ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻦ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ

ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻓﻲ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ ﻭﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺭ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺼﻔﺖ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ، ﻃﻠﺒﻨﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ ﺍﻥ ﻳﻌﻠﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﻐﺎﺯﻱ ﺍﻭﻻً ، ﻓﺤﻈﺮ ﺍﻟﺘﺠﻮﻝ ﺳﻴﺴﺎﻋﺪ ﺍﺟﻬﺰﺓ ﺍﻻﻣﻦ ﻭﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻓﻲ
ﺿﺒﻂ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﻭﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺨﺮﺑﻴﻴﻦ .
ﻛﺎﻥ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺭﺍﺉ ﻭﺍﻋﻼﻥ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﻓﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻘﻤﻊ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺗﻠﺠﺄ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﺍﻣﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻱ ﻓﻼ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺳﻴﺌﺔ ، ﻓﻤﻦ ﺳﻴﺤﺴﻢ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻫﻮ
ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﻥ ﺍﻥ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ ﺑﻞ ﺳﺘﺤﻴﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻲ ﺟﺤﻴﻢ .
ﻓﻲ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻣﻌﻤﺮ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻜﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ
ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻻﻣﻮﺍﻝ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﺣﻮﻑ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻄﻬﺮ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺎﺕ ﺍﻻﺟﺮﺍﻣﻴﺔ .
ﺣﺎﻭﻟﻨﺎ ﻣﻌﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺭﻓﺾ ﺑﻞ ﻃﻠﺐ ﻋﺪﻡ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .
ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻇﻠﺖ ﺍﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﻝ ﺑﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﺣﺪﺍﺙ 17 ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ﺣﺘﻲ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﺮﻓﻊ ﻹﺣﻤﺪ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﺴﻼﻡ ﻏﻴﺚ ﻟﻠﻌﺮﺽ ، ﻇﻠﺖ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭ ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ ﺗﻘﺘﻀﻰ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻧﻔﺲ ﺍﻻﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﻝ
ﺑﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﺣﺪﺍﺙ 17 ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ .
ﻻ ﻣﺤﺎﻛﻤﺎﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﻻ ﺍﻋﺪﺍﻣﺎﺕ ﻭﻻ ﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﺍﻣﻼﻙ ، ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻳﺤﻘﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺗﺤﺎﻝ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ
ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺧﻮﻧﺔ ﺍﻻﺣﺪﺍﺛﻴﺎﺕ ﻓﺎﻟﻌﻘﻴﺪ ﺍﺷﺎﺭ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻲ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﻠﻴﻴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺪﺭ ﻋﺎﻡ 1953 ﻫﻮ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ .
ﻭ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ ﺍﻟﻲ ﺍﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺻﺪﺭ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺗﻪ ﺑﻌﺪﻡ ﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﺍﻣﻼﻙ ﺍﻟﺨﻮﻧﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮﻭﺍ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻗﻔﻠﻬﺎ ﻭﻣﻨﻊ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺄﻯ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻭﻗﺪ ﻧﻔﺬ ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺿﻮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺑﺪﻗﺔ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ
ﺣﺘﻲ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺼﻞ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺑﺸﺄﻧﻪ ﺑﺎﻗﺘﺤﺎﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻣﻼﻙ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﺳﺮﻗﺔ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻬﺎ .
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻨﺎ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ ﻋﻦ ﺣﻖ ﻳﻤﻠﻜﻪ ﻓﻲ ﺃﺻﻌﺐ ﺍﻻﻭﻗﺎﺕ ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺳﻴﻒ ﻗﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ؟ ﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺼﺐ ﺍﻟﻤﺸﺎﻧﻖ ﻟﻠﺨﻮﻧﺔ ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻌﺒﺪﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﺍﻟﺴﺎﺋﺢ ﻟﻜﻲ ﻳﻄﻤﺌﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺠﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﺑﻮﺳﻠﻴﻢ ﻭﺍﻥ
ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺗﻤﻮﻳﻦ ﻛﺎﻓﻲ ﻭﺍﻥ ﻣﻮﻟﺪ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻳﻌﻤﻞ ؟
ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺟﺎﺑﺎﺕ ﺳﺘﺠﺪﻭﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﺭﺣﻞ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﻻﺑﻴﺾ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻛﺎﻥ ﻛﺜﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﻧﺎﺻﻌﺔ
ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺣﻤﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻟﺰﻭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺪﺍﺋﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﻳﺘﺤﻤﻠﻮﺍ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻃﻴﻠﺔ ﺳﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ .
ﻟﻮ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻛﻼﻣﻨﺎ ﻟﻤﺎ ﺗﺪﺧﻠﺖ ﺍﻻﺭﺍﺩﺓ ﺍﻻﻟﻬﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﺘﻘﺘﺺ ﻟﻪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺒﺮﻭﺕ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻛﻞ ﺭﺑﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﻴﻠﻪ ﻟﻦ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻟﻜﻲ ﻳﺤﻤﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ
ﺳﺬﺍﺟﺔ ﻭﺍﻃﻤﺎﻉ ﺍﻟﺒﺸﺮ .
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻲ ﺍﺑﻌﺪ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺗﻔﻮﻕ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻬﺬﺍ ﻧﺤﻦ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻧﺰﺩﺍﺩ
ﻋﻠﻤﺎً ﺑﺎﻻﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺄﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﻗﺼﺘﻨﺎ ﻣﻌﻪ ﺍﺷﺒﻪ ﺑﻘﺼﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﻮﺳﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻏﻴﺮ
ﺍﻧﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺴﻌﺪ ﺑﺤﻀﻮﺭﻩ ﻭﺍﺻﺒﺤﻨﺎ ﻻ ﻧﻄﻴﻖ ﺻﺒﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﻗﻪ .
# ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﺎﺭ _ ﺍﻟﻤﻮﺱﻳﻘﺎﺭ