من أجهد نفسه ومن حصل على المفتاح - يوسف المثل
صفحة 1 من اصل 1
من أجهد نفسه ومن حصل على المفتاح - يوسف المثل
بسم الله الرحمن الرحيم
جعل الله في هذا الكون سنن لا تتغير ولا تتبدل قال تعالى (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) ’ فإن الأمر أشبه بقوانين الفيزياء المنضبطه في هذا الكون والخارج عنها لن يحصل إلا على التعب والشقاء وهدر المال والجهد .
نعم عندما يذهب السفهاء ضاربين بهذه السنن والقوانين عرض الحائط ثم ينتظرون أن تخرج لهم شجرة الحنظل تفاحا ثم يمارسون هذا التيه الكبير والجنون الفظيع في إطار تفاعل جماعي فلن يخرجوا منه إلا إلى الخسران وذهاب نفس الحياة المتبقي .
لا بد إذا من الوصاية على المجانين حينها والسفهاء والحجر عليهم وإن ظهر هذا بأنه ظلم فهو في الحقيقة منع لهم من الهلاك الذي لا يدركون أنه متربص بهم هناك إن سلكوا ما يهوون ويختارون .
ولنضرب هنا مثلا يرشد القارئ على أن الأمر يكون بالبساطه بمكان عندما يكون أمر مقدر وإن لم تبذل فيه أسباب قد يراها البعض واجبة لحصوله وقد يفتعل البعض الفضائع والمحارق ظنا منه أن لا سبيل لذلك إلا بهذا ليكون هذا المثل أنموذجا لتحريك الوعي لدى هؤلاء الناس .
يوسف عليه السلم ذلك النبي العظيم ألم يرشدك الله في أوائل قصته لأن تنتبه لها !
(لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ) .
هل طمع في ملك ورئاسة فقام بتأجيج العامة والزج بهم في محارق لأنه على مبدأ البعض لا بد من التضحيات والأشلاء ؟!
الجواب لا فإن الأمر عند سادة الناس هؤلاء ليس كما هو هند هؤلاء بل هو ما بين في قوله (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) .
فهم عبيد لربهم وإنما قيامهم بأي أمر أمتثال لما يأتيهم من أمر الله كما حال عبادة الملائكة الخالصة الذين قال الله عنهم (لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ) .
فكان حال هؤلاء الأنبياء هي دعوة الناس للإيمان والعبودية فما حصل بعدها من تمكين لهم وجعل لهم سلطان فهو من عند الله جعله لهم حين ترقوا في الأوامر عبودية من بعد عبودية وإلا كان أمرهم على الأمر الأول من دعوة وتذكير .
فلتتأمل كيف ساق الله يوسف من حضن أبيه حتى أقعده الله على عرش مصر بلا قطرة دم واحدة لتعلم أن الأمر لا كما تظن وأن ما يقوم به جمع من الطغام اليوم من ثورات وخلق بيئة للتوحش والعنف ما هو إلا افساد في الأرض حاربه الأنبياء بانفسهم .
إن لكل أمر في هذا الكون مفتاح يوصلك له بسهوله أكبر مما تتصور فإن كان هناك مفتاح وإلا لا تجهد نفسك لأمر لما تعطاه أو لم يهيء سببه بتقدير الله لأنك ستفعل العظائم ولن تحصل إلا على النصب وضياع الحظ .
ومكلّف الأيَّامٍ ضدَّ طباعها***متطلّبٌ في الماءِ جذوة نار
.
جناحي الطائر-
- الجنس :
عدد المساهمات : 4
نقاط : 5530
تاريخ التسجيل : 07/05/2017
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 16:39 من طرف علي عبد الله البسامي
» نكبة بلد المشاعر
السبت 23 نوفمبر - 14:40 من طرف علي عبد الله البسامي
» الى فرسان اليمن
الأربعاء 20 نوفمبر - 20:28 من طرف larbi
» تخاذل أمّة
الجمعة 15 نوفمبر - 20:46 من طرف علي عبد الله البسامي
» ترياق الهَذَر
السبت 9 نوفمبر - 0:32 من طرف علي عبد الله البسامي
» تحية لفرسان لبنان
الجمعة 1 نوفمبر - 23:43 من طرف علي عبد الله البسامي
» أشجان عربية
الجمعة 25 أكتوبر - 22:54 من طرف علي عبد الله البسامي
» فلنحم وجودنا
الإثنين 21 أكتوبر - 22:13 من طرف علي عبد الله البسامي
» وداع الأبطال
الأحد 20 أكتوبر - 10:19 من طرف علي عبد الله البسامي
» بين الدين والاخلاق
الجمعة 18 أكتوبر - 10:36 من طرف علي عبد الله البسامي
» حول مفهوم الحضارة
الجمعة 18 أكتوبر - 10:33 من طرف علي عبد الله البسامي
» فيم تكمن قيمة الانسان ؟؟؟
الجمعة 18 أكتوبر - 10:30 من طرف علي عبد الله البسامي
» حزب المجد
الخميس 17 أكتوبر - 23:24 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الإقدام
السبت 12 أكتوبر - 13:59 من طرف علي عبد الله البسامي
» نداء الى امّتنا
الخميس 10 أكتوبر - 16:49 من طرف علي عبد الله البسامي
» حقيقة الثقافة
الجمعة 20 سبتمبر - 14:56 من طرف علي عبد الله البسامي
» وجعٌ على وجع
الإثنين 16 سبتمبر - 17:28 من طرف علي عبد الله البسامي
» تعاظمت الجراح
الأحد 15 سبتمبر - 17:57 من طرف علي عبد الله البسامي
» بجلوا الابطال
الجمعة 13 سبتمبر - 17:37 من طرف علي عبد الله البسامي
» موقف عز وشرف
الثلاثاء 20 أغسطس - 0:19 من طرف علي عبد الله البسامي