ذكريات حرب قذرة.
صفحة 1 من اصل 1
ذكريات حرب قذرة.
بقلم
العبدالعزيز الليبي.
'' المالطي '' ذكريات حرب قذرة.
كفرع من فروع شركة مارك- سبنسر التجارية العالمية افتتح رجل أعمال من أصل مالطي ويحمل الجنسية الإنجليزية محلا تجاريا لبيع المواد الغذائية والمأكولات الخفيقة ويقدم أيضا المشروبات الكحولية..يقع هذا المتجر في منطقة شبه صحراوية تسمي منطقة وشتاته ويتخد موقعا استراتيجيا على الطريق الرئيسي الرابط بين مدينتي بني وليد وترهونة..مبيعاته في اليوم تفوق مبيعات عدة فروع متوزعة حول العالم..ويتفرد عن باقي فروع الشركة في تقديمه لاكلة خفيفة ذات خلطة سحرية وبطعم فريد تسمى S. M وهي اختصار لـ ''Sandiwatch malates ومعناها ''أنصاف المالطي''.
في شهر أكتوبر من عام 2011 دارت الرياح بما يشتهي الرجل المالطي حين قرر حلف الناتو واذنابه والخونة والعملاء من الليبين شن حرب برية وجوية من أجل إسقاط مدينة بني وليد ثاني آخر معاقل الأحرار بعد سرت والتي لم تسقط ابدا حتى اللحظة..اتخد العملاء من الجامع القريب من محل المالطي الشهير مقرا وغرفة عمليات للربط بينهم وبين طيران الحلف الصليبي..في البداية رحب المالطي بالفكرة ورأي فيها فرصة ذهبية عظيمة من أجل تحقيق مكاسب مالية كبيرة في وقت وجيز لكونه المحل الوحيد في تلك المنطقة والذي سوف يحتكر بيع المواد الغذائية والمشروبات الكحولية لأفراد تلك الحملة..اول ما قام به المالطي أنه علق على جدار المحل لوحة دعائية رخامية كأرشاد إعلاني خبيث لاستدراج رجالات الغزو إلى محله، بحيث نقش على تلك اللوحة و باللغتين العربية والإنجليزية العبارة التالية :
'' غدا..عندنا علبة بيره بلاش ''
''tomorrow will be a free beer"
بعد انتشار هذا الإعلان التجاري المغري عبر قناتي العربية والجزيرة والذي يسيل له لعاب كل سكير تقاطر على موقع المحل بمنطقة وشتاته عدد كبير من المخمورين والحشاشيين ومن كافة مدن الساحل من أجل الحصول على هذه السكره المجانية مقابل المشاركة في اقتحام المدينة العصية..كان بصحبة هؤلاء الطامعين للأسف الشديد عدد من أبناء مدينة بني وليد الذين طمعوا هم ايضا في شراب الجعة المالطية المجانية مقابل المشاركة في دخول المدينة ليشربوا ذلك النخب على أرواح أبناء عمومتهم الذين مزقت صواريخ حلف الناتو أجسادهم الطاهرة..
ولأن الدعاية المالطية كانت خبيثة والزبائن كانوا أغبياء، فلا المالطي اعطي علبة واحدة من البيره بدون نقود للزبائن، ولا الطامعون من الزبائن شربوا علبة واحدة مجانية..كانوا يدخلون عليه ويطالبونه بالعرض المجاني المكتوبة في اللوحة، كان يرد عليهم بكل هدوء '' أعيدوا قراءة الإعلان.. قلنا لكم غدا عندنا بيره بلاش ''..يعودون ادراجهم خلف خطوط طيران الناتو، ثم يأتون في الغد إلى المحل نفسه ويطالبونه بالعرض المجاني، كان أيضا يرد عليهم المالطي بنفس العبارة' 'أعيدوا قراءة الإعلان.. قلنا لكم غدا وليس اليوم عندنا بيره مجانية ''..وهكذا استمروا هم على نفس الحالة في المطالبة بمجانية البيره منذ 2011، وهكذا استمر المالطي في الرد عليهم بنفس العبارة منذ خمس سنوات.
في النهاية تجمع عدد من الذين جاؤوا إلى المالطي في سنة 2011 والمشاركون في تلك الحملة مطالبين صاحب دكان المالطي بحقهم في المشروب الروحي المجاني وتعويضهم عن تلك السنوات الفائتة..كل واحد منهم اخد ورقة وقلم وكتب مطالبته وفق الحسبة التالية : 5 سنوات في 12 شهر بساوي 60 شهرا في 30 يوم، يساوي 1800 علبة بيره لكل واحد شارك في اقتحام مدينة بني وليد..هناك منهم من يرغب ببيعها في السوق السوداء مستفيدا من المال نقدا..هناك من في حاجة لإعادة تصديرها لدولة المنشأ إيطاليا من أجل الاستفادة من سعر الصرف.
ارسل صاحب دكان المالطي إلى حكومة بلاده في العاصمة الإنجليزية لندن يطالبهم الاستشارة والمساعدة في الخروج من هذا المأزق المتمثل في المطالبة المشروعة من زبائن الحملة للمشروب المجاني والذي لو رضخ المالطي لها لكلفته بيع محله وبيته وإغلاق الجامع المجاور له.. كان رد الحكومة الانجليزية سريعا وارسلوا له لوحة رخامية بديلة منقوشة عليها بلغة عربية فصيحة العبارة '' اليوم وغدا عندنا.. تل اجعودة'' وطلبوا منه أن يعلقها في نفس المكان الأول بعد أن ينزع اللوحة القديمة.. نفد المالطي وصية حكومة بريطانيا بحذافيرها..
وفي صباح اول يوم من ظهور الإعلان الرخامي الجديد دخل اول شخص شارك في تلك الحملة وطالب بالعرض المجاني ككل مرة دون أن يقرأ اللوحة الجديدة..كان رد المالطي سريعا وبشوشا ومرحبا:
'' تفضل ياخونا..خش في التركينه وارمي لو سمحت''.
افلس المالطي..انهارت شركة مارك سبنسر.. تعروا الخونة حتى من ورقة الخروع.. مات البعض منهم وهو يمني النفس برشفة بيره..ولازالت بني وليد العصية لم تسقط بعد
العبدالعزيز الليبي.
'' المالطي '' ذكريات حرب قذرة.
كفرع من فروع شركة مارك- سبنسر التجارية العالمية افتتح رجل أعمال من أصل مالطي ويحمل الجنسية الإنجليزية محلا تجاريا لبيع المواد الغذائية والمأكولات الخفيقة ويقدم أيضا المشروبات الكحولية..يقع هذا المتجر في منطقة شبه صحراوية تسمي منطقة وشتاته ويتخد موقعا استراتيجيا على الطريق الرئيسي الرابط بين مدينتي بني وليد وترهونة..مبيعاته في اليوم تفوق مبيعات عدة فروع متوزعة حول العالم..ويتفرد عن باقي فروع الشركة في تقديمه لاكلة خفيفة ذات خلطة سحرية وبطعم فريد تسمى S. M وهي اختصار لـ ''Sandiwatch malates ومعناها ''أنصاف المالطي''.
في شهر أكتوبر من عام 2011 دارت الرياح بما يشتهي الرجل المالطي حين قرر حلف الناتو واذنابه والخونة والعملاء من الليبين شن حرب برية وجوية من أجل إسقاط مدينة بني وليد ثاني آخر معاقل الأحرار بعد سرت والتي لم تسقط ابدا حتى اللحظة..اتخد العملاء من الجامع القريب من محل المالطي الشهير مقرا وغرفة عمليات للربط بينهم وبين طيران الحلف الصليبي..في البداية رحب المالطي بالفكرة ورأي فيها فرصة ذهبية عظيمة من أجل تحقيق مكاسب مالية كبيرة في وقت وجيز لكونه المحل الوحيد في تلك المنطقة والذي سوف يحتكر بيع المواد الغذائية والمشروبات الكحولية لأفراد تلك الحملة..اول ما قام به المالطي أنه علق على جدار المحل لوحة دعائية رخامية كأرشاد إعلاني خبيث لاستدراج رجالات الغزو إلى محله، بحيث نقش على تلك اللوحة و باللغتين العربية والإنجليزية العبارة التالية :
'' غدا..عندنا علبة بيره بلاش ''
''tomorrow will be a free beer"
بعد انتشار هذا الإعلان التجاري المغري عبر قناتي العربية والجزيرة والذي يسيل له لعاب كل سكير تقاطر على موقع المحل بمنطقة وشتاته عدد كبير من المخمورين والحشاشيين ومن كافة مدن الساحل من أجل الحصول على هذه السكره المجانية مقابل المشاركة في اقتحام المدينة العصية..كان بصحبة هؤلاء الطامعين للأسف الشديد عدد من أبناء مدينة بني وليد الذين طمعوا هم ايضا في شراب الجعة المالطية المجانية مقابل المشاركة في دخول المدينة ليشربوا ذلك النخب على أرواح أبناء عمومتهم الذين مزقت صواريخ حلف الناتو أجسادهم الطاهرة..
ولأن الدعاية المالطية كانت خبيثة والزبائن كانوا أغبياء، فلا المالطي اعطي علبة واحدة من البيره بدون نقود للزبائن، ولا الطامعون من الزبائن شربوا علبة واحدة مجانية..كانوا يدخلون عليه ويطالبونه بالعرض المجاني المكتوبة في اللوحة، كان يرد عليهم بكل هدوء '' أعيدوا قراءة الإعلان.. قلنا لكم غدا عندنا بيره بلاش ''..يعودون ادراجهم خلف خطوط طيران الناتو، ثم يأتون في الغد إلى المحل نفسه ويطالبونه بالعرض المجاني، كان أيضا يرد عليهم المالطي بنفس العبارة' 'أعيدوا قراءة الإعلان.. قلنا لكم غدا وليس اليوم عندنا بيره مجانية ''..وهكذا استمروا هم على نفس الحالة في المطالبة بمجانية البيره منذ 2011، وهكذا استمر المالطي في الرد عليهم بنفس العبارة منذ خمس سنوات.
في النهاية تجمع عدد من الذين جاؤوا إلى المالطي في سنة 2011 والمشاركون في تلك الحملة مطالبين صاحب دكان المالطي بحقهم في المشروب الروحي المجاني وتعويضهم عن تلك السنوات الفائتة..كل واحد منهم اخد ورقة وقلم وكتب مطالبته وفق الحسبة التالية : 5 سنوات في 12 شهر بساوي 60 شهرا في 30 يوم، يساوي 1800 علبة بيره لكل واحد شارك في اقتحام مدينة بني وليد..هناك منهم من يرغب ببيعها في السوق السوداء مستفيدا من المال نقدا..هناك من في حاجة لإعادة تصديرها لدولة المنشأ إيطاليا من أجل الاستفادة من سعر الصرف.
ارسل صاحب دكان المالطي إلى حكومة بلاده في العاصمة الإنجليزية لندن يطالبهم الاستشارة والمساعدة في الخروج من هذا المأزق المتمثل في المطالبة المشروعة من زبائن الحملة للمشروب المجاني والذي لو رضخ المالطي لها لكلفته بيع محله وبيته وإغلاق الجامع المجاور له.. كان رد الحكومة الانجليزية سريعا وارسلوا له لوحة رخامية بديلة منقوشة عليها بلغة عربية فصيحة العبارة '' اليوم وغدا عندنا.. تل اجعودة'' وطلبوا منه أن يعلقها في نفس المكان الأول بعد أن ينزع اللوحة القديمة.. نفد المالطي وصية حكومة بريطانيا بحذافيرها..
وفي صباح اول يوم من ظهور الإعلان الرخامي الجديد دخل اول شخص شارك في تلك الحملة وطالب بالعرض المجاني ككل مرة دون أن يقرأ اللوحة الجديدة..كان رد المالطي سريعا وبشوشا ومرحبا:
'' تفضل ياخونا..خش في التركينه وارمي لو سمحت''.
افلس المالطي..انهارت شركة مارك سبنسر.. تعروا الخونة حتى من ورقة الخروع.. مات البعض منهم وهو يمني النفس برشفة بيره..ولازالت بني وليد العصية لم تسقط بعد
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا .
جراح وطنية-
- الجنس :
عدد المساهمات : 32311
نقاط : 51414
تاريخ التسجيل : 19/09/2011
. :
. :
. :
مواضيع مماثلة
» حزب ألماني يتحدث عن "صفقة قذرة" في ليبيا
» أنفاق ونفط وعلاقات تركية قذرة مع داعش على الحدود
» أدوية وعقاقير طبية منتهية الصلاحية بالأموال المجمدة ... وتآمر منظمات دولية قذرة
» ذكريات سرت
» ذكريات من زمن قريب
» أنفاق ونفط وعلاقات تركية قذرة مع داعش على الحدود
» أدوية وعقاقير طبية منتهية الصلاحية بالأموال المجمدة ... وتآمر منظمات دولية قذرة
» ذكريات سرت
» ذكريات من زمن قريب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي