المسيرة الوحدوية للطالب معمر القذافي5أكتوبر1961م

5التمور/اكتوبر 1961 ذكرى المسيرة الوحدوية الغاضبة ، التي قادها الطالب معمر القذافي ، وهو طالب بالمرحلة الثانوية بسبها ، رداً على جريمة انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة يوم 28الفاتح/سبتمبر1961م، و التي كانت تجمع القطرين الشقيقين مصر وسوريا في دولة واحدة ، تحت إسم الجمهورية العربية المتحدة (1958-1961). والتي ظلت مصر عبدالناصر محتفظة بذات الإسم ، حتى وفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر صانعها و الوفي لها ، حيث شاءت الأقدار أن يلقى وجه ربه و في تزامن مدهش يوم 28 الفاتح/سبتمبر1970م .

و قاد الطالب معمر القذافي تلك المظاهرة ، التي انظمت اليها الجماهير الغفيرة من أبناء الجنوب الحبيب ، تعبيراً واستنكاراً للعمل الإجرامي الذي قام به الإنقلابيون الفاشيون الإقليميون في سوريا في تلك الحقبة ، وبدعم رجعي صهيوني امبريالي ، و دليلاً على تعلق وحب وانتماء الشعب العربي الليبي بوحدة الأمة العربية .
لقد كان الخامس من شهر التمور/اكتوبر يوماً فاصلاً في حياة الطالب معمر القذافي ، والذي دلَّ على إنتمائه و نبوغه المبكر للعمل السياسي ، و على صدق شخصيتة القومية العروبية ، وتعلقه بمصير ومستقبل أمته العربية العظيمة ، كما جعله ذلك اليوم أكثر تصميماً على مواصلة النهج في ممارسة العمل الثوري ، رغم تعرضه عقب المظاهرة للفصل والطرد والحرمان من متابعة دراستة بولاية فزان أنذاك ، الأمر الذي جعله ينتقل الى مصراتة لمواصلة دراسته الثانوية و استمر بها محرضاً على الثورة والإنقضاض على النظام الملكي الرجعي ، والإستمرار في تشكيل الخلايا الثورية وتنظيم الوحدويين الآحرار ، الذي كانت مدينة سبها الشرارة مهد تكوين التنظيم الثوري ، الذي تحوّل الى حركة الضباط الوحدويين الأحرار ، بعدما قرر وحرض الطالب معمر القذافي زملائه بالإلتحاق بالكلية العسكرية ، وتوظيف المُدخل العسكري للقيام بالثورة ضد حكم العمالة والرجعية والتخلف وكان له ما أراد فجر الفاتح العظيم 1969.
و اليوم تأتي هذه الذكرى والأمة العربية تعيش فترة حالكة السواد ، تعيش حالة كان رموز الأمة وقادتها يحذرون منها ، قادة كانوا صُنّاع عزةٍ وكرامةٍ ومجد،كانوا أبطالاً للتاريخ، ضحوا من أجله بالثورة و بالكفاح والصمود و الفداء ،من أجل أمةٍ مرفوعةِ الهامة ،عاليةِ الرأس بين الأمم فوق الأرض وتحت الشمس .
منقول