البرغثي ...الجيش الليبي الى أين !؟
صفحة 1 من اصل 1
البرغثي ...الجيش الليبي الى أين !؟
بقلم محمد الأمين
ملاحظات عابرة بخصوص ما ورد في لقاء المرشح لمنصب وزير الدفاع بحكومة "الوفاق الوطني" المهدي البرغثي على شاشة قناة ليبيا
تذكرت وأنا أهُـــمّ بمشاهدة تسجيل لمقابلة البرغثي أمرين هامّين:
تذكرت وأنا أهُـــمّ بمشاهدة تسجيل لمقابلة البرغثي أمرين هامّين:
• الأمر الأوّل هو ما نقله الكاتب الصحفي الكبير بوب وورد في كتابه "القادة" عن ماراتون جلسات الاستماع التي خضع لها وزير الدفاع الأمريكي الأسبق ديك تشيني أواخر عام 1988 وبداية 1989 أمام الكونجرس الأمريكي، قبل تكليفه رسميا بالمنصب داخل إدارة جورج بوش الأب في مارس 1989.. وقد نقل بوب وورد الأسئلة العسيرة التي واجهها ديك تشيني، والتحقيقات والإجراءات القاسية التي اعتمدها أعضاء الكونجرس وأجهزة الاستخبارات سواء أثناء تزكيته أو خلال استجوابات ما قبل إعلان تعيين الرجل للمنصب..
• أما الأمر الثاني، فهو أن آخر وزير دفاع "حقيقي" في تاريخ ليبيا قد قضى في ساحة المعركة، مدافعا عن وطنه ضدّ أعتى وأقوى تحالف عسكري في تاريخ الإنسانية..
وكنت أتساءل عمّا سأجده في المرشح لمنصب وزير دفاع ليبيا من صفات؟؟ وهل فيه شيء من " وزير الدفاع الحقيقي" أو حتى "ديك تشيني" على الأقلّ ؟؟
وكنت أتساءل عمّا سأجده في المرشح لمنصب وزير دفاع ليبيا من صفات؟؟ وهل فيه شيء من " وزير الدفاع الحقيقي" أو حتى "ديك تشيني" على الأقلّ ؟؟
ما يجب أن نتذكره في البداية أن الرجل لم يُعيّنه الّليبيون.. ولم يمثل أمام مؤسسة برلمانية ليبية في جلسة استماع.. بل لم يُكلّف نفسه حتى عناء المثول لنيل الثقة!!
هذا الأمر عادي ما دامت الثقة في عهد فبراير يمنحها الأجنبي.. أو ميليشيات الاخوان والمقاتلة..
هذا الأمر عادي ما دامت الثقة في عهد فبراير يمنحها الأجنبي.. أو ميليشيات الاخوان والمقاتلة..
..بحثتُ عن عناوين خبرة في سيرة الرجل الذاتية، فلم أجد غير مهمة وحيدة يُقال أنه قد مارسها في صلب جيش حفتر وهي "قيادة كتيبة الدبابات"!! ولا حاجة إلى أن أنقل إليك الشعور بالاسف على الدرجات الوظيفية في عهد فبراير.. فانهيار معايير تولّي الوظائف الرسمية أمر لا نتعجّب منه إذا تعلّق بمنصب عادي.. لكن أن يتفشّى الداء وتنحدر مقاييس الكفاءة حتىّ يصل مفاصل وزارة الدفاع، فهذا ممّا لا يبعث على التفاؤل أبدا..
..واستمعتُ إلى البرغثي باحثا عن صوت العسكري.. وعن عمق تكوين العسكري.. وعن أسلوب المرشح إلى أعلى منصب تنفيذي في العسكرية الليبية.. بل بحثتُ عن العسكري المحترف فيه.. فلم أجد ما يدلّ على خبرة، ولا دراية ولا معرفة بالتخصص.. بل لقد تحدث البرغثي في كل ما لا يتعلق بتخصصه حتى ظهر كفبرايري بسيط لم يستوعب بعدُ فرحة ترشيحه للمنصب الذي لم يكن يخطر له على بال..
..واستمعتُ إلى البرغثي باحثا عن صوت العسكري.. وعن عمق تكوين العسكري.. وعن أسلوب المرشح إلى أعلى منصب تنفيذي في العسكرية الليبية.. بل بحثتُ عن العسكري المحترف فيه.. فلم أجد ما يدلّ على خبرة، ولا دراية ولا معرفة بالتخصص.. بل لقد تحدث البرغثي في كل ما لا يتعلق بتخصصه حتى ظهر كفبرايري بسيط لم يستوعب بعدُ فرحة ترشيحه للمنصب الذي لم يكن يخطر له على بال..
لم أجد غير لهجة مهزوزة ومنطق عامّي، وسطحية لا يمكن لصاحبها أن يقود رتلا من سيارات الإسناد اللوجستي أو التموين.. وتوزيعهاعلى المفارز المتنقّلة،..
وجدتُ منطقاً متماهيا مع وضع وظيفي مخالف تماما لمنصب وزير الدفاع.. ففي داخل شخصية المهدي البرغثي موظف صغير لم يتعايش مع صفقة التعيين، وما يزال بحاجة إلى تأهيل نفسي كي يستوعب ما يجري..
لكنه في انتظار ذلك، لم يجد حرجا في أن يهرول إلى تونس دون تفويض ودون ثقة برلمانية ودون إجماع بحجة انه يريد لقاء سفراء الغرب ومعرفة ماذا يريدون من ليبيا؟؟ تصوّر..!!
ليس أشدّ مهارة من وزير الدفاع في معرفة نوايا السفراء والمندوبين والممثلين الغربيين إزاء ليبيا!!
وقد كان على كل هؤلاء الحذر الشديد فالخبير العسكري والمحلّل الاستراتيجي في الطريق إليهم!!
بهذه اللهجة البائسة.. قالها وكأنه قد قُذِفَ به في ليبيا اليوم أو البارحة.. يريد أن يعلم ما يريده الغربيون من ليبيا؟؟!!
لا علينا..
وقد كان على كل هؤلاء الحذر الشديد فالخبير العسكري والمحلّل الاستراتيجي في الطريق إليهم!!
بهذه اللهجة البائسة.. قالها وكأنه قد قُذِفَ به في ليبيا اليوم أو البارحة.. يريد أن يعلم ما يريده الغربيون من ليبيا؟؟!!
لا علينا..
..عبر مختلف فترات المقابلة، كنت أقتنع تدريجيا بأن البرغثي هو آخر من قد ينجح في "لعب دور وزير الدفاع" في مشهد عسكري ميليشيوي بامتياز.. فما زال الرجل بصدد حفظ "الكليشيهات" المألوفة التي اعتدنا سماعها من مفاوضي فبراير، و"الهمهمات" الغامضة التي يطلقها أي سياسي مبتدئ يتلفّظ بالتناقضات دون أن يعي تنافر المفاهيم ومأزق التعبير عن الأفكار الذي يتخبط فيه..
تلفّظ البرغثي بشعارات أخطر من المرحلة، وأخطر من منصبه، وأخطر حتى على ليبيا..
ففي سياق حماسته لتفعيل المؤسسة العسكرية كما يقول، وتمسكه بصلاحيات وزير الدفاع كاملة.. لم يتورّع عن إعلان نيّته "إعادة هيكلة الجيش"!! نعم.. بما تحمله العبارة من خطورة، ونوايا ودسّ واضح يعكس إملاءات واضحة من رُعاةِ البرغثي بضرورة معالجة ملفّ شائك و"عاجل" يهمّ "عقيدة الجيش الليبي"..
ازدحام المفاهيم في ذهن البرغثي، جرّه أيضا على إعلان تأييده لمدنية الدولة.. ودولة القانون.. لكنه دافع عن حق العسكر في الاقتراع لأجل أن " يعرف الجندي أنه قد شارك في اختيار الحاكم"!!
ففي سياق حماسته لتفعيل المؤسسة العسكرية كما يقول، وتمسكه بصلاحيات وزير الدفاع كاملة.. لم يتورّع عن إعلان نيّته "إعادة هيكلة الجيش"!! نعم.. بما تحمله العبارة من خطورة، ونوايا ودسّ واضح يعكس إملاءات واضحة من رُعاةِ البرغثي بضرورة معالجة ملفّ شائك و"عاجل" يهمّ "عقيدة الجيش الليبي"..
ازدحام المفاهيم في ذهن البرغثي، جرّه أيضا على إعلان تأييده لمدنية الدولة.. ودولة القانون.. لكنه دافع عن حق العسكر في الاقتراع لأجل أن " يعرف الجندي أنه قد شارك في اختيار الحاكم"!!
هكذا بكل براءة .. يدافع البرغثي عن الشيء ونقيضه.. يريد جيشا محترفا في دولة مدنية، يصوّت ويتحزّب وربما يشارك في التظاهرات.. في مرحلة ما بعد حرب أهلية.. هذه رؤية وزير دفاع توافقي مدعوم من ميليشيات يقاتلها في بنغازي ويجلس معها وتؤيده في طرابلس..
وزاد البرغثي عناوين أخرى إلى توليفة التناقضات.. تأييد حفتر للبرلمان ولحكومة الوفاق في نفس الوقت.. وضرورة أن يقود معركة سرت جيش المجلس الرئاسي دون غيره.. اعتراف البرغثي بحفتر وتأييده من موقعه كوزير دفاع، لكنه كذلك على وفاق مع كافة القيادات العسكرية بالمنطقة الغربية!!
إن عملية القتل التدريجي للدولة وصلت اليوم إلى حدّ امتهان المناصب.. وبعد الانتهاء من إسقاط الدولة ماديّا.. يجري اليوم إسقاطها معنويا، والقضاء على كافة مظاهر قوتها وعناوين سيادتها ومهابتها بتمييع المناصب السيادية..
إن تسطيح العقائد والشعارات والمفاهيم عمل ممنهج يقود إلى صناعة نمط جديد من الوعي في ذهن المواطن يقوم على التفريط في كل شيء.. والاستهتار بكل شيء..
وباختصار فإن إعادة بناء ليبيا كما يريدها أبناؤها تبدو أمرا مستحيلا.. لأنه يتناقض مع إرادة السادة المشرفين، وإرادات من حرّروا فصول سيناريو المأساة.
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34771
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي