سبب انتصارات الاسلامية الكبرى
صفحة 1 من اصل 1
سبب انتصارات الاسلامية الكبرى
[frame="13 10"]
لماذا كانت الانتصارات الإسلامية الكبرى في شهر رمضان بالذات؟
مثل غزوة بدر، وفتح مكة، ودخول الأندلس، ومعركة عين جالوت، ومعركة العاشر من رمضان؟
إن سر انتصار المسلمين في أي معركة، وضع الله عزَّ وجلَّ له مفاتيحاً في كتابه أولها: جعل النصر ليس بالقوة ولا بالعدد ولا بالخُطط ولا بالتكتيكات فقط، وإنما كما قال عزَّ وجلَّ:
(وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ) (10الأنفال)
فالنصر في البداية والنهاية من الله عزَّ وجلَّ ، ولذلك ورد في أخبار غزوة بدر أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أخذ بيده حفنة من التراب ورمى بها في وجوه الأعداء قائلاً:
(شاهت الوجوه)،
فأصابت كل مشرك، فما السر فى ذلك؟
السر فى ذلك فى قوله تعالى:
(وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى)
ولذا قال للمسلمين لاحقاً لما أخذت بعضهم نشوة النصر فافتخر بقتله لصناديد أهل الكفر، قال تعالى لهم مُعلِّماً ومُؤدِّباً -
(فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ) (17الأنفال)،
فأنتم أمسكتم بالسيوف وضربتم، ولكن الله هو الذي أمدّكم بالقوة، وأوصلها إلى رقاب الأعداء فقتلتهم.
فالنصر بداية من الله عزَّ وجلَّ، ولكن هذا لا ينافى قول الله عزَّ وجلَّ لنا:
(وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ) (60الأنفال)،
فكل ما في إمكاناتكم من قوة جهّزوها، وتدربوا عليها، واستعدوا بها، لكن لابد مع القوة من استمداد النصر من عند الله عزَّ وجلَّ ،
لأن لله عزَّ وجلَّ أسلحة في القتال تحقق النصر لا يعطيها إلا لعباده المؤمنين، وقد أشار إليها مُجْملاً سيدنا عمر بن الخطاب في كتابه الذي أرسله إلى سيدنا سعد بن أبي وقاص في غزوه لبلاد فارس، وكان مما قاله له فيه:
{ مُرْ الجند بطاعة الله عزَّ وجلَّ، فإنا لا ننتصر بعدد ولا عُدد، وإنما ننتصر بالمدد من الله عزَّ وجلَّ، والله عزَّ وجلَّ يمدُّ بمدده من أطاعه ونصر شرعه. أما إذا عصى الجند الله، فإنهم يتساوون مع أعدائهم وهم أكثر منّا عَدَداً وعُدداً فتكون النصرة لهم }.
وهذا هو المفتاح الكريم الثاني للنصر.
فإذا أقمنا حدود الله وطبقنا شرائعه، جاءنا النصر من عند الله عزَّ وجلَّ، ومن أول ما يأتى به النصر من الله قذف الرعب في قلوب الأعداء، وهذا سلاح قال فيه صلَّى الله عليه وسلَّم:
{نصرت بالرعب مسيرة شهر}(1)
فعندما علم النبى أن ملك الروم جهَّز أكثر من خمسمائة ألف، وأعلن أنه سيتوجه لمحق هذا النبي، جهَّز صلَّى الله عليه وسلَّم ثلاثين ألفاً، وخرج من المدينة في وقت صيف كان شديد الحرارة، وبمجرد خروجه من المدينة طارت الأنباء إلى قيصر الروم بخروجه صلَّى الله عليه وسلَّم، وبينهما ما يزيد عن الألف كيلومتراً، فما كان من قيصر الروم إلا أن ترك بلاد الشام كلها وذهب إلى عاصمة مُلكه في القسطنطينية رعباً وفزعاً من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فسار صلَّى الله عليه وسلَّم حتى بلغ تبوك في شمال الجزيرة فلم يجد من الروم جنداً ولا جيشاً ولا أحداً في مقابلته فالسلاح الأعظم الذي نصر الله عزَّ وجلَّ به المسلمين في كل حروبهم في شهر رمضان:
(وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) (2الحشر).
(1)متفق عليه من حديث أبي هريرة رَضِيَ الله عنه.
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B7%D8%B1/
منقول من كتاب {الخطب الالهامية شهر رمضان وعيد الفطر} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً
https://www.youtube.com/watch?v=sX5dYBBfzxc
[/frame]مثل غزوة بدر، وفتح مكة، ودخول الأندلس، ومعركة عين جالوت، ومعركة العاشر من رمضان؟
إن سر انتصار المسلمين في أي معركة، وضع الله عزَّ وجلَّ له مفاتيحاً في كتابه أولها: جعل النصر ليس بالقوة ولا بالعدد ولا بالخُطط ولا بالتكتيكات فقط، وإنما كما قال عزَّ وجلَّ:
(وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ) (10الأنفال)
فالنصر في البداية والنهاية من الله عزَّ وجلَّ ، ولذلك ورد في أخبار غزوة بدر أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أخذ بيده حفنة من التراب ورمى بها في وجوه الأعداء قائلاً:
(شاهت الوجوه)،
فأصابت كل مشرك، فما السر فى ذلك؟
السر فى ذلك فى قوله تعالى:
(وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى)
ولذا قال للمسلمين لاحقاً لما أخذت بعضهم نشوة النصر فافتخر بقتله لصناديد أهل الكفر، قال تعالى لهم مُعلِّماً ومُؤدِّباً -
(فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ) (17الأنفال)،
فأنتم أمسكتم بالسيوف وضربتم، ولكن الله هو الذي أمدّكم بالقوة، وأوصلها إلى رقاب الأعداء فقتلتهم.
فالنصر بداية من الله عزَّ وجلَّ، ولكن هذا لا ينافى قول الله عزَّ وجلَّ لنا:
(وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ) (60الأنفال)،
فكل ما في إمكاناتكم من قوة جهّزوها، وتدربوا عليها، واستعدوا بها، لكن لابد مع القوة من استمداد النصر من عند الله عزَّ وجلَّ ،
لأن لله عزَّ وجلَّ أسلحة في القتال تحقق النصر لا يعطيها إلا لعباده المؤمنين، وقد أشار إليها مُجْملاً سيدنا عمر بن الخطاب في كتابه الذي أرسله إلى سيدنا سعد بن أبي وقاص في غزوه لبلاد فارس، وكان مما قاله له فيه:
{ مُرْ الجند بطاعة الله عزَّ وجلَّ، فإنا لا ننتصر بعدد ولا عُدد، وإنما ننتصر بالمدد من الله عزَّ وجلَّ، والله عزَّ وجلَّ يمدُّ بمدده من أطاعه ونصر شرعه. أما إذا عصى الجند الله، فإنهم يتساوون مع أعدائهم وهم أكثر منّا عَدَداً وعُدداً فتكون النصرة لهم }.
وهذا هو المفتاح الكريم الثاني للنصر.
فإذا أقمنا حدود الله وطبقنا شرائعه، جاءنا النصر من عند الله عزَّ وجلَّ، ومن أول ما يأتى به النصر من الله قذف الرعب في قلوب الأعداء، وهذا سلاح قال فيه صلَّى الله عليه وسلَّم:
{نصرت بالرعب مسيرة شهر}(1)
فعندما علم النبى أن ملك الروم جهَّز أكثر من خمسمائة ألف، وأعلن أنه سيتوجه لمحق هذا النبي، جهَّز صلَّى الله عليه وسلَّم ثلاثين ألفاً، وخرج من المدينة في وقت صيف كان شديد الحرارة، وبمجرد خروجه من المدينة طارت الأنباء إلى قيصر الروم بخروجه صلَّى الله عليه وسلَّم، وبينهما ما يزيد عن الألف كيلومتراً، فما كان من قيصر الروم إلا أن ترك بلاد الشام كلها وذهب إلى عاصمة مُلكه في القسطنطينية رعباً وفزعاً من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فسار صلَّى الله عليه وسلَّم حتى بلغ تبوك في شمال الجزيرة فلم يجد من الروم جنداً ولا جيشاً ولا أحداً في مقابلته فالسلاح الأعظم الذي نصر الله عزَّ وجلَّ به المسلمين في كل حروبهم في شهر رمضان:
(وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) (2الحشر).
(1)متفق عليه من حديث أبي هريرة رَضِيَ الله عنه.
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B7%D8%B1/
منقول من كتاب {الخطب الالهامية شهر رمضان وعيد الفطر} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً
https://www.youtube.com/watch?v=sX5dYBBfzxc
محمدخميس-
- الجنس :
عدد المساهمات : 7
نقاط : 6143
تاريخ التسجيل : 08/05/2016
. :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي
» رسائل إيمانية
الثلاثاء 16 يوليو - 1:03 من طرف علي عبد الله البسامي
» بروفيسور الكبت
الجمعة 12 يوليو - 20:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» مشاعر الفراق
الأربعاء 10 يوليو - 6:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» الزيف المؤله
الأحد 30 يونيو - 16:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى السِّنوار
الأربعاء 19 يونيو - 10:48 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى السِّنوار
الأربعاء 19 يونيو - 10:48 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء رئيس ايران
الأربعاء 5 يونيو - 19:11 من طرف علي عبد الله البسامي
» جزائرنا
الأربعاء 5 يونيو - 18:51 من طرف علي عبد الله البسامي
» الحق منتصرلا محالة
السبت 25 مايو - 14:37 من طرف Zico
» قمم أم قمامة ؟
الأحد 19 مايو - 0:48 من طرف علي عبد الله البسامي
» غائط القرن
السبت 4 مايو - 0:33 من طرف علي عبد الله البسامي