حماية المدنيين كذبة ليبيا الكبيرة
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حماية المدنيين كذبة ليبيا الكبيرة
بقلم : ميكا زنكومجلة فورين بولسي عدد 22 مارس 2016
في أسبوع الذكرى الخامسة للتدخل الذي قادته الولايات المتحدة في ليبيا، سيكون من المفيد العودة إلى التلخيص الغريب الذي استخدمته هيلاري كلنتون في مذكراتها المعنونة "خيارات صعبة" . . حيث تعود كلنتون بالقارئ إلى بداية ادعاء قمع نظام القذافي للانتفاضة الوليدة في بنغازي ومصراتة، إلى لقائها ـ صحبةالصهيوني الفرنسي الشهير برنارد ليفي ـ مع محمود جبريل الذي يقود مجلس اللا وطني الانتقالي من الخارج ووصولا إلى ترتيبات رد فعل عسكري دولي. في أواخر مارس 2011 نقتبسُ من حديثها إلى أعضاء حلف الناتو: "من الضروري أن نكون على الرأي نفسه حول مسؤولية الناتو في تطبيق منطقة حظر جوي، وحماية المدنيين في ليبيا."
بعد فقرتين فقد تكتبُ كلينتون: "مع حلول صيف 2011 تمكن الخونة عملاء النيتو من إبعاد قوات النظام، ثم استولوا على طرابلس في أواخر أغسطس 2011، ما أجبر القذافي وعائلته على الهروب إلى الصحراء." لكن تبقى فترة 7 أشهر لا تتطرق إليها ولا تفسّرها. ولسبب غير مفهوم توسّعت خلالها المهمة بشكل كبير، وتخطت حماية المدنيين إلى تغيير النظام، ويبدو ذلك ظاهريا كأنه من قبيل الصدفة. بكل بساطة كانت كلينتون تشير إلى مسلحي مسلحي الخونه والعملاء باعتبارهم متمردين، وتجاهلت في روايتها بشكل كامل دور تحالف الناتو ومسؤوليتَه عن مساعدة تقدمهم على الأرض.
تميل أغلب الحوارات السياسية المعاصرة إلى تذكّر التدخل في ليبيا على أنه أشبه بمسلسل تلفزيوني داخل الإدارة الأميركية، وتتركز على الأدوار التي لعبتها كل من كلينتون، وسوزان رايس، وسمانثا باور، في نُصحِ أوباما بضرورة "إتمام المهمة" التي يُشار إليها بشكل عابر أثناء الحديث عن الهجمات الإرهابية على البعثة الدبلوماسية والمقر الأمني في بنغازي. لكن هذه الحوارات ستكون أكثر صلة بالموضوع في التعامل مع ليبيا كـ "حالة للدراسة" حول التدخلات التي يُفترض أن تكون محدودة ثم تتطوّر إلى حملات لتغيير النظام. الآن وبعد خمسة أعوام لمْ تظهر بعد للعامة، اللحظة التي قررت فيها القوى الغربية إسقاط القذافي.
في 28 مارس 2011 خاطب الرئيس أوباما الأمّة فقال: "المهمة التي كُلفت بها قولتنا هي حماية الشعب الليبي من الخطر المحدق، وأن تفرض منطقة حظر طيران... وأي توسيع لمهمتنا كي تشمل تغيير النظام سيكون أمرا خاطئا" بعد ذلك بيومين أعلن فيليب غوردن، مساعد وزيرة الخارجية: "ستتعلق مهمة الولايات المتحدة بتنفيذ قرار مجلس الأمن لا أكثر ولا أقل... وأعني حماية المدنيين من هجمات قوات القذافي، وكذلك تقديم المساعدات الإنسانية." وفي اليوم التالي قال جيمس ستاينبرغ، مساعد الوزيرة كلنتون خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ: "الرئيس أوباما على القدر نفسه من الحزم، بأن عملياتنا العسكرية محدّدة بدقة، ولا تشمل تغيير النظام." ومن وزارة الدفاع قال الأدميرال مايكل مولن، رئيس هيئة الأركان المشتركة لبرنامج (مع الصحافة) "أكرر أن أهداف هذه الحملة محدودة ولا تتعلق بإسقاطه (يقصد القذافي)" وفي الوقت ذاته ردد وزير الدفاع روبرت غيتس إعلانات الإدارة الأميركية: "تغيير النظام عملية معقدة للغاية، وأحيانا تستغرق وقتا طويلا، وأحيانا تتم بسرعة، لكنها ليست جزءا من المهمة العسكرية على الإطلاق."
والآن في تناقض مع ما قاله غيتس في 2011 هذا ما صرح به لصحيفة نيويورك تايمز في الشهر الماضي حين قال: "لا يمكنني تذكّر قرار معين يقول "لنسقط القذافي" ولكن حافظنا على الرواية المعلنة وهي أن هدف التدخل هو إضعاف مراكز القيادة والسيطرة للعقيد القذافي، وفي الحقيقة قال وزير الدفاع السابق: " لا أعتقد أنه مر يوم لم يأمل فيه الناس أن يكون القذافي داخل إحدى مراكز القيادة والسيطرة المستهدفة."
