راي اليوم:باسم من تعود الطائرات الامريكية لقصف ليبيا
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
راي اليوم:باسم من تعود الطائرات الامريكية لقصف ليبيا
باسم من تعود الطائرات الامريكية لقصف ليبيا تحت ذريعة محاربة “الدولة الاسلامية” ومن اعطاها الاذن؟ وهل تشكلت حكومة السراج لكي تكون “المحلل”؟ واين هم فرسان “الثورة” الليبية من هذا الانتهاك السافر لسيادة ليبيا وكرامتها؟
عندما بدأت المفاوضات في مدينة الصخيرات المغربية برعاية الدول الغربية لتشكيل حكومة وفاق، اختير السيد فايز السراج رئيسا لها لاحقا، قلنا في هذا المكان ان هناك عودة لحلف “الناتو” وطائراته مجددا الى ليبيا، وان الهدف الاساسي من تأسيس هذه الحكومة، تحت اشراف مزور للامم المتحدة هو استخدامها كذريعة لتوفير للغطاء لهذا التدخل، تماما مثلما فعل مجلس اللا وطني الليبي، وثورته، ورئيسه السيد بوشنه قبل خمس سنوات.
صباح اليوم تأكدت هذه النبوءة، مثلما تأكدت نبوءات سابقة قبلها، توقعنا فيها تحويل ليبيا الى دولة فاشلة يسودها الفساد وسيطرة الميليشيات المسلحة، وساحة للتدخلات الخارجية بفعل تدخل الناتو، ومرتع للجماعات المتطرفة، ووثقنا كل هذا في صحيفتنا، وصحف اجنبية، مثل “الغارديان”، ولحق بنا الكثير من الاذى، وتعرضنا للكثير من الاتهامات في حينها، وما زلنا.
قبل خمسة اعوام تقريبا، وبينما كان كاتب هذه السطور يتناول العشاء في احد مطاعم العاصمة البريطانية، لندن، بصحبة صديق جزائري من كبار المحامين الدوليين، تقدم الي احدهم وكان ليبيا، عرفت ذلك من لهجته، ولان وجهه كان اليفا، وصرخ قائلا “اللهم رد كيدك الى نحرك”، فابتسمت ولم ارد ان ادخل في جدال عقيم، وقد تعودت على مثل هذه المواقف في زمن الثورات العربية، وحرب الكويت، وغزو العراق، والازمة في سورية، وحرب “عاصفة الحزم” في اليمن.
بالامس كتب السيد انس الغرياني على حسابي على “التويتر” تغريدة يقول فيها “إلتقينا في 2011 وقلت لك “ربي يجعل كيدك في نحرك”، إعتراضا عن موقفك تجاه “الثوار” (الاقواص من عنده) آنذاك. أنا آسف واعتذر.. كنت أنت على حق وكنت أنا مخطأ”.
حقيقة كانت كلمات السيد انس الغرياني مؤثرة، وكشفت عن خلق رفيع، وقيم عربية اصيلة، وشجاعة تحسب لصاحبها في الاعتراف بالخطأ اكبرها فيه واجلها، فهذه هي اخلاق العرب والمسلمين الاقحاح.
الليبيون تعرضوا، مثل الكثير من اشقائهم العرب، الى اكبر خدعة في التاريخ، عندما صدقوا الاكاذيب واساليب التضليل الامريكية والفضائيات العربية، واعتقدوا ان حلف “الناتو” سيحول بلدهم الى افضل من جنات عدن، وواحة للرخاء، فجاءت النتائج دمارا سياسيا واجتماعيا وجغرافيا واخلاقيا، وتم نهب عشرات المليارات من اموال الشعب الليبي وارصدته، وتهجير نصفه الى دول الجوار في تونس وليبيا، باتوا يعيشون على كفاف الكفاف، ويتسول معظمهم قوت يومه، وهم ابناء الاكرمين.
صباح اليوم (الاثنين) اعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون، ان الجيش الامريكي شن غارات جوية في ليببا “بطلب رسمي” من حكومة الوفاق الوطني، لاستهداف معقل تنظيم “الدولة الاسلامية” في مدينة سرت.
وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك حرفيا، “بطلب من حكومة الوفاق الوطني الليبية، شن جيش الولايات المتحدة غارات محددة على اهداف لتنظيم “الدولة الاسلامية” في سرت لدعم قوات هذه الحكومة في مسعاها لهزم داعش في معقلها الاساسي في ليبيا”، وبادر السيد السراج، رئيس هذه الحكومة ليؤكد هذه الضربات في كلمة متلفزة.
حكومة “الوفاق” التي يرأسها السيد السراج، ليست حكومة شرعية تحظى بدعم غالبية الليبيين، ولم يعترف بها برلمانا ليبيا في الشرق والغرب، وما زالت تقيم في قاعدة بحرية، ولذلك لا تحظى بأي تفويض شعبي لاعطاء الضوء الاخضر للطائرات الامريكية لانتهاك الاجواء الليبية، وممارسة اعمال القتل، دون اي حسيب او رقيب، تحت ذريعة محاربة تنظيم “الدولة الاسلامية”، تماما مثلما تفعل في العراق وسوريا واليمن، وتقتل العشرات ثم المئات ثم الآلاف.
ليبيا لم تعرف مطلقا اي وجود لتنظيم “الدولة الاسلامية”، او سلفه تنظيم “القاعدة” على اراضيها، وكانت تنعم بالامن والاستقرار، رغم تحفظاتنا، وغيرنا، الكثيرة على نظام العقيد معمر القذافي وطغيانه، ولم نكن ضد الثورة، وانما ضد “الناتو” والمؤامرة التي ينفذها، ولكن التدخل العسكري الامريكي الغربي هو الذي خلق الحواضن، والبيئة الانسب للجماعات الجهادية الاسلامية المتطرفة، ربما حتى يستمر تدخله العسكري في بلداننا.
قبل اسبوعين احتج السيد السراج رئيس “حكومة الوافق” على وجود قوات فرنسية خاصة تحارب على الارض الليبية، واعتبر وجودها دون اذن من حكومته انتهاكا للسيادة الليبية، وها هو اليوم آخر من يعلم بحدوث الغارات الامريكية على مدينة سرت، وربما علم بها لاحقا من “سي ان ان” او غيرها من المحطات الامريكية.
هذه الغارات الامريكية، وحتى لو استهدفت مواقع لتنظيم “الدولة الاسلامية” انتهاك ليس فقط لسيادة ليبيا، وانما لكرامتها وكرامة شعبها ايضا، ويجب ان تدينها كل الشعوب الحية والشريفة، او ما تبقى منها في هذا الزمن السيء، ونحن لا نتحدث هنا عن الجامعة العربية التي ارتكبت خطيئة شرعنة قصف “الناتو” بتحريض من دول خليجية.
لا نعرف حتى اليوم عدد ضحايا غارات طائرات حلف الناتو من الليبيين الابرياء اللذين سقطوا قبل خمس سنوات، وهناك من يقدر الرقم بأكثر من خمسين الفا، ولا نعتقد اننا سنعرف عدد الضحايا الابرياء بعد هذا القصف الجديد، مع فارق اساسي ان هؤلاء الضحايا الجدد ستلصق بهم تهمة، او تسمية لم يختاورها مطلقا، اي الارهاب والانتماء الى تنظيم “الدولة الاسلامية”.
اين اصدقاء الشعب الليبي، اين فرنسان “الثورة الليبية”، الذين نظّروا للتدخل الامريكي العسكري واستقبلوا الفيلسوف الصهيوني برنارد هنري ليفي بالاحضان، وعادوا الى ليبيا على صهوة الدبابات الفرنسية والامريكية والبريطانية؟ ولماذا لا نسمع اصواتهم؟
الشعب الليبي من اطيب الشعوب العربية والاسلامية، واكثرها تواضعا وايمانا، ومن المؤلم انه كان، وما زال، ضحية مؤامرة عربية وغربية، يدفع ثمنها وحده من امنه واستقرار بلاده، واحتياطاتها المالية والنفطية، دون ان يقترف اي ذنب، ودون ان يشاوره احد.
“راي اليوم”
الشابي-
- الجنس :
عدد المساهمات : 10326
نقاط : 34773
تاريخ التسجيل : 29/04/2014
. :
. :
. :
رد: راي اليوم:باسم من تعود الطائرات الامريكية لقصف ليبيا
انها الخيانة واللاوطنية عند هؤلاء الرعاع الذين باعوا الوطن الى اسيادهم الغرب
حسبي الله ونعم الوكيل فيهم
فارس مثناني-
- الجنس :
عدد المساهمات : 2303
نقاط : 10588
تاريخ التسجيل : 16/08/2013
. :
. :
مواضيع مماثلة
» «الحامي الموحّد» تغرق في رمال ليبيا : الطائرات النروجية تنهي مهمتها القتالية في ليبيا
» عاجل سوق الجمعة/// الطائرات لم تهدأ منذ صباح اليوم وهي تنزل
» شاهد اقوى سلاح دفاعى على حاملة الطائرات الامريكية
» إجلاء القواعد الامريكية من ليبيا : مجلة القوات الجوية الامريكية
» ذبحوا ليبيا باسم تحريرها ، وأذلوا شعبها باسم الحرية ، وقتلوا قرابة الـ100 ألف ليبي..
» عاجل سوق الجمعة/// الطائرات لم تهدأ منذ صباح اليوم وهي تنزل
» شاهد اقوى سلاح دفاعى على حاملة الطائرات الامريكية
» إجلاء القواعد الامريكية من ليبيا : مجلة القوات الجوية الامريكية
» ذبحوا ليبيا باسم تحريرها ، وأذلوا شعبها باسم الحرية ، وقتلوا قرابة الـ100 ألف ليبي..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الوفاق
الخميس 8 أغسطس - 18:27 من طرف علي عبد الله البسامي
» رثاء الشهيد اسماعيل هنية
الأربعاء 31 يوليو - 18:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» هدهد الجنوب
الجمعة 26 يوليو - 20:41 من طرف علي عبد الله البسامي
» حماة العفن
الأربعاء 17 يوليو - 16:53 من طرف علي عبد الله البسامي