حرية الصحافة الغربية

و هي كذبة كبرى، و كل من هو مطلع على الصحف العالمية يدرك بأن الإعلام الغربي يستعمل سياسة الكيل بمكيالين لخدمة أجندات محددة و أغراض أشخاص معينين.

لا يقتصر الأمر على اختلاق القصص و الأكاذيب و طمس الحقيقة في مختلف دول العالم، بل إنها كثيرا ما تعطي صورة كاذبة عن دولها، لتوحي جميع متتبعيها بأن دول الغرب دول ديمقراطية تتمتع بحرية التعبير و إبداء الرأي عندما تقوم بمقابلة بعض المواطنين في الشوارع لإبداء آرائهم بأي خصوص. لكنها تتعمد إخفاء الكثير من الغليان فيما يجري داخلها.

كانت هناك مظاهرة حاشدة في العاصمة الأمريكية واشنطن، و تم فيها اعتقال قرابة ال400 شخص، لكن وسائل الإعلام المحلية، بما فيها قناة السي ان ان لم تتحدث عن هذه المظاهرة أو أسبابها أو عمن تم اعتقالهم. كانت المظاهرة احتجاجا على أحادية التيار السياسي بعدما أفاق المواطنون على أن الحزب الديمقراطي و الحزب الجمهوري وجهان لعملة واحدة، و هو أمر لا يخدم مصالح حكام العالم الحقيقيين، فكان الأمر بقمعهم عمليا و إعلاميا.

هذه الدولة تتغنى بديمقراطية جوفاء و حرية تعبير مفقودة، و تقلب أنظمة الدول التي لا تمتثل لسياستها و تتهمها بالدكتاتورية و تدغدغ مشاعر السذج من الشعوب لقلب الأنظمة و عيش فوضى لا تتلاشى غبارها لسنوات.

http://theantimedia.org/media-silent-march-on-washington/


و بهذا الخصوص، هل تحدث الإعلام عن المسيرات المليونية التي انتشرت في قرابة 60 مدينة أوروبية، منها في فرنسا و اسبانيا و ألمانيا و بلجيكا، و كان الاحتجاج ضد العولمة و الخصخصة و عدم المساواة و القوانين المجحفة بحق المواطنين، و المضحك في الأمر أن ما حفز هؤلاء المواطنين على التظاهر هو ما أسموه بالربيع العربي، و كأن بضاعة الغرب ردت إليهم. لعلنا نشهد هجرة عكسية من أوروبا إلى أفريقيا   لكن لا أظن هذا الأمر في القريب العاجل.

http://theantimedia.org/120000-take-to-streets-france/