الايام العصيبة .
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الايام العصيبة .
الايام العصيبة .
=========
تستطيع ان تقول انها بدأت بعد التدخل الناتو في ليبيا فالقرار الذي اصدره مجلس الامن الدولي بفرض حظر الطيران ثم التلاعب في تفاصيله بحيث يعطي الشرعية لقوات الناتو لقصف كل المواقع العسكرية او المدنية في ليبيا .
كان لا بد من تغير مكان معمر القذافي فهو الهدف رقم واحد لقوات التحالف الصليبي بالاضافة الي تقليل عدد الحراسات لدواعي أمنية فلم يبق مع القائد في تلك الفترة الا عدد بسيط من الحراسات لا يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة
عزالدين الهنشيري حاول تغير ملامح وجهه وصارت له لحية طويلة فالكثير من الخونة كانوا يعرفون ان الهنشيري آمر السرية الخاصة ومن الممكن لو تعرفوا عليه سوف يراقبونه ويعطون احداثيات المكان لغرفة عمليات الناتو في ايطاليا .
كان النظام انذاك يخوض حرب ضد الخونة على الارض والاعداء في السماء وهذا مازاد من صعوبة الاحداث ورفع من مستوي التحوطات الامنية .
ولكن مع ذلك كان القائد يخرج للتجول في سيارة عادية كل يوم اكثر من مرة ويرفض ان يضع اللثام على وجهه ويبرر ذلك بأن قطعة القماش هذه لن تقتلني ولن تحييني و كان يرد عليه الهنشيري سيدي نعرف ذلك لكن لا تنسي ان الضرر الذي قد يلحق بك لاسمح الله سوف يقضي على ليبيا في نفس الوقت .
كانت الاماكن البديلة تجهز بشبكة اتصالات حتي يتسني للقائد متابعة الاحداث مع غرفة عمليات الشعب المسلح والغرف الامنية العليا .
وكانت تصلها كل اوراقه التي يدون عليها ملاحظاته ، المصحف والسجادة كان يحتفظ بهما في حقيبته فلم يشاء تغيرهما طيلة الاحداث .
كان بعد ان ينتهي من اتصالاته يقرأ القرأن الكريم ويقوم للصلاة والدعاء
اما اغلب اتصالاته فكانت مع ابنه خميس والفريق الهادي امبيرش وسيف الاسلام وعبدالله السنوسي ، اما المعتصم بالله فكان لا يتصل الا في القليل النادر حتي لا يأمره القائد بتغير خططه القتالية .
لم يكن خائف ابداً بل كان يضحك في الكثير من اتصالاته مع الضباط من قادة الجيش والامن ويصـر على ان يقول لهم في نهاية كل مكالمة ما يهمني ان تقوموا بواجبكم وتحافظوا على ارواحكم وبأذن الله منتصرين .
كل المسئولين كانت تصيبهم حالة يأس وارتباك فور سماع الاخبار السيئة اما هو فكانت ملامح وجهه تستقبل الاخبار السيئة على نحو يرفع من معنويات كل المحيطين به .
صحيح انه كان يقلق ويضيق خاطره ولكن عندما يصل الي هذه الحالة كان يخرج ليمشي لوحده فلم يكن يقبل ان يرأه احد في حالة قلق .
لهذا كان القائد يفضل ان يقيم في مزرعة ولا يقبل مطلقا بالاقامة في البيوت الا اذا كان الذهاب اليها لمجرد لقاء اعلامي تنقله القنوات الاعلامية .
هي بالتأكيد كانت ايام عصيبة جداً وتستطيع ان تصفها بالاعصار ولكنها اصطدمت بجبل من الصخور الصماء فلم تستطيع ان تنال منه .
صمود ليبيا لمدة ثمانية اشهر يعود الي الصمود الاسطوري لمعمر القذافي هذا الصمود الذي انتقل الي جنوده في كل الجبهات على الرغم من فارق القوة بين عتادهم وعتاد العدو .
في كل يوم من تلك الايام كان واضحا ان معمر القذافي يريد ان يموت في هذه الملحمة حتي انه ذات يوم قال لماذا تخافون من الموت ايهما افضل ان تموت على سريرك مريض او ان تموت وانت تدافع عن وطنك .
