كيف سيكون التدخل العسكرى المقبل ..؟

قضية التدخل العسكرى الأجنبى القادم فى ليبيا أصبحت مسألة محسومة مرتبطة فقط بمسألة الوقت بعدما إتفق الساسة الكبار على وضع الخطوط العريضة لهكذا تدخل ليبقى أمر التنفيد بيد العسكر .
حلف النيتو لذيه تجربة عسكرية ناجحة فى ليبيا و قد يتم إستدعاء نفس الفرق العسكرية التى نفدت عدوانها الأولى مع نفس القادة و الجنرالات و فى غياب أي مقاومة شعبية على الأرض فإن الخطة العسكرية قد تم برمجتها على أساس الشعار المرفوع " مكافحة الإرهاب ".
السؤال المطروح اليوم هو : كيف سيتدخلون عسكريا فى ليبيا ..؟
و هل سيعتمدون على العناصر الليبية ..؟
و متى تكون ساعة الصفر ..؟
فرقة الإستطلاع الأمريكية التى أرسلوها مؤخرا إلى الغرب الليبى بينت حجم التخبط الذى يعيشه اليوم القادة العسكريين الغربيين المعنيين بهذا التدخل حيث كان عليهم ألا يظهروا فى الصورة الإعلامية ولكن جاءت الرياح بما لا يشتهى الربّان الأمريكى .
هذا يعنى أنهم سيعدلون من الخطة حتى تتقاطع مع تلكم الخطة التى يعتمدونها فى العراق أي إعتماد الضربات الجوية و إنزال عسكرى مباغث على الأرض لإلقاء القبض على الرؤوس التى زرعوها فى ليبيا أو التى خرجت عن السيطرة.
و بعدها سيتم إدخال البلد فى نفق مظلم آخر أعمق من هذا النفق المظلم لأن مخطط الشرق الأوسط الجديد و مخطط الفوضى الخلاقة مايزال فى بدايته فى ليبيا .
داعش و القاعدة ستكون بمثابة حصان طروادة الذى يدخلون من فوقه إلى ليبيا ، جماعة مصراتة ستكون بمثابة ذاك الحمار الوحشى الذى يعتقد أن بتموجات تخطيطاته السوداء و البيضاء سينجوا من الملاحقة ، جماعة الزنتان خارج اللعبة ، قوات حفتر " يا فرحة ما تمتش ".
أما اللاعب الكبير فى هذه المسرحية ستكون حتما إيطاليا و كأنها تحِن لأيام الشهيد "عمر المختار ".
ليبقى الشاهد الأكبر على هذه المسرحية هو الشعب الليبى الذى يتعامل بسلبية مع أبطال المسرحية و يتجاهل عن وعي هذه المرة دور الكومبارس الليبى .
المؤسف حقا أنه بعد مرور أربعة سنوات من نكبة فبراير نبقى ندفع ثمن المخطط الأول و كأن شهداء عدوان النيتو يعودون هذا الأسبوع .