اليمن التعيس .. الحرب المنسية

قاربت السنة على المضي بعد القرار السعودى بالتدخل العسكرى ضد اليمن .. و كأن اليمن بلد يقع فى كوكب المريخ .
إتفق الإعلام العربى و الغربى على نسيان هذا البلد وعدم ذكر معاناة شعبه و مواطنيه اليومية بمختلف توجهاتهم السياسية لأن الحرب لا تفرق فى ضحاياها!
هل رأيتم تعتيم إعلامى أكبر من هذا التعتيم الحاصل فى اليمن منذ عام تقريبا..؟
هنالك فرق بين التضليل الإعلامى الذى شاهدناه فى كل من ليبيا وسوريا و بين التعتيم الإعلامى الذى نشهده فى اليمن ، و كأن لسان فضائيات الفتنة العربية يقول اليوم : " الفبركة الإعلامية مكلفة ، خلينا فى التعتيم الإعلامى أحسن "
تم شراء ذمة معظم مدراء و مسيرى القنوات و الإداعات العربية الخاصة بالمال الخليجى فضلا عن التواطؤ الموجود من قبل الإعلام الرسمى العربى .
هو إذن قرار سعودى بتغطية غربية جرّ من خلفه بعض الدول العربية طمعا أو تضامنا مما أدى لحد اليوم إلى سقوط ألاف الضحايا من المدنيين و تدمير كبير مس البنية التحتية لهذا البلد الفقير و تسبب فى نزوح و هجرة الملايين فضلا عن توقف الحياة السياسية و الإقتصادية بالبلد ، كل هذا حدث و يحدث تحت نظر الشعب العربي من أجل ماذا ؟ من أجل إعادة " الشرعية " لليمن أو محاربة " المد الإيرانى فى اليمن !؟
على أساس أنهم شرعيين فى بلدانهم حتى يؤمنون بالشرعية خارج بلدانهم ، و أنهم ناطقين رسميين بإسم السنة المسلمين فى كل العالم..!
لو أن الأموال التى رُصدت لهذه الحرب تم إستخدامها لتنمية البلد الفقير لأصبح الشعب اليمنى كله بمن فيهم الحوثيين " يحلفون برأس العاهل السعودى ".
لا نريد الخوض فى مسألة أحقية التدخل العسكرى من عدمه ، و لا نريد التطرق لهذا الخلاف السعودى - الإيرانى السياسى و ليس المذهبى الذى لا يتوقف حول تقاسم النفود على الأراضى اليمنية و الصراع الأقليمى فقد قيل و نُشر الكثير حول هذه الموضوع.
ما يهمنا اليوم هو شعب اليمن و اليمن كدولة .
ما الذى إستفاده الشعب اليمنى جنوبا وشمالا شرقا و غربا من هكذا إقتتال داخلى كان يمكن تجنبه لو نجح الحوار الداخلى اليمنى - اليمنى فى بداية الأزمة ؟
و ما الذى إستفاده اليمن إقتصاديا و سياسيا و إجتماعيا من هكذا تدخل عسكرى ؟
لصالح من يُقتل اليمنى و لصالح من يُدمر بلده ؟
أكثر من 35 ألف ضحية بين قتيل و جريح .
ما أعرفه هو التالى : كل شعب عربي خرج فى مظاهرات بموافقة حكامها ضد إسرائيل و فى حرب العراق و تضامن مع فلسطين بشكل مباشر قد دفع الثمن من لحمه و دمه .
و السؤال : مند متى كان المُدمِرُون يعيدون بناء ما دمّروه ..؟
لن يتغير الوضع الميدانى العسكرى فى اليمن حتى و لو جمعوا طائرات الكون كله لقصف الشعب اليمنى فاليمنيون لا يعرفوو الهزيمة و أسألوا التاريخ .
و ما أنا متأكدة منه هو : ما يحدث فى اليمن جزء من المؤامرة الكونية الصهيونية ضد شعوب الأمة العربية ، و تذكروا دائما و أبدا : أي إقتتال داخلى فى بلداننا العربية وراءه اليهود ، و لن يستفيد منه سوى اليهود

غاب الرجال الذين يقولون للمحسن احسنت للمسيء اسئت عن هذه الامة وساد فيها المنافقون والمداهنون والجبناء .

فتبا لزمن اصبح فيه الذكور رجالا والاغبياء والحمير حكاما ويقررون مصير امة ملكت الدنيا.

وراء كل حاكم غبي رجال يرتدون عباءة الدين وشعب مغيب .هذا هو حال الامة العربية كل .