الآلاف من المهاجرين يوجدون بمراكز احتجاز في ليبيا

من طرف الشابي الجمعة 12 مايو - 17:15

عملية إنقاذ مهاجرين في عرض البحر في 28 أبريل/ بوعلام غبشي

كشفت أحد الأجهزة الليبية أن نحو 8 آلاف مهاجر محتجز في ليبيا، ويتزامن صدور هذه الأرقام مع إعلان المحكمة الجنائية الدولية اعتزامها فتح تحقيق حول الاتجار بالبشر بشأن تهريب المهاجرين في هذا البلد، الذي تستغل فيه ميليشيات وعصابات مسلحة الوضع القائم، للقيام بممارسات خارجة عن القانون وماسة بحقوق الإنسان تجاه المهاجرين.

أصبحت ليبيا بوابة رئيسية للمهاجرين نحو أوروبا بسبب الوضع السائد فيها، وتباينت منذ مدة الأرقام حول عدد هؤلاء بالبلاد في ظل غياب سلطة قوية، قادرة على التحكم في مجريات الأمور عبر مجموع تراب الليبي.

وآخر ما جاء بهذا الخصوص، إعلان ما يعرف محليا بجهاز مكافحة الهجرة السرية، حيث قال مسؤولها، وفق ما نقلته عنه صحف ليبية، أنه يوجد في مراكز الاحتجاز في ليبيا ما بين 7000 إلى 8000 مهاجر.

وأتى هذا التصريح خلال افتتاح مركز احتجاز جديد، وقال فيها أيضا نفس المسؤول، “إن المهاجرين يتم ترحيلهم دوريا إلى بلدانهم بالتنسيق مع ممثّلي سفاراتهم والمنظمة الدولية للهجرة”، واعتبر أن الحدود الجنوبية الليبية هي المنفذ الرئيسي للمهاجرين، مشيرا إلى أن إحكام المراقبة عليها سيوقف تدفق المهاجرين.

“التجارة المربحة”

وقد يكون العدد “أكثر من ذلك بكثير”، وفق ما صرحت به الدبلوماسية الليبية صالحة الشتيوي، التي تعتبر أن أزمة المهاجرين تستغلها الميليشيات كتجارة مربحة، وسردت بهذا الخصوص حكاية مهاجر نقلتها إحدى القنوات الفرنسية، قال فيها “إن الاتجار في المهاجرين أصبح الدخل الثاني بعد النفط لهذه الميلشيات”.

ويعتبر الغرب الليبي، تقول الشتيوي، مكان تنشط فيها العصابات المسلحة والميليشيات، مشيرة إلى أنها منطقة “خارج سيطرة السلطة المركزية، حيث تكثر مراكز احتجاز المهاجرين بشكل غير قانوني، مستغلة “ضعف الحكومة المركزية”.

ولا تخفي الشتيوي أن معاملة هؤلاء المهاجرين في مراكز الاحتجاز التابعة للحكومة، لكونها لا ترقى لتلك الموجودة في الدول التي تحترم حقوق الإنسان، ولا تتوفر فيها المعايير المتعارف عليه في المراكز الأوروبية. وأرجعت ذلك لضعف الإمكانيات والخبرة المحدودة للسلطة في التعامل مع أزمة، ترى أنها “فرضتها عليها الفوضى السائدة”، إضافة إلى طبيعة الحكومة التي “لم تنل ثقة البرلمان”.

وكمواطنة ليبية، تعبر الشتيوي عن استنكارها لما يعانيه المهاجرون في بلادها، “فهم بشر مثلنا”، تقول هذه الدبلوماسية بنوع من الحسرة، لافتة إلى أن الحل لمراقبة الأزمة وإعادة الأمل لليبيين في مستقبل بلادهم، “عسكري سياسي، بالقضاء على هذه الميليشيات، حتى يمكن للسياسي اتخاذ القرارات”.

فتح تحقيق

وتعتزم المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق حول تهريب المهاجرين في ليبيا، وفق ما أعلنته المدعية العامة في المحكمة فاتو بنسودا أمام مجلس الأمن الدولي، والتي أوضحت أن آلاف المهاجرين، بينهم نساء وأطفال، موقوفون في مراكز احتجاز في ليبيا حيث “يزعم أن الجرائم، بما فيها القتل والاغتصاب والتعذيب باتت (أمرا) شائعا”.

ويحكي المهاجرون الذين وصلوا إلى أوروبا وتحديدا إيطاليا قادمين إليها من ليبيا عن فظاعة الجرائم التي يتعرضون لها في هذا البلد، الذي يتواصل تدفق المهاجرين منه عبر المتوسط رغم الأخطار الكثيرة. وأنقذت منظمات إنسانية تنشط في المنطقة إضافة إلى خفر السواحل الإيطالي خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخير بين ستة حتى سبعة آلاف مهاجر.
http://ar.infomigrants.net/post/160517047011/d8a7d984d8a2d984d8a7d981-d985d986-d8a7