كل كلمـة قالها كانت تعبر عن الصدق والشجاعة فالرجل وصل الي قناعة بأن التاريخ قبل ان يولد لن يكون هو التاريخ بعد غيابه وهذه هي العلامة الفارقة التي تعرف من خلالها البشر العظام من البشر الاقزام .
ظلت معه بندقيته الي اخر لحظة والنهاية التي رسمها بقناعتـه فاز بها بشجاعته .
عاش رمز للمناضلين في كل دول العالم وتحول بعد غيابه الي اسطورة تؤمن بها كل شعوب العالم التي تناضل من اجل تحرير اوطانها من العسف والعبودية .
اما نحن فخسرنا جبل من الذهب في مقابل ان نحتفظ بمكبات من القمامة والنفايات .
#الموسيقار_الموسيقار
=========
تستطيع ان تقول انها بدأت بعد التدخل الناتو في ليبيا فالقرار الذي اصدره مجلس الامن الدولي بفرض حظر الطيران ثم التلاعب في تفاصيله بحيث يعطي الشرعية لقوات الناتو لقصف كل المواقع العسكرية او المدنية في ليبيا .
كان لا بد من تغير مكان معمر القذافي فهو الهدف رقم واحد لقوات التحالف الصليبي بالاضافة الي تقليل عدد الحراسات لدواعي أمنية فلم يبق مع القائد في تلك الفترة الا عدد بسيط من الحراسات لا يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة
عزالدين الهنشيري حاول تغير ملامح وجهه وصارت له لحية طويلة فالكثير من الخونة كانوا يعرفون ان الهنشيري آمر السرية الخاصة ومن الممكن لو تعرفوا عليه سوف يراقبونه ويعطون احداثيات المكان لغرفة عمليات الناتو في ايطاليا .
كان النظام انذاك يخوض حرب ضد الخونة على الارض والاعداء في السماء وهذا مازاد من صعوبة الاحداث ورفع من مستوي التحوطات الامنية .
ولكن مع ذلك كان القائد يخرج للتجول في سيارة عادية كل يوم اكثر من مرة ويرفض ان يضع اللثام على وجهه ويبرر ذلك بأن قطعة القماش هذه لن تقتلني ولن تحييني و كان يرد عليه الهنشيري سيدي نعرف ذلك لكن لا تنسي ان الضرر الذي قد يلحق بك لاسمح الله سوف يقضي على ليبيا في نفس الوقت .
كانت الاماكن البديلة تجهز بشبكة اتصالات حتي يتسني للقائد متابعة الاحداث مع غرفة عمليات الشعب المسلح والغرف الامنية العليا .
وكانت تصلها كل اوراقه التي يدون عليها ملاحظاته ، المصحف والسجادة كان يحتفظ بهما في حقيبته فلم يشاء تغيرهما طيلة الاحداث .
كان بعد ان ينتهي من اتصالاته يقرأ القرأن الكريم ويقوم للصلاة والدعاء
اما اغلب اتصالاته فكانت مع ابنه خميس والفريق الهادي امبيرش وسيف الاسلام وعبدالله السنوسي ، اما المعتصم بالله فكان لا يتصل الا في القليل النادر حتي لا يأمره القائد بتغير خططه القتالية .
لم يكن خائف ابداً بل كان يضحك في الكثير من اتصالاته مع الضباط من قادة الجيش والامن ويصـر على ان يقول لهم في نهاية كل مكالمة ما يهمني ان تقوموا بواجبكم وتحافظوا على ارواحكم وبأذن الله منتصرين .
كل المسئولين كانت تصيبهم حالة يأس وارتباك فور سماع الاخبار السيئة اما هو فكانت ملامح وجهه تستقبل الاخبار السيئة على نحو يرفع من معنويات كل المحيطين به .
صحيح انه كان يقلق ويضيق خاطره ولكن عندما يصل الي هذه الحالة كان يخرج ليمشي لوحده فلم يكن يقبل ان يرأه احد في حالة قلق .
لهذا كان القائد يفضل ان يقيم في مزرعة ولا يقبل مطلقا بالاقامة في البيوت الا اذا كان الذهاب اليها لمجرد لقاء اعلامي تنقله القنوات الاعلامية .
هي بالتأكيد كانت ايام عصيبة جداً وتستطيع ان تصفها بالاعصار ولكنها اصطدمت بجبل من الصخور الصماء فلم تستطيع ان تنال منه .
صمود ليبيا لمدة ثمانية اشهر يعود الي الصمود الاسطوري لمعمر القذافي هذا الصمود الذي انتقل الي جنوده في كل الجبهات على الرغم من فارق القوة بين عتادهم وعتاد العدو .
في كل يوم من تلك الايام كان واضحا ان معمر القذافي يريد ان يموت في هذه الملحمة حتي انه ذات يوم قال لماذا تخافون من الموت ايهما افضل ان تموت على سريرك مريض او ان تموت وانت تدافع عن وطنك .
كل كلمـة قالها كانت تعبر عن الصدق والشجاعة فالرجل وصل الي قناعة بأن التاريخ قبل ان يولد لن يكون هو التاريخ بعد غيابه وهذه هي العلامة الفارقة التي تعرف من خلالها البشر العظام من البشر الاقزام .
ظلت معه بندقيته الي اخر لحظة والنهاية التي رسمها بقناعتـه فاز بها بشجاعته .
عاش رمز للمناضلين في كل دول العالم وتحول بعد غيابه الي اسطورة تؤمن بها كل شعوب العالم التي تناضل من اجل تحرير اوطانها من العسف والعبودية .
اما نحن فخسرنا جبل من الذهب في مقابل ان نحتفظ بمكبات من القمامة والنفايات .
#الموسيقار_الموسيقار
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا .
جراح وطنية-
- الجنس :
عدد المساهمات : 32311
نقاط : 51436
تاريخ التسجيل : 19/09/2011
. :
. :
. :
رد: الايام العصيبة .
الله يرحمه و نحتسبه عند الله في منزلة الشهداء. كل يوم أسود يمر علينا سواءا داخل ليبيا أو خارجها يخليني نضيف لقائمة الحسنات التي اكتسبناها من ثورة الفاتح و التي يصر الجرذان على إنكارها و الجحود بها. ما يجهله هؤلاء أنه يستحيل وجود أي نظام أو بلاد على الأرض تحوي المزايا المطلقة دون عيوب، لأن المكان الوحيد الذي لا يحوي عيوبا و نواقص هو الجنة.
الله يرحمه و يرحم كل أبناء الوطن الذين بذلوا دماءهم في سبيل الحفاظ على كرامته أو الموت دونها.
الله يرحمه و يرحم كل أبناء الوطن الذين بذلوا دماءهم في سبيل الحفاظ على كرامته أو الموت دونها.
ـــــــ-ــــــ-ـــــ-ـــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــ-ــــ-ــــــ-ــــــ-ـــــــ-ـــــــ-ـــــــ-
التوقيع
ليبيا خضراء غصباً عن الكل
brokenpen82-
- الجنس :
عدد المساهمات : 5045
نقاط : 17036
تاريخ التسجيل : 08/04/2011
. :
. :
مواضيع مماثلة
» الايام هن الايام هن الايام،،،اهداء للاجواد اللي تعد الرفق وتصونه
» ثعلب مزراتة او zorro مزراطة اليهودي وكذبة اكتوبر فإحذروا الشائعات في هذه الاوقات العصيبة
» عندما تتشابه المواقف العصيبة وتصمد الرجال والتاريخ يسجل الرئيس صدام حسين والمناضل ابوزيد دوردة وما اشبه الامس باليوم
» الايام
» هل الخيانة موظة هذه الايام
» ثعلب مزراتة او zorro مزراطة اليهودي وكذبة اكتوبر فإحذروا الشائعات في هذه الاوقات العصيبة
» عندما تتشابه المواقف العصيبة وتصمد الرجال والتاريخ يسجل الرئيس صدام حسين والمناضل ابوزيد دوردة وما اشبه الامس باليوم
» الايام
» هل الخيانة موظة هذه الايام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 24 نوفمبر - 16:39 من طرف علي عبد الله البسامي
» نكبة بلد المشاعر
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى فرسان اليمن
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي