الدكتور مصطفى الزائدي:كلمات في زمن الازمات !!

انه زمن الرجال الذين يحملون الوطن في قلوبهم وعقولهم !!
وليس زمن الاوغاد الذين لا يترددون في بيع الوطن بطونهم !!
استمرار الازمة الليبية هو فقط نتيجة لعقدة العناد والمكابرة التي تحكم تصرفات من يعدون انفسهم من النخب السياسية الليبية !!
الكل بات يدرك ،ان ما حدث ، هو مؤامرة كبري على الوطن ، اكتوي الجميع بنيرانها ، لكن البعض لازال يتوهم انهم هم من صنع الحدث المدمر ، لذلك تراهم يغرسون رؤوسهم في الرمال ، يصرون على ان الزمن قد يمكنهم من تحقيق ما زُرع في عقولهم من اوهام !!
ايها السادة من نافلة القول التذكير بان الصراع في ليبيا ليس صراعا جهويا ولا قبليا ، وهو ليس صراعا ايديولوجيا بين اسلاميين وجماهيريين وليبراليين ، انها حالة من الوهم فرضها اعداء الوطن والامة والدين علي العقول ، فاتبعها الواهمون والوهميون والسطحيون ، فانقسموا شيعا يخربون بيوتهم و بلادهم بايديهم ، ويعتقد كل حزب منهم انهم فائزون !!
الصراع في ليبيا هو مجابهة بين الشعب الليبي بكل قبائله وجهاته وتوجهات ابنائه السياسية والايديولوجية ، مع اعدائه المستعمرين وعملائهم الذين يحمل بعضهم اسماء او هويات ليبية !!
اعتقد ان اغلب الاطراف الليبية المنغمسه في الصراع باتت تدرك طبيعة المشكلة ، وهذا هو اساس البحث الجدي في الحل .لذلك لابد من ثكاتف الجهود للبحث في المخارج المناسبة لمن تورط بقصد او بدونه في المؤامرة .
اعتقد ان الوقت مناسب جدا والفرصة سانحة ، رغم الالام والدماء والمعاناة لطرح مشروع حل وطني ، يبني على الثوابت الوطنية التي يتفق عليها الجميع " وطن موحد مستقل امن مستقر ، يتمكن فيه الليبيين من التعايش معا بالاسلوب الذي يتفقون عليه ، وطن للجميع لا غالب ولا مغلوب ".
انا اعتقد جازما ان رفاقنا من القيادات السياسية والاكاديمية والعسكرية والامنية في السجون قادرون على انجازه ، مع الاخوة الذين يتولون ادارة الامور في بعض المناطق .
لذلك ادعو بوضوح ، الاخوة في طرابلس ومصراته والزاوية على وجه الخصوص الي ضرورة الانتقال من مرحلة الحذر والتخوف وخطابات حسن النوايا الطيبة الي مرحلة العمل الجاد ، وسيجدون الاطراف الليبية الاخرى جاهزة وجادة للانفاق على الخروج بالوطن من عنق الزجاجة ، ان مشروعا وطنيا من هذا القبيل سيجد الليبيين جاهزين لتبنيه ، ولنا فيما قام به اهلنا في الزنتان من مبادرات جدية ، واجراءات الاخوة في مجلس النواب الجرئية مثالا واضحا يمكن البناء عليه .
اقول قولي هذا وانا مدرك تماما ، اننا لن نتمكن من استعادة الوطن من عبث الارهاب والفوضى والفساد الناتج عن التدخل الاجنبي ، الا بوحدة وطنية شعبية ، تتطلب مصالحة وطنية كاملة تنتج عن حورا وطنيا جديا يتأسس علي مشروع استعادة الوطن ، ونبذ الخلاف والعفو العام والاتفاق على استيفاء واسترداد الحقوق بالقانون
والله من وراء القصد
مصطفى الزائدي
١٧.٧.٢٠١٦