ثلاثة اسباب تعجل بالطلاق السعودي الامريكي
صفحة 1 من اصل 1
ثلاثة اسباب تعجل بالطلاق السعودي الامريكي
النفط" و"داعش" وإيران تهدد بالطلاق السّعودي- الأميركي
يبدو أن ثلاثة عوامل أساسية هي التي ستدفع نحو الطلاق بين الولايات المتحدة وحليفتها التاريخية الخليجية، كما يبدو من التطورات السياسية والاقتصادية المتلاحقة.
ورداً على ما بدأ يتكشّف من فوضى، تساءلت صحيفة "وول ستريت جورنال": "من ضيّع السّعوديين؟"، مبدية في ذلك سخطها، لأنّ غياب الدّعم من جانب الولايات المتحدة قد يؤدّي إلى الإطاحة بالنّظام السّعودي. وهو تساؤل استفزازي يذكّر في الانتقادات التي وجه فيها التّساؤل "من ضيع الصّين؟"، للرئيس هاري ترومان بعد استيلاء الشّيوعيين على السّلطة في الصّين في العام 1949.
يجب على المسؤولين عن رسم السّياسات الأميركية، أن يوجّهوا لأنفسهم السّؤال التّالي: هل حان الوقت كي تتخلى الولايات المتحدة عن السّعودية؟
والدّواعي الأخلاقية التي تجعل الولايات المتّحدة تتساءل عن علاقتها الوثيقة مع السّعودية جليّة. فالسّعودية يحكمها آل سعود في مملكة سلطويّة لا تتساهل مع المعارضة، كما أنّ هذا البلد يحتل على الدّوام مرتّبة "أسوأ الأسوأ" بين الدّول في المسح السّنوي للحقوق السّياسية والمدنية الذي تنشره مؤسّسة "فريدم هاوس".
تتّبع السّعودية المذهب الوهابي، الذي يتّصف بالغلو والتشدّد في الإسلام، وقد أوضحت دراسة أجراها موقع "ميدل ايست آي" الإخباري في العام 2015، أنّ السّعودية وتنظيم "داعش"، يفرضان عقوبات شبه متطابقة مثل بتر الأيدي والرّجم في الحجارة لجرائم متماثلة.
وتشتهر الحكومة أيضاً، في الإعدامات العلنيّة بعد محاكمات تندّد بها "منظمة العفو الدّولية"، وتصفها بأنّها "مجحفة إجمالاً".
وفي ضوء التّباين في قيم الدّولتين، يعتمد التّحالف الأميركي السّعودي اعتماداً كاملاً تقريباً على مصالح متداخلة تتعلّق في الاقتصاد والأمن الوطني.
ولفترة طويلة، اعتمدت الولايات المتّحدة على السّعودية،
- كمورد للنّفط
- ومنارة صامدة في وجه الشّيوعيّة،
- ومشتر لكميّات ضخمة من السّلاح الأميركي.
وفي الوقت نفسه، يعتمد السّعوديون على الولايات المتّحدة في حماية أمنهم.
ورغم هذه العلاقات القديمة، فإنّ السّعودية تلحق الضّرر الآن، بالمصالح الوطنية الأميركية بقدر ما تفيدها.
اولا : تختلف السّعودية والولايات المتّحدة على السّياسة الأميركية تجاه إيران. وترى السّعودية نفسها طرفاً في صراع طائفي وجيوسياسي، مع إيران من أجل الهيمنة على الشّرق الأوسط.
وتخشى الرّياض، أن يؤدي الاتفاق الذي رفع العقوبات المفروضة عن إيران، مقابل قيام طهران في تقليص بنيتها التّحتية النّووية إلى تمكين الجمهورية الفارسية من اتباع سياسة خارجيّة أكثر تأكيداً للذات في المنطقة.
كذلك تخشى الرّياض، أن تتخلىّ واشنطن عنها، وأن يكون الاتفاق النّووي مجرد الخطوة الأولى في عملية قد تؤدي إلى إبدالها بإيران في مركز الحليف الرّئيسي للولايات المتحدة في الخليج العربي.
وعلى النّقيض، يصف الرّئيس الأميركي باراك أوباما، الاتّفاق النّووي مع إيران، بأنّه "اتفاق جيد جداً"، ويقول إنه "يحقق واحداً من أهم أهدافنا الأمنيّة".
ومع استمرار هذا الاستكشاف المتبادل بين الولايات المتحدة وإيران، يمكننا أن نتوقّع تنامي التّوترات بين واشنطن والرّياض.
أعدمت السّعودية النمر، تعتقد إدارة أوباما أن التّوترات السّعودية الإيرانيّة قد "تنسف" أهداف واشنطن في سوريا.
ثانيا: وبفضل طفرة النّفط الصّخري في الولايات المتّحدة، انخفض الاعتماد الأميركي على النّفط السّعودي انخفاضاً كبيراً. ويوضح تقرير من "سيتي بنك"، أنّ الولايات المتّحدة قد تنتج محلياً من النّفط في حلول العام 2020، ما قد يجعلها مصدراً صافياً، الأمر الذي يحرّرها في الكامل من أي اعتماد على الواردات من الخليج العربي.
ومع تقليل الواردات الأميركية، يتعيّن على السّعوديين البحث عن أسواق أخرى مثل الصّين. ومن سوء حظ الرّياض، أن الصينيين لا يتنازلون شبراً عندما تكون لهم اليد العليا في المفاوضات، وهو ما يمكن للرّوس أن يشهدوا به.
ويدرك السّعوديون، عواقب تقليل اعتماد الولايات المتّحدة على النّفط المستورد. وللحفاظ على حصّتهم من السّوق شنّ السّعوديون هجوماً على منتجي النّفط الصّخري الأميركي على أمل تعطيلهم عن العمل، وذلك عبر إغراق السّوق بالنّفط السّعودي.
ويأمل السّعوديون، أن يدفع ذلك أسعار النّفط للتحسن، لكن جانباً كبيراً من صناعة النّفط الصّخري الأميركيّة قد يواجه الإفلاس في غضون ذلك.
وثالثا : وأهم من كل ما سبق، على الولايات المتّحدة أن تقبل كون السّعودية مساهماً رئيسياً في التّطرف على مستوى العالم. ويفهم المسؤولون عن رسم السّياسات في واشنطن ذلك بكل وضوح.
ففي برقية مسّربة نشرها موقع "ويكيليكس"، قالت وزيرة الخارجية الأميركية السّابقة هيلاري كلينتون، المرشحة الآن لخوض سباق انتخابات الرّئاسة إنّ "المتبرّعين في السّعودية يشكّلون أبرز مصدر لتمويل الجماعات الإرهابيّة على مستوى العالم".
وفي خطاب ألقاه نائب الرّئيس الأميركي في جامعة "هارفرد" جوزيف بايدن في العام 2014، قال إنّ السّعودية ودولاً أخرى، تسهم في صعود نجم تنظيم "داعش"، وأضاف أنّ "سياسات هؤلاء الحلفاء، تنتهي إلى المساعدة في تسليح وتدعيم حلفاء القاعدة وداعش الإرهابية في نهاية الأمر".
وفي توبيخ غير معتاد، في شهر 12 الماضي، اتّهم نائب المستشارة الألمانية زيغمار غابرييل، السّعوديين في تمويل الإرهاب في الغرب.
وقال غابرييل إنّ "السّعودية تموّل المساجد الوهابيّة في جميع أنحاء العالم. وكثير من الإسلامييّن الذين يمثّلون خطراً على السّلامة العامة، يأتون من هذه الطوائف في ألمانيا. وعلينا أن نوضح للسّعوديين أن وقت تجاهل الأمر قد انتهى".
ورداً على ما بدأ يتكشّف من فوضى، تساءلت صحيفة "وول ستريت جورنال": "من ضيّع السّعوديين؟"، مبدية في ذلك سخطها، لأنّ غياب الدّعم من جانب الولايات المتحدة قد يؤدّي إلى الإطاحة بالنّظام السّعودي. وهو تساؤل استفزازي يذكّر في الانتقادات التي وجه فيها التّساؤل "من ضيع الصّين؟"، للرئيس هاري ترومان بعد استيلاء الشّيوعيين على السّلطة في الصّين في العام 1949.
يجب على المسؤولين عن رسم السّياسات الأميركية، أن يوجّهوا لأنفسهم السّؤال التّالي: هل حان الوقت كي تتخلى الولايات المتحدة عن السّعودية؟
والدّواعي الأخلاقية التي تجعل الولايات المتّحدة تتساءل عن علاقتها الوثيقة مع السّعودية جليّة. فالسّعودية يحكمها آل سعود في مملكة سلطويّة لا تتساهل مع المعارضة، كما أنّ هذا البلد يحتل على الدّوام مرتّبة "أسوأ الأسوأ" بين الدّول في المسح السّنوي للحقوق السّياسية والمدنية الذي تنشره مؤسّسة "فريدم هاوس".
تتّبع السّعودية المذهب الوهابي، الذي يتّصف بالغلو والتشدّد في الإسلام، وقد أوضحت دراسة أجراها موقع "ميدل ايست آي" الإخباري في العام 2015، أنّ السّعودية وتنظيم "داعش"، يفرضان عقوبات شبه متطابقة مثل بتر الأيدي والرّجم في الحجارة لجرائم متماثلة.
وتشتهر الحكومة أيضاً، في الإعدامات العلنيّة بعد محاكمات تندّد بها "منظمة العفو الدّولية"، وتصفها بأنّها "مجحفة إجمالاً".
وفي ضوء التّباين في قيم الدّولتين، يعتمد التّحالف الأميركي السّعودي اعتماداً كاملاً تقريباً على مصالح متداخلة تتعلّق في الاقتصاد والأمن الوطني.
ولفترة طويلة، اعتمدت الولايات المتّحدة على السّعودية،
- كمورد للنّفط
- ومنارة صامدة في وجه الشّيوعيّة،
- ومشتر لكميّات ضخمة من السّلاح الأميركي.
وفي الوقت نفسه، يعتمد السّعوديون على الولايات المتّحدة في حماية أمنهم.
ورغم هذه العلاقات القديمة، فإنّ السّعودية تلحق الضّرر الآن، بالمصالح الوطنية الأميركية بقدر ما تفيدها.
اولا : تختلف السّعودية والولايات المتّحدة على السّياسة الأميركية تجاه إيران. وترى السّعودية نفسها طرفاً في صراع طائفي وجيوسياسي، مع إيران من أجل الهيمنة على الشّرق الأوسط.
وتخشى الرّياض، أن يؤدي الاتفاق الذي رفع العقوبات المفروضة عن إيران، مقابل قيام طهران في تقليص بنيتها التّحتية النّووية إلى تمكين الجمهورية الفارسية من اتباع سياسة خارجيّة أكثر تأكيداً للذات في المنطقة.
كذلك تخشى الرّياض، أن تتخلىّ واشنطن عنها، وأن يكون الاتفاق النّووي مجرد الخطوة الأولى في عملية قد تؤدي إلى إبدالها بإيران في مركز الحليف الرّئيسي للولايات المتحدة في الخليج العربي.
وعلى النّقيض، يصف الرّئيس الأميركي باراك أوباما، الاتّفاق النّووي مع إيران، بأنّه "اتفاق جيد جداً"، ويقول إنه "يحقق واحداً من أهم أهدافنا الأمنيّة".
ومع استمرار هذا الاستكشاف المتبادل بين الولايات المتحدة وإيران، يمكننا أن نتوقّع تنامي التّوترات بين واشنطن والرّياض.
أعدمت السّعودية النمر، تعتقد إدارة أوباما أن التّوترات السّعودية الإيرانيّة قد "تنسف" أهداف واشنطن في سوريا.
ثانيا: وبفضل طفرة النّفط الصّخري في الولايات المتّحدة، انخفض الاعتماد الأميركي على النّفط السّعودي انخفاضاً كبيراً. ويوضح تقرير من "سيتي بنك"، أنّ الولايات المتّحدة قد تنتج محلياً من النّفط في حلول العام 2020، ما قد يجعلها مصدراً صافياً، الأمر الذي يحرّرها في الكامل من أي اعتماد على الواردات من الخليج العربي.
ومع تقليل الواردات الأميركية، يتعيّن على السّعوديين البحث عن أسواق أخرى مثل الصّين. ومن سوء حظ الرّياض، أن الصينيين لا يتنازلون شبراً عندما تكون لهم اليد العليا في المفاوضات، وهو ما يمكن للرّوس أن يشهدوا به.
ويدرك السّعوديون، عواقب تقليل اعتماد الولايات المتّحدة على النّفط المستورد. وللحفاظ على حصّتهم من السّوق شنّ السّعوديون هجوماً على منتجي النّفط الصّخري الأميركي على أمل تعطيلهم عن العمل، وذلك عبر إغراق السّوق بالنّفط السّعودي.
ويأمل السّعوديون، أن يدفع ذلك أسعار النّفط للتحسن، لكن جانباً كبيراً من صناعة النّفط الصّخري الأميركيّة قد يواجه الإفلاس في غضون ذلك.
وثالثا : وأهم من كل ما سبق، على الولايات المتّحدة أن تقبل كون السّعودية مساهماً رئيسياً في التّطرف على مستوى العالم. ويفهم المسؤولون عن رسم السّياسات في واشنطن ذلك بكل وضوح.
ففي برقية مسّربة نشرها موقع "ويكيليكس"، قالت وزيرة الخارجية الأميركية السّابقة هيلاري كلينتون، المرشحة الآن لخوض سباق انتخابات الرّئاسة إنّ "المتبرّعين في السّعودية يشكّلون أبرز مصدر لتمويل الجماعات الإرهابيّة على مستوى العالم".
وفي خطاب ألقاه نائب الرّئيس الأميركي في جامعة "هارفرد" جوزيف بايدن في العام 2014، قال إنّ السّعودية ودولاً أخرى، تسهم في صعود نجم تنظيم "داعش"، وأضاف أنّ "سياسات هؤلاء الحلفاء، تنتهي إلى المساعدة في تسليح وتدعيم حلفاء القاعدة وداعش الإرهابية في نهاية الأمر".
وفي توبيخ غير معتاد، في شهر 12 الماضي، اتّهم نائب المستشارة الألمانية زيغمار غابرييل، السّعوديين في تمويل الإرهاب في الغرب.
وقال غابرييل إنّ "السّعودية تموّل المساجد الوهابيّة في جميع أنحاء العالم. وكثير من الإسلامييّن الذين يمثّلون خطراً على السّلامة العامة، يأتون من هذه الطوائف في ألمانيا. وعلينا أن نوضح للسّعوديين أن وقت تجاهل الأمر قد انتهى".
د.محمد جبريل-
- الجنس :
عدد المساهمات : 872
نقاط : 9007
تاريخ التسجيل : 25/12/2014
. :
. :
مواضيع مماثلة
» نهاية مملكة أل سعود عنوان اللقاء السعودي الامريكي وسط المتغيرات
» عبد الباري عطوان:ثلاثة خطابات تعكس قلق العاهل السعودي من خطر “الدولة الاسلامية” والجماعات المتشددة وتنتقد “كسل” العلماء فما هي الاسباب ولماذا نختلف مع “آل الشيخ” مفتي السعودية
» المحلل السياسي السعودي /سلمان الأنصاري لـCNN: السعودية لن تتسامح مع تيار الإخوان السعودي أبدا!
» أعلن وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس يوم الخميس ان الجيش الامريكي أنفق نحو 750 مليون دولار حتى الان على العمليات
» اسباب الحرب على ليبيا
» عبد الباري عطوان:ثلاثة خطابات تعكس قلق العاهل السعودي من خطر “الدولة الاسلامية” والجماعات المتشددة وتنتقد “كسل” العلماء فما هي الاسباب ولماذا نختلف مع “آل الشيخ” مفتي السعودية
» المحلل السياسي السعودي /سلمان الأنصاري لـCNN: السعودية لن تتسامح مع تيار الإخوان السعودي أبدا!
» أعلن وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس يوم الخميس ان الجيش الامريكي أنفق نحو 750 مليون دولار حتى الان على العمليات
» اسباب الحرب على ليبيا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 24 نوفمبر - 16:39 من طرف علي عبد الله البسامي
» نكبة بلد المشاعر
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى فرسان اليمن
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي