جمال سلطان :هكذا ورط خليفة حفتر السيسى في هذه المعادلة الصعبة
صفحة 1 من اصل 1
جمال سلطان :هكذا ورط خليفة حفتر السيسى في هذه المعادلة الصعبة
رأى الكاتب الصحفى جمال سلطان أن حفتر كان ورطة لمن دعموه سابقا ، وأصبح اليوم عبئا على المجتمع الدولي ، بعد أن كان عبئا على ليبيا وشعبها ومقدراتها.
وقال إن حفتر لم يعد "الرهان الأول" في ليبيا ، وأن بدأت مصر تراجع موقفها ، وتبني جسور تواصل مع القوى الليبية المختلفة ، حتى خصوم حفتر.
أضاف أنه ظهر موقف جديد للمجتمع الدولي يرى أن الحل في ليبيا هو حل سياسي وليس حلا عسكريا ، لأن السلاح بيد الجميع هناك .
وإلى نص المقال :
كان الجنرال المغامر خليفة حفتر هو رهان مصر في ليبيا طوال السنوات الثلاث الماضية ، رمى خلفه الرئيس عبد الفتاح السيسي بكل ثقله ، واعتبر أنه يمثل ما أسماه "الجيش الوطني الليبي" وأن دعمه هو دعم للحفاظ على الدولة في ليبيا ومكافحة الإرهاب.
واندفعت مصر في الإعلان المتتالي عن تحالفها مع حفتر وقيامها بدعم وتدريب قواته ، ناهيك عن الأخبار المنتشرة في الإعلام العالمي عن دعم جوي مصري إماراتي في الشرق الليبي ، وبعد أن تعثر حفتر في بنغازي ، عاصمة الشرق ، وظل أكثر من عامين عاجزا عن السيطرة عليها رغم كل الدعم المادي والعسكري والاستخباراتي والجوي .
وبعد أن نجحت الكتائب العسكرية من خصوم حفتر في الغرب والوسط الليبي "قوات البنيان المرصوص" في تحرير مدينة سرت من تنظيم داعش الإرهابي في معركة طاحنة وحاسمة أثنى عليها العالم كله ، وبعد أن ظهر موقف جديد للمجتمع الدولي يرى أن الحل في ليبيا هو حل سياسي وليس حلا عسكريا ، لأن السلاح بيد الجميع هناك ، وبعد أن تم الوصول إلى اتفاق سياسي في "الصخيرات" المغربية ، يقضي بتشكيل مجلس أعلى للدولة وحكومة في العاصمة طرابلس وترتيبات أخرى ، وأن يخضع قائد الجيش للقيادة السياسية ، بما يعني أن حفتر لم يعد "الرهان الأول" هناك .
وبدأت مصر تراجع موقفها ، وتبني جسور تواصل مع القوى الليبية المختلفة ، حتى خصوم حفتر ، وتدعوهم لزيارة القاهرة والتشاور وعقد جلسات حوار متتالية ، مع ميل واضح ـ بطبيعة الحال ـ للجنرال العسكري الطامح بشهوة عارمة للسيطرة على السلطة هناك .
الأسبوع الماضي طرأ تحول كبير على الأوضاع العسكرية الميدانية في ليبيا ، في الشرق تحديدا ، حيث يوجد حفتر وقواته ، عندما نجحت كتائب من شرق ليبيا "سرايا الدفاع عن بنغازي" في سحق قوات خليفة حفتر في منطقة الهلال النفطي ، وطرد قواته من المدن الرئيسية التي تمثل عصب صناعة النفط في ليبيا وموانئ التصدير ، وخاصة راس لانوف وميناء السدرة ، وحاول حفتر استعادتها ففشل وتم طرد قواته بل وتهديد واضح بالوصول إلى بنغازي لطرده منها وفرض الأمن هناك وإعادة العائلات التي هجرتها ميليشيات حفتر ، كما نجحت كتائب عسكرية في مدينة درنة بالوصول إلى قاعدة طبرق العسكرية التي كان يسيطر عليها حفتر ، ونجحت في تحريرها والسيطرة عليها بسهولة .
وهذا التطور كشف عن أن حفتر هو "فقاعة" عسكرية تقوم على إسناد خارجي ضخم ، بمجرد أن يتوقف أو يتأخر يتعرى الجنرال ويخسر كل ما تحت يده من مواقع ، وباختصار ، لا يصلح أن يكون رهانا عسكريا لأي جهة ، كما ـ بطبيعة الحال ـ لا يصلح أن يكون بديلا سياسيا . حفتر بعد هزيمته هرع إلى القاهرة ، ولا يدري أحد ما الذي يدور الآن في حواراته ولقاءاته هنا في القاهرة ، ولكن العنوان الواضح من الزيارة السريعة وغير المعلن عنها سابقا ، هو البحث عن إنقاذ من الكارثة التي حلت به وبقواته ، التماس الدعم والإسناد والغوث من مصر ومن الإمارات ، فهل يمكن أن يحصل على ما يريد ، حتى لو وضع تحت شروط جديدة أكثر صرامة ، هذا ما أخشاه ، لأن الأوضاع في ليبيا تغيرت ، والحسابات الدولية في ليبيا تغيرت أيضا ، وهناك اتفاقات ثلاثية أعلنت مؤخرا بين مصر وتونس والجزائر تعهد فيها الجميع على منع التدخل العسكري "الأجنبي" في ليبيا ، والتأكيد على أن الحل هناك سياسي وليس عسكريا ، ومصر لا يمكن أن تتجاهل كل هذه التحولات والأوضاع الجديدة ، كما أنه لا يكون في صالح مصر الارتهان إلى هذا النزيف الليبي ، لأنه نزف من سمعتها ومن أمنها ومن مصالحها المستقبلية في الدولة الجار المهمة للغاية لمصر وأمنها واقتصادها أيضا.
كما أن الروابط الاجتماعية والعائلية بين الشعبين شديدة التداخل والتعقيد ، وأي حسابات خاطئة يمكن أن تكون عواقبها كارثية . حفتر كان ورطة لمن دعموه سابقا ، وأصبح اليوم عبئا على المجتمع الدولي ، بعد أن كان عبئا على ليبيا وشعبها ومقدراتها ، وأعتقد جازما أنه اليوم عبء على مصر نفسها ، هو لغم تخريبي لكل تطور سياسي في ليبيا ، ولا يمكن أن يولد في ليبيا نظام سياسي أو استقرار سياسي بدون تحجيم هذا الجنرال المغامر ، أو إخراجه بالكامل من مستقبل الحل السياسي ، وفكرة تمكين قائد عسكري من حكم ليبيا من جديد أسطورة ثبت أنها محاولة استنساخ فاشلة لما لا يقبل الاستنساخ ، وعلى مصر أن تتعلم من درس السنوات الثلاث الماضية ، وأن تنأى بنفسها عن أن تكون في صدام مع الشعب الليبي أو أن تكون جزء من الانقسام الأهلي فيه
المصدر
صحيفة بوابة القاهرة
وقال إن حفتر لم يعد "الرهان الأول" في ليبيا ، وأن بدأت مصر تراجع موقفها ، وتبني جسور تواصل مع القوى الليبية المختلفة ، حتى خصوم حفتر.
أضاف أنه ظهر موقف جديد للمجتمع الدولي يرى أن الحل في ليبيا هو حل سياسي وليس حلا عسكريا ، لأن السلاح بيد الجميع هناك .
وإلى نص المقال :
كان الجنرال المغامر خليفة حفتر هو رهان مصر في ليبيا طوال السنوات الثلاث الماضية ، رمى خلفه الرئيس عبد الفتاح السيسي بكل ثقله ، واعتبر أنه يمثل ما أسماه "الجيش الوطني الليبي" وأن دعمه هو دعم للحفاظ على الدولة في ليبيا ومكافحة الإرهاب.
واندفعت مصر في الإعلان المتتالي عن تحالفها مع حفتر وقيامها بدعم وتدريب قواته ، ناهيك عن الأخبار المنتشرة في الإعلام العالمي عن دعم جوي مصري إماراتي في الشرق الليبي ، وبعد أن تعثر حفتر في بنغازي ، عاصمة الشرق ، وظل أكثر من عامين عاجزا عن السيطرة عليها رغم كل الدعم المادي والعسكري والاستخباراتي والجوي .
وبعد أن نجحت الكتائب العسكرية من خصوم حفتر في الغرب والوسط الليبي "قوات البنيان المرصوص" في تحرير مدينة سرت من تنظيم داعش الإرهابي في معركة طاحنة وحاسمة أثنى عليها العالم كله ، وبعد أن ظهر موقف جديد للمجتمع الدولي يرى أن الحل في ليبيا هو حل سياسي وليس حلا عسكريا ، لأن السلاح بيد الجميع هناك ، وبعد أن تم الوصول إلى اتفاق سياسي في "الصخيرات" المغربية ، يقضي بتشكيل مجلس أعلى للدولة وحكومة في العاصمة طرابلس وترتيبات أخرى ، وأن يخضع قائد الجيش للقيادة السياسية ، بما يعني أن حفتر لم يعد "الرهان الأول" هناك .
وبدأت مصر تراجع موقفها ، وتبني جسور تواصل مع القوى الليبية المختلفة ، حتى خصوم حفتر ، وتدعوهم لزيارة القاهرة والتشاور وعقد جلسات حوار متتالية ، مع ميل واضح ـ بطبيعة الحال ـ للجنرال العسكري الطامح بشهوة عارمة للسيطرة على السلطة هناك .
الأسبوع الماضي طرأ تحول كبير على الأوضاع العسكرية الميدانية في ليبيا ، في الشرق تحديدا ، حيث يوجد حفتر وقواته ، عندما نجحت كتائب من شرق ليبيا "سرايا الدفاع عن بنغازي" في سحق قوات خليفة حفتر في منطقة الهلال النفطي ، وطرد قواته من المدن الرئيسية التي تمثل عصب صناعة النفط في ليبيا وموانئ التصدير ، وخاصة راس لانوف وميناء السدرة ، وحاول حفتر استعادتها ففشل وتم طرد قواته بل وتهديد واضح بالوصول إلى بنغازي لطرده منها وفرض الأمن هناك وإعادة العائلات التي هجرتها ميليشيات حفتر ، كما نجحت كتائب عسكرية في مدينة درنة بالوصول إلى قاعدة طبرق العسكرية التي كان يسيطر عليها حفتر ، ونجحت في تحريرها والسيطرة عليها بسهولة .
وهذا التطور كشف عن أن حفتر هو "فقاعة" عسكرية تقوم على إسناد خارجي ضخم ، بمجرد أن يتوقف أو يتأخر يتعرى الجنرال ويخسر كل ما تحت يده من مواقع ، وباختصار ، لا يصلح أن يكون رهانا عسكريا لأي جهة ، كما ـ بطبيعة الحال ـ لا يصلح أن يكون بديلا سياسيا . حفتر بعد هزيمته هرع إلى القاهرة ، ولا يدري أحد ما الذي يدور الآن في حواراته ولقاءاته هنا في القاهرة ، ولكن العنوان الواضح من الزيارة السريعة وغير المعلن عنها سابقا ، هو البحث عن إنقاذ من الكارثة التي حلت به وبقواته ، التماس الدعم والإسناد والغوث من مصر ومن الإمارات ، فهل يمكن أن يحصل على ما يريد ، حتى لو وضع تحت شروط جديدة أكثر صرامة ، هذا ما أخشاه ، لأن الأوضاع في ليبيا تغيرت ، والحسابات الدولية في ليبيا تغيرت أيضا ، وهناك اتفاقات ثلاثية أعلنت مؤخرا بين مصر وتونس والجزائر تعهد فيها الجميع على منع التدخل العسكري "الأجنبي" في ليبيا ، والتأكيد على أن الحل هناك سياسي وليس عسكريا ، ومصر لا يمكن أن تتجاهل كل هذه التحولات والأوضاع الجديدة ، كما أنه لا يكون في صالح مصر الارتهان إلى هذا النزيف الليبي ، لأنه نزف من سمعتها ومن أمنها ومن مصالحها المستقبلية في الدولة الجار المهمة للغاية لمصر وأمنها واقتصادها أيضا.
كما أن الروابط الاجتماعية والعائلية بين الشعبين شديدة التداخل والتعقيد ، وأي حسابات خاطئة يمكن أن تكون عواقبها كارثية . حفتر كان ورطة لمن دعموه سابقا ، وأصبح اليوم عبئا على المجتمع الدولي ، بعد أن كان عبئا على ليبيا وشعبها ومقدراتها ، وأعتقد جازما أنه اليوم عبء على مصر نفسها ، هو لغم تخريبي لكل تطور سياسي في ليبيا ، ولا يمكن أن يولد في ليبيا نظام سياسي أو استقرار سياسي بدون تحجيم هذا الجنرال المغامر ، أو إخراجه بالكامل من مستقبل الحل السياسي ، وفكرة تمكين قائد عسكري من حكم ليبيا من جديد أسطورة ثبت أنها محاولة استنساخ فاشلة لما لا يقبل الاستنساخ ، وعلى مصر أن تتعلم من درس السنوات الثلاث الماضية ، وأن تنأى بنفسها عن أن تكون في صدام مع الشعب الليبي أو أن تكون جزء من الانقسام الأهلي فيه
المصدر
صحيفة بوابة القاهرة
ابن زليتن السيل العرم-
- الجنس :
عدد المساهمات : 1237
نقاط : 11563
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
. :
. :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 7 يناير - 7:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» النفير المقدس
الخميس 4 يناير - 1:50 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى شيوخ ومثقفي الخليج
الأحد 31 ديسمبر - 17:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» .سجل حضورك ... بصورة تعز عليك ... للبطل الشهيد القائد معمر القذافي
الإثنين 25 ديسمبر - 17:43 من طرف chlih
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:07 من طرف علي عبد الله البسامي
» أملٌ زمنَ القهر
الأحد 24 ديسمبر - 18:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» عملاق الردى
الأحد 24 ديسمبر - 17:15 من طرف علي عبد الله البسامي
» إجرام الغرب
السبت 16 ديسمبر - 16:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» فضبدة الخذلان
الجمعة 8 ديسمبر - 9:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» شرف المقاومة
الأحد 3 ديسمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» زمرة العز في زمن الهوان
السبت 2 ديسمبر - 13:22 من طرف علي عبد الله البسامي
» دليل التّردِّي
الثلاثاء 28 نوفمبر - 0:26 من طرف علي عبد الله البسامي
» الخذلان المذل
الأحد 26 نوفمبر - 11:55 من طرف علي عبد الله البسامي
» أحرارُ الخَلَف
الخميس 23 نوفمبر - 17:06 من طرف علي عبد الله البسامي
» وثبة الابطال في اليمن
الأربعاء 22 نوفمبر - 17:11 من طرف علي عبد الله البسامي
» هان العرب
الأربعاء 22 نوفمبر - 6:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:03 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى ابي عبيدة
الإثنين 20 نوفمبر - 23:02 من طرف علي عبد الله البسامي
» شعب الاباء في غزة
السبت 18 نوفمبر - 0:42 من طرف علي عبد الله البسامي
» ضرُّ المذلّة في الامّة
الأحد 12 نوفمبر - 0:40 من طرف علي عبد الله البسامي