العربي الجديد: أحداث الهلال النفطي تؤكد وجود “صراع روسي وإيطالي”

اعتبرت صحيفة “العربي الجديد” أن أحداث خليج سرت الأخيرة تثبت وجود “خلاف مبطن بين روسيا و إيطاليا” حول النفط الليبي رغم أن الدولتين لم تصدرا ردات فعل رسمية إزاء سيطرة ماتسمى سرايا الدفاع عن بنغازي الارهابية على الموانئ النفطية.

واعتبرت الصحيفة، في تقرير نشرته امس السبت، أن البيان الصادر عن بعض أعضاء مجلس نواب طبرق الذي اتهموا فيه ايطاليا بـ”دعمها لسرايا الدفاع عن بنغازي فى الجفرة وإمدادها بالسلاح” وأن “الاحتجاجات الشعبية في طبرق والبيضاء وبنغازي شرق البلاد” والتي “أحرق خلالها المحتجون العلم الإيطالي” هي مؤشر “يعكس شعور الشارع المؤيد لحراك حفتر بوجود إيطالي وراء نجاح السرايا”.

وتساءلت الصحيفة عن علاقة أحداث خليج سرت بالاتفاق الموقع بين المؤسسة الوطنية للنفط وشركة روسنفت النفطية الروسية، الذي تم قبل أسبوعين، إذ يمكن أن يكون الهجوم “تشجيعا إيطاليا كرد فعل على تجرؤ روسيا على ترجمة مساعيها في ليبيا إلى أفعال”، حسب الصحيفة.
ورغم الموقف الإيطالي المعلن مؤخرا والمرحب بـ”سعي المجلس الرئاسي، المقرب أغلب مسؤوليه منها، باستلام موانئ النفط التي سيطرت عليها قوات سرايا الدفاع”، فإن الصحيفة تؤكد أن “غموض المشهد العسكري بمنطقة الهلال لا يزال يلقي بظلاله على وضوح الموقف الدولي بشأن الأحداث المتسارعة في اتجاه تعميق الأزمة في البلاد”.
وذكّرت الصحيفة، كذلك، بالموقف الأمريكي من الأحداث الأخيرة الذي اعتبرته “ضبابيا حيال الأزمة الليبية”، مرجعة ذلك إلى التصريحات المتضاربة لمسؤولي الإدارة الأمريكية. ففي حين أبدى مستشار وزير الخارجية الأمريكية وليد فارس، قبل أسبوعين، “دعم قوات الجيش الليبي بقيادة حفتر على الرغم من الخلافات السياسية العالمية”، فإن قائد عمليات الجيش الأمريكي في إفريقيا الجنرال توماس والدهاوز قد أشار، أمس الجمعة، إلى “ضرورة تواصل واشنطن مع حكومة الوفاق وقوات الجنرال خليفة حفتر في شرق البلاد، من أجل حثهم على الوصول إلى تسوية سياسية” و”دعم جهود حكومة الوفاق من أجل فرض سيطرتها وتحقيق الاستقرار المطلوب، لمواجهة الاضطرابات التي تعد أكبر تهديد قريب الأجل لمصالح أميركا”. وتؤكد هذه المواقف، حسب الصحيفة، أن واشنطن “لم تبلور رؤيتها الواضحة بشأن ليبيا”.