المجلس الرئاسي يشكو بثه وحزنه لــ(خالقه)

كلمة رئيس المجلس الرئاسي "العميل فائز السراج" للشعب الليبي بشأن الأوضاع الراهنة

بقلم ميلاد عمر المزوغي

مرة أخرى يثبت المجلس الرئاسي بأنه لم يأت بناء على توافق وطني, بل جاء نتيجة امتلاءات فرضها الغرب والدول الإقليمية المتدخلة بشكل سافر في الشأن الليبي منذ بداية الأزمة,البنوك التجارية تعاني نقصا في السيولة وهناك ارتفاعا فاحشا في الأسعار,ما أثقل كاهل المواطن الذي لم يعد قادرا على الإيفاء بأبسط التزاماته نحو أسرته.

البنك المركزي في أي دولة, هو المخول قانونا بإصدار العملة وإيجاد سياسات نقدية ومالية من شانها استقرار الأسعار ومحاولة النهوض بالاقتصاد الوطني,ولكن لماذا كل هذه الضجة التي تحدثها السلطات القابعة في ثكنة أبي ستة العسكرية وإعلامها؟, على مدى خمس سنوات, قام البنك المركزي بإصدار عديد الطبعات من العملات المحلية لمقابلة الطلب على السيولة في ظل عجز الدولة عن توفير الحاجيات الضرورية من الخارج عن طريق فتح الاعتمادات,ولم نلاحظ انتقادا لما يحدث والسبب لأنه يصب في مصلحة المتسلطون الجدد الذين يسيطرون على كافة مفاصل الدولة الاقتصادية.

من الواضح أن المجلس الرئاسي لا يعترف بالبنك المركزي بالبيضاء وادارته التي كلفها مجلس النواب نظرا لعدم امتثال المحافظ السابق لسلطة مجلس النواب ,بل آزر الانقلابيون وفتح لهم أبواب البنك على مصراعيه,وأمدهم بالأموال اللازمة للصرف على الميليشيات حيث الرواتب والمنح والمزايا لمنتسبيها,وسهّل لهم الحصول على ما يريدون من اعتده للسيطرة على بعض المناطق بقوة السلاح وشراء الذمم لبعض من يعتقد بأنهم سيغيرون من الواقع لمصلحتهم.

البنوك في شرق الوطن تعاني نقصا حادا في السيولة ,لان إخوتنا في الشرق من المغضوب عليهم, لمحاولتهم شق عصا الطاعة لرفضهم حياة الذل والمهانة والقتل بدم بارد,فكان العقاب من حكومة الإنقاذ بإرسال آلاف الإرهابيين والأسلحة,إن انتصار الجيش في بنغازي يعد بداية النهاية للفئة الباغية وان حاولت التلون وبالتالي نجدهم يحرضون على مقاتلة من يعتبرونهم متمردين في بنغازي والشرق عموما ويعد ذلك واجب شرعي.

التشكيك في الإصدار الجديد للعملة ومن ثم الاستغاثة بالأمريكان, ينبئان بان المجلس الرئاسي لم يأتي لأجل مصلحة الوطن,بل لتنفيذ أجندة تيار ارتمى في أحضان المستعمر الذي دمر الوطن, القول بان البنك المركزي في طرابلس هو الأساس يعتبر تدخلا فاضحا في الشأن الداخلي لليبيا فمجلس النواب والى حين البث في مشروعية المجلس الرئاسي(منحه الثقة) يعتبر الجهة الرسمية التي تتولى جانب التشريع والمتابعة لأجهزة الدولة المختلفة.

الكائن أيا كان عاديا أو اعتباريا, يلجأ إلى من يرى انه الأحق باللجوء إليه, يقينا منه بأنه لن يبخل عليه في إبداء الرأي والمشورة بل الوقوف معه بكل ما يملك وان دعت الضرورة إلى استخدام القوة,هذه هي حال مجلسنا الرئاسي يلجأ إلى (خالقه-يشكو إليه بثه وحزنه) فالأمور جسام ولا طاقة له بها,لا شك أن المجلس الرئاسي اخذ يكشف عن وجهه الصفيق وانه معاد لفئة كبيرة من المواطنين,حتى أولئك الذين طبلوا له عند مقدمه أصبحوا اليوم أكثر يقينا بأنه جسم أريد من خلاله إهدار ما تبقى من أموال, وزرع الفتنة بين مكونات الشعب.السيد رئيس المجلس الرئاسي يصف قطر خلال زيارته لها لتأدية واجب الطاعة والعرفان بالجميل امتثالا "من لم يشكر قطر فهو,,,,," بأنها من الساعين إلى إحداث الأمن والاستقرار في ليبيا! . شكرا قطر على حياة الرفاهية والاستقرار التي ننعم بها منذ قدومكم الميمون وتخليصنا من ربقة الديكتاتورية التي عاثت في الأرض فسادا.