داعش تتمدد وطرابلس مهددة

مئات الدواعش في وادي الربيع ومشروع الهضبة ومعسكرات تاجوراء.
مئات من انصار الشريعة فروا من بنغازي هم الآن في طرابلس.
طائرات مابين سرت ومعيتيقة خلال اليومين الماضيين.
ماهي اسباب اعتقال اعضاء من المجلس البلدي عين زارة القريب من المزارع التي بها العشرات من الدواعش وماذا كان يملك من معلومات؟
قبل يومين شوهد وسام بن احميد في معسكر الهندسة تاجوراء اللي بعد البيفي فماذا كان يفعل؟
قبل شهر شوهد زياد بلعم في صبراتة.
دواعش اجدابيا وصلوا الآن الى طرابلس واستقبلهم فرج بوجفول الزوي.
حتى نفهم المشروع الامريكي في ليبيا وعلاقته بالدواعش علينا ان نعرف ماذا كان يفعل حسين الدوادي في تونس قبل اشهر.
حسين الدوادي عميد بلدية صبراتة وصل الى تونس يوم الاحد 27 سبتمبر الماضي بدعوة من المعهد الجمهوري الدولي لحضور مؤتمر عن "اللامركزية في ليبيا".
5 ايام من التعليمات والتوجيهات والخطط تم تحميلها في راس الدوادي واللاب توب.
بعد نهاية المؤتمر وعند عودة حسين الدوادي الى ليبيا تم اعتقاله من قبل الشرطة التونسية في مطار قرطاج واتهم بمساعدة ارهابيين بالدخول لليبيا.واطلق سراحه بعد ايام بعد تدخل جهات مجهولة.
وحسين الدوادي هو شقيق مفتاح الدوادي عضو تنظيم القاعدة الذي قتل في سقوط طائرة اسعاف ليبية في تونس.
المفاجأة هي ان "المعهد الجمهوري الدولي" (International Republican Institute) هو معهد أمريكي يتعامل مباشرة مع الحكومة الامريكية ومقره في العاصمة واشنطن ويبعد دقائق فقط مشيا على الأقدام عن مكتب التحقيقات الفيدرالي والبيت الأبيض وربع ساعة بالسيارة عن المكتب الجديد لوكالة المخابرات الامريكية في فيرجينيا.
واعضاء مجلس الادارة بالمعهد الجمهوري الدولي اغلبهم ضباط كبار سابقون في رئاسة الأركان الامريكية ومستشارون في مجلس الامن القومي الامريكي.. من بينهم "برنت سكوكروفت" و"أليسون فورتيير" و"راندي شونمان".
المفاجأة الأكبر ان رئيس المعهد الجمهوري الدولي هو السيناتور جون ماكين صديق عبد الحكيم بالحاج عضو تنظيم القاعدة السابق.
وعبد الحكيم بالحاج كان رفيق مفتاح الدوادي في السجن ورفيقه في افغانستان.
مايجري الآن في ليبيا هو حرب بالوكالة بين امريكا وفرنسا.
وفرنسا ترفض المشروع الامريكي في احتواء الارهابيين العابرين للاوطان في ليبيا، لان ذلك يشكل خطرا عليها وعلى الدول الفرانكوفونية في شمال افريقيا.
وفرنسا هي التي تعاني من الارهاب وليس امريكا، ولن تقبل ان تنشأ دولة ارهابية في حديقتها الخلفية.
ولعل استقالة لوران فابيوس بعد تصريحاته ضد استراتيجية امريكا في الحرب على الارهاب الذي قال انها كلام بلا افعال.. ربما تعكس الحرب الصامتة بين امريكا وفرنسا.
الضربة الامريكية لداعش هي مجرد تضليل للفرنسيين وطمأنتهم انها تحارب الارهاب وان ضحت ببعضهم لان ذلك يخدم الاهداف الاسترتيجية.
رد امريكا على سقوط اجدابيا هو صبراتة، وسقوط بنغازي التي تعتقد امريكا انه تم بمساعدة فرنسية سوف يستعجل امريكا لقيام داعش في طرابلس.
طبعا سيناريوات لا يمكن ان يستوعبها اغلب الليبيين، ولكن الحقائق على الارض تثبت ذلك، ولعل صمت المؤتمر وحكومة الغويل عن الغارة الامريكية وعدم استنكارها يعني الكثير.
وهذا مجرد رأي.. لكن الحذر واجب.