بالكاد يمكن تصديق هذا الكلام، بالنظر إلى أنّ القصف والضربات القاصمة ضد القذافي كانت في وقت مبكر ومتكررة، فإنما يدل ذلك على قرار من قبل رؤساء حكومات الناتو "إخراجه من المشهد" منذ البداية.
في مارس 2011 وبعد ساعات من التدخل، اُطلقت صواريخ توماهوك من غواصة بريطانية في البحر المتوسط، وضربت مبنىً إداريا في حصن القذافي في باب العزيزية يبعدُ أقل من 50 مترا عن مقر إقامة القذافي (وقع الهجوم على بعد 90 مترا من المبنى الذي أمر الرئيس ريغان بضربه منذ نحو ربع قرن كرد فعل على تفجير ملهى برلين الذي تم بأوامر من الزعيم الليبي) لكن كما نجا القائد من الهجوم على مقره في 1986 فقد نجا هذه المرة أيضا في 2011.
في وقت متأخر من ذلك اليوم سألت الصحافة نائب الأدميرال وليام غورتني، مدير الأركان المشتركة: "هل يمكنك تأكيد أن قوات التحالف لن تستهدف القذافي؟" فأجاب، "حتى الآن، يمكنني تأكيد أنه ليس على قائمة أهدافنا." وعندما قيل له إن مقر القذافي هو الذي استُهدف في باب العزيزية، أجاب غورتني، "نعم، ولكننا لا نستهدف مقر إقامته، فنحن هناك لنهيئ الوضع لتنفيذ قرارات مجلس الأمن. وهذا ما نفعله هناك ونلتزم به."
في الحقيقة لم يلتزم التحالف الغربي بحدود مهمته لتطبيق قرار مجلس الأمن فحسب لكنه اختار عن قصد ألا ينفذها، فالقرار 1970 يهدف إلى منع إيصال السلاح إلى طرفي النزاع في ليبيا، بينما قال مسؤولو الناتو مرارا إن هذا لم ينفذ.
في 9 أبريل 2011 صرّح ضابط برتبة عميد: "لم نُبلّغ بأي حظر على الإمداد بالسلاح." وبعد ثلاثة أسابيع ، في 13 مايو، اعترف أحد قادة الأسراب، "ليس لدي معلومات حول نقل أسلحة على أي من حدود ليبيا." وفي الحقيقة كانت مصر وقطر ترسلان الأسلحة المتطورة إلى الخونة والعملاء طوال الوقت وبمباركة من إدارة أوباما، بينما كانت وكالات المخابرات الغربية والقوات العسكرية توفر المعلومات للثوار عن ميدان المعركة، وتقدم الدعم اللوجستي والتدريب.
لكن أكثر الأدلة إدانة جاء عن طريق شريط فيديو نشرته إدارة العلاقات العامة في الناتو في 24 مايو 2011 يبين أفراد طاقم فرقاطة كندية وهم يصعدون على ظهر قاطرة بحرية بدعوى تطبيق حظر السلاح، ثم يعثرون على أسلحة خفيفة وذخيرة مدافع 105 ملم والكثير من المتفجرات، وجميعها محظورة حسب البند 9 من القرار 1970، ويقول المذيع في الشريط: " تبين أن القاطرة مستخدمة من قبل الخونة والعملاء الليبيين لنقل أسلحة من بنغازي إلى مصراتة، وحينما اتصل قائد الفرقاطة بقيادة الناتو لتلقي التعليمات، قرر الناتو عدم إعاقة الخونة والعملاء وترك القاطرة تتابع سيرها."
في حقيقة الأمر فقد كان تدخّل الناتو من البداية يتعلق بـ "تغيير النظام" فمبكرا قلصت ضربات الناتو الجوية والتحركات لمساندة الخونة والعملاء على الأرض، من التهديد الذي يمثله النظام الليبي وقواته للمناطق المأهولة بالمدنيين خلال عشرة الأيام الأولى. بعد ذلك بدأ الناتو في تقديم دعم جوي مباشر لقوات الخونة والعملاء عن طريق مهاجمة قوات الحكومة التي كانت في حالة انسحاب وتخلت عن مركباتها. بشكل يتلاءم مع ذلك، وفي 20 أكتوبر 2011 قامت طائرة أميركية بدون طيار (درون) ومقاتلة فرنسية بمهاجمة رتل لأنصار النظام كان يفر من موطن القذافي في سرت، وجُرح القائد في الهجوم وقُبض عليه حيا، لكنه أعدم لاحقا بدون محاكمة من قبل الخونة والعملاء.
يبيّن التدخل في ليبيا المنحدر الزلق لتعبير "التدخلات المحدودة" فانحداره يكون أكثر شدة عندما تكون هناك فجوة بين الأهداف التي ينشدها صنّاع القرار، وبين الأوامر التي يصدرونها لقواتهم في ميدان المعركة. لسوء الحظ فإن ازدواجية من هذا النوع تسود القادة العسكريين والمدنيين في الولايات المتحدة.
خلال جلسات اجتماع في الكونغرس في اكتوبر 2014 ارتدت طابعا مسرحيا، سأل عضو اللجنة السيناتور روسكا، هيلاري كلنتون حول مقطع فيديو عنوانه "أتينا، رأينا، ومات (القذافي)" We came, we saw, he died " وعمّا إذا كانت هذه هي (العقيدة السياسية) لكلنتون، التي أجابت بالنفي، مضيفة أن ذلك كان تعبيرا عن الارتياح بأن المهمة التي نفذها الناتو وحلفاؤه قد حققت غاياتها."
مع ذلك لم تكن هذه أبدا المهمة التي طالما أعلن عنها أوباما مرارا للعالم. لقد خَدَعَت الشعب الأميركي. لأنه بينما يحاول الرؤساء أن يضعوا إطارا لحروبهم ويصفونها بأنها محدودة وضرورية، فإن الاعتراف بالأسباب الحقيقية للحرب في ليبيا ـ أي تغيير النظام ـ سيدعو إلى مزيد من الفحص والتدقيق في أفعالهم، وكذلك تناقص الدعم الشعبي لهم.
والخلاصة واضحة: في الوقت الذي يجب أن ننصت فيه إلى ما يدعيه المسؤولون الأميركيون والغربيون حول أهدافهم العسكرية، فإن الأهم هو رؤية ما يصدرونه من أوامر لقواتهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34833
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
رد: حماية المدنيين كذبة ليبيا الكبيرة
الغرب صنعته الكذب و التدجيل، و ما يعرف الحقيقة المرة إلا اللي عايشها، أما المدنيين في الغرب، فلا يهمهم مثل هذه المواضيع، و القليل منهم الذي يهتم لا يمكنه فعل شيء لا ضد قادة الغرب، و لا لصالح الشعوب العربية.
هيلاري كلينتون كاذبة بلهاء و غباؤها هو ما جلب الأدلة على الكذبة السياسية و الإعلامية المفضوحة و التي لم تنطلي على أحد باستثناء المغفلين.
نسأل الله أن يلهمنا السبيل للخروج ببلادنا من مأزقها.
هيلاري كلينتون كاذبة بلهاء و غباؤها هو ما جلب الأدلة على الكذبة السياسية و الإعلامية المفضوحة و التي لم تنطلي على أحد باستثناء المغفلين.
نسأل الله أن يلهمنا السبيل للخروج ببلادنا من مأزقها.
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
ليبيا خضراء غصباً عن الكل
brokenpen82-
- الجنس :
عدد المساهمات : 5045
نقاط : 17072
تاريخ التسجيل : 08/04/2011
. :
. :
رد: حماية المدنيين كذبة ليبيا الكبيرة
الغرب هو المصنع الاصلي الكذب والدجل فهم من كذب على العراق وليبيا والبوسنة غيرهم الكثير من اجل مصالحهم الاقتصادية والسياسية وصراعاتهم الداخلية وخاصة في اجهزتهم الامنية
حسبي الله ونعم الوكيل
فارس مثناني-
- الجنس :
عدد المساهمات : 2303
نقاط : 10648
تاريخ التسجيل : 16/08/2013
. :
. :
مواضيع مماثلة
» اين حماية المدنيين
» كيف يمكن حماية المدنيين فى شرق ليبيا
» اين جهود حماية المدنيين في ليبيا حاليا ؟؟!!
» حماية المدنيين أم حماية مجلس الانتقامي ؟؟ لازالوا يكذبون
» العميل عمرو موسى يكشف عن حقيقة تلاعب دولي بطلب العرب حماية المدنيين فى ليبيا سنة 2011
» كيف يمكن حماية المدنيين فى شرق ليبيا
» اين جهود حماية المدنيين في ليبيا حاليا ؟؟!!
» حماية المدنيين أم حماية مجلس الانتقامي ؟؟ لازالوا يكذبون
» العميل عمرو موسى يكشف عن حقيقة تلاعب دولي بطلب العرب حماية المدنيين فى ليبيا سنة 2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 10 ديسمبر - 0:12 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى الشاّم الجريح
السبت 7 ديسمبر - 20:05 من طرف علي عبد الله البسامي
» تناقضات في أمّتنا
السبت 30 نوفمبر - 23:39 من طرف علي عبد الله البسامي
» تناقضات في أمّتنا
السبت 30 نوفمبر - 23:39 من طرف علي عبد الله البسامي
» درب الكرامة والعز
الجمعة 29 نوفمبر - 21:34 من طرف علي عبد الله البسامي
» عودة بعد غياب
الخميس 28 نوفمبر - 19:20 من طرف viva libya
» عصبة العز وثلة الهوان
الأحد 24 نوفمبر - 16:39 من طرف علي عبد الله البسامي
» نكبة بلد المشاعر
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى فرسان اليمن
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي