هل هناك ما بعد زليتن !؟

رحم الله شهداء زليتن .. لو أن الحادث وقع فى مدينة أوروبية لما توقفت وسائل الإعلام عن الكلام ، و لكن لأن الدم الليبى صار دمٌ " رخيصا " منذ عدوان النيتو مروا عليه مرور الكرام .
لماذا مدينة زليتن ..؟
لأن هذه المدينة كانت أول المدن الليبية التى تم إستهداف زواياها من قبل " أصحاب اللحى المقملة " دون أن يتدخل أحد لصدهم و مثل هذه المدن تكون عادة سهلة الإختراق .
و كما كان متوقعا هاهو مسلسل التفجيرات الإنتحارية و السيارات المفخخة قد بدأ يحصد فى ضحاياه حيث لم تكن مدينة زليتن أول المدن المستهدفة فقد سبقتها عدد من التفجيرات التى لم يكن عدد ضحاياها مرتفعا ، و ماهو مؤكد اليوم أن هذا التفجير لن يكون الأخير وسط الفوضى الأمنية التى تعيشها ليبيا و بالتالى فعدد الضحايا يبقى مفتوحا .
نكبة فبراير بدأت بتفجير إنتحارى فى ثكنة بنغازى و لن تنتهى هذه النكبة إلا بتفجيرات إنتحارية أخرى تلعب فيها الدوائر الإستخباراتية و العناصر الإرهابية الدور الأكبر .
كما حصل سابقا فى دول عانت و تعانى من الإرهاب لحد اليوم ، البداية تكون بالتشدد و التكفير ثم بعدها يتم إستهداف الأفراد و فى المرحلة الأخيرة تُستهدف العامة من الناس .
هي نفس المراحل المتعاقبة التى شاهدناها فى العراق بعد التدخل العسكرى تحدث اليوم فى ليبيا فالتشابه صار واضحا .
تنظيم داعش إستوطن مدينة سرت لغاية فى نفس يعقوب و بدأ يكّوِن فى خلاياه الإنتحارية مند مذة تحت مسمع و مشهد من الإستخبارات الأجنبية و الآن حان وقت العمل .
الإنتحاريين من صغار السن و المدمنين و الذين تعرضوا لغسيل الدماغ جاهزون لتنفيد المهام القدرة الموكلة إليهم .
و مادام هناك منفدين فهناك معدين ، و الإعداد غالبا ما يكون خارج مجال التغطية فى الدول التى تشهد إضطرابات أمنية و ستتعاقب عملية تصدير الإنتحاريين ما لم تتخد إجراءات صارمة فى المراقبة و المتابعة و أخد الحيطة و الحدر .
و السؤال المطروح اليوم هو : من هي المدينة التالية.. ؟
منطقيا داعش يريد أن يخلق لنفسه اليوم من خلال هذا الإستعراض أكبر دعاية إعلامية ممكنة ولن تكون هذه الدعاية إلا من خلال العاصمة الليبية - لا قدر الله - و إذا فشل فى إختراقها سيحاول فى مدن أخرى مجاورة .
مدن للأسف غالبيتها تقع فى الغرب الليبى لحاجة فى نفس منفديها بحكم أن هذه الأخيرة بقيت صامدة لأخر المراحل من عدوان النيتو .
و كلما كان الخلاف واضحا داخل هذه المدن كلما زادت إحتمالات الإختراق و الإستهداف .
هل مدينة مصراتة على قائمة الإستهداف ..؟
صعب جدا إستهدافها لأنه وقع إتفاق ضمنى بين الدواعش و المزاريط أن يمسك كل واحد منطقته ، كما أن هذه المدينة تحظى برعاية إستخبارتية .
ليبقى الشعب الليبى يدفع ثمن نكبة فبراير .

 
تحياتي لكي ايتها االمناضلة