراتيجية واشنطن نحو تفتيت النسيج الاجتماعي واهتراء العمران.
وفي هذا السياق تضعه واشنطن موضع ردّ الفعل الطبيعي على اضطهاد في صراع الطوائف والأعراق الداخلية. وبات الشطط الطوائفي يأخذ مثقفو تحالف واشنطن إلى الظن أن إيران تحتل أربع عواصم عربية بينما يتربع الأطلسي على ربوع العرب. فالأطلسي في مكافحته الإرهاب يسعى إلى تهذيب الجزء الناتىء الأكثر توحشاً في"داعش" وحده، ولا يقوم بحرب التهذيب والتحجيم بنفسه خشية ما يراه مفكرو الإدارات الأطلسية "طريق الحروب الصليبية"، انما يعوّل الأطلسي على مساعدة قوى من طينة "داعش" وجنسه الإيديولوجي والسياسي والطائفي، أملاً في استدامة الاحتراب الداخلي الذي يوفّر لقرد ابن المقفع ميزان توزيع الجبن في التهام معظمها.
في هذا الإطار سعت استراتيجية أوباما لتحجيم "داعش" على مدى عقد أو أكثر، بالتناغم مع حلفائه الإقليميين المتوترة نزعاتهم العرقية والطائفية في الاحتراب الداخلي. لكن إمساك موسكو بزمام الأمور في سوريا دفع واشنطن إلى السعي لما وصفه أوباما "بخنق داعش"، والحفاظ على استراتيجية واشنطن ــ الاطلسي لإلغاء دور الدولة في سوريا (والمنطقة). ويأمل التحالف النجاح في الاعتماد على قوات برّية "معتدلة" يسميها قوات "سورية ــ عربية" لتمييزها عن القوات السورية الكردية. ولا شك أن واشنطن تراهن على جماعات النصرة وأحرار الشام وجيش الفتح وجيش الاسلام، وعلى العشائر الموالية والبيشمركة في العراق، يحدوها رهان على طرد "داعش" بين أعزاز والأنبار بدعم من التحالف وتحت إدارة ومراقبة واشنطن.
في هذا الصدد يأمل الأطلسي ــ واشنطن ما يسميه "وقف إطلاق النار" للحفاظ على مواقع جماعاته المسلّحة في الدواخل السورية في مواجهة الجيش، ووضع الجماعات محل "داعش" لمحاصرة السلطة المركزية في بغداد ودمشق بإقليم و"مكوّنات" تذهب بدور الدولة في البلدين أيدي سبأ.
أنقرة العائدة من المولد السوري بلا حمّص الحديقة الخلفية، تيمّمم وجهها شطر الأطلسي والاتحاد الأوروبي عوداً على بدء. وفي أغلب الظن أنها افتعلت اسقاط الطائرة اعترافاً بفشل رهانات أردوغان الإقليمية والتعويل على الاحتماء بالأطلسي الذي يضمن لأردوغان شعبية بطل قومي أتاتوركي، بانتظار ارتدادت الأزمة السورية والمسألة الكردية. لكن السعودية لا تستحوذ امتياز راحة البال التركي في حرّية التراجع الآمن، بل على العكس يُفضي تراجعها إلى انفجار "الدواعش" وتهديد الرياض.
في خضم التناقضات يتخبط الأطلسي بين التصعيد من دون أفق وبين التهدئة من دون إشباع الغليل في سلّة الحصاد. لكن هذا التخبّط هو عجز في إنائه ينضح. فاستدارته الشرقية في اتجاه المحيط الهادىء لم تترك له في الشرق الأوسط أكثر من طموح "إدارة النزاعات". وعلى بساط أحمدي يصعد التحالف الروسي ــ الإيراني في اتجاه استراتيجي، مدخله تفكيك آليات الهمجية الأم المولّدة للهمجيات الصغرى في أحشائها. فأجنحة الأطلسي تنكسر في سوريا بعد العراق على مرأى من طيور في المنطقة تطير.
الثابت في استراتيجية واشنطن ــ الأطلسي يتمحور حول مسعى إلغاء دور الدولة في كل مكان، لمصلحة منظومة الغابة الكونية في حرية السوق والفوضى السياسية والاجتماعية. المدخل لهذا الأمر في المنطقة العربية ولاسيما سوريا، يفتح أبواب حروب بالوكالة في الصراع على السلطة بين ما تسميه الإيديولوجية النيوليبرالية "مكوّنات" طائفية ــ اثنية ــ عرقية. هو صراع لا قعر له ولا قرار حتى تدمير الحضارة والعمران الذي يتيح النهب بذريعة "إعادة العمران"، كما يتيح ازدهار وضع اليد على الثروات العامة ومصير البلدان. في هذا السبيل يتخذ الأطلسي من الإرهاب أساساً مؤسساً في استراتيجية واشنطن نحو تفتيت النسيج الاجتماعي واهتراء العمران.
وفي هذا السياق تضعه واشنطن موضع ردّ الفعل الطبيعي على اضطهاد في صراع الطوائف والأعراق الداخلية. وبات الشطط الطوائفي يأخذ مثقفو تحالف واشنطن إلى الظن أن إيران تحتل أربع عواصم عربية بينما يتربع الأطلسي على ربوع العرب. فالأطلسي في مكافحته الإرهاب يسعى إلى تهذيب الجزء الناتىء الأكثر توحشاً في"داعش" وحده، ولا يقوم بحرب التهذيب والتحجيم بنفسه خشية ما يراه مفكرو الإدارات الأطلسية "طريق الحروب الصليبية"، انما يعوّل الأطلسي على مساعدة قوى من طينة "داعش" وجنسه الإيديولوجي والسياسي والطائفي، أملاً في استدامة الاحتراب الداخلي الذي يوفّر لقرد ابن المقفع ميزان توزيع الجبن في التهام معظمها.
في هذا الإطار سعت استراتيجية أوباما لتحجيم "داعش" على مدى عقد أو أكثر، بالتناغم مع حلفائه الإقليميين المتوترة نزعاتهم العرقية والطائفية في الاحتراب الداخلي. لكن إمساك موسكو بزمام الأمور في سوريا دفع واشنطن إلى السعي لما وصفه أوباما "بخنق داعش"، والحفاظ على استراتيجية واشنطن ــ الاطلسي لإلغاء دور الدولة في سوريا (والمنطقة). ويأمل التحالف النجاح في الاعتماد على قوات برّية "معتدلة" يسميها قوات "سورية ــ عربية" لتمييزها عن القوات السورية الكردية. ولا شك أن واشنطن تراهن على جماعات النصرة وأحرار الشام وجيش الفتح وجيش الاسلام، وعلى العشائر الموالية والبيشمركة في العراق، يحدوها رهان على طرد "داعش" بين أعزاز والأنبار بدعم من التحالف وتحت إدارة ومراقبة واشنطن.
في هذا الصدد يأمل الأطلسي ــ واشنطن ما يسميه "وقف إطلاق النار" للحفاظ على مواقع جماعاته المسلّحة في الدواخل السورية في مواجهة الجيش، ووضع الجماعات محل "داعش" لمحاصرة السلطة المركزية في بغداد ودمشق بإقليم و"مكوّنات" تذهب بدور الدولة في البلدين أيدي سبأ.
أنقرة العائدة من المولد السوري بلا حمّص الحديقة الخلفية، تيمّمم وجهها شطر الأطلسي والاتحاد الأوروبي عوداً على بدء. وفي أغلب الظن أنها افتعلت اسقاط الطائرة اعترافاً بفشل رهانات أردوغان الإقليمية والتعويل على الاحتماء بالأطلسي الذي يضمن لأردوغان شعبية بطل قومي أتاتوركي، بانتظار ارتدادت الأزمة السورية والمسألة الكردية. لكن السعودية لا تستحوذ امتياز راحة البال التركي في حرّية التراجع الآمن، بل على العكس يُفضي تراجعها إلى انفجار "الدواعش" وتهديد الرياض.
في خضم التناقضات يتخبط الأطلسي بين التصعيد من دون أفق وبين التهدئة من دون إشباع الغليل في سلّة الحصاد. لكن هذا التخبّط هو عجز في إنائه ينضح. فاستدارته الشرقية في اتجاه المحيط الهادىء لم تترك له في الشرق الأوسط أكثر من طموح "إدارة النزاعات". وعلى بساط أحمدي يصعد التحالف الروسي ــ الإيراني في اتجاه استراتيجي، مدخله تفكيك آليات الهمجية الأم المولّدة للهمجيات الصغرى في أحشائها. فأجنحة الأطلسي تنكسر في سوريا بعد العراق على مرأى من طيور في المنطقة تطير.
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34777
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي