الاستعداد لشهر رمضان
صفحة 1 من اصل 1
الاستعداد لشهر رمضان
نحن نستعد جميعاً الآن لاستقبال شهر رمضان وفريضة الصيام. كيف نستعد؟
وكيف نتجهز لاستقبال شهر الصوم؟
أما العوام فيستعدون بتجهيز المأكولات والمشروبات والمسلِّيات، والأمور التي يضيعون بها الأوقات فتكون عليهم يوم القيامة حسرات ومصيبات.
فالذين يضيعون أوقات رمضان في المسليات والمسلسلات الهابطات سيقولون جميعاً يوم القيامة كما أنبأ الله:
(يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ) (56الزمر).
ولا تنفع الحسرة في ذلك اليوم، ولا ينفع التوجع أو التألم في ذلك عندها لأن يوم العمل قد فات، ويوم إعطاء الثواب أو العقاب هو الآت.
إذاً كيف يتجهَّز المسلم؟، وكيف يتجهَّز المؤمن؟، وكيف يستعد المحسن،؟والموقن، لشهر رمضان الكريم؟
أولاً: يجرد نيته، ويحضر سريرته، ويُصفّي نفسه وقلبه لله عزَّ وجلَّ ويُحدد لنفسه وجهة يطلبها من مولاه، ويبتغي بعمله في شهر الصيام تحقيق ما أمّله من الله والفوز بما يرجوه من كرم الله عزَّ وجلَّ. وأقل المؤمنين عند الله عزَّ وجلَّ شأناً قال فيه صلَّى الله عليه وسلَّم:
{مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيمَاناً واحْتِسَاباً، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ}(1)
وروى البخارى في كتابه الأدب أَنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم صَعِدَ المِنْبَرَ فقَال:
{آمينَ، آمينَ، آمينَ. قيلَ: يَا رَسولَ اللَّهِ، إنَّكَ حِينَ صَعِدْتَ المِنْبَرَ، قُلْتَ: آمينَ، آمينَ، آمينَ؟. قال: إِنَّ جِبْرِيلَ أتَاني فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ قُلْ: آمين} - وفي رواية: { شقى من أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له، فقلت: آمين}(2)
فالذي يدرك شهر رمضان ويوفقه الرحمن عزَّ وجلَّ لحضور أيام شهر رمضان، عليه أن يستحضر في نفسه، وعليه أن ينوي في قلبه، وعليه أن يجهز في سريرته من الآن لماذا يصوم شهر رمضان؟
فإذا كان يصومه للعادة المرعية كما يصوم الناس ولم يحدد لنفسه وجهة عند ربِّ الناس، فليس له أجر ولا ثواب عند الله عزَّ وجلَّ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم:
{إِنَّما الأعْمَالُ بالنِّيات، وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى}(3)
ومن يصومه خوفاً من لوم من حوله، ويتمنى في نفسه أن يذهب إلى مكان بعيد فيفطر فيه، هذا يقول الرسول الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم فيه:
{رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ}(4)
لأنه يصوم عن غير اقتناع وعن غير رضا بأمر الله، وعن غير محبة لتنفيذ شرع الله، والله عزَّ وجلَّ لا يعطى الثواب إلا لمن عمل العمل خالصاً ابتغاء وجهه عزَّ وجلَّ:
{فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (110الكهف).
إذاً ماذا يفعل المسلم؟ ينوى من الآن أن يصوم شهر رمضان لينال في نهايته شهادة بالغفران من الحنان المنان عزَّ وجلَّ، فينوى الصيام لطلب المغفرة، وينوى الصيام لمحو ذنوبه وستر عيوبه، وتكفير سيئاته، وزيادة حسناته عند الله عزَّ وجلَّ. وهذا هو الذي أخذ بوجه من قوله سبحانه في بيان حكمة الصيام:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ}
لماذا يا ربّ؟، وما الحكمة يا الله؟
(لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (183البقرة).
(1)رواه البخارى في صحيحه والبيهقي في السنن عن أبي هريرة رَضِيَ الله عنه.
(2)رواه البزار والطبراني عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ الله عنه.
(3)متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب رَضِيَ الله عنه.
(4)رواه ابن حبان في كتاب الثواب والبيهقى عن ابن عباس رَضِيَ الله عنهما.[/F
وكيف نتجهز لاستقبال شهر الصوم؟
أما العوام فيستعدون بتجهيز المأكولات والمشروبات والمسلِّيات، والأمور التي يضيعون بها الأوقات فتكون عليهم يوم القيامة حسرات ومصيبات.
فالذين يضيعون أوقات رمضان في المسليات والمسلسلات الهابطات سيقولون جميعاً يوم القيامة كما أنبأ الله:
(يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ) (56الزمر).
ولا تنفع الحسرة في ذلك اليوم، ولا ينفع التوجع أو التألم في ذلك عندها لأن يوم العمل قد فات، ويوم إعطاء الثواب أو العقاب هو الآت.
إذاً كيف يتجهَّز المسلم؟، وكيف يتجهَّز المؤمن؟، وكيف يستعد المحسن،؟والموقن، لشهر رمضان الكريم؟
أولاً: يجرد نيته، ويحضر سريرته، ويُصفّي نفسه وقلبه لله عزَّ وجلَّ ويُحدد لنفسه وجهة يطلبها من مولاه، ويبتغي بعمله في شهر الصيام تحقيق ما أمّله من الله والفوز بما يرجوه من كرم الله عزَّ وجلَّ. وأقل المؤمنين عند الله عزَّ وجلَّ شأناً قال فيه صلَّى الله عليه وسلَّم:
{مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيمَاناً واحْتِسَاباً، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ}(1)
وروى البخارى في كتابه الأدب أَنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم صَعِدَ المِنْبَرَ فقَال:
{آمينَ، آمينَ، آمينَ. قيلَ: يَا رَسولَ اللَّهِ، إنَّكَ حِينَ صَعِدْتَ المِنْبَرَ، قُلْتَ: آمينَ، آمينَ، آمينَ؟. قال: إِنَّ جِبْرِيلَ أتَاني فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ قُلْ: آمين} - وفي رواية: { شقى من أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له، فقلت: آمين}(2)
فالذي يدرك شهر رمضان ويوفقه الرحمن عزَّ وجلَّ لحضور أيام شهر رمضان، عليه أن يستحضر في نفسه، وعليه أن ينوي في قلبه، وعليه أن يجهز في سريرته من الآن لماذا يصوم شهر رمضان؟
فإذا كان يصومه للعادة المرعية كما يصوم الناس ولم يحدد لنفسه وجهة عند ربِّ الناس، فليس له أجر ولا ثواب عند الله عزَّ وجلَّ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم:
{إِنَّما الأعْمَالُ بالنِّيات، وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى}(3)
ومن يصومه خوفاً من لوم من حوله، ويتمنى في نفسه أن يذهب إلى مكان بعيد فيفطر فيه، هذا يقول الرسول الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم فيه:
{رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ}(4)
لأنه يصوم عن غير اقتناع وعن غير رضا بأمر الله، وعن غير محبة لتنفيذ شرع الله، والله عزَّ وجلَّ لا يعطى الثواب إلا لمن عمل العمل خالصاً ابتغاء وجهه عزَّ وجلَّ:
{فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (110الكهف).
إذاً ماذا يفعل المسلم؟ ينوى من الآن أن يصوم شهر رمضان لينال في نهايته شهادة بالغفران من الحنان المنان عزَّ وجلَّ، فينوى الصيام لطلب المغفرة، وينوى الصيام لمحو ذنوبه وستر عيوبه، وتكفير سيئاته، وزيادة حسناته عند الله عزَّ وجلَّ. وهذا هو الذي أخذ بوجه من قوله سبحانه في بيان حكمة الصيام:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ}
لماذا يا ربّ؟، وما الحكمة يا الله؟
(لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (183البقرة).
(1)رواه البخارى في صحيحه والبيهقي في السنن عن أبي هريرة رَضِيَ الله عنه.
(2)رواه البزار والطبراني عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ الله عنه.
(3)متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب رَضِيَ الله عنه.
(4)رواه ابن حبان في كتاب الثواب والبيهقى عن ابن عباس رَضِيَ الله عنهما.[/F
محمدخميس-
- الجنس :
عدد المساهمات : 7
نقاط : 5841
تاريخ التسجيل : 08/05/2016
. :
مواضيع مماثلة
» جمعية الشاهد الدولية : اول يوم لشهر رمضان المبارك
» قس طرابلس: تدهشني لامبالاة الناتو بالهدنة المقترحة لشهر رمضان في ليبيا ..
» وصايا سيدنا محمد لشهر شعبان
» "إستعدوا لشهر الصوم"
» اليوم 17 رمضان ذكرى الثالثا استشهاد عائلة رمضان ابوعميد الورشفاني
» قس طرابلس: تدهشني لامبالاة الناتو بالهدنة المقترحة لشهر رمضان في ليبيا ..
» وصايا سيدنا محمد لشهر شعبان
» "إستعدوا لشهر الصوم"
» اليوم 17 رمضان ذكرى الثالثا استشهاد عائلة رمضان ابوعميد الورشفاني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 7 يناير - 7:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» النفير المقدس
الخميس 4 يناير - 1:50 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى شيوخ ومثقفي الخليج
الأحد 31 ديسمبر - 17:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» .سجل حضورك ... بصورة تعز عليك ... للبطل الشهيد القائد معمر القذافي
الإثنين 25 ديسمبر - 17:43 من طرف chlih
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:07 من طرف علي عبد الله البسامي
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» عملاق الردى
الأحد 24 ديسمبر - 17:15 من طرف علي عبد الله البسامي
» إجرام الغرب
السبت 16 ديسمبر - 16:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» فضبدة الخذلان
الجمعة 8 ديسمبر - 9:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» شرف المقاومة
الأحد 3 ديسمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» زمرة العز في زمن الهوان
السبت 2 ديسمبر - 13:22 من طرف علي عبد الله البسامي
» دليل التّردِّي
الثلاثاء 28 نوفمبر - 0:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» الخذلان المذل
الأحد 26 نوفمبر - 11:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» أحرارُ الخَلَف
الخميس 23 نوفمبر - 17:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» وثبة الابطال في اليمن
الأربعاء 22 نوفمبر - 17:11 من طرف علي عبد الله البسامي
» هان العرب
الأربعاء 22 نوفمبر - 6:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:03 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:02 من طرف علي عبد الله البسامي
» شعب الاباء في غزة
السبت 18 نوفمبر - 0:42 من طرف علي عبد الله البسامي
» ضرُّ المذلّة في الامّة
الأحد 12 نوفمبر - 0:40 من طرف علي عبد الله البسامي