الجشع‬ هي سمة من سمات فبراير النتنة

فـما أن خاف اطراف الصراع الليبي على مراكزهم .. من مؤتمر اخواني في طرابلس الى برلمان حيواني في طبرق ... حتى أحسوا أنه يجب عليهم أن يسارعوا فورا بالوصول إلى أي حل يحمي مصالحهم ويجعل امتصاهم لأموال الليبيين مستمرا ..
اتجهوا الى تونس وتظاهروا بالوصول الى حل يفضي الى مجلس صوري .. لا يملك من أمره شيئا .. ومجلسين تشريعيين للحكم في ظاهرة هي الاولى من نوعها في العالم .. واعتقدوا ان الغرب تهمه مصالح الليبيين فعلا وسيوافقنهم على ما يريدون .
غير أن الغرب .. ظل وفيا لعاداته في فرض الديمقراطية التي يراها مناسبة للدول التي وضعت رقبته تحت قبضته .. فرد عليهم بأنه لا حكومة الا التي وضعها ليون .. وليس لكن أن تلعبوا كما تشاؤون .
لم نر أيا من الاطراف يستنكر ما قاله المجتمع الدولي حيال ما يريدون .. فلم تعد لهم كرامة تجهلهم يشعرون بالاهانة .. ولا ارادة للرد بكلمة لا .. ما يهمهم هو جشعهم المتواصل ومصالحهم التي يخافون عليها فقط ..
بالأمس أصبحوا يلهثون وراء بعضهم البعض في تونس كي يوافقوا على حكومة ليون المعدلة من كوبلر .. وكل طرف يريد ان يكون السباق للتوقيع عليها كي يضمن مصالحه اولا ..
كل هذا يحدث .. والشعب الليبي المغلوب على امره يتفرج عليهم ولا يملك من امره شيئا .. وكيف له ان يكون له دور وهو المنقسم على نفسه بين طرف جابه الناتو واحلافه حتى انهكت قواته الحرب .. وطرف يرى في ما يحدث اليوم استمرارا لنكبته .. وطرف يضرب راسه ندما على ما اقترفت يداه ..
ولا تريد فبراير الا ان تستمر في عبثها وجشعها المستمرين منذ 2011 .. وسيستمر مع هذا عقاب اللهم لهم .. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.