رسالة إلى من تأثر من شبابنا بفكر داعش وخطابهم الديني المقلوب

بقلم /د.مصطفي عبدالهادي

رسالة إلى من تأثر من شبابنا بفكر داعش وخطابهم الديني المقلوب معتقداً صوابه .. هذه عينة من عينات انتكاس الفكر أضعها بين أيديكم لعلها تفيدكم في معرفة أنه ليس كل من ادعى حرصه على الدين فهو كذلك .. للعلم الكلام المذكور أدناه عن تعامل هؤلاء مع خيرة أهل الأرض من صحابة كرام وليس عن تعاملهم مع فريق برشلونة !!؟ وإذا سمعتم بانتكاسة في الفكر أعظم من الكلام أدناه فأنا على استعداد لمبايعة داعش الليلة وليس غداً !!!!؟

بعد قصة التحكيم المشهورة بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما ظهر الخوراج وقاموا بإرسال رجلين منهم يقولان لعلي بن أبي طالب ( وهو من هو في السبق إلى الإسلام !! ) : يا علي لا حكم إلا لله ، فقال لهما: نعم، لا حكم إلا لله.
وهي الكلمة التي خرجوا بها على علي رضي الله عنه بل وكفروه والتي قال عنها رضي الله عنه: إن هذه كلمة حق أُريد بها باطل ، فالخوارج يؤولونها ويفسرونها على غير ما يراد بها .
ثم قال له هذان الرجلان من الخوارج ( وبكل صحة وجه !! ) : يا علي تب من خطيئتك ، واذهب بنا إليهم نقاتلهم حتى نلقى ربنا ويقصدون معاوية ومن معه ، فأجابهم علي بن أبي طالب : قد كتبنا بيننا وبين القوم عهودًا، وقد قال الله تعالى: ( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ) ،
فقال أحدهما : أما والله يا علي لئن لم تدع تحكيم الرجال في كتاب الله ، لأقاتلنك أطلب بذلك رحمة الله ورضوانه !!!!!!!!؟؟ . ( يطلب رحمة الله بقتال علي بن أبي طالب !! ) ، فقال له علي رضي الله عنه : تبًا لك ، ما أشقاك ، كأني بك قتيلًا تسفي عليك الريح ، فقال الرجل : وددت أن قد كان ذلك !!؟ ، فقال علي : إنك لو كنت محقًا كان في الموت تعزية لك عن الدنيا ، ولكن الشيطان استهواكم ، ثم خرج الرجلان من عنده وأخذوا يحرضون الناس على قتال علي بن أبي طالب بدعوى مخالفته لشرع الله ، ثم أعلنوا صراحة تكفيرهم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وتكفيرهم لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، وتكفيرهم عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهم جميعًا ، بل كفّروا كل من خالف هواهم ورضي بالتحكيم بين علي ومعاوية ،
ورأوا ان كل من كفر فقد وجب قتله ، لأنه أصبح ( مرتداً !! ) ، وبهذا استباحوا دماء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واجتمعوا في بيت زعيم لهم اسمه عبد الله بن وهب الراسبي ، فقام وخطب فيهم خطبة بليغة زهّدهم فيها في الدنيا ، ورغبهم في الآخرة والجنة ، وطالبهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !!!!!! ، وكأن الذي هم فيه ليس من أكبر المنكرات !!؟، ثم أمرهم بالخروج فقال : فاخرجوا بنا من هذه القرية الظالم أهلها إلى جانب هذا السواد ..... يتبع .