خليفة حفتر .. قف

الزخم الإعلامى الذى واكب الإنتصارات العسكرية لخليفة حفتر فى بنغازى سرعان ما أصابها الخمول حتى لا نقول التراجع . و كأن الحال اليوم يقول يا خليفة حفتر قف .. دُر إلى الخلف .. !؟ المسكين .. حسدوه بعدما ضخموا إنتصاراته العسكرية على طريقة إن الغوانى يغرهن الثناء.
 فوضى إنتشار السلاح و المسلحين فى ليبيا لا تسمح بأن يُحقق أي طرف إنتصارا باهرا و ساحقا .
 هذا الوضع المستقر أفضل بالنسبة لمحركي الطرفين ، لا غالب و لا مغلوب حتى يقبلا طرفي النزاع التنازل و الإنحناء أمام مطالب صنّاع الفتنة.
ما حدث فى أجدابيا وضع إستثنائى بحكم أن هذه المدينة وقفت على الحياد أثناء عدوان النيتو و لكن ما يحدث فى بنغازى وضع مألوف لأنه تقرر أن تبقى هذه المدينة مترنخة بين جو الحرب و السلام و لن يستطيع أي طرف إحراز أي تقدم عسكرى حازم . تماما مثلما يحدث اليوم فى سوريا عندما قرر الجيش العربي السورى حزم الموقف عسكريا فإتجه بعدده و عتاده تحت تغطية وحماية الطائرات الروسية نحو الحدود التركية - السورية ليقطع دابر التمويل و التسليح و لينهى مسألة تغول الجماعات الإرهابية شمال سوريا ، فإذا أراد خليفة حفتر حزم الموقف عسكريا لصالحه عليه الإتجاه نحو مصدر التمويل و التسليح القادم من طرابلس و مصراتة و لن يتم له ذلك عن طريق إيقاف التسليح من داخل ميناء بنغازى و لكن بضرب و قطع رأس الأفعى ، و هذا لن يحدث من دون تغطية جوية .
 فهل يملك خليفة حفتر تغطية جوية ليقطع رأس الأفعى و هو الجبان الذى يعجز عن إتخاد قرار بقصف ميناء و مطار مصراتة و طرابلس رأسي الوباء؟ و حتى المساعدة العسكرية التى قدمتها عناصر الفرقة 32 من اللواء المعزز لم يتم تقديرها من قبل خليفة حفتر و الذى دخل فى صراع مع نفسه و غروره عِوض التركيز على خدمة المصلحة العامة و العليا للوطن ، و لو قدّر للرجل أن ينتصر فى بنغازى لما قدم ضمان واحد يحفظ حقوق أنصار الفاتح داخل المدينة و خارجها .
 عموما .. ثقوا تماما أن خليفة حفتر لن ينتصر فى بنغازى إنتصارا ساحقا و لو قُدِر له تحقيق بعض الفارق العسكرى فثقوا تماما أنه لن يغامر بتحرير مدينة سرت من الدواعش أو مدينة درنة من القاعدة أو الغرب الليبى من ميليشيات فجر ليبيا لأن تلكم الأطراف يُحركها أسياد خليفة حفتر.