الرسام الألماني غيرد موسباخ: ملك الملوك لقب منحه زعماء وملوك أفارقة للقذافي

حوار أجراه: أنس الفقي
لوحة “ملك الملوك” للرسام الألماني غيرد موسباخ تجسد اللحظات الأخيرة في حياة القذافي والتي تتشابه في مشهدها مع تلك اللوحات الفنية الدينية والمعروفة بلوحة “النزول من على الصليب Descent from the cross” التي تؤرخ لعملية إنزال المسيح بعد صلبه – حسب الرواية المسيحية – والتي عادة ما كان فنانو العالم المسيحي في الزمن الغابر يتسابقون على رسمها.
كنت قد أرسلت في طلب محاورة الرسام غيرد موسباخ شهر أغسطس الماضي ولم يرد على طلبي إلا منذ أيام وجيزة، إجاباته على تساؤلاتي كانت جد مختصرة، مع العلم إنه لم يجب على سؤالين من الأسئلة المطروحة بالحوار،  وهي تتعلق بالدافع الرئيسي لإنجازه لوحة “ملك الملوك”؟ وكذلك لم يعلق على سؤال الصدفة التي جمعت بين يوم ميلاده ويوم 17 فبراير موعد انطلاقة الحرب الأهلية الليبية سنة 2011م؟ ربما لذلك صلة بما أجاب عنه كما سيظهر من خلال الحوار.
شخصية موسباخ تبدو غامضة وسيرته الذاتية ليست كبيرة مقارنة بسنه المتقدم مع ذلك فأن لوحته “ملك الملوك” تكشف عن متابعته مميزة للحدث واختياره الموفق للتواريخ والشخصيات والأنماط في لوحته.
الغريب في أمر هذه اللوحة فيما يتعلق بالربط بين القذافي والمسيح كما تذكر الرواية المسيحية إني أتذكر أن القذافي شبه في خطاب له سنة 2004م علاقته بالدول الغربية بعلاقة المسيح مع الإمبراطورية الرومانية، وهذا التشبيه تم في حضور “جو بايدن” نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الحالي والسيناتور بالكونغرس الأمريكي في ذلك الوقت.
الحوار مع الفنان الألماني غيرد موسباخ لا يدخل في إطار الترويج لثقافة مخالفة لثقافتنا بقدر تقديم معلومة جديدة للقارئ الليبي ومحاولة التعرف عن الأخر ولو تم ذلك في شكل متواضع نوعاً ما، كما لا يفوتني تقديم الشكر إلى د. فاطمة الحمروش لما كتبته في منشوره المثير للاهتمام على صفحتها بالفيس عن اللوحة الفنية “ملك الملوك” والذي ساهم بشكل كبير في اختياري لأسئلة الحوار وحفزني بشكل كبير للاتصال بالفنان غيرد موسباخ للتعرف أكثر على اللوحة الفنية “ملك الملوك”.
نص الحوار
الأيام: هل قرار تحولك إلى الكاثوليكية راجع بالأساس إلى دراستك للفنون بمدن كاثوليكية كمدريد وروما وفلورنسا؟
موسباخ: ربما لزيارتي لتلك الدول الكاثوليكية تأثير ما على قراري اعتناق المسيحية، أما التأثير الأكبر لقرار اعتناقي المسيحية راجع بشكل كبير إلى الفن المسيحي.
الأيام: هل لديك أي فكرة عن الحياة السياسية والاجتماعية في ليبيا قبل انطلاق الحرب الأهلية الليبية سنة 2011م.
موسباخ:  والدي سافر إلى  ليبيا في زيارات عمل في الماضي، والحقيقة لا أعرف الشيء الكثير عن الحياة اليومية هناك.
الأيام: في واحدة من مقاطع الفيديو القليلة لك أطلقت فيها على القذافي لقب الزعيم. لماذا اخترت عنوان “ملك الملوك” على عملك بدلاً من عنوان “الزعيم”؟
موسباخ:  لقب ملك الملوك منح للقذافي من قبل زعماء وملوك أفارقه، وهو أيضا لقب مسيحي.
الأيام: مما تحصلت عليه من معلومات فأنت تهتم كثيراً بالإيماءات ولغة الجسد في أعمالك، وبعض الإيماءات في الشخصيات التي تظهر في لوحتك “ملك الملوك” تحتاج إلى توضيح، على سبيل المثال، أداء الفتاة الكشفية التحية للقذافي تكشف عن بعض الدعم في عملك للقذافي. ما هو تعليقك؟
موسباخ:  على الأقل هذا هو تفسيرك الخاص بك للإيماءات والشخصيات باللوحة. أنا رسمت لوحة “ملك الملوك” وعلى الآخرين مشاهدتها والتعبير عن ما يعتقدون ويشعرون نحوها.