الدكتور مصطفى الزائدي :مرة اخري اعود !!عن المرحلة الانتقالية !!

المرحلة الانتقالية ، هي الفترة الزمنية الضرورية لبسط الامن والاستقرار بعد حالة الدمار والفوضي التي اصابت البلد .
حاول قادة فبراير تنفيذ مرحلة انتقالية على هواهم لكنها فشلت تماما ، الغرب فرض مجلسا انتقاليا اختار اعضاءه بعناية، مواصفاتهم صم بكم لا يعقلون ، ومهمتهم اضفاء مشروعية ليبية على تدخل الناتو واتباعه في ليبيا !!
وبعد سقوط الدولة الجماهيرية نظمت انتخابات صورية بمقاسات محددة ، وفي ظل عزل شامل وواسع لكل القوي الوطنية ، انتجت مؤتمرا كسيحا ، لم ينجح سوى في نشر الفوضى واثارة الاحقاد والفتن ، وتبدير مدخرات الشعب !! بعد ذلك عهد الامر الي افراز انتخابي اقصائي لصياغة دستور وطني ،وعلى مدى سنتين من نقش حروف الدستور كمن ينقش في الماء نجحت هئية الدستور او التستور في تبدير بضع عشرات من الملايين ليس الا ، وعاد رئيسها الامريكي الجنسية والهوى والهوية الي وطنه سالما غانما !!
اما مرحلة مجلس النواب ومدتها النظرية سنتان فمضت في لمح البصر واضيف لها عامان اخران تامان ، وانجبت حالة تقسييم فعلية ،وثلاثة حكومات تدعي الشرعية ، واوصلت البلاد والعباد الي حافة الافلاس !!
المجتمع الدولي ، الذي يعني في حقيقته رغبة الثلاثة الكبار وثلاتة اخريات صغار ، اختار خيار الوصاية ،فنصب حكومة من الصخيرات مدتها القانونية عام وبحد اقصى عامان ، لكنها امضت عامها الاول لتصل الي قاعدة بوسته العسكرية بعد طول عناء ، وتخصص رئيسها في السفر والترحال ، وتكمن مهمة السراج في ابرام الاتفاقات والحفاظ على مؤسسات النفط والاستثمار وصندوق المال المركزي ،ملعبا خاصا للدول الاستعمارية الامبريالية !!
البعض يطرح انتخاب رئيس للدولة مباشرة او من النواب ، واعتقد ان هذا الخيار الباقي لهم في الجراب !!
السؤال لماذا لم تنجح كل تدابير المرحلة الانتقالية ؟؟
الاجابة البديهية انها اصلا صممت كي لا تنجح وليبقى الحال على ما هو عليه !!
الغرب مهندس المؤامرة كان يسعى للوصول الي هذه النتيجة ، فدموعه حول حماية المدنيين لم تكن الا دموع تماسيح
!!
ما العمل ؟؟
انا ادعو لمناقشة مجتمعية لكيفية ادارة المرحلة الانتقالية ،وادواتها وحجم التضحيات التي قد نقدمها اثنائها والاهداف المتوخاة بعد إنتهائها !!
لا شك ان العنوان الاهم لها ، هو تحييد المليشيات واصحاب الاجندات الخاصة والمنظمات الارهابية ،وافساح المجال لمنظومة حرفية وطنية لبسط الامن وفرض الاستقرار ونزع السلاح من ايادي العابثين وحماية الافراد ومنع استيفاء الحقوق باليد واعادة جهاز القضاء للعمل !!
والله من وراء القصد
مصطفى الزائدي
2016.10